"الحكاية" يقدم قراءة شاملة لقمة شرم الشيخ.. تحليلات لضياء رشوان وغطاس والدجني حول مستقبل غزة

التاريخ : الاثنين 13 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات
مضامين الفقرة الأولى:عمرو أديب: السيسي يحصل على تعهد أمريكي بإعادة إعمار غزة وينهي توترات القاهرة وواشنطن
افتتح الإعلامي عمرو أديب الحلقة بتسليط الضوء على الأصداء العالمية لقمة شرم الشيخ للسلام، مؤكدًا أن العالم بأسره يتابع هذا الحدث التاريخي الذي جمع قادة دوليين على أرض مصر.
وأشار أديب إلى أن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شرم الشيخ يعكس مكانة مصر المحورية في ملفات المنطقة، مؤكداً أن مصر دائمًا هي الحل، وأن القاهرة قادرة على جمع الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة من أجل السلام.
كما توقف عمرو أديب عند تفاصيل الصورة الجماعية للقمة، مشيرًا إلى أن ألوان خلفيتها جاءت مطابقة لألوان علم فلسطين، وأوضح أن غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن القمة لم يكن مصادفة، بل نتيجة إدراكه أن وجوده وسط هذا المشهد السياسي الذي يرفع رمزية فلسطين كان سيثير جدلاً واسعًا ويفسد روح الحدث.
علق أديب على كلمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث استخدم "الصفقة" في خطابه الرسمي بالقمة، موضحًا أن ترامب وصف خطة السلام في غزة بأنها "صفقة منزوعة السلاح"، في إشارة إلى نيته طرح رؤية أمريكية شاملة تتضمن ترتيبات أمنية جديدة تضمن وقف القتال وتهيئة الأجواء لإعادة الإعمار. كما أشار إلى أن مصطلح "الصفقة" لم يأتِ مصادفة، بل يعكس توجهًا أمريكيًا لإعادة طرح ما يُعرف بـ"صفقة القرن" في ثوب جديد، بعد التغيرات التي فرضتها الحرب الأخيرة في غزة.
وأضاف أديب أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تعامل مع الموقف الأمريكي بحكمة وواقعية سياسية عالية، حيث نجح في الحصول على تعهد من الرئيس ترامب برعاية مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، وهو ما اعتبره أديب نقطة تحول في العلاقات المصرية الأمريكية.
كما استعرض البرنامج اللقاء المطول الذي جمع الرئيس ترامب بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) على هامش القمة، مشيرًا إلى أنه كان من أطول اللقاءات الثنائية التي عقدها ترامب خلال المؤتمر، ما يعكس اهتمام الإدارة الأمريكية بإعادة التواصل المباشر مع القيادة الفلسطينية بعد سنوات من الفتور.
وفي لقطة أخرى، أشار عمرو أديب إلى طريقة تعامل ترامب مع توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، خلال القمة، موضحًا أن الرئيس الأمريكي استقبله وكأنه أحد القادة الرسميين المشاركين في الحدث، في إشارة إلى استمرار بلير في لعب دور استشاري غير معلن في ملفات السلام الدولية، وخاصة القضية الفلسطينية.
مضامين الفقرة الثانية: ضياء رشوان يكشف غياب نتنياهو عن قمة السلام
تناولت الفقرة جانبًا سياسيًا مهماً من قمة شرم الشيخ للسلام، تمثل في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن المشاركة في القمة، وهو الغياب الذي أثار تساؤلات عديدة في الأوساط الإعلامية والسياسية، وفتح الباب أمام تحليلات متعددة حول دلالاته وأسبابه.
بدأ الإعلامي عمرو أديب بالحديث عن الموضوع قائلًا إن نتنياهو لم يكن مرحبًا به في شرم الشيخ، مؤكدًا أن حضوره كان سيفسد الحدث السياسي والرمزي للقمة التي جمعت قادة العالم تحت عنوان السلام
وأشار أديب مرة اخرى إلى أن غياب نتنياهو لم يكن قرارًا مفاجئًا من جانبه فقط، بل جاء بعد إدراكه أن وجوده وسط هذا المشهد الدولي – الذي يحمل رمزية واضحة لدعم فلسطين – سيكون محرجًا سياسيًا له، خاصة بعد الانتقادات العالمية الواسعة التي واجهتها إسرائيل بسبب عملياتها العسكرية في غزة.
من جانبه، أكد ضيف الحلقة، الكاتب ضياء رشوان، أن نتنياهو لم يأتي لشرم الشيخ فجأة، وأوضح رشوان أن الإجابة تكمن في تغير الموقف الدولي تجاه إسرائيل، مؤكدًا أن دول العالم باتت تنظر إلى إسرائيل على أنها "شبه إرهابية" بسبب الانتهاكات المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف أن نتنياهو أصبح في عزلة سياسية متزايدة، وأن حضوره قمة شرم الشيخ كان سيواجه برفض ضمني من كثير من القادة المشاركين، الذين حرصوا على إظهار دعمهم لجهود السلام ورفضهم لسياسات الاحتلال.
وأكد رشوان أن القمة مثلت تحولًا واضحًا في موازين الصورة الدولية، حيث نجحت مصر في جمع قادة العالم في مشهد يدعو إلى السلام، بينما اختار نتنياهو الغياب خوفًا من المواجهة السياسية والإعلامية، ليبدو المشهد وكأن العالم يتحرك نحو السلام في غياب إسرائيل.
مضامين الفقرة الثالثة: جدل حول الضمانات الأمريكية وإمكانية تحقيق سلام حقيقي مع "إسرائيل"
شهدت الحلقة نقاشًا بين الإعلامي عمرو أديب وضيوفه حول مدى إمكانية الوثوق بإسرائيل وجدوى الضمانات الأمريكية لتحقيق السلام الفعلي على الأرض، في ظل التجارب السابقة من خروقات الاتفاقات. اعتبر أديب أن إسرائيل لا تلتزم بأي اتفاق إلا بما يخدم مصالحها، وأن تاريخها الطويل في نقض التعهدات يجعل أي حديث عن سلام دائم مجرد وعود مؤقتة، متسائلًا: هل الضمانات الأمريكية كافية لتحقيق المطلوب على الأرض؟.
أوضح البرلماني والسياسي د. سمير غطاس أن الضمانات الأمريكية تبقى سياسية أكثر منها تنفيذية، مشيرًا إلى أن واشنطن غالبًا ما تمارس دور "الوسيط المنحاز" دون تقديم آليات حقيقية لضمان التنفيذ. وأكد أن مصر وحدها قادرة على فرض معادلة التوازن في أي اتفاق سلام، باعتبارها الطرف الوحيد الذي يحظى بثقة كل من الفلسطينيين والإسرائيليين.
من جانبه، تناول د. حسام الدجني الجانب الفلسطيني من القضية، معتبرًا أن الشك في نصوص اتفاق وقف إطلاق النار مشروع تمامًا بسبب الصياغات الفضفاضة التي تسمح بتفسيرات متعددة. وأوضح أن إسرائيل غالبًا ما تستغل هذه الاتفاقات لالتقاط الأنفاس دون التزام حقيقي بالسلام، داعيًا إلى وجود ضمانات عربية ودولية لمراقبة التنفيذ. وأضاف أن المقاومة الفلسطينية تمثل "الجيش الرابع لمصر"، في إشارة إلى الترابط بين أمن غزة والأمن القومي المصري، مؤكدًا في ختام الحوار أن السلام الحقيقي يحتاج إلى إرادة عادلة وضمانات مُلزمة لإسرائيل، مع استمرار الدور المصري كضامن رئيسي للتسوية.
مضامين الفقرة الرابعة: جدل في "الحكاية" حول خطاب ترامب في الكنيست وتحليل للمشهد الإسرائيلي
ناقش عمرو أديب في برنامجه كلمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل الكنيست، إلى جانب موقف مصر من التطورات الجارية في ملف السلام. في بداية النقاش، سخر المحلل السياسي الفلسطيني د. حسام الدجني من المبالغة في الاحتفاء بترامب داخل البرلمان الإسرائيلي، مشيرًا إلى حالة التصفيق المبالغ فيها التي رافقت الخطاب.
من جانبه، أوضح الكاتب ضياء رشوان أن مشهد الكنيست يعكس تحوّلًا سياسيًا كبيرًا، مؤكدًا أن القدس مدينة لجميع الأديان: يهودية ومسيحية ومسلمة، وأن تصريحات ترامب تعكس رؤيته لتسوية نهائية للصراع. كما رد رشوان على الانتقادات الموجهة لمصر بشأن دورها في الأزمة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن بعض الأصوات التي تشكك في جهود القاهرة تأتي من الإخوان وبعض شباب اليسار في شمال أفريقيا.
وشدد البرلماني والسياسي د. سمير غطاس على ضرورة محاسبة من يتطاول على مصر. واختتم النقاش بتقييم الموقف الميداني بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث شبه أديب التفاؤل الحالي حيال دور ترامب بالمواقف السابقة، قائلاً: "التفاؤل بترامب يذكرني بالسذاجة السياسية وقت زيارة أوباما لجامعة القاهرة".