عمرو موسى في حوار خاص في (يحدث في مصر)

التاريخ : الأربعاء 15 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات

مضامين الفقرة الأولى: عمرو موسى يوضح خطة ترامب ومؤتمر شرم الشيخ

استضاف الإعلامي شريف عامر في برنامجه، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق عمرو موسى، في حوار شامل تناول فيه أبرز القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها قمة شرم الشيخ للسلام وخطة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب للتعامل مع الوضع في غزة.

قال عمرو موسى إن قمة شرم الشيخ تمثل لحظة دقيقة ومفصلية في مسار القضية الفلسطينية، موضحًا أنها تقف أمام أكثر من طريق وتشكل مرحلة مهمة وإيجابية في انتظار ما ستسفر عنه التطورات المقبلة.وأوضح أن المرحلة الأولى للتعامل مع الوضع في غزة قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهدف وقف الحرب واحتواء التصعيد، مشيرًا إلى أن تلك المبادرة، رغم ما واجهته من انتقادات، تضمنت عناصر يمكن البناء عليها لتحقيق استقرار نسبي في المنطقة.

كما أشار موسى إلى أن خطة ترامب للسلام تضمنت عدداً من البنود الإيجابية، من أبرزها وقف العمليات العسكرية، وعودة الفلسطينيين إلى مدنهم وبيوتهم، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن والأسرى الفلسطينيين، إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق التماس.

وأضاف أن اللحظة الراهنة تعكس تقدماً ملموساً في جهود إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، حيث بدأت المساعدات الإنسانية والإغاثية في التدفق إلى داخل قطاع غزة بالتوازي مع محاولات إرساء الهدوء وتهيئة الأرضية لاستئناف العملية السياسية، معتبراً ذلك تحولاً إيجابياً بعد سنوات من الحصار والمعاناة. كما أكد موسى أن ما تشهده المنطقة اليوم يُعد بداية لإنهاء وضع بائس عاشه الفلسطينيون طيلة سنوات، موضحًا أن أحداث السابع من أكتوبر لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة تراكمات سياسية وأمنية طويلة المدى.

وشدد على أن خطة ترامب لا تمثل الحل النهائي للأزمة، لكنها كانت محاولة لإعادة فتح الملف الفلسطيني على طاولة القوى الدولية، وهو ما تبلور في مؤتمر شرم الشيخ للسلام الذي أعاد مصر إلى مركز القيادة في الملف الفلسطيني، وجعلها شريكًا رئيسيًا في تحديد ملامح المرحلة المقبلة بالتنسيق مع الدول العربية والقوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين.

 

مضامين الفقرة الثانية:  عمرو موسى : "القضية الفلسطينية كانت على الرف.. و7 أكتوبر أيقظ العالم"

في حواره مع شريف عامر، شدد عمرو موسى على أن القضية الفلسطينية لم تدفع تكلفة 7 أكتوبر بالمعنى، لأنها — بحسب قوله — كانت في الحقيقة مركونة على الرف مسبقًا، وأوضح أن ما حدث في 7 أكتوبر أعاد القضية إلى واجهة الاهتمام الدولي والعربي، إذ إن الاهتمام العالمي بالقضية عاد فقط بعد اندلاع الأحداث الأخيرة، بينما كانت قبل ذلك في كثير من الأوقات تهمش  على حساب الحقوق الفلسطينية.

كما أشار إلى أن ضعف الموقف الفلسطيني الداخلي والانقسام والقسوة الإسرائيلية لعبت دورًا في جعل القضية في حالة من التراجع، بحيث أن الفلسطينيين في بعض الفترات لم يكونوا قادرين على مواجهة إسرائيل

وقال أيضاً أن  فكرة استعادة الزخم للقضية بعد 7 أكتوبر ليست مجرد رد فعل عاطفي، بل نتيجة تراكمات سياسية، وأن ما يحدث الآن إنما هو محاولة لإخراج القضية من حالة الجمود وإعادتها إلى جدول المفاوضات والدبلوماسية.

و أوضح أن خطر التهجير ما زال قائم ويجب أن نكون حذرين للغاية، واستعرض بعض المؤشرات التي تدعم قلقه، مثل استمرار هدم القرى الفلسطينية، وطرد السكان من منازلهم، وبناء المستوطنات الإسرائيلية، وكذلك وجود تيارات إسرائيلية متشددة تسعى إلى توسيع السيطرة على الأراضي وترحيل الفلسطينيين من مناطقهم.

وفيما يخص دور مصر والسعودية والتنسيق العربي، قال موسى إن الموقف المصري كان حاسمًا في منع تصفية القضية الفلسطينية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الحقوق، وذلك عبر الضغط الدبلوماسي والمفاوضات، ورفض أي تهجير جماعي من الأراضي الفلسطينية.

 

مضامين الفقرة الثالثة: عمرو موسى: عزلة إسرائيل دفعت ترامب لإطلاق مسار السلام والصين تدخل على خط الأزمة

اختتم موسى حديثه بالإشارة إلى أن إسرائيل دخلت في عزلة دولية متصاعدة نتيجة ممارساتها القاسية ضد المدنيين في غزة، مما غيّر المزاج العالمي تجاهها. وأوضح أن الرأي العام الأمريكي تأثر بوحشية الأحداث، وأن حكومة نتنياهو المتطرفة تمثل عائقًا جوهريًا أمام تحقيق أي سلام ذي مضمون، لأنها ترى السلام مجرد فرض استسلام على الطرف الآخر، ما يجعل فرص التوصل إلى تسوية عادلة صعبة في ظلها. وأضاف أن العزلة دفعت إسرائيل إلى البحث عن غطاء سياسي جديد عبر استعادة بعض العلاقات أو استمالة دعم دولي، خصوصًا من القوى الكبرى.

وأشار موسى إلى أن الرئيس الأمريكي السابق ترامب استخدم عملية السلام كأداة للضغط والتوازن الدولي، مستفيدًا من التغير في المزاج العالمي ضد إسرائيل، ليضعها أمام خيار إنقاذ صورتها. وأوضح أن أحد دوافع المبادرة كان وقف الحرب ومعالجة المعاناة الإنسانية في غزة كخطوة أولى لبناء مصداقية دولية قبل الدخول في مفاوضات أعمق، مؤكدًا أن المبادرة ليست نهاية الأزمة بل محاولة لكسر الجمود وفرض شروط جديدة على إسرائيل بالاعتماد على ضغوط دولية متقدمة.

كما أشار موسى إلى الدور الصيني غير المعلن لكنه مؤثر جدًا في توازن القوى بشأن غزة، خصوصًا في الضغط على إسرائيل وترامب للقبول بمقترحات السلام. ولفت إلى أن بكين تستفيد من قربها الاقتصادي والدبلوماسي لدى الأطراف المعنية للتدخل في الكواليس دون الظهور كطرف مباشر، مضيفًا أن وجود الصين في السباق الدبلوماسي العالمي يعزز وزن الموقف العربي ويدعم الاستقرار على حساب استمرار الصراع.