حفلات الجوائز والسياسات الخفية: محمد ناصر يكشف الوجه الآخر للنظام المصري وسياسات ترامب في الشرق الأوسط

التاريخ : الأربعاء 15 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات
مضامين الفقرة الأولى: الجوائز الدولية للسيسي.. تكريم ام تواطؤ؟
استهل ناصر حديثه بالإشارة إلى أن كل رئيس عسكري في مصر برّر انتهاكات حقوق الإنسان بمبررات مختلفة: عبد الناصر بالإخوان، السادات بالديمقراطية، مبارك بمواجهة الإرهاب، والسيسي بـ"إنقاذ الوطن".
ثم عرض تقرير من منظمات حقوقية تفضح "قمع عابر للحدود" تمارسه السلطات المصرية، شمل إصدار أحكام غيابية على معارضين بالخارج، حرمانهم من الوثائق الرسمية، إدراجهم على قوائم الإرهاب، ومطاردة أسرهم داخل مصر، مع مراقبة أنشطتهم إلكترونيًا. وسخر ناصر من عضوية مصر قائلًا: "دي مش عضوية.. دي مكافأة على القمع".
كما سلط الضوء على تعيين خالد العناني في منصب مدير عام اليونسكو، رغم ما وصفه بـ"سجل مليء بالفضائح"، من تهريب آثار إلى الإمارات، وتدمير مواقع أثرية ومقابر تاريخية.
و تناول بسخرية فوز مصر برئاسة منظمة الأيزو المعنية بالتخطيط والجودة، في بلد لا يعترف رئيسها بدراسات الجدوى، ويفتخر بتجاهل التخطيط. واستشهد بتصريحات سابقة للسيسي قال فيها: "أنا ما بحبش دراسات الجدوى"، وأضاف ناصر: "اللي بيبوظ الطرق ويهد الكباري.. ياخد الأيزو؟".
كما استعرض ناصر تقريرًا لصندوق النقد الدولي رفع فيه توقعاته لنمو الاقتصاد المصري وعلق عليه قائلا : "ما هو لو الأمريكان راضيين، الصندوق يقول حاضر"، مشيرًا إلى دور سياسي لعبه السيسي في ملف غزة و"غسيل سمعة إسرائيل"، جعل الغرب يغض الطرف عن الواقع الاقتصادي والمعيشي المتدهور في مصر.ثم تطرق إلى تصريحات مستشار ترامب حول رغبة الرئيس الأمريكي السابق في التوسط لحل أزمة سد النهضة، رغم أن السد قد تم بناؤه بالفعل. وعلق ساخرًا: "زي اللي يروح يعزي بعد أسبوعين من الدفن".
و أنهى الفقرة بتلخيص الجوائز الخمس التي حصل عليها النظام المصري خلال فترة قصيرة، متسائلًا: هل هي نتيجة كفاءة دبلوماسية؟ أم ثمن لأدوار سياسية تخدم قوى كبرى على حساب القضايا العربية والإسلامية.
مضامين الفقرة الثانية: احتفالات الزعيم في زمن الانهيارو الفن كأداة للتطبيع
انتقد ناصر الاحتفال المبالغ فيه بـ"الزعيم السيسي" من قبل الفنانين المصريين بعد مؤتمر شرم الشيخ، مشيرًا إلى أن الفنانين مضطرون لطاعة النظام للحصول على الأدوار الفنية، مقارنة بزملائهم في دول أخرى الذين يعبرون بحرية عن مواقفهم السياسية. واستعرض أمثلة من العصور السابقة مثل يوسف وهبي وفاطمة رشدي وعزيز عيد، مؤكّدًا أن النظام الرمزي الجديد يعيد إنتاج نفس النظرة للقيمة الفنية.
كما سخر من اللواء سمير فرج الذي دعا إلى "تبخير مصر"، واعتبر أن هذا الاقتراح لا يليق بشخص مسؤول. ثم تطرق إلى الحديث عن منظمة الجودة، وأشار إلى كوارث مثل الحوادث المرورية والوفيات رغم صرف مبالغ ضخمة على المشاريع الكبرى، وانتقد غياب التهيئة والسلامة، مستعرضًا أمثلة مثل غرق طلاب وتعطّل عمليات إنقاذهم، بالإضافة إلى وفاة لواء عاد من مؤتمر شرم الشيخ وحادث الوفد القطري على نفس الطريق بسبب سوء البنية التحتية.
وانتقد ناصر النظام السياسي القائم على مبدأ "من يدفع يدخل"، مشيرًا إلى ما يُشاع عن دفع ملايين للدخول في القوائم الانتخابية أو الفوز بمقاعد البرلمان، واستشهد بتصريحات النائب السابق حسام بدراوي حول دفع 70 مليون جنيه للحصول على مقعد. وأضاف أن نفس الوجوه تتنقل بين البرلمان والوزارات، واختتم قائلاً: "المشكلة ليست فقط في الزعيم… المشكلة في العكوسات، في الدجل، في البخور، وفي أن البلد دي راحه في داهية".
مضامين الفقرة الثالثة: العقول المدبرة خلف سياسات ترامب تجاه إسرائيل
سلّط ناصرالضوء على الشخصيات التي شكّلت النفوذ الخفي وراء سياسات إدارة ترامب في الشرق الأوسط، وخصوصًا اتجاهاتها المؤيدة لإسرائيل.مثل ستيف ويتكوف الذي وُصف بـ اليد اليمنى لترامب، متجاوزًا أحيانًا وزراء الخارجية الرسميين، حيث لعب دورًا محوريًا في توحيد مواقف مصر وقطر وتركيا ضد حماس، والتفاوض مع إسرائيل، وإقامة قنوات خلفية بين البيت الأبيض ورؤساء المنطقة.
أما جارد كوشنر، صهر ترامب، فقد لم يكن مجرد زوج لإيفانكا بل مهندسًا لصفقات اقتصادية وسياسية غيّرت ملامح الشرق الأوسط، قاد "اتفاقات أبراهام" للتطبيع بين إسرائيل ودول عربية، وأصبح حلقة وصل بين المال والسياسة وفلتر المعلومات الذي يصل إلى ترامب.
فيما برزت مريم أديلسون كأقوى شخصية في خريطة النفوذ الصهيوني داخل الإدارة الأمريكية، بتبرعاتها المليونية لدعم ترامب مقابل تنفيذ سياسات مؤيدة لإسرائيل، ولعبت دورًا في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالجولان، ما جعل تأثيرها أحيانًا يفوق تأثير بعض الدول الكبرى.
ولم تغب الفضائح على حسب تعبيره، فقد ظهر رئيس إندونيسيا في مؤتمر شرم الشيخ وهو يطلب اتصالًا بـ“إريك” ابن ترامب لإنجاز صفقة، وسط صمت الدبلوماسيين، ليعلق مطر ساخرًا: “أهو مش إحنا بس اللي بنشغّل أولادنا… العالم كله كده”. واختتم ناصر الحلقة بتساؤل لاذع: هل من يملك المال والنفوذ في الظل هم من يحكم العالم فعلاً أم أن الديمقراطية مجرد واجهة مزيفة، إذ عندما يتحرك ابن الرئيس وسيدة المال، تبدو المؤسسات الرسمية مجرد دمى على خشبة مسرح تتحرك وفق أجندات خفية لا يراها الجمهور.