كتالوج السيسي في رفع الأسعار... وترامب يحكم كملك ومجلس الشيوخ يتحول لمسرحية

التاريخ : الأحد 19 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات

مضامين الفقرة الأولى : الأسعار تنخفض عالميًا... وترتفع مصريًا

بدأ ناصر حلقته بتوجيه الشكر الساخر للرئيس السيسي، واصفًا إياه بأنه "أسوأ نسخة من العسكر وردت على مصر و وصفه بالجاهل، غبي، صفيق، ومكشوف". وأشار إلى أن تصريحات السيسي توفر مادة دسمة للسخرية والنقد على نصف قنوات الكرة الأرضية.

وكشف ناصر عن أن الرئيس المصري رفع أسعار البنزين 24 مرة منذ توليه السلطة في 2013، بنسبة زيادة إجمالية تجاوزت 1872% على بنزين 80 . ولفت إلى أن هذه الزيادات كانت تأتي دائمًا في أيام الخميس أو الجمعة، حيث يكون المصريون في إجازاتهم وأقل قدرة على التنظيم والاحتجاج.

وحلل ناصر آخر زيادة في أكتوبر 2025، موضحًا أن أكبر نسب الزيادة وقعت على السولار (12.9%) وبنزين 80 (12.7%)، وهما الأنواع التي يستخدمها الفقراء والطبقة المتوسطة في المواصلات العامة والميكروباصات ونقل البضائع، بينما كانت الزيادة على بنزين 95 (الذي يستخدمه الأثرياء) 10.5% فقط. واعتبر أن هذا التفاوت يعكس سياسة ممنهجة لإفقار الطبقات الشعبية.

وأكد ناصر أن زيادة أسعار الوقود تؤدي تلقائيًا إلى ارتفاع أسعار كل شيء تقريبًا من الخبز، المواصلات، الغذاء، والمنتجات الزراعية، مستشهدًا بعناوين أخبار تتحدث عن زيادة تعريفة النقل العام، وارتفاع أسعار 30 سلعة غذائية، وتأثر المزارعين والفلاحين. و انتقد بشدة قرار رفع الأسعار رغم انخفاض سعر برميل النفط عالميًا من 73 إلى 60 دولارًا، مشيرًا إلى أن 30 دولة حول العالم خفضت أسعار الوقود في نفس الفترة التي رفعت فيها مصر الأسعار، بما في ذلك دول مثل كينيا، تنزانيا، الصين، باكستان، الهند، البرازيل، المغرب، وحتى سوريا والسودان رغم الحرب الأهلية فيهما.

وسخر ناصر من ادعاءات النظام بأن "مصر من أرخص 7 دول في العالم" في أسعار البنزين، ورد على ذلك بتقارير خبراء اقتصاديين تؤكد أن مصر تحتل المرتبة الـ50 من أصل 50 دولة عند حساب سعر البنزين كنسبة من متوسط دخل الفرد.

وقارن ناصر بين زيادة الأجور (483% منذ 2014) وزيادة أسعار البنزين (1872% في نفس الفترة)، موضحًا أن الأجر الشهري ارتفع من 2000 إلى 7000 جنيه (ولا يحصل عليه كل الموظفين)، بينما قفز سعر البنزين من 0.90 قرش إلى 17.75 جنيهًا.

ثم كشف محمد ناصر ما سماه "الرباعية الشيطانية" التي يتبعها النظام مع كل زيادة في الأسعار حيث يبدأ السيسي خطاب عاطفي يبرر قراراته القاسية بـ"الحرب الاقتصادية" و"تغيير الواقع"، ويستخدم شماعات مثل كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وأحداث 2011 و"الأشرار" و"أعداء الوطن".

وسخر ناصر من تحميل النظام ثورة يناير مسؤولية الأزمة بزعم خسائر 450 مليار دولار، مؤكدًا أن تقارير صندوق النقد الدولي تشير إلى أن الخسائر لم تتجاوز 10% خلال عقد.

كما أشار إلى أن النظام يلجأ لخطاب التهديد وقوانين قمعية مثل تعديل قانون الإجراءات الجنائية الذي يتيح التحقيق دون محامٍ، بجانب إلهاء الشعب بمعارك وهمية كفتاوى دينية وظهور فنيين.

واستشهد بدراسة الخبيرة الاقتصادية سالي صلاح التي أوضحت أن رفع البنزين لن يوفّر سوى 28 مليار جنيه، مقابل خسائر تتجاوز 700 مليار جنيه  تشمل تراجع الإنتاج، زيادة العجز التجاري، وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 30%، مع سقوط 7 ملايين مواطن من الطبقة المتوسطة إلى الفقر.

 

مضامين الفقرة الثانية : ترامب بين الشعبوية والملكية... هل تتحول أمريكا إلى دكتاتورية؟

تطرق ناصر للحديث عن حادثة مثيرة للجدل، حيث ردت متحدثة البيت الأبيض كارولين على سؤال صحفي حول من اختار مدينة بودابست لعقد قمة ترامب-بوتين بقولها "أمك"، في تصريح أثار موجة من الانتقادات واعتبره البعض تعبيرًا عن تحول أمريكا نحو الشعبوية.

و تناول الحملة الشعبية "لا للملوك" التي انطلقت احتجاجًا على نزعة ترامب السلطوية. رد ترامب باستفزاز واضح من خلال نشر فيديو يصور نفسه كملك، مما أشعل جدلاً واسعًا حول تحول السياسة الأمريكية إلى مسرح شعبوي.

واستضاف ناصر عبر الإنترنت الدكتور خالد الترعاني الباحث في العلاقات الدولية و الدكتور حسن منيمنه الكاتب والمحلل السياسي لتحليل المشهد.

الترعاني اعتبر المسألة معركة حزبية يقودها الديمقراطيون لاستعادة مكانتهم بعد فشلهم الانتخابي، وأشار إلى أن 50% من الشعب الأمريكي لا يؤيد ترامب وأن استطلاعات الرأي تظهر أن 22% فقط من الأمريكيين يثقون بالحكومة الفيدرالية.

اما الدكتور حسن منيمنه فرأى أن الأزمة أعمق من مجرد صراع حزبي، مؤكدًا أن المسألة تعكس انفصامًا ثقافيًا وعرقيًا في أمريكا، حيث أصبح الحزب الجمهوري حزب البيض والديمقراطي حزب غير البيض. واعتبر أن أمريكا تختبر ربع ألفية من الديمقراطية في أخطر امتحان لها منذ الحرب الأهلية.

و حول فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 100% على الصين، معتبرًا قرارات بكين بشأن المعادن النادرة "هجومًا اقتصاديًا". أكد الدكتور الترعاني أن المنافسة أوسع من المعادن وتشمل النفوذ العالمي والتكنولوجيا، مشيرًا إلى أن الصين قادرة على الصمود وأن أي مواجهة لن يكسبها أحد.

و حذر  منيمنه من أن الرسوم الجمركية والتضخم يشكلان "ضرائب غير مباشرة" على المواطن الأمريكي، موضحًا أن الصين تتفوق حاليًا في معظم المؤشرات التقنية المتقدمة. واعتبر أن فشل إسرائيل في غزة رغم الدعم الأمريكي الكامل يدفع الصين للتساؤل: لماذا ننتظر حتى 2027 لاستعادة تايوان؟

ثم تطرق الحوار إلى انتقاد نزعة ترامب الاستعراضية، مستشهدًا بقضايا مثل التحقيق في محاولة اغتيال مزعومة ومحاكمته لشخصيات سياسية بارزة.و  أوضح الدكتور الترعاني أن ترامب يسعى لمحاكمة جيمس كومي (رئيس FBI السابق)، وجون بولتون، وحتى براد رافنسبرجر (مسؤول الانتخابات في جورجيا) لرفضه التلاعب بنتائج الانتخابات، معتبرًا أن هذه ممارسات دكتاتورية تهدد الديمقراطية الأمريكية.

أما الدكتور منيمنه فأكد أن الامتحان الحقيقي للديمقراطية الأمريكية سيكون إذا حاول ترامب تعديل الدستور للترشح لولاية ثالثة، لكنه أبدى تفاؤلاً حذرًا بقدرة المؤسسات الأمريكية على مقاومة النزعة السلطوية، خاصة مع ظهور جيل جديد لم "يُروَّض" بعد.

و اختتم الحوار بملاحظة ساخرة حول أن مركز أبحاث غربي نصح بـ"فهم ممالك الخليج لفهم ترامب"، وأن الإعلام والمفكرين الأمريكيين باتوا يقولون إن ترامب ينتهج نهج الملوك العرب في إدارة دولهم، في إشارة إلى تحول أمريكا إلى نموذج شعبوي يُضرَب به المثل سلبًا.

 

مضامين الفقرة الثالثة: جلسة مجلس الشيوخ المصري..فضيحة برلمانية وتوزيع مكافآت

في الفقرة الاخيرة عرض ناصر وثيقة مشاهد من الجلسة الأولى لمجلس الشيوخ المصري، واصفاً إياها بـ"الفضيحة" و"المسخرة"، وبدأ بمشهد رئيس الجلسة محمد أبو العلا الذي تلا آية قرآنية بشكل خاطئ ، مشيراً إلى أن أحداً لم يصحح له رغم وجود مفتي الجمهورية السابق في القاعة.

وأضاف أن عدة نواب تعثروا في أداء القسم الدستوري، مستعرضاً مقطع فيديو لنائبة كررت القسم ثلاث مرات متتالية بسبب أخطاء في الإعراب، وأن رئيس الجلسة أصر على تصحيح الإعراب في القسم بينما لم يصحح أحد خطأه في تلاوة القرآن، معلقاً ساخراً: "القسم مقدس أكثر من القرآن".

وأشار إلى انتخاب القاضي السابق عصام الدين فريد رئيساً للمجلس بـ299 صوتاً من أصل 300، مرجحاً أن الصوت الوحيد الذي لم يُمنح له كان من فريد نفسه الذي خجل من التصويت لنفسه، وكشف أن فريد كان رئيساً لمحكمة جنايات أمن الدولة وأصدر أحكاماً مشددة ضد قيادات الإخوان المسلمين، واعتبر رئاسته للمجلس "مكافأة" على هذه الأحكام.

ولفت إلى أن السيسي عيّن 100 عضو في المجلس على رأسهم الممثل ياسر جلال كمكافأة له على تجسيد شخصية السيسي في مسلسل "الاختيار"، مستعرضاً مقطعاً يظهر فيه جلال في الجلسة منشغلاً بالحديث في الهاتف وضاحكاً بدلاً من متابعة أعمال المجلس.

وتطرق إلى استبعاد النائب السابق هيثم الحريري من الترشح بحجة عدم أداء الخدمة العسكرية، رغم أنه يحمل إعفاءً رسمياً ونشر وثيقة تثبت ذلك، ونقل عن مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي أن النظام يعاقب الحريري بسبب مواقفه المعارضة وكونه "نموذجاً للنائب صوت الشعب وليس خادم السلطة".

وقارن بين المجلس الحالي والقامات التاريخية المهمه التي كانت ترأسته، مستعرضاً أسماء وصور لرؤساء سابقين مثل محمد علي باشا وإبراهيم باشا، ومحمد حسين هيكل الأديب والمفكر، وعمر لطفي باشا مؤسس النادي الأهلي، وثروت أباظه الروائي الذي كان وكيلاً للمجلس.

وختم بالقول إن المجلس تحول إلى "كعكة يوزعها السيسي على الحبايب" وأن وظيفة الأعضاء الوحيدة هي "التصفيق والموافقة على ما يريده السيسي"، مختتما أن النظام لا يريد نواباً معارضين بل يريد "شركة تطوير برلماني يوافق ويصفق وينام ويحصد 50 مليون جنيه لمدة خمس سنوات".