استبداد السيسي، الإهانات الإسرائيلية، وأزمة السودان
التاريخ : الخميس 23 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات
مضامين الفقرة الأولى: نظرية المقايضة الزائفة... كيف يستخدمها المستبدون لخداع الشعوب
استهل ناصر حلقة بالحديث عن نظرية "المقايضة الزائفة" التي يستخدمها المستبدون عبر التاريخ لتقييد حريات شعوبهم، مستعرضًا نماذج تاريخية من الطاغية الروسي ستالين الذي خيّر الشعب بين التنازل عن الحرية وتحمل الجوع أو انهيار الثورة وعودة الرأسمالية، وصولًا إلى هتلر الذي ربط بين الطاعة المطلقة واستعادة كرامة ألمانيا.
وطرح ناصر تساؤلًا ساخرا حول ما إذا كان السيسي يستخدم نفس الأسلوب، مستشهدًا بتصريحاته المتكررة التي تضع المواطنين أمام خيارات مستحيلة بين زيادة أسعار الكهرباء والبنزين أو الاقتراض، رغم أنه في النهاية فعل الأمرين معًا دون تحقيق التنمية الموعودة.
انتقد ناصر التغطية الإعلامية لزيارة السيسي إلى بروكسل، وخاصة الإعلامي نشأت الديهي الذي دعا إلى "وضع الأيدي في بعض" والتوقف عن المعارضة والتجريح، مشيرًا إلى التناقض الصارخ في خطاب الديهي الذي كان يمارس التجريح والشتائم قبل السفر بثلاثة أيام.كما سخر من تصريحات أحمد موسى عن "السجادة الحمراء" واستقبال السيسي كحدث "لم يحصل من قبل".
أشار ناصر إلى أن السيسي وقّع اتفاقية قرض بقيمة 4 مليارات دولار من الاتحاد الأوروبي، محذرًا من الخلط بينها وبين المساعدات، مؤكدًا أنها قرض رسمي بشروط. ولفت إلى تعهدات السيسي أمام القادة الأوروبيين بمواصلة برنامج الإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، وتنفيذ وثيقة سياسات ملكية الدولة وبرنامج الطروحات الحكومية.
وقارن ناصر هذه التعهدات بالواقع على الأرض، مشيرًا إلى أن تحويلات المصريين في الخارج ارتفعت بمقدار 8 مليارات دولار خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الحالي ، دون أن يشعر المواطنون بأي تحسن في مستوى المعيشة، متسائلًا عن مصير هذه الأموال.
انتقد ناصر التناقض الصارخ بين البيان المشترك للقمة المصرية-الأوروبية الذي أكد "الالتزام المشترك بالقيم العالمية للديمقراطية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية"، وبين الانتهاكات التي حدثت في نفس التوقيت. من إحالة الدكتور تقدم الخطيب (الأكاديمي المقيم خارج مصر) إلى المحكمة الجنائية مع 167 متهمًا آخر بتهم الانضمام لجماعة إرهابية، والاختفاء القسري للكاتب هاني صبحي الذي اقتيد من منزله ليلًا ولم تعرف زوجته مكانه، ورفض المحكمة الإدارية العليا لطعن النائب السابق هيثم الحريري على استبعاده من الانتخابات البرلمانية.واعتبر ناصر أن هذه الأحداث تكشف حقيقة الوضع في مصر وتؤكد استمرار سياسة "استعباد المعارضة".
مضامين الفقرة الثانية: ضعف الإرادة العربية...و إهانات بن غفير وسموتريتش
بدأ ناصر الفقرة الثانية بتسليط الضوء على اقتحام الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير لزنازين الأسرى الفلسطينيين، حيث ظهر يهددهم بالإعدام وهم مقيدون، في مشهد وصفته حماس بـ"السادية الصهيونية"، دون أي رد فعل عربي رسمي.
كما استعرض تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش المهينة للسعودية، إذ قال أن رفضت السعودية الطباعة وفق شروط معينة، فعليها أن تعود إلى حياة الصحراء ، وأن تواصل ركوب الجمال على رمالها، بينما ستواصل اسرائيل جهود التقدم مع الاقتصاد والمجتمع والدولة. وانتقد ناصرغياب أي رد عربي على هذه الإهانات الصريحة.
كما أشار ناصر إلى استمرار القصف الإسرائيلي على غزة ولبنان وسوريا رغم مؤتمر شرم الشيخ، حيث ضربت إسرائيل سهل البقاع اللبناني وقصفت مناطق في سوريا، معتبرًا أن كل وعود شرم الشيخ تلاشت. وانتقد الصمت العربي تجاه هذه الانتهاكات ايضا، بينما "تواصل الدول العربية السعي للتطبيع". كما انتقد ناصر بشدة تعيين الشيخ صالح الفوزان مفتيًا للسعودية، مشيرًا إلى فتواه الشهيرة بأن "من يذهب للجهاد في فلسطين دون إذن ولي الأمر ليس شهيدًا". ولفت إلى أن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي استخدم فتاوى الفوزان عام 2018 ضد حماس، متهمًا السعودية بتعيين مفتٍ "تخدم فتاواه إسرائيل".
كما أشار ناصر إلى استمرار التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، بما في ذلك الموافقة على بناء سفارة إماراتية من 15 طابقًا في تل أبيب. وسلط الضوء على الدور الأمريكي في إعادة تشكيل المنطقة، مع زيارة كبار المسؤولين الأمريكيين لتل أبيب لمتابعة تنفيذ اتفاقية غزة. واستشهد بتعليق الكاتب ياسر الزعاترة: "نحن أمام جهود لإعادة تشكيل المنطقة أمريكيًا وصهيونيًا... فهل تدرك أنظمتنا خطورة المرحلة؟"
مضامين الفقرة الثالثة: الرباعية في السودان... إدارة أزمة لا حل حقيقي
في الفقرة الأخيرة تناول ناصر اجتماع الرباعية في واشنطن (السعودية، الإمارات، أمريكا، ومصر) لحل الأزمة السودانية، مشيرًا إلى التذبذب في موقف البرهان الذي زار القاهرة وجلس مع السيسي، ثم هاجم الرباعية ورفض التفاوض، قبل أن يرسل فجأة وفدًا عسكريًا لواشنطن. واستعرض تهديدات حميدتي المتكررة لمصر، آخرها إعلانه أن "أي طائرة تقلع من مطار في دولة مجاورة ستكون هدفًا مشروعًا"، مع التسلسل الزمني للصدامات بين الدعم السريع ومصر من أسر جنود مصريين إلى السيطرة على المثلث الحدودي.
ثم استضاف الدكتور محمد ترشين، الباحث والكاتب المتخصص في قضايا الصراعات والأمن في أفريقيا، الذي أكد أن البرهان "يستخدم المناورات والتكتيكات للبقاء في السلطة"، وأن ذهابه لواشنطن لم يكن عشوائيًا بل كانت هناك ترتيبات ربما عقبت لقاء السيسي في القاهرة. وأضاف أن "الرباعية ومعظم الأطراف المتحالفة معها لا تسعى لإيقاف الحرب بشكل حقيقي"، مؤكدًا أن "الديمقراطية عدوى وهناك أنظمة ملكية لا ترغب فيها"، وأن هذه الأنظمة تسعى لـتسكين الأزمة وإيقاف الحرب فقط لضمان استمرار تدفق الثروات السودانية لصالحها. وشدد ترشين على أن المطلوب ليس حلًا حقيقيًا بل إعادة تشكيل مشهد يحقق أهدافهم وتطلعاتهم في السودان.
واختتم ناصر باستضافالأستاذ أحمد مولانا، الباحث في العلاقات الدولية عبر الانترنت ، الذي كشف أن "معظم الدول المجاورة للسودان تدعم حميدتي سياسيًا"، مشيرًا إلى أن تشاد وليبيا وجنوب السودان وكينيا تدعم الدعم السريع، بينما مصر وإريتريا فقط تدعمان الجيش وأوضح أن تهديدات حميدتي موجهة لإريتريا ومصر، مؤكدًا أن تقارير الأمم المتحدة لا تشير لأي تدخل مصري مباشر رغم اتهامات حميدتي المتكررة. ولفت إلى أن الإمارات تدعم الدعم السريع عسكريًا ولوجستيًا دون أي عقوبات دولية، منتقدًا أن العقوبات فُرضت على وزير المالية السوداني بحجة استيراد طائرات إيرانية، بينما لم تُفرض أي عقوبات على من يدعم الدعم السريع. وحول تساؤل ناصر عن إمكانية تأمين مرحلة انتقالية مدنية، أجاب مولانا بأن الولايات المتحدة لا تقدم حلولًا حقيقية بل محاولات تسكين، مشبهًا الوضع بـغزة وليبيا حيث تُدار الأزمات دون حل جذري، وأن المسار المفروض من الخارج هو ذاته الذي أدى لاندلاع الحرب.