حوار خاص مع السفير أحمد أبو الغيط – الأمين العام لجامعة الدول العربية
التاريخ : السبت 25 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات
أهم ما ورد في اللقاء
حل السفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ضيفًا على الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسؤوليتي" حيث تناول في حواره الشامل تطورات الأوضاع في قطاع غزة، والموقف المصري والعربي من الحرب، وفرص تحقيق السلام، إلى جانب رؤيته لمستقبل العلاقة بين العرب وإسرائيل.
الموقف المصري والعربي في مواجهة مخطط التهجير
أكد أبو الغيط أن إرادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحديدية والموقف العربي الموحد كانا وراء فشل مخطط التهجير الإسرائيلي لأهالي قطاع غزة، موضحًا أن تصريحات الرئيس السيسي كانت رسائل قوية وحقيقية لإسرائيل والعالم.
وأضاف أن التهديد المصري والعربي بالنظر في الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل لم يكن تهديدًا شكليًا، بل كان رسالة ضغط حقيقية ساهمت في تغيير الموقف الأمريكي، مشيرًا إلى أن مصر والإمارات والسعودية اتخذت مواقف حاسمة رفضت ضم الضفة الغربية ودفعت نحو تعديل سياسات واشنطن.
اتفاق شرم الشيخ ووقف إطلاق النار
كشف الأمين العام للجامعة العربية أن قمة شرم الشيخ للسلام نجحت في إيقاف الحرب على غزة، وحققت توافقًا عربيًا دوليًا بعد سنوات من العنف، مشيرًا إلى أن مصر دفعت ثمنًا باهظًا تاريخيًا دفاعًا عن القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى اليوم.
وأوضح أن الاتفاق الأخير نص على انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة، وتشكيل قوة دولية لتأمين وقف إطلاق النار وحفظ الأمن المجتمعي، على أن يشارك في هذه القوة عناصر فلسطينية تم تدريبهم في مصر والأردن، مؤكداً أن القرار سيصدر عن مجلس الأمن الدولي.
الدمار الإنساني في غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني
تحدث أبو الغيط بحرقة عن الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة، موضحًا أن أكثر من 90% من مباني القطاع دُمّرت، وأن ما بين 18 إلى 20 ألف طفل استُشهدوا خلال الحرب الإسرائيلية.
وأضاف أن عدد الشهداء في غزة تجاوز 70 ألفًا خلال العامين الماضيين، وأن الشعب الفلسطيني يعيش أوضاعًا بالغة الصعوبة مع نقص المياه والغذاء والدواء. كما أوضح أبو الغيط أنه يرفض عملية 7 أكتوبر التي نفذتها حركة حماس، رغم تأكيده على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة ضد الاحتلال.
وقال: «أنا لا أعترض على حق المقاومة، لكن عندما تبدأ بقتل مدنيين، يجب أن تتوقع أن العدو سيقتل المدنيين من جانبك». وأضاف أن إسرائيل لا تلتزم بالقانون الدولي، وأنها ارتكبت جرائم حرب في غزة، منتقدًا الموقف الأمريكي والغربي الذي يتجاهل تلك الجرائم.
الدور الأمريكي وتبدّل مواقف ترامب
كشف الأمين العام أن الموقف المصري والعربي كان السبب الرئيسي في تحول موقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي تراجع عن مخطط التهجير ورفض ضم الضفة الغربية قبل لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. كما أشار إلى أن ترامب تبنى لاحقًا فكرة تشكيل لجنة سلام لإدارة الوضع في غزة، متسائلًا إن كانت تلك اللجنة ستتمكن من توفير التمويل اللازم لإعادة الإعمار، مؤكداً أن العالم العربي يجب أن يوظف الدعم الغربي لإعادة تأهيل القطاع بدل رفضه.
رؤية أبو الغيط لتحقيق السلام
قال أبو الغيط إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو أقصر طريق لتحقيق السلام الحقيقي بين العرب وإسرائيل، مؤكدًا أن العداء والكراهية سيتراجعان فقط عندما تعترف إسرائيل بدولة فلسطين ذات سيادة. وأضاف أن العرب يمكن أن يتجهوا نحو التعاون الإقليمي الواسع مع إسرائيل إذا تحقق هذا الاعتراف، موضحًا أن الكراهية الحالية سببها القتل والدمار والاحتلال المستمر.
رفض الأعمال العسكرية والدعوة للدبلوماسية
أعلن أبو الغيط أنه لا ينصح بأي أعمال مسلحة في المنطقة بعد حرب أكتوبر 1973، مشددًا على أن المنهج الدبلوماسي والسياسي العاقل هو السبيل لتحقيق التسوية العادلة.
وقال: «المجتمعات تحتاج إلى البناء والمستشفيات والجامعات والطرق، لا إلى الحروب»
وأشار إلى أن تكلفة 25 دقيقة من القصف المدفعي المصري في حرب أكتوبر كانت 200 مليون جنيه في ذلك الوقت، وتعادل نحو 2 مليار جنيه حاليًا، مؤكدًا أن التنمية أهم من السلاح
أبو الغيط ومذكراته عن 46 عامًا في العمل الدبلوماسي
تحدث الأمين العام عن مذكراته التي تناولت 46 عامًا من العمل الدبلوماسي والسياسي، موضحًا أنه لم يكتب بعد عن فترة توليه منصب الأمين العام للجامعة العربية، لأن ظروف السن والذاكرة لا تساعده على التوثيق كما في السابق.
اختتم أحمد أبو الغيط حديثه برسالة حاسمة مفادها أن إسرائيل ليست صاحبة سيادة كاملة، وأن العرب قادرون على فرض معادلات جديدة بالسياسة والعقل لا بالقوة، مؤكدًا أن مصر ستظل حجر الأساس في أي تسوية قادمة، وأن تحقيق السلام يبدأ من الاعتراف بالحق الفلسطيني في الدولة والكرامة والحرية.