جاويش يناقش ملفات غزة والسودان وانتخابات نيويورك تحت الضوء
التاريخ : السبت 25 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات
مضامين الفقرة الأولى: الشروط الخليجية لإعادة إعمار غزة وتداعيات التواطؤ الدولي
استهل جاويش الحلقة بتسليط جاويش على وثائق مسربة تكشف شروط السعودية والإمارات للمشاركة في إعادة إعمار غزة، وأبرزها نزع سلاح حركة حماس وتسليمه للسلطة الفلسطينية، مؤكدًا أن هذه التحركات تأتي في إطار الضغوط الأمريكية لتوسيع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل. وأشار إلى ترتيبات زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض في نوفمبر، والتي قد تشهد إعلانًا لتطبيع سعودي رسمي مع تل أبيب بحسب التسريبات.
وتطرق جاويش إلى تقرير المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز، الذي اتهم أكثر من 60 دولة بالتورط في تمكين الإبادة في غزة، مشيرًا إلى أن هذا التورط شمل دعمًا دبلوماسيًا باستخدام الفيتو، ودعمًا عسكريًا عبر تزويد الاحتلال بالسلاح، ودعمًا اقتصاديًا وإعلاميًا عبر استمرار العلاقات وتبرير الجرائم. وسرد جاويش بالأرقام تفاصيل هذا الدعم، موضحًا أن الولايات المتحدة استخدمت الفيتو 7 مرات، وأن 26 دولة شاركت في شحنات السلاح، و19 دولة ضمن برنامج الطائرات F-35، إضافة إلى 18 دولة أوقفت تمويل وكالة أونروا، واصفًا ذلك بـ "تواطؤ دولي مكتمل الأركان".
وأكد جاويش أن العالم بدأ مرحلة جديدة عنوانها "المحاسبة القانونية والإنسانية"، حيث تعمل منظمات حقوقية على توثيق الجرائم تمهيدًا لملاحقة المسؤولين في المحاكم الدولية، مشيرًا إلى تحركات قانونية في بريطانيا لمقاضاة مواطنين شاركوا في صفوف الجيش الإسرائيلي باعتبارهم مجرمي حرب. وأوضح أن الاحتجاجات الواسعة في العواصم الغربية منذ 7 أكتوبر أسقطت الكثير من روايات الإعلام الموالي لإسرائيل، وأن جيل الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أصبح صوتًا مؤثرًا في الرأي العام الأمريكي والأوروبي.
استضاف جاويش خلال الحلقة الكاتب والباحث السياسي محمد القيق عبر الانترنت ،الذي أكد أن المرحلة الحالية هي "مرحلة سقوط الشرعية الإسرائيلية"، وأن الاحتلال خسر أوراق القوة الناعمة وأصبح مهددًا بالعزلة والملاحقة الدولية، مشيرًا إلى أن التقارير الحقوقية والأممية الأخيرة ستشكل أرضية قانونية لمحاسبة قادة الاحتلال، وأن كل من دعم الإبادة سواء بالسلاح أو الصمت سيكون قريبًا في قفص الاتهام.
مضامين الفقرة الثانية: هدايا مصر للعالم ومعاناة المصريين والحصار على الفاشر
انتقل جاويش للحديث عن الداخل المصري وعلق بسخرية على الرئيس واصفًا إياه بأنه "رجل طيب يحب الدنيا كلها"، يشبه في عطائه بابا نويل الذي لا يتوقف عن تقديم "الهدايا" للعالم، في إشارة إلى المشروعات الكبرى التي يروج لها النظام باعتبارها "هدايا مصر للعالم".
وأوضح جاويش أن أحدث تلك "الهدايا" هو المتحف المصري الكبير، حيث أعلن محافظ الجيزة عن وضع شاشات عملاقة في الميادين لبث الحدث مباشرة، فيما أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن يوم الافتتاح سيكون إجازة رسمية. وتابع جاويش مستعرضًا سلسلة من المشاريع التي وُصفت بالمثل، منها قناة السويس الجديدة، مشروع التجلي الأعظم في سانت كاترين، متحف الفن الإسلامي، ومسجد مصر الكبير، مشيرًا إلى أن تكلفتها تجاوزت المليارات من الدولارات والجنيهات.
وانتقد جاويش هذه السياسات، معتبرًا أن المواطن لم يلمس أي تحسن في مستوى المعيشة، مؤكدًا أن النظام "ينفق المليارات على الواجهات اللامعة لتجميل صورته أمام العالم، بينما يبقى الشعب يعاني من الغلاء وتدني الخدمات". وأوضح أن المشكلة ليست في إقامة المشاريع نفسها، بل في تجاهل احتياجات المواطنين الأساسية، مضيفًا مثالًا على مشروع تجديد الجناح الشرقي في البيت الأبيض خلال عهد ترامب، الذي تم بتمويل من شركات خاصة رغم الانتقادات الشعبية بسبب الأزمة الاقتصادية، مؤكدًا أن "الناس هناك تحاسب الرئيس حتى لو لم تُصرف الأموال من خزينة الدولة، لأن التوقيت غير مناسب".
انتقل جاويش للحديث عن تطورات الأوضاع في السودان، مؤكدًا أن البلد ما زال يعيش معاناة إنسانية قاسية وأن "كلمة السر" في استمرار المأساة هي أبوظبي. وأوضح أن الجيش السوداني استهدف طائرة شحن تحمل إمدادات لقوات الدعم السريع في مطار نيالا بولاية جنوب دارفور، كما تصدى لهجمات بطائرات مسيرة حاولت استهداف مطار الخرطوم الدولي لليوم الرابع على التوالي، في وقت تشهد فيه البلاد تصعيدًا مستمرًا بين الجيش والميليشيات.
توقف جاويش عند مأساة مدينة الفاشر، واصفًا إياها بأنها "تعيش ما عانته غزة من إبادة وتجويع وتهجير، لكن بأيدٍ سودانية مدعومة إماراتيًا". وأشار إلى أن أكثر من 30 مليون سوداني بحاجة عاجلة إلى المساعدات، بينهم 13 ألف طفل محاصر منذ أكثر من 16 شهرًا، فيما يواجه نحو ربع مليون مدني خطر الجوع والمرض بسبب الحصار المفروض منذ مايو 2024.
وأشار جاويش إلى اجتماعات الرباعية الدولية في واشنطن (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، الإمارات)، لافتًا إلى زيارة وزير الخارجية السوداني لأمريكا لبحث وقف الحرب، لكنها نُفت وجود مفاوضات مباشرة مع قوات الدعم السريع. وسخر جاويش من مشاركة الإمارات في تلك الاجتماعات، مؤكداً أن بن زايد وإخوته يتحملون المسؤولية عن حصار الفاشر ودعم الميليشيات، مضيفًا أن وقف الحرب ممكن "خلال يومين فقط" لو أوقفت الإمارات الدعم العسكري والمالي.
مضامين الفقرة الثالثة: زهران ممداني والحملة الإسلاموفوبيا في انتخابات عمدة نيويورك
استعرض جاويش المعركة الانتخابية الساخنة في نيويورك التي يخوضها زهران ممداني، المرشح المسلم لمنصب عمدة المدينة، حيث يواجه أندرو كومو الذي يتهمه بالتطرف ومعاداة السامية والعداء للشرطة وعدم الكفاءة.
وأشار جاويش إلى تمسك ممداني بهويته الإسلامية، مستشهدًا بتجارب المسلمين في نيويورك منذ أحداث 11 سبتمبر، حيث أوقف أفراد عائلاتهم حياتهم الطبيعية بسبب الاعتداءات على المسلمين، ورغم نصيحة عمه له بإخفاء إيمانه، أصر ممداني على مواجهة هذه الحملات العنصرية.
كما كشف جاويش عن تقدم ممداني الساحق في استطلاعات الرأي، حيث أظهر استطلاع بولي ماركت احتمالية فوزه بنسبة 92%، متقدمًا على كومو الذي حصل على 5.9% فقط، والمرشح الجمهوري كيرتس سليوا بنسبة 7%. وأشار استطلاع فوكس نيوز في 14 أكتوبر إلى تقدم ممداني بنسبة 52% مقابل 28% لكومو.
واستضاف جاويش المحلل السياسي الدكتور توفيق طعمة، الذي أكد أن الحملة العنصرية جاءت من يأس كومو وفشله في المنافسة، مشيرًا إلى أن ورقة الإسلاموفوبيا والإرهاب أصبحت ورقة مفلسة، وأن غالبية الأمريكيين يرفضون العنصرية ويظهرون تعاطفًا مع المسلمين. وأضاف طعمة أن حملة التوعية حول الإسلام منذ الثمانينيات، بما في ذلك توزيع 20 ألف نسخة من القرآن المترجم، ساهمت في زيادة وعي الأمريكيين. وأوضح أن تصريحات ترامب ضد ممداني ضمن دعاية صهيونية لكنها ستؤدي إلى نتائج عكسية وستضمن فوز ممداني.
مضامين الفقرة الرابعة: الإعلام العبري – تهديدات ترامب وقضية تهريب السلاح من مصر
في الفقرة الأخيرة، تناول جاويش أبرز ما تناوله الإعلام العبري، بدءًا بالعلاقة بين ترامب وإسرائيل، مسلطًا الضوء على تهديدات ترامب بوقف الدعم العسكري الأمريكي فورًا إذا ضمت إسرائيل الضفة الغربية. واستضاف الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس، الذي أكد أن هذه التهديدات أثارت تساؤلات في الشارع الإسرائيلي حول مستقبل الدولة في حال استغنت الولايات المتحدة عنها.
وأشار أبو العدس إلى أن إسرائيل كانت تتمتع سابقًا بـ "كارت بلانش" من الإدارات الأمريكية، لكن مع ترامب تحولت العلاقة إلى علاقة مشروطة بمصالح أمريكية مباشرة، مع تراجع شعبية إسرائيل بين يهود الولايات المتحدة، الذين أصبحوا يعرفون أنفسهم كيهود أمريكيين أكثر من ارتباطهم بإسرائيل.
وتناول جاويش رد فعل نتنياهو على تهديدات ترامب، حيث بدا مترددًا أمام الإعلام وراوغ في الإجابة، لكنه أكد أن إسرائيل "دولة مستقلة". وأوضح أبو العدس أن الإعلام العبري لا يوجه الانتقادات لترامب، بل لنتنياهو وسموتريتش وبن غفير، متهمًا إياهم بأنهم أوصلوا إسرائيل لهذا الوضع.
كما أشار إلى تصريحات الإعلامي الإسرائيلي نحوم برنيع، الذي وصف نتنياهو بأنه "حاكم ولاية"، بينما ترامب هو الرئيس الفعلي الذي يتدخل في القرارات، بما فيها الإفراج عن الأسير مروان البرغوثي. وأوضح أبو العدس أن الإفراج عن البرغوثي يواجه معارضة عربية وإقليمية وفلسطينية، وأن تصريح ترامب ربما كان لإثبات سيطرته على الملف.
وتناول جاويش أيضًا قضية تهريب السلاح من مصر، حيث أصبح تجارة مربحة جدًا بسبب الفارق الكبير في الأسعار، مع المخاوف الإسرائيلية من وصول هذا السلاح للفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية أو عرب الداخل والبدو في النقب. واختتم مشيراً إلى احتمال استغلال إسرائيل لهذا الملف للضغط على القاهرة أو للقيام بعمليات عسكرية في سيناء تحت ذريعة استهداف تجار السلاح.