احتفالية السلام الوهمية ووثيقة هدم القاهرة التاريخية والصراع الخليجي على قيادة المنطقة

التاريخ : الأحد 26 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات

مضامين الفقرة الأولى: احتفالية "مصر وطن السلام"... مولد السيسي

بدأ ناصر حديثه بوصف هوس الحكام العسكريين بالظهور الإعلامي واستخدام الاحتفالات لتلميع الصورة والبقاء في الحكم، مستعرضًا أمثلة من عهود السادات ومبارك وحتى السيسي، الذين كانت احتفالاتهم تسبق دومًا تعديلات دستورية تمدد فترات حكمهم.

وصف ناصر احتفالية السيسي بأنها "المولد الثالث" بعد شرم الشيخ وبروكسل، منتقدًا تصميم المركز الثقافي الذي جمع بين طرز معمارية متنافرة، والكرسي ذي المسند الطويل الذي أراد السيسي من خلاله التميز. وسخر من دخوله بموسيقى "كارمينا بورانا" الدرامية، متسائلًا إن كان يريد أن يُقدَّم كقيصر، وأضاف منتقدًا التماثيل الرومانية الرخيصة والذوق العام للمشهد.

كما استنكر توقيع السيسي "وثيقة السلام" في قاعة مغلقة بين موظفيه دون حضور أي رؤساء دول، وسخر من الإعلام الموالي له، خاصة إسعاد يونس التي هنأته رغم عدم تحقيقه أي إنجاز يُذكر.

وكشف ناصر أن السيسي سعى للحصول على قرض قدره 10 مليارات يورو لكنه لم ينل سوى 4 مليارات، وهي ذات الاتفاقية التي وُقّعت مبدئيًا في مارس 2024. وأوضح أن القرض الكلي كان 7.4 مليار يورو، حصلت مصر على مليار واحد منه في ديسمبر 2024، وما تم في أكتوبر 2025 هو توقيع الشريحة المتبقية فقط.

وأشار إلى أن أوروبا استفادت أكثر من الصفقة، إذ حصلت على الغاز بأسعار منخفضة ومشروعات اقتصادية مقابل قروض بفوائد مرتفعة. كما كشف أن مؤتمر شرم الشيخ كان مقررًا عقده في الرياض، لكن السعودية رفضت حضور نتنياهو، فاضطر ترامب لتقديم المؤتمر على أنه "أمريكي" من خلال وضع شعار الرئاسة الأمريكية بدلًا من المصرية لإقناع الرياض بالمشاركة، ما يعكس ضعف الموقف المصري.

انتقد ناصر احتفال السيسي بـ"سلام" لا وجود له على الأرض، فالحرب في غزة مستمرة، وإسرائيل تحتل نصف القطاع، ومعبر رفح مغلق، والاعتداءات على الأقصى والضفة لم تتوقف. واعتبر أن الاحتفال محاولة لتلميع الصورة بعد تورط النظام المصري في حصار غزة ومساندة إسرائيل، وقد يكون تمهيدًا لدور مصري في نزع سلاح المقاومة.

واشار  إلى أن أهداف الاحتفالية الحقيقية هي غسيل السمعة، والتغطية على أزمات داخلية (مثل رفع أسعار البنزين)، والأخطر التمهيد لتعديل دستوري جديد كما فعل السادات ومبارك. شبه ناصر المشهد بحكم المماليك تحت شعار "من القصر إلى القبر"، مؤكدًا أن السيسي فشل في كل الملفات ويحاول التعويض بالاحتفالات الفارغة.

 

مضامين الفقرة الثانية: تقرير سرّي مسرب يكشف “مخطط هدم” شارع المعز والحسين بإشراف الجيش والهيئة الهندسية

كشف ناصر عن وثيقة مسربة من وزارة الأوقاف تتضمن خطة لتطوير الأزهر والحسين، متضمنة إزالات واسعة للعقارات التاريخية. وانتقل ناصر لعرض خريطة مفصلة توضح المساحات التي ستطالها الإزالات، والتي تشمل قلب القاهرة الفاطمية من شارع المعز التاريخي وحارة برجوان وشارع البادستان ومسجد السلطان حسن وسوق الخيامية ومناطق الغورية والنحاسين والجمالية، التي تمثل الهوية التاريخية للعاصمة.

وانتقد بشدة إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على هذا المشروع الخطير، واصفًا تاريخها الطويل بالأسود في التعامل مع التراث والمعالم التاريخية. ووصف العاملين في الهيئة بأنهم مجموعة من العساكر الذين لا يفهمون شيئًا في العمارة والتراث والتاريخ، ولا يعرفون إلا لغة السلاح والهدم والإزالة دون أي اعتبار للقيمة التاريخية أو الثقافية.

وانتقل ناصر لتقديم مقارنة بين مؤسسات متخصصة في تطوير المدن والمواقع التاريخية وبين أسلوب عمل مؤسسة الآغا خان الدولية المحترفة المعروفة بخبرتها الطويلة، التي أدارت مشروع حديقة الأزهر، وبين أسلوب عمل جماعة "البهرة الشيعية" الذين يكتفون بتمويل المشاريع بالأموال دون إشراف حقيقي أو خبرة فنية، مما ينتج عنه أعمال بذوق رديء ومبالغ فيها كما حدث في مسجد السيدة نفيسة الذي امتلأ بكميات هائلة من الذهب والزخارف المبالغ فيها التي لا تليق بقدسية المكان.

واختتم هذا المحور بمقارنة حادة وصادمة بين السيسي ومستشاره المعماري أمير سيد أحمد من جهة، وبين الخديوي إسماعيل ومستشاره العبقري علي باشا مبارك من جهة أخرى، موضحًا أن الخديوي إسماعيل، رغم كل ما يقال عنه، كان متعلمًا جيدًا، وعندما أراد توسيع القاهرة وإنشاء قاهرة جديدة، اختار علي مبارك، العالم الفذ الذي وضع الخطط التوفيقية وأنشأ القاهرة الخديوية الحديثة على مساحة 320 فدانًا بخطوط متوازية منظمة تمثل تحفة معمارية، بينما السيسي جلب أشخاصًا لا يفهمون شيئًا في العمارة والتراث ليديروا مصير التراث المصري العريق. وأكد ناصر أن جرائم السيسي في حق مصر، من بيع النيل وجزيرتي تيران وصنافير إلى تدمير تاريخ البلد وتراثها، ستُفضح حتمًا عند رحيل هذا النظام وأعوانه.

 

مضامين الفقرة الثالثة: الصراع الخليجي لتهميش مصر والقضاء على حماس

انتقل ناصر للحديث عن الموقف الخليجي من حماس ومصر، مستعرضًا تغريدة لإعلامية إسرائيلية في قناة I24 كشفت أن السعودية والإمارات تضغطان على واشنطن لاتخاذ موقف أكثر عدائية تجاه حماس، والوسطاء (قطر وتركيا)، وأنهما لا تثقان بمصر.

وبحسب التغريدة، هددت الرياض وأبوظبي بعدم تمويل إعادة إعمار غزة ما لم تُنزع أسلحة حماس بالكامل، واعتبرتا أن مصر تتعمد إطالة أمد الأزمة لخدمة مصالحها.

وأكد ناصر أن هذه المعلومات مصدرها البيت الأبيض، وتُظهر بوضوح سعي السعودية لتهميش الدورين المصري والتركي واستضافة قمم بديلة في الرياض. كما أوضح أن السعودية كانت ترغب في نقل مؤتمر شرم الشيخ إليها بشرط غياب نتنياهو، لكن ترامب أصر على حضوره فانسحبت الرياض مهددة بوقف التمويل.

وأشار ناصر إلى أن القاهرة متمسكة بوجود حماس كقوة سياسية، بخلاف السعودية والإمارات اللتين تسعيان للقضاء عليها، معتبرًا أن حماس تستمع لمصر وتثق بدورها. وكشف عن تقرير سعودي رسمي يؤكد أن محمد بن سلمان يسعى لنزع سلاح حماس بالكامل. وأوضح أن مصر تجمع قادة حماس والسلطة الفلسطينية في القاهرة لتقريب وجهات النظر، وأنها ترى في حماس فصيلًا ذا دعم شعبي لا يمكن استئصاله.

 

مضامين الفقرة الرابعة: استضافة الكاتب والمحلل السياسي سامر العنبتاوي حول مكاسب وخسائر شرم الشيخ

خصص ناصر جزءاً من الحلقة لاستضاف الكاتب والمحلل السياسي سامر العنبتاوي الذي بدأ بتحليل مكاسب وخسائر مؤتمر شرم الشيخ. حيث قال إن أول المكاسب هو وقف الحرب رغم استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن إعلان ترامب وقف إطلاق النار علنًا وضع نتنياهو في مأزق. أما المكسب الثاني فهو تدويل القضية بإشراك الأوروبيين وتركيا وإيران، وليس الاقتصار على الإشراف الأمريكي. في المقابل، رأى أن التسريع في الاتفاق أغفل نقاطًا حساسة قد تؤثر مستقبلًا، مدفوعًا برغبة ترامب في الفوز بـ"نوبل للسلام". ومع ذلك، أكد أن الأهم هو وقف نزيف الدم وإفشال خطة التهجير التي سعى إليها نتنياهو.

وتحدث العنبتاوي عن التحالف الرباعي الذي يضم مصر وقطر وتركيا والمقاومة الفلسطينية، قائلًا إنه يقف في خندق واحد وله نفس الموقف من خطة ترامب، مما يجعله خطرًا على مصالح أمريكا والسعودية والإمارات.

وأشار إلى أن حماس أعلنت قبولها بحكومة تكنوقراط تُشكَّل بموافقة مصر، ما يعكس نضجًا سياسيًا وواقعية وطنية. وأكد أن الولايات المتحدة لا ترفض وجود تركيا وقطر في غزة بسبب دعم عسكري، بل لأنها تريد تحجيم نفوذ نتنياهو وفرض رؤية إقليمية جديدة تخدم مصالحها.

 

مضامين الفقرة الخامسة: استضافة الكاتب والباحث السياسي عدنان الصباح حول الحلف الثاني والصراع على قيادة المنطقة

كما استضاف ناصر الكاتب والباحث السياسي عدنان الصباح الذي تحدث عن الحلف الثاني المنافس.

وأوضح الصباح أن هذا الحلف يضم السعودية والإمارات والسلطة الفلسطينية، ويسعى لضم الأردن وسوريا ولبنان، بهدف مواجهة التحالف الرباعي الذي تقوده مصر. وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية تميل في الوقت الحالي للحلف السعودي، ولهذا لم يصدر أي بيان حول اللقاءات التي استضافتها القاهرة بين فتح وحماس.

أكّد الصباح أن مصر ما تزال دولة محورية في القضية الفلسطينية بحكم التاريخ والجغرافيا، وأن استقرار غزة ينعكس مباشرة على أمن سيناء ومصر ككل. كما أشار إلى التنافس التاريخي بين القاهرة والرياض على قيادة المنطقة العربية، معتبرًا أن القبول الشعبي والثقافي لمصر أكبر بكثير من أي دولة خليجية، فهي مؤهلة للقيادة بتاريخها وقدراتها وموقعها، بينما تعتمد السعودية والإمارات على المال فقط.

وأوضح أن المشروع الأمريكي لا يهتم بالحلفين بقدر اهتمامه بتوظيفهما لخدمة مصالحه، محذرًا من أن الخطر الحقيقي يكمن في تمرير واشنطن لأجندتها الخاصة.

اختلف الصباح مع العنبتاوي حول دور نتنياهو، معتبرًا أنه لا يزال لاعبًا رئيسيًا وأن واشنطن لا تريد إزاحته قبل انتهاء مهمته. وأكد أن أمريكا وتوني بلير لا يرغبان في نجاح مصر بتوحيد الصف الفلسطيني، بل يسعيان لإبقاء الصراع فلسطينيًا داخليًا على غرار النموذج اللبناني.

وتابع عدنان قائلا  أن التجاذب بين الحلفين مستمر، وأن دور الأردن سيكون حاسمًا؛ فإذا انضم إلى التحالف الرباعي فستميل الكفة لصالحه، لكن الأردن يرى مصلحته مع عباس بوصفه بوابته للضفة الغربية.

ثم اختتم ناصر الحلقة بالتأكيد على أهمية ما طرحه الضيفان رغم اختلاف وجهات نظرهما، موضحًا أننا أمام خريطة إقليمية شديدة التعقيد.