«يحدث في مصر» يناقش الإصلاحات الاقتصادية وموقف القاهرة من أزمة السودان وكواليس افتتاح المتحف المصري الكبير
التاريخ : الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات
مضامين الفقرة الأولى: الجيزة تستعد للحدث التاريخي.. و«المتحف المصري الكبير» يضع لمساته الأخيرة قبل الافتتاح
استعرض الإعلامي شريف عامر تفاصيل الاستعدادات الجارية داخل محافظة الجيزة وحول المتحف، مؤكدًا أن الدولة المصرية تقدم نموذجًا للتنظيم والتخطيط الدقيق من أجل خروج الحدث بالشكل الذي يليق بتاريخها العريق ومكانتها العالمية.
وخلال مداخلة هاتفية، أكد المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، أن المحافظة هي بطل المشهد في هذا الحدث العظيم، مشيرًا إلى أن الافتتاح التاريخي سيُعد رسالة جديدة من مصر للعالم كله عن قدرتها على الإنجاز والإبهار.
وأوضح النجار أن المحافظة نفذت خطة تطوير شاملة شملت الطرق والمحاور الرئيسية المؤدية للمتحف، ومنها الطريق الصحراوي وطريق الفيوم ومحورا المريوطية والمنصورية، إلى جانب تطوير منطقة أبو الهول التاريخية.
وأضاف المحافظ أن الأعمال تضمنت زراعة آلاف الأشجار والنخيل، وإقامة مسطحات خضراء واسعة، وتركيب إضاءات حديثة ولافتات وأعلام للدول المشاركة في الاحتفال، مشيرًا إلى أن المتابعة الميدانية مستمرة من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء لضمان تنفيذ كل التفاصيل بأعلى جودة.
وشدد النجار على أن فرق العمل بالمحافظة تواصل العمل ليلًا ونهارًا ليظهر الحدث في أبهى صورة تليق باسم مصر، مؤكدًا أن الجيزة اليوم “واجهة مشرفة للعالم كله”.
وفي السياق ذاته، كشف الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، في مداخلة هاتفية للبرنامج، عن تفاصيل الاستعدادات النهائية داخل المتحف استعدادًا للافتتاح المرتقب، مشيرًا إلى أن جميع أجهزة الدولة تعمل في تناغم تام لضمان نجاح هذا الحدث التاريخي.
وأوضح غنيم أن الاستعدادات تشمل وضع اللمسات الأخيرة على العرض المتحفي داخل القاعات، ومراجعة أدق التفاصيل الأثرية والإنشائية، بما في ذلك تنظيف القطع الأثرية الثقيلة وضبط الإضاءة وإجراء أعمال الصيانة الشاملة.
وأشار إلى أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تتولى تنظيم الاحتفالية الكبرى، مؤكدًا أنها أثبتت كفاءة استثنائية في تنظيم موكب المومياوات الملكية وافتتاح طريق الكباش، وهو ما يجعلها مؤهلة لتقديم عرض يليق بعظمة مصر وحضارتها.
كما أعلن غنيم أن المتحف المصري الكبير سيفتح أبوابه للجمهور يوم 4 نوفمبر، حيث ستكون التذكرة موحدة لكل القاعات باستثناء متحف الطفل، مضيفًا أن الزوار من جميع أنحاء العالم سيشهدون تجربة متحفية غير مسبوقة من حيث التصميم وطريقة العرض والتقنيات الحديثة.
وأكد الرئيس التنفيذي للمتحف أن الافتتاح الرسمي سيُقام في تمام السابعة مساء يوم 1 نوفمبر، وسيتضمن عرضًا فنيًا ضخمًا يعكس قوة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، حيث سيكون الملك توت عنخ آمون أبرز رموز العرض داخل القاعات بعد نقله من متحف التحرير.
وأضاف أن الحفل سيشهد موسيقى خاصة من تأليف الموسيقار العالمي هشام نزيه، ويقود العرض الموسيقي المايسترو ناير ناجي بمشاركة أكثر من 78 عازفًا مصريًا وعدد كبير من الموسيقيين الدوليين، لتقديم مقطوعات تعبر عن السلام والتاريخ المصري، وذلك تحت إشراف الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
وختم غنيم تصريحاته بالتأكيد على أن جميع الزوار الذين تجولوا في أروقة المتحف وصفوه بأنه “تحفة عالمية لا مثيل لها”، مشيدين بروعة التصميم وتناسق العمارة مع تاريخ مصر القديم، مؤكدًا أن الافتتاح المرتقب سيكون “فصلًا جديدًا من فصول المجد المصري أمام العالم”.
مضامين الفقرة الثانية: البابا تواضروس الثاني يكشف تفاصيل عن زيارة وفد الكنائس العالمي
خصص الإعلامي شريف عامر فقرة يسلط فيها الضوء على زيارة وفد مجلس الكنائس العالمي للقاهرة، وفي مداخلة هاتفية، أكد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن مصر تعيش خلال الفترة الحالية شهرًا حافلًا بالإنجازات التي تعكس مكانتها الثقافية والإنسانية والدينية، مشيرًا إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير وتعيين الدكتور خالد العناني في منظمة اليونسكو يعدان دليلًا جديدًا على تقدير العالم لمكانة مصر وريادتها الحضارية.
وأوضح البابا أن وفد مجلس الكنائس العالمي الذي يزور القاهرة أبدى انبهاره بما شاهده في مصر من استقرار وتنمية، خاصة بعد زيارته لعدد من المشروعات القومية، معربًا عن تقديره الشديد للدور الإنساني الكبير الذي تقوم به الدولة المصرية في احتضان الأشقاء السودانيين، حيث تستضيف مصر نحو خمسة ملايين ضيف سوداني على أراضيها.
وأضاف البابا تواضروس أن لقاءه بالرئيس عبدالفتاح السيسي جاء في أجواء إنسانية وروحانية مفعمة بالمشاعر الطيبة، واستمر لأكثر من ثمانين دقيقة، مؤكدًا أن حديث الرئيس تميز بالبساطة والصدق والروح الوطنية العالية، وتناول معاني عميقة عن حرية الاعتقاد والتعايش والسلام، مشيرًا إلى أن الوفد الأجنبي لم يكن مصدقًا لحجم التقدم والصورة الإيجابية التي باتت عليها مصر اليوم.
وتابع البابا أن اللقاء تطرق إلى القضايا الإقليمية والتطورات في المنطقة، وعلى رأسها ما دار في قمة شرم الشيخ الأخيرة، موضحًا أن الرئيس السيسي طلب من الوفد دعم قرارات القمة والمشاركة في جهود إعمار غزة.
وأكد أن أعضاء الوفد أشادوا بالدور المصري المحوري في تحقيق الاستقرار والسلام داخل القطاع، وبالجهود الكبيرة التي تبذلها القاهرة في وقف الحرب وإغاثة المتضررين من النزاع، إلى جانب مساعيها في حل الأزمة السودانية واحتضان من تضرروا من آثارها الإنسانية.
وأعرب البابا تواضروس عن شكره وتقديره للرئيس السيسي على كلماته الطيبة التي عبّرت عن مصر الحقيقية أمام العالم، مؤكدًا أن اللقاء ترك أثرًا طيبًا في نفوس الحاضرين، وقدم للعالم صورة مشرفة عن الدولة المصرية في دعم قيم السلام والتعايش.
واختتم البابا حديثه قائلًا إن مصر اليوم تُظهر وجهها الحقيقي للعالم؛ دولة الإنجازات والعطاء والإنسانية، مشيرًا إلى أن انعقاد مجلس الكنائس العالمي في القاهرة لأول مرة منذ 96 عامًا يعد دليلًا جديدًا على مكانة مصر الدينية والحضارية.
مضامين الفقرة الثالثة: حوار خاص مع محمد صبري نائب رئيس البورصة المصرية،
تحدث شريف عامر عن ملف الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة وتأثيرها المباشر على أداء البورصة المصرية، مستضيفًا في هذا الإطار محمد صبري، نائب رئيس البورصة المصرية، الذي قدّم رؤية شاملة عن واقع السوق وتوقعاته للفترة المقبلة في ظل السياسة الاقتصادية الجديدة.
في بداية حديثه، أكد صبري أن نشاط سوق الأوراق المالية يعتمد بدرجة كبيرة على اتجاه أسعار الفائدة في البنوك، موضحًا أن انخفاض الفائدة يؤدي إلى زيادة جاذبية الاستثمار في البورصة، إذ يتجه المستثمرون للبحث عن فرص تحقق عوائد أعلى من العائد البنكي الثابت. وأضاف أن الفترة المقبلة مرشحة لزيادة حركة التداول بشكل ملحوظ إذا ما استمرت الحكومة في سياسة دعم الاستثمار وتشجيع القطاع الخاص.
وأشار نائب رئيس البورصة إلى أن هناك إجراءات تنظيمية جديدة تم تطبيقها خلال الفترة الماضية لضمان نزاهة السوق، أبرزها أن البورصة لا توافق على قيد أي شركة جديدة إلا بعد النزول الميداني لمقر الشركة للتحقق من أصولها المسجلة في القوائم المالية، مضيفًا أن الهدف من هذه الخطوة هو ضمان الشفافية والحد من أي تلاعب أو مخالفات محتملة.
وتحدث صبري عن مؤشر EGX30، موضحًا أنه يضم أكبر 30 شركة من حيث النشاط والقيمة السوقية، مشيرًا إلى أن المؤشر يُعد المرآة الرئيسية لأداء السوق المصري، وأن التغيرات التي تطرأ عليه تعكس بشكل مباشر اتجاهات الاستثمار وحركة السيولة داخل السوق.
وفي سياق آخر، كشف صبري أن 60% من المستثمرين الجدد الذين دخلوا السوق خلال الأربعة أشهر الماضية هم من فئة الشباب، معتبرًا ذلك مؤشرًا إيجابيًا على زيادة الوعي المالي والاستثماري بين الأجيال الجديدة، التي أصبحت أكثر إقبالًا على فهم أدوات الاستثمار في الأسهم والسندات.
كما أعلن عن خطة البورصة لإطلاق بودكاست توعوي جديد يهدف إلى نشر الثقافة المالية بين المواطنين وتعريفهم بكيفية التعامل الآمن مع أدوات الاستثمار المختلفة، بما يسهم في تحقيق توسّع حقيقي في قاعدة المستثمرين الأفراد داخل السوق.
وفي ختام اللقاء، أوضح نائب رئيس البورصة أن من بين الأدوات الحديثة الجاري العمل على تفعيلها آلية “اقتراض الأسهم بغرض البيع”، وهي خطوة تستهدف زيادة السيولة وتنويع أدوات التداول في السوق المصري، لتقريب البورصة المصرية من المعايير العالمية المتبعة في الأسواق الكبرى، مؤكدًا أن الإصلاحات الحالية تضع السوق على الطريق الصحيح نحو مزيد من الكفاءة والجاذبية للمستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.
مضامين الفقرة الرابعة: لقاء مع الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي لتحليل شامل لمجمل الاوضاع الساسية في الشرق الأوسط
استضاف الإعلامي شريف عامر المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، الذي قدّم خلال اللقاء قراءة تحليلية شاملة لمجمل الأوضاع السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص تطورات الأزمة السودانية والقضية الفلسطينية، إلى جانب مناقشة أسباب انتشار الظواهر العسكرية في الإقليم خلال السنوات الأخيرة.
مصر وموقفها من الحرب في السودان
استهل الدكتور مصطفى الفقي حديثه بالحديث عن الوضع في السودان، مؤكدًا أن مصر تتعامل مع الأزمة السودانية بمنتهى الحذر والمسؤولية، إدراكًا لحساسية موقع السودان الجغرافي وعمق العلاقة التاريخية بين البلدين.
وقال إن القيادة المصرية تتابع المشهد السوداني بدقة شديدة، لكنها لن تقدم على أي تدخل عسكري مباشر إلا في حالة تهديد واضح وصريح للأمن القومي المصري أو إذا امتدت تداعيات الصراع إلى الحدود المصرية.
وأوضح الفقي أن مصر تدرك جيدًا خطورة الانجرار وراء أي مواجهات مسلحة في الإقليم، وأنها تتبنى دائمًا سياسة الدفاع لا الهجوم، مشيرًا إلى أن القاهرة تفضّل اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية ودعم جهود الوساطة بين أطراف الصراع حفاظًا على وحدة السودان واستقراره.
وتابع أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، والتي حملت نبرة تهديد غير مباشرة تجاه القاهرة، قوبلت بتجاهل رسمي مصري، لأن الدولة المصرية أكبر من الدخول في سجالات إعلامية. وأكد أن مصر تمتلك القدرة الكاملة على الردع والحسم إذا اقتضت الضرورة، لكنها تسعى دائمًا لتغليب صوت العقل والحفاظ على استقرار الجوار الجنوبي.
وأضاف أن أي تحرك مصري في الملف السوداني سيكون بدافع إنساني وأخوي، لمساعدة الشعب السوداني الشقيق وليس للتدخل في شؤونه الداخلية، مشددًا على أن العلاقة بين الشعبين المصري والسوداني تتجاوز حدود السياسة إلى روابط الدم والتاريخ والمصير المشترك.
لماذا يتجه اهتمام العالم إلى فلسطين أكثر من السودان؟
وفي سياق الحديث، طرح الدكتور الفقي تساؤلًا مهمًا حول اختلال ميزان الاهتمام الدولي بين أزمات المنطقة، متسائلًا: «لماذا تتجه أنظار العالم إلى فلسطين بينما تمر مأساة السودان مرور الكرام دون اهتمام كافٍ من المجتمع الدولي؟».
وأرجع الفقي ذلك إلى العوامل السياسية والإعلامية التي تتحكم في صناعة الرأي العام العالمي، موضحًا أن القضية الفلسطينية تحمل رمزية تاريخية ودينية كبرى تجعلها دائمًا محور التركيز الإعلامي، في حين أن الأزمة السودانية تفتقر إلى الزخم الإعلامي الدولي بالرغم من خطورتها الإنسانية والسياسية.
وأكد أن الحروب في إفريقيا غالبًا ما يتم التعامل معها باعتبارها "نزاعات محلية"، بينما تحظى قضايا الشرق الأوسط ذات البعد الديني أو الاستراتيجي باهتمام أوسع من الدول الكبرى والإعلام الغربي.
وأشار إلى أن التفاعل الدولي غير المتكافئ يعكس ازدواجية المعايير في التعامل مع معاناة الشعوب، مؤكدًا أن الاهتمام الانتقائي بالأزمات هو أحد أسباب استمرار النزاعات في المنطقة دون حلول حقيقية.
انتشار الظواهر العسكرية في الشرق الأوسط
وانتقل الحوار بعد ذلك إلى ظاهرة تصاعد النزعات العسكرية في الإقليم، حيث قدّم الدكتور مصطفى الفقي تحليلًا لأسبابها وتداعياتها.
وأوضح أن المنطقة العربية والإفريقية تشهد منذ أكثر من عقد حالة من الاضطراب السياسي، نتيجة تداخل المصالح الإقليمية والدولية وتنامي نفوذ بعض القوى غير النظامية.
وقال إن انتشار الميليشيات المسلحة والجماعات غير النظامية أصبح أحد أبرز مظاهر التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن هذه الظواهر تغذّيها حالة الفوضى في بعض الدول وضعف مؤسسات الدولة الوطنية، إلى جانب تدخل قوى خارجية تسعى لتفكيك الأنظمة لتحقيق مصالحها.
وأضاف الفقي أن التحولات الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بعض الدول ساهمت في خلق بيئة خصبة لتجنيد الشباب في جماعات مسلحة، لافتًا إلى أن سوء توزيع الثروات وغياب العدالة الاجتماعية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نشوء التوترات العسكرية والسياسية.
وشدد على أن حل هذه الأزمات لا يكون عسكريًا بل سياسيًا وتنمويًا في المقام الأول، من خلال تعزيز مؤسسات الدولة، ودعم التنمية، وتوسيع آفاق التعليم والوعي السياسي بين الشعوب.
دور مصر في مواجهة الاضطرابات الإقليمية
وأكد الدكتور مصطفى الفقي في ختام حديثه أن مصر تمثل ركيزة الاستقرار في المنطقة، بما تمتلكه من ثقل سياسي وتاريخي ودبلوماسي كبير، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تحرص دائمًا على لعب دور الوسيط العاقل في حل النزاعات الإقليمية.
وقال إن القاهرة تتحرك في كل الملفات العربية بمنطق الدولة المسؤولة، سواء في القضية الفلسطينية أو الأزمة السودانية، مضيفًا أن تاريخ مصر يشهد لها بدور رائد في إحلال السلام ومواجهة التطرف والعنف.