حصار إماراتي لمصر وصراع سعودي مصري على رضا إسرائيل

التاريخ : الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات

مضامين الفقرة الأولى: من الفاشر إلى الوراق.. الإمارات تحاصر مصر وبن زايد وراء "صفقات الدم" في السودان

بدأ محمد ناصر بالحديث عن العلاقة التاريخية النموذجية بين الإمارات ومصر في عهد الشيخ زايد المؤسس، حيث كان يدعم مصر سرًا بـ17 مليون دولار في عهد عبد الناصر رغم خطورة ذلك على منصبه تحت الحماية البريطانية. وعرض مقطعًا نادرًا لعبد الناصر يشيد فيه بالشيخ زايد ويؤكد أنه طلب منه عدم نشر الأمر حتى لا يعزله الإنجليز.

وأشار ناصر إلى أن الشيخ زايد واصل دعم مصر في حرب أكتوبر 1973، ووقف مع مصر أيام المقاطعة العربية بعد كامب ديفيد، واستمرت العلاقة الطيبة مع مبارك حتى أن مبارك أطلق اسم "حي الشيخ زايد" في الجيزة تكريمًا له. وعرض وصية الشيخ زايد لأبنائه التي طالبهم فيها باعتبار مصر "القلعة الحصينة للأمة العربية" وأن "الإمارات كأنها مصر أرضًا وشعبًا".

ثم انتقل ناصر للحديث عن التحول الكارثي في عهد محمد بن زايد، وبدأ بكشف الدور الإماراتي المباشر في دعم ميليشيات الدعم السريع بقيادة حميدتي في السودان، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية من شركة ماكسار بقعًا حمراء حول منازل الفاشر تشير إلى دماء عمليات القتل الجماعي لـ2000 مدني في يومين.

وعرض ناصر تصريحات دولية تدين الإمارات، منها تصريح رئيس المنظمة الدولية للاجئين جيريمي كونينديك الذي قال إن "محاسبة الإمارات أمر بالغ الأهمية فهي تتحمل مسؤولية ما يحدث في الفاشر". كما عرض تغريدة للإعلامي الإماراتي محمود البلوشي الذي كتب: "الفاشر بأيدينا، تحية لرئيس السودان القادم القائد محمد حمدان دقلو"، في ما اعتبره اعترافًا علنيًا بالمسؤولية عن المجازر.
ثم استعرض ناصر خريطة الحصار الإماراتي لمصر جنوبًا، عبر دعم حميدتي في السودان الذي سيطر على الفاشر بالقرب من الحدود المصرية، غربًا عبر دعم خليفة حفتر في ليبيا واستخدام مطار الكفرة لنقل السلاح لحميدتي عبر المثلث الحدودي، وشرقًا عبر دعم ميليشيات حسام الأسطل وياسر أبو شباب في غزة الذين اعترفوا لقناة سكاي نيوز بتلقي دعم من "دولة عربية".

كما كشف ناصر عن توغل إماراتي داخلي في مصر عبر الاستحواذ على أصول واستثمارات ضخمة من ميناء بورسعيد، رأس الحكمة، وسط البلد، ميناء السخنة، رأس بناس، ومراسي البحر الأحمر، بالإضافة إلى محاولات السيطرة على جزيرة الوراق بالضغط على الأهالي للتهجير.

وانتقد بشدة صمت الإعلام المصري، حيث عرض مقاطع لعمرو أديب ونشأت الديهي يلقيان اللوم على الإخوان المسلمين فيما يحدث بالسودان وليبيا، متجاهلين الدور الإماراتي الواضح. وسخر منهم قائلًا: "هل معمر القذافي كان من الإخوان؟ هل حفتر من الإخوان؟"، معتبرًا أن هذا "منتهى الرخص والتسطيح".
واستعرض ناصر تحذيرات السفراء والخبراء المصريين من خطورة الوضع على الأمن القومي، منها تصريح السفير فرغلي طه الذي قال: "من حقنا أن نقلق من وجود حركة تمرد تساندها دولة عربية تقيم علاقات تعاون وشراكة مع مصر وهي الإمارات"، وتصريح السفير معصوم مرزوق الذي طالب بـ"وقفة حاسمة مع الإمارات".

لكن ناصر استبعد إمكانية اتخاذ مصر أي موقف قوي، قائلًا: "كيف ستقف ضد الإمارات وهي تحاصرك؟ حدودك كلها في يد الإمارات، شركاتك ومصانعك اشترتها الإمارات".

وأكد ناصر أن السيسي يعلم تمامًا بالحصار الإماراتي لكنه يصمت لأن "الإمارات بتحب مصر دلوقتي عشان راضية عن النظام الخادم ده، لكن لو مصر جابت نظام تاني، العصابات اللي على الحدود دي هتعمل عليه الكماشة". واختتم قائلًا: "محمد بن زايد عادى مصر من البر والبحر والجو، وكانت بداية العداء لما ساعد ومول تنصيب الجربوعي اللي اسمه السيسي وجابه على كرسي مصر عشان يبقى خادم عند محمد بن زايد".

 

مضامين الفقرة الثانية: صراع بين السيسي وبن سلمان.. لخدمة إسرائيل

خصص ناصر جزءاُ من الحلقة للحديث عن طبيعة الصراع بين مصر والسعودية، مؤكدًا أنه "صراع صفري"، أي صراع كسر إرادات "مين الكبير بتاع المنطقة؟"، مستشهدًا بقول المفكر الجزائري مالك بن نبي عن "الأمم المريضة التي تهتم بلباس القوة لا بروح القوة". وأكد أن الخلاف ليس بين الشعبين المصري والسعودي، بل بين النظامين اللذين يتصارعان على الزعامة.

وكشف ناصر عن معلومة حصرية من داخل البيت الأبيض حول مؤتمر شرم الشيخ، قائلًا إن السعودية هي التي طلبت استضافة المؤتمر بشرط عدم حضور نتنياهو، بينما مصر لم يكن لديها مانع، وأن السيسي اتصل بنتنياهو لدعوته. لكن تركيا وقطر رفضتا حضور نتنياهو، فكان الحل الأمريكي "البسيط" هو وضع الشعار الأمريكي على منصة الحفل في شرم الشيخ المصرية ووقوف السيسي عندها، وقال إن هذا زاد الخلاف لأن السيسي "أخذ اللقطة". ووصف ناصر الصراع بأنه بين "جربوع مصري" (السيسي) كان يعمل خادمًا عند السعوديين وأصبح يقابل الملوك، و"أمير سعودي" (محمد بن سلمان) هو أقل واحد تعليمًا في العائلة السعودية وأكثرهم التصاقًا بكل أمراض العالم العربي. وأشار إلى أن أمريكا حاولت مع السعوديين لكن رأت أنهم لا يقدرون على قيادة المنطقة، لذلك انتقلت لمصر. وكشف ناصر عن تصاعد التنافس المصري السعودي على "إرضاء إسرائيل"، حيث عقدت مصر اتفاق غاز مع إسرائيل بـ35 مليار دولار في ظل الإبادة، ثم أعلنت عن صفقة ثانية مع شركة INGL الإسرائيلية بحوالي ملياري شيكل. فلم تسكت السعودية وجاءت بمشروع "ممر طاقة إسرائيلي سعودي" يربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر عبر الأردن لنقل الكهرباء والهيدروجين، وهو مشروع وصفه نتنياهو بـ"أعظم صفقة تعاون في تاريخنا".

واستعرض ناصر موقف السعودية من غزة، حيث كشف مسؤول إسرائيلي أن السعودية دعمت المواقف الإسرائيلية وشددت على تفكيك حماس كشرط أساسي، وعرض تصريحًا للقناة 12 الإسرائيلية قالت فيه إن "إسرائيل أصبحت حلقة حيوية في الرؤية الكبرى لمحمد بن سلمان".
وأضاف ناصر أنه رغم كل التنازلات السعودية، خرج سموتريتش يشتم السعودية علنًا، وعرض مقطع فيديو له يقول فيه بالعبرية: "من هم السعوديون؟ لم نسمع عنهم من قبل! هذا أمر مضحك للغاية". كما عرض تصريح المستشرق إيدي كوهين الذي قال: "لولا قضية غزة لما سمع أحد بمصر، السيسي يستغل غزة من أجل الهيبة والمكانة".

وقال ناصر إن إسرائيل لن تحترم الأنظمة العربية مهما قدمت من تنازلات، مؤكدًا أن العالم لا يحترم إلا الدول التي تحمي أمنها القومي وتدافع عن مصالح شعوبها، لا تلك التي تبيع مواقفها من أجل البقاء في الحكم. وضرب مثالًا بخبر عن ماليزيا والبرازيل اللتين أعلنتا دعمهما لجنوب أفريقيا في قضيتها ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، متسائلًا باستنكار: "هل سمعتم دولة عربية واحدة فعلت الشيء نفسه؟"، قبل أن يجيب: "طبعًا لا، لأنهم قاعدين على كراسيهم برعاية أمريكا وإسرائيل".
وختم ناصر الفقرة بكشف عودة القصف الإسرائيلي على غزة وخان يونس، أسفر عن استشهاد تسعة فلسطينيين وإصابة خمسة عشر آخرين، موضحًا أنه توقع منذ الصباح أن نتنياهو سيستأنف الحرب بعد تهديد بن غفير وسموتريتش بالانسحاب من الحكومة، وهو ما يعني دخوله السجن إن توقفت الحرب. واختتم ناصر بسخرية قائلًا: "صراع العمالة على اللقطة بين النظامين المصري والسعودي لن يجلب سوى المزيد من الذل... والمستفيد الوحيد هو إسرائيل."

 

مضامين الفقرة الثالثة: عمال أغنى نادٍ في مصر يتقاضون 4 آلاف جنيه فقط

بدأ محمد ناصر الفقرة الأخيرة بعرض مشهد من قلب النادي الأهلي، أغنى نادٍ رياضي في أفريقيا، حيث نظم عمال فروع التجمع الخامس والشيخ زايد وقفة احتجاجية غاضبة يطالبون فيها بتطبيق الحد الأدنى للأجور. وعرض مقطع فيديو للعمال يقولون فيه: "مش لاقيين ناكل! مش لاقيين ناكل يا جماعة!" رغم أن الحد الأدنى المفروض 7000 جنيه، إلا أنهم لا يزالون يتقاضون 4000 جنيه فقط.
وأكد ناصر أن هذا يعادل 84 دولارًا شهريًا عن 30 يوم عمل، أي حوالي 20 سنتًا في الساعة، ثم كشف عن التناقض الصادم بعرض رسم بياني من بلومبرج لرواتب ومكافآت لاعبي الأهلي في آخر 5 سنوات، حيث بلغت في عام 2025 نحو 562 مليون جنيه.وأشار ناصر إلى أن الاحتجاجات جاءت بالتزامن مع لقاء تلفزيوني لرئيس النادي الكابتن محمود الخطيب مع الإعلامية لميس الحديدي، حيث تفاخر الخطيب بأن النادي يمتلك أربعة فروع بملكية كاملة دون أي ديون. وكشف ناصر أن الخطيب أرسل عضوين من مجلس الإدارة للجلوس مع مندوبي العمال و"احتواء الغضب"، ووعدهم بأنه "خلال أيام سيتم إعلان حلول تسعد العمال". كما خرج سعد شلبي، المدير التنفيذي للنادي، ليؤكد أن "الحد الأدنى تم تطبيقه بالفعل من شهر سبتمبر الماضي". وعرض تعليقات العمال أنفسهم على الفيديو الذين كذّبوا فيه تصريحات شلبي بالكامل. ثم انتقل ناصر من الأهلي إلى القطاع الخاص بشكل عام، كاشفًا أن نفس المشكلة تتكرر في شركة رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، حيث نظم موظفو الأمن وقفة احتجاجية للمطالبة بزيادة رواتبهم التي لا تتجاوز 6000 جنيه شهريًا، بينما حققت الشركة أرباحًا بلغت 211 مليار جنيه! وطرح ناصر السؤال: "ليه مافيش قانون يلزم القطاع الخاص بتطبيق الحد الأدنى للأجور؟" ثم أجاب بعرض مقطع فيديو لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي وهو يقول: "أكثر من 80% من قوة العمل اللي موجودة في الدولة هي في القطاع الخاص، فالقطاع الخاص النهاردة لا يوجد عليه أي قيود في زيادة المرتبات".

و اختتم الحلقة بإستعرض تعليق أحد المتابعين الذي طالب بـ"إضراب عمالي على مستوى الجمهورية لتعديل الرواتب التي فقدت حوالي 85% من قيمتها بسبب التعويم"، موضحًا أن الـ6000 جنيه الآن تساوي 900 جنيه فقط قبل التعويم. وختم ناصر بسخرية: "ممكن تسمعوا كلام الراجل ده وتعملوا إضراب عمالي... وممكن في حل تاني وهو الأسهل: كل واحد يبلع جزمته ويسكت!".