لقاء الطفلة الفلسطينية ريتاج جحا ونقاش محتدم حول أحداث المنطقة العربية
التاريخ : الأربعاء 29 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات
مضامين الفقرة الأولى: قصة ريتاج: طفلة تحمل مفتاح بيتها وأمل العودة
استضاف أسامة كمال في الجزء الأول الطفلة الفلسطينية ريتاج جحا، التي ظهرت في احتفالية «وطن السلام» وقدمت نفسها للجمهور قائلة: «أنا اسمي محمد رياض جحا». عبّرت ريتاج عن سعادتها بلقاء الرئيس ووصفته بأنه «يوم كتير حلو»، مؤكدة أنها قبلت رأسه وحضنته وشعرت بفرح شديد، وأنها قدّمت له هدية عبارة عن ورقة عليها قلب وعلم فلسطين وعلم مصر وكتبت: «أنا ريتاج بنت فلسطين بحبك يا عم السيسي». وأوضحت أنها تشكر الرئيس «لأنه وقف الحرب»، وأن هذا اللقاء كان «يوم جميل» جعلها مبسوطة جدًا.
عن المعاناة في غزة، قالت ريتاج إنها عاشت أيامًا صعبة في أواخر 2023 عندما كانت تبلغ ثماني سنوات، وصفت قصفًا أصاب المكان أثناء الإفطار فأُلقي عليها صاروخ، وظلت تحت الأنقاض يومين تحت الردم والحجارة حتى أخرجوها ونُقلت للمستشفى. وأضافت أن عمّتها سعت لنقلها إلى مصر لاستكمال علاجها، وأن جميع أفراد عائلتها استشهدوا، بما في ذلك أختها الصغيرة البالغة سنتين. وذكرت أن معها مفتاح بيتها لتعود إليه حين تُحرَّر فلسطين، وختمت كلامها مؤكدة يقينها بأن فلسطين ستعود محررة وستصبح أجمل بلاد العالم، وطالبت مصر والعالم بأن لا ينسوا فلسطين
مضامين الفقرة الثانية: نقاش مفتوح التاريخ، الاستراتيجيات، والأزمات الراهنة
في الجزء الثاني استضاف البرنامج الكاتبَين الصحفيين علي السيد وإسلام عفيفي للحديث عن أزمات المنطقة العربية والشرق الأوسط خصوصًا ازمة السودان وغزة.
حيث استهل علي السيد حديثة مشيرُا إلى أن زعزعة استقرار العالم العربي لم تكن أمرًا عرضيًا، بل مخططًا له منذ زمن طويل، وبيّن أن توسعات محمد علي دفعت القوى الغربية للشعور بتهديدٍ لوجود إمبراطورية عربية موحَّدة قد تغيّر موازين القوى، فتكاتفت تلك القوى لمواجهة هذا الاحتمال، حتى تمكنت من إضعافه. واعتبر أن الهدف كان منع الاستقرار الإقليمي، مستغلين التناقضات الدينية داخل المذهب الواحد وفيما بين المذاهب لخلق صراعات دائمة وتفتيت الوحدة العربية.
أضاف أن فكرة إقامة «جسم غريب» في قلب المنطقة (في إشارة إلى قيام دولة لليهود على أرض فلسطين) كانت مُخطَّطًا لها تاريخيًا، وذكر أن مقترحات لاقتراح مواقع بديلة مثل أوغندا والأرجنتين جاءت كوسائل تضليلية لتشتيت الاهتمام عن فلسطين، وأن هذا كله موثق في مراسلات وبرقيات تعود لفترة القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، مع تأكيده على الدور البريطاني في هذا المحور.
وشدّد علي السيد على أن بعض الدول العربية أخطأت عندما اعتبرت أن التحالف مع إسرائيل أو تركيا أو إيران يمثل حماية، بينما الواقع أثبت العكس خلال الفترة الماضية، وأن المخزون الاستراتيجي الحقيقي للعالم العربي يكمن في مصر، وأن «إسرائيل لا تحترم إلا القوة»، فالعالم يتعامل مع القوة فقط. وأكد أن القوة بحد ذاتها ليست كافية إن لم تُوظّف عمليًا بالشكل الصحيح.
إسلام عفيفي: السودان في مأساة… ومصر كبوصلة إقليمية
قدّم إسلام عفيفي قراءة إنسانية وسياسية للأوضاع في السودان، واصفًا ما يحدث هناك بـ«كارثة بكل المقاييس» على أهل السودان والمنطقة والإنسانية جمعاء، مشيرًا إلى عنف قد يصل إلى إبادة جماعية، لا سيما بين الأطفال، وذكر وجود نحو 130 ألف طفل لا يُعرف مصيرهم في الفاشر، وأن الأقمار الصناعية تُظهر أكوامًا من الجثث ومشاهد دموية، مما يستدعي توصيفًا واضحًا وتحركًا أمميًا عاجلًا.
وتحدث عفيفي عن سياسة إسرائيل المعلنة بالسيطرة على قطاع غزة وعدم الخروج منه، وضم أجزاء من الضفة وبناء مستوطنات، ورأى أن التعاطي مع هذه الملفات يتم عبر «نوع من القيادة المصرية» التي تقود المفاوضات مع شركائها الإقليميين والولايات المتحدة، موضحًا أن مهمة مصر تتمثل في تفكيك الألغام واحدة وراء الأخرى. وأشار إلى أن دور مصر يشمل مبادرات إنسانية مثل إقامة مخيمات داخل القطاع لتأمين مأوى لآلاف الفلسطينيين وتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات، وأن المبادرات المصرية كانت دائمًا جزءًا من الحلول الممكنة لتخفيف معاناة المدنيين وإدارة تدفق اللاجئين.
كما تطرق النقاش أيضًا إلى تاريخ الصهيونية ومذكرات قادتها، وذكر أن الحركة الصهيونية لم تكن مجرد مشروع علماني بل أخذت أبعادًا دينية وسياسية أدت إلى تبنّي فكرة «إسرائيل الكبرى» لدى بعض الأطر الصهيونية. وبيّن الضيفان أن البنية الفكرية والسياسية لهذه الحركة لم تُعترف بحقوق الفلسطينيين بتاريخ تأسيس الكيان ولا بعده، وأن هذا الواقع يتطلّب مواجهته عبر رؤية عربية موحدة وقوية. كما نوقشت المعطيات السياسية المعاصرة: محاولة البعض استخدام النزاعات كأداة فصل بين دول عربية، واللعب على ملفات محلية وإقليمية لصالح أطراف خارجية، بالإضافة إلى الإشارة إلى حالة نتنياهو القانونية والسياسية وتأثير ذلك على المشهد الإقليمي، وذكر أن من الممكن ان الدعمالدولي يستعمل كحوافز سياسية.
اختتم كمال داعيًا الجمهور لمتابعة حلقة الغد التي ستتناول مزيدًا من التفاصيل والأفكار حول استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير.