غزة تحت النار... توتر مصري سعودي، وجيل جديد يواجه نظام السيسي

التاريخ : الأربعاء 29 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات

مضامين الفقرة الأولى: المجازر المستمرة في غزة واعترافات إسرائيلية صادمة بالحاجة للعرب


افتتح أسامة جاويش حلقته عن خيانة إسرائيل للعهود والمواثيق، مؤكدًا أن هذا الكيان لم يلتزم يومًا بعهد ولم يحترم ميثاقًا." وأشار جاويش إلى أن ما جرى مساء أمس من قصف إسرائيلي أدى لاستشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة أكثر من 250، تحت ذريعة "حق الدفاع عن النفس"، وهي نفس السردية التي استخدمت بعد 7 أكتوبر. وأوضح أن دونالد ترامب برر ذلك على متن الطائرة الرئاسية قائلًا: "إسرائيل لها حق الرد، لقد قتلوا جنديًا إسرائيليًا ولذلك رد الإسرائيليون وكان ينبغي أن يردوا". وتساءل جاويش: "متى سيقول زعيم عربي أو إسلامي إن لفلسطين حق الرد؟ للشعب الفلسطيني حق الدفاع عن نفسه؟" منتقدًا الازدواجية في المعايير التي تجعل رد إسرائيل "طبيعيًا" بينما رد الفصائل الفلسطينية "إرهابًا".
واستضاف جاويش الكاتب والباحث السياسي محمد القيق عبر الإنترنت، الذي أكد أن ما يحدث هو "إبادة جماعية" وليس مجرد "انتهاك لوقف إطلاق النار"، موضحًا أن إسرائيل قامت بأكثر من 128 انتهاكًا قبل الانتهاك الأخير، سواء من خلال المعابر أو القتل أو القصف أو تأجيل دخول المساعدات.
وكشف القيق عن السبب الحقيقي وراء رفض نتنياهو للمرحلة الثانية من الاتفاق، مشيرًا إلى ثلاثة عناصر: أولًا، المرحلة الثانية ستأتي بقوات دولية من ضمنها التركية والمصرية وهذا مرفوض إسرائيليًا. ثانيًا، ستكون هناك هيئة فلسطينية توافقية تدير غزة وتطالب بدولة فلسطينية. ثالثًا، نتنياهو يحاول الذهاب إلى "الفوضى والفلتان" بدعم الميليشيات المسلحة وتجار المخدرات لدفع الناس للهجرة من غزة.

ثم انتقل جاويش لعرض تقرير قناة "نشر" العبرية عن 7 تحولات في الشرق الأوسط بعد وقف إطلاق النار، مركزًا على النقطة الأهم: "انقسام التحالفات التقليدية، تراجع محور المقاومة، صعود تركيا وقطر، عودة القضية الفلسطينية للواجهة كجرح مفتوح".

لكن الأخطر كان المقال الذي نشرته "تايمز أوف إسرائيل" والذي قدمه جاويش بالقول: "قسمًا بالذي رفع السماء بغير عمد، إنه مقال أصاب كبد الحقيقة." المقال قال صراحة: "لن نستطيع أن ننتصر على غزة وحدنا، لازم شركاؤنا العرب. العالم العربي هو وحده القادر على هزيمة حكومة غزة."
وأضاف المقال: "الأحزاب الحاكمة والعائلات المالكة في السعودية والأردن والإمارات، والمجالس العسكرية في مصر ولبنان، تخشى أن يطيح بها الإسلاميون أكثر من خوفها من الحرب مع إسرائيل... ولهذا السبب، يمثل انتصار حكومة غزة فرصة لإسرائيل لبناء تحالف مع دول الشرق الأوسط الحديثة لهزيمة الإمبريالية الإسلامية".

وعلق القيق على هذا المقال بالقول: "الموضوع ليس حماس، الموضوع استراتيجية عامة إسرائيلية أمريكية لصياغة الشرق الأوسط على المعادلة التي تسمح بأخذ كل موارده المائية والطبيعية والسيطرة الجوية والسياسية".

واختتم القيق حديثه بالتأكيد على أن السيناريو القادم في غزة سيشهد تكرار القصف والمواجهات، وأنه لا يوجد رادع لإسرائيل، وأن الوسطاء (قطر ومصر وتركيا) أثبتوا ضعفهم، معتبرًا أن "المرحلة الثانية لن تُطبق بالصيغة المتفق عليها، وأن التصعيد سيستمر".

 

مضامين الفقرة الثانية: مكايدة ابن سلمان للسيسي واحتضان الشرع، ومأساة السودان بدعم إماراتي
انتقل جاويش للحديث عن الأزمة بين السعودية ومصر، مستعرضًا كيف أن ابن سلمان قرر معاقبة السيسي بعد تصريحه أنه كان "وحده" في دعم غزة.

وأوضح أن السعودية أعلنت رسميًا أنها لن تستثمر في مشروع "رأس جميلة" في مصر، وهو المشروع الضخم الذي كانت مصر تراهن عليه. وفي المقابل، نظمت السعودية منتدى استثمار كبيرًا في الرياض، استضافت فيه الرئيس السوري أحمد الشرع في احتفاء ضخم، حيث جلس ابن سلمان بجانبه مباشرة.
ونقل جاويش عن الشرع قوله في المنتدى: "علاقتنا مثالية مع الدول الناجحة مثل تركيا والسعودية وقطر، أما دول مثل مصر والعراق فلها نجاح لكن هذه الدول تعمل بجهد مضاعف." واعتبر أن الإعلام السعودي ركز على عنوان واضح: "الشرع: علاقتنا قوية مع الدول الناجحة" في إشارة لتصنيف مصر ضمن الدول "النص نص".

وأعلنت السعودية عن استثمارات في سوريا بقيمة 8 مليارات ريال، بينما تجاهلت مصر تمامًا. واعتبر جاويش أن هذه "مكايدة سعودية واضحة" وأن العلاقة بين البلدين ليست "تحالفًا" بل "تبعية"، مشيرًا إلى أن السعودية سبق أن قطعت البترول عن مصر عندما اتخذ السيسي قرارات دون استشارتها.
ثم انتقل جاويش للحديث عن السودان، مؤكدًا أن "كلمة السر" في استمرار المأساة هي الإمارات. واستضاف الدكتور إبراهيم مطر خبير الشؤون الأمنية عبر الإنترنت، الذي فضح الدور الإماراتي في دعم ميليشيا الدعم السريع. وأوضح مطر أن الأسلحة الإماراتية تضمنت طائرات مسيرة صينية، خاصة في حصار الفاشر. وتحدث عن مأساة الفاشر التي تعيش حصارًا منذ 18 شهرًا، حيث يعاني 150 ألف مدني من الجوع والمرض، وقد سقط أكثر من 150 ألف قتيل منذ اندلاع الحرب. وأكد أن "ما يحدث في الفاشر هو إبادة جماعية بدعم إماراتي كامل." وكشف مطر عن معلومة تاريخية مهمة، قائلًا: "نحن من بنينا الإمارات، عندما كانت أرضًا قاحلة، الشيخ زايد جاء إلى الخرطوم وطلب خبراء سودانيين لبناء الجيش والشرطة والبنية التحتية، حتى دستور الدولة وضعناه نحن... وهذا الابن الشيطان محمد بن زايد قام بعض اليد التي مدت إليه".

وتحدث مطر عن تقرير "وول ستريت جورنال" الذي كشف أن الإمارات ضاعفت إمداداتها من الأسلحة لقوات الدعم السريع هذا العام، مؤكدًا أن "لولا الإمارات لكانت الحرب قد انتهت، الشيء الوحيد الذي يبقي قوات الدعم السريع في هذه الحرب هو الدعم العسكري الهائل من الإمارات." 
وأوضح مطر أن الأسلحة الإماراتية تضمنت طائرات مسيرة ، كما تحدث عن مأساة الفاشر التي تعيش حصارًا منذ 18 شهرًا، حيث يعاني 150 ألف مدني من الجوع والمرض، وقد سقط أكثر من 150 ألف قتيل منذ اندلاع الحرب. وأكد أن "ما يحدث في الفاشر هو إبادة جماعية بدعم إماراتي كامل". وكشف مطر عن معلومة تاريخية مهمة، قائلًا: "نحن من بنينا الإمارات، عندما كانت أرضًا قاحلة، الشيخ زايد جاء إلى الخرطوم وطلب خبراء سودانيين لبناء الجيش والشرطة والبنية التحتية، حتى دستور الدولة وضعناه نحن... وهذا الابن الشيطان محمد بن زايد قام بعض اليد التي مدت إليه". وأوضح أن دوافع الإمارات تتمثل في حماية مصالحها الاقتصادية، خاصة الذهب السوداني، وموقع السودان الحيوي على البحر الأحمر، وصفقة ميناء بقيمة 6 مليارات دولار ألغتها الخرطوم.

واختتم مطر بالقول إن "وقف الحرب في السودان ممكن خلال يومين فقط لو أوقفت الإمارات دعمها العسكري والمالي للميليشيا"، متهمًا إسرائيل والإمارات بالتدخل التقني في قطع الاتصالات خلال معركة الفاشر الأخيرة.

 

مضامين الفقرة الثالثة: أنس حبيب وجيل زد... التهديد القادم لنظام السيسي

خصص جاويش فقرة مطولة للحديث عن الشاب المصري أنس حبيب وشقيقه طارق، وأوضح أن الشابين تمكنا من الوصول إلى الفندق المقابل لفندق السيسي عبر حجز أحد الأصدقاء من فرنسا غرفة مع الوفد المصري الرسمي. وصعدا إلى الغرفة وعملا بثًا مباشرًا نادوا فيه على السيسي وضباط المخابرات.
وكشف أن السيسي تقدم ببلاغ رسمي باسم الرئاسة المصرية يتهم الشابين بـ"التفجير وإحضار قنبلة"، وهو نفس الاتهام الذي روجه الإعلام المصري، خاصة أحمد موسى الذي قال: "نشر أنس حبيب فيديو لفندق إقامة الرئيس وخط سيره، ما يوقعه تحت طائلة قانون الإرهاب".
لكن جاويش فند هذه الاتهامات، مستعرضًا تقرير موقع "زاوية ثالثة" الذي تتبع المسارات القانونية وكشف أن وزارة العدل البلجيكية رفضت التعليق وأحالت للنيابة الفيدرالية، وأنها أكدت أن القضية لا تدخل ضمن اختصاصها (أي لا إرهاب ولا أمن قومي)، والنيابة العامة في بروكسل أحالت الموضوع إلى ملف الهجرة (أي قضية إدارية بحتة).

وأكد جاويش أن السلطات البلجيكية أفرجت عن الشابين صباح اليوم التالي، وأنهما عادا إلى هولندا، وأن "البلاغ الرئاسي المصري كان كاذبًا تمامًا." ثم انتقل جاويش لتحليل أعمق، مؤكدًا أن هذا الجيل (جيل زد) يمثل تهديدًا حقيقيًا لنظام السيسي، قائلًا: "يا عبد الفتاح، حتى اللحظة ربما تكون الظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن لو الظاهرة دي والنفس ده والروح دي انتقلت عندك في مصر جوه عند شباب في سن أنس وأصغر، أنت ليلتك سودا".

وحذر السيسي: "لو الولاد اللي في مصر بيشوفوا أنس، فهم شايفين حياته في هولندا، شايفينه بيعمل إيه، شايفين الحقوق اللي بياخدها... ده واحد قرب من رئيس جمهورية مصر قدام الفندق بتاعه وشتمه واتحبس خمس أيام وراح هولندا... إنت متخيل وقع المشهد ده على الشباب اللي في سن أنس في مصر؟".

واختتم جاويش بالقول: "يا عبد الفتاح، أنت كفرت العيال دي بكل حاجة... كفرتهم بالإخوان، باليساريين، بثورة يناير، بكل حاجة... بس هم كفروا بيك إنت كمان. وهي دي المعضلة. لما هينزلوا هيبقوا عشوائيين فوضويين جدًا، هيبقى عندهم مطلب واحد بس: إن إنت ما تبقاش موجود".

 

مضامين الفقرة الرابعة: الهجرة العكسية من إسرائيل... انهيار المشروع الصهيوني

اختتم جاويش حلقته بالحديث عن ظاهرة الهجرة العكسية من إسرائيل، مستعرضًا تقرير موقع الجزيرة الذي تحدث عن تزايد سعي الإسرائيليين للحصول على جوازات سفر أجنبية والبحث عن فرص حياة خارج إسرائيل. واستضاف الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية عزام أبو العدس عبر الإنترنت، الذي قدم أرقامًا صادمة، وأن الخطورة ليست في الأرقام فقط، بل في "نوعية المهاجرين" من رجال الأعمال، الأطباء، المهندسين، الكفاءات العلمية، وخبراء الهايتك. وقال: "نحن نتحدث عن الصفوة في إسرائيل، بينما تبقى النوعية البشرية الرديئة مثل الحريديم (المتشددين) واليهود الإثيوبيين."

واشار إلى أن اليونان أصبحت المقصد الأول، ليس لأسباب اقتصادية فقط بل "بحثًا عن الأمان النفسي." ثم كشف جاويش أن عدة دول بدأت تغلق أبواب التجنيس أمام الإسرائيليين وعلق أبو العدس: "اللي حضرتك تسمعه ده هو انهيار للمشروع الإسرائيلي. هم كانوا قائمين على وعدين: وعد الأمن ووعد الرخاء... لكن ما حدث أن الوعدين تم تقويضهما."

وأوضح أن المشكلة الأعمق هي فقدان الهوية، مستشهدًا بتصنيف الدكتور عبد الوهاب المسيري للصهيونية إلى ثلاثة أقسام:

  1. الصهيونية التوطينية: يهود خارج فلسطين يدعمون ماديًا لكن لن يأتوا
  2. الصهيونية النفعية: هاجروا لتحسين أوضاعهم وسيهربون عند أول أزمة (وهؤلاء هم الأغلبية)
  3. الصهيونية الأيديولوجية: المتشددون الدينيون (الأقلية)

وأكد أن القسم الثاني هو من يهاجر الآن، وأن نتنياهو يحاول تحويل إسرائيل إلى دولة دينية متشددة تقصي العلمانيين والليبراليين، "ما يجعل الوضع طاردًا أكثر لليهود".

واختتم أبو العدسة بالقول: "هناك قانون في دراسة الظواهر اسمه قانون النماء: أي ظاهرة موجودة طالما لم تنتهِ فهي تنمو وتتسع... وبالتالي ان يدخل الآن سياسي مسلم مثل زهران ممداني ليصبح عمدة نيويورك، هذا يفتح المجال لتمرد واسع على التيار الصهيوني في أمريكا... وأنا في تقديري، هذه الإدارة الأمريكية الحالية هي آخر إدارة ستدعم إسرائيل".