حوار خاص مع باسل عادل رئيس حزب الوعي
التاريخ : الخميس 30 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات
مضامين الفقرة الأولى: باسل عادل يكشف ملامح وتفاصيل حزب الوعي
في حلقة جديدة من برنامج «أسئلة صعبة» الذي تقدمه الإعلامية صفاء حجازي، استضافت الحلقة الدكتور باسل عادل، رئيس حزب الوعي، في حوار تناول رؤيته للمشهد السياسي الراهن، ومسار تأسيس حزبه الجديد، وتوازن مواقفه بين دعم الدولة وممارسة المعارضة الإصلاحية.
أكد الدكتور باسل عادل أن حزب الوعي لا يمكن تصنيفه كحزب "موالي طول الوقت" ولا كمعارض تقليدي، مشددًا على أن الحزب اختار موقعه السياسي في ما وصفه بـ «اليمين الدافئ» وهو تيار وسطي إصلاحي يمارس المعارضة الهادئة المتزنة التي لا تهدم الدولة، بل تسعى لتقويم الأداء وتصحيح المسار.
وأوضح أن الحزب يتبنى ما يسميه «المعارضة الإصلاحية»، أي معارضة تستند إلى المنهج والعقل، وتقدّم بدائل واقعية بدلًا من الاكتفاء بالانتقاد، مؤكدًا أن مصر في حاجة إلى أصوات سياسية ناضجة تمارس النقد من داخل الإطار الوطني.
وقال عادل إن حزب الوعي يقف بحزم إلى جانب الدولة المصرية في ملفاتها الخارجية، معتبرًا أن هذا الموقف هو امتداد طبيعي لمسؤولية وطنية لا تقبل المزايدة.
وأشار إلى أن الحزب، حين كان لا يزال يُعرف باسم كتلة الحوار، شارك في المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي دعت إليها الأحزاب الوطنية رفضًا لمخططات تهجير الفلسطينيين بعد أحداث 7 أكتوبر، كما شارك في الوقفات التضامنية عند معبر رفح دعمًا لموقف الدولة المصرية الثابت في مواجهة التهجير القسري.
وأكد أن الحزب يعتبر هذا الموقف "تعبيرًا عمليًا عن انحيازه للدولة المصرية في قضاياها القومية"، موضحًا أن الملف الخارجي هو مساحة توافق وطني لا مجال فيها للخلاف السياسية.
على الجانب الآخر، كشف رئيس الحزب أن لدى حزب الوعي ملاحظات كثيرة جدًا على أداء الدولة في الملفات الداخلية، خصوصًا فيما يتعلق بالاقتصاد والقطاع الخاص.
وأشار إلى أن الحزب يرى أن الإصلاح الاقتصادي الحالي بحاجة إلى إعادة توازن يراعي البعد الاجتماعي ويحمي الطبقات المتوسطة والضعيفة، مع ضرورة فتح المجال بشكل أوسع أمام القطاع الخاص.
كما انتقد ما وصفه بـ «تغول الدولة في النشاط الاقتصادي»، معتبرًا أن زيادة تدخل الدولة في السوق أضعف المنافسة وقلّص فرص القطاع الخاص في النمو. كما أكد أن هذه الملاحظات لا تعني معاداة الدولة، بل هي محاولة لتصحيح المسار من داخل الإطار الوطني، مشيرًا إلى أن الحزب يسعى لأن يكون "صوتًا عاقلًا" لا يصفّق لكل قرار ولا يعارض لمجرد المعارضة.
واختتم هذه الفقرة بقوله إن «الوعي» يهدف إلى تمثيل تيار سياسي جديد يجمع بين الوطنية والجرأة، ويؤمن بأن النقد المخلص هو أحد أشكال دعم الدولة وليس خصومة معها.
مضامين الفقرة الثانية: تمويل الحزب وحقيقة شراء المقاعد والإحباط بعد انتخابات الشيوخ
كشف الدكتور باسل عادل، عن تفاصيل دقيقة تتعلق بتمويل الحزب، وحقيقة ما تردد حول شراء العضويات والمقاعد، إضافة إلى تقييمه لأسباب غياب الحزب عن مقاعد مجلس الشيوخ رغم الحضور الإعلامي القوي الذي صاحب تأسيسه.
وخلال الحوار، حرص عادل على تفنيد الاتهامات بوضوح، مؤكدًا أن الحزب يعتمد على الخبرة السياسية والإدارية وليس على المال السياسي، وأنه يمثل تيارًا إصلاحيًا وطنيًا نزيهًا لا يتورط في ممارسات مشبوهة مثل شراء المقاعد أو استغلال النفوذ.
تمويل الحزب ونفي بيع المقاعد
بدأت الفقرة بسؤال من الذي يمول الحزب؟ ورد الدكتور باسل موضحًا أن التمويل لم يأت من رجال أعمال أو من دعم حكومي، بل من الخبرات السابقة في إدارة التمويل السياسي وهي خبرات اكتسبها خلال سنوات عمله العام والبرلماني.
وأوضح أن الحزب أُنشئ في فترة استعداد انتخابي نشط، وهو ما شجع كثيرين على المشاركة الطوعية في الدعم المالي والمعنوي، خاصة من الشباب والمستقلين الذين وجدوا في الحزب مشروعًا سياسيًا يعيد الأمل في العمل العام.
وشدد على أن تكاليف التأسيس والظهور الإعلامي كانت محدودة للغاية، وأن ما جعل الحزب مميزًا هو قدرته على قراءة المشهد السياسي والتخطيط الذكي، وليس ضخامة الإنفاق أو الحملات الإعلانية.
وردًا على التساؤلات حول شراء العضويات أو المقاعد البرلمانية، نفى عادل تمامًا هذا الاتهام، مؤكدًا أن الحزب يرفض فكرة المتاجرة بالسياسة، أو تقديم المناصب مقابل المال.
وأوضح أنه يعارض ظاهرة إنفاق بعض المرشحين عشرات الملايين فقط للحصول على "وجاهة اجتماعية" أو امتيازات برلمانية، مؤكدًا أن حزب الوعي جاء ليكسر هذا النمط الفاسد من الممارسة السياسية، وليؤسس لثقافة جديدة قوامها الكفاءة والانتماء والشفافية.
كما جدّد التأكيد على أن الحصول على حزب "الوعي" كان عبر اندماج مشروع "كتلة الحوار" مع الحزب المرخص سابقًا برئاسة المهندس محمود طاهر، دون أي مقابل مادي أو دعم من جهات رسمية، موضحًا أن ما حدث كان "إتاحة سياسية" وليست "رعاية من الدولة".
غياب الحزب عن مقاعد مجلس الشيوخ
انتقل الحوار بعد ذلك إلى نتائج انتخابات مجلس الشيوخ، والتي شكّلت محطة صعبة في مسيرة الحزب، بعد أن خرج بلا أي مقاعد رغم الحراك الكبير الذي سبقه.
اعترف الدكتور باسل عادل أن النتيجة كانت محبطة، خاصة في ظل الجهود الكبيرة التي بذلها المرشحون والكوادر، لكنه شدّد على أن الهزيمة لم تكن نهاية الطريق، بل بداية مراجعة سياسية جادة داخل الحزب.
وعن أسباب عدم إدراج حزب الوعي ضمن قائمة التحالف الانتخابي الكبرى، قال عادل إن الرد الذي تلقّوه بأن الحزب "جديد" لا يبدو منطقيًا، لأن قيمة الحزب تُقاس بعطائه وتأثيره وليس بعمره.
وأضاف أن هناك أحزابًا أقدم لم تقدّم أي مبادرات سياسية حقيقية، بينما استطاع الوعي خلال شهور أن يقدّم خطابًا إصلاحيًا محترمًا. كما أشار إلى أن العمل الفردي الانتخابي أصبح شبه مستحيل في ظل انتشار المال السياسي والرشاوى الانتخابية والعصبيات، معتبرًا أن نظام القوائم هو البوابة الوحيدة المتاحة حاليًا أمام الأحزاب الجادة لدخول الحياة النيابية.
وتطرق إلى واقعة استقالة المرشح علي فايز بعد الإعادة، معتبرًا أن ذلك كان انعكاسًا لمشكلة عامة في المشهد السياسي، وهي غياب الانتماء الحزبي الحقيقي لدى المرشحين والجمهور على حد سواء.
ورفض عادل الخوض في تفاصيل الخلافات الداخلية التي أثيرت حول الانتخابات، مؤكدًا أن ما حدث "طبيعي ويحدث في كل الأحزاب بعد أي استحقاق انتخابي"، وأن الحزب حاليًا في مرحلة إعادة بناء وتنظيم داخلي استعدادًا للاستحقاقات القادمة.
مضامين الفقرة الثالثة: "باسل عادل يقيم أداء المعارضة وحزب الوعي يبدأ مرحلة فكرية جديدة لما بعد الانتخابات
أوضح عادل أن تجربته المزدوجة في السلطتين التنفيذية والتشريعية منحته قدرة على التفرقة بين من يتحدث بحرية كبرلماني، وبين من يتحمل مسؤولية القرار كمسؤول تنفيذي. وقال إن هذه الخبرة جعلته يتبنى مبدأ "النقد البناء والموضوعي" بعيدًا عن المزايدات السياسية، مؤكداً أنه أصبح أكثر تقديراً لحجم المسؤولية التي تتحملها الحكومة عند تنفيذ القرارات.
موضحًا أن الفرق بين البرلماني والمسؤول التنفيذي، فالأول يستطيع الحديث بحرية وانتقاد القرارات دون تحمل تبعاتها، بينما الثاني يحمل مسؤولية القرار وتأثيره المباشر على الناس.
وقال إن تجربته كـنائب وزير جعلته أكثر وعيًا بحدود النقد، وأكثر حرصًا على أن يكون نقده بناءً وموضوعيًا، لأن من يقف في موقع التنفيذ يدرك جيدًا صعوبة اتخاذ القرار، وحجم التحديات الواقعية التي تواجه الدولة.
وانتقل بعد ذلك إلى تقييم أداء المعارضة في البرلمان الحالي، موضحًا أن المعارضة المصرية، رغم امتلاكها كوادر مميزة، لم تستطع حتى الآن ترك تأثير حقيقي داخل المجلس.
وأضاف أن غياب الأجندة التشريعية الواضحة وضعف التنسيق بين الأحزاب المعارضة أدى إلى حالة من التشتت، جعلت المعارضة تبدو كأنها تتحرك دون رؤية أو خطة موحدة.
وأكد أن المعارضة تحتاج إلى أن تعود لدورها الحقيقي في تقديم بدائل وبرامج عملية، لا أن تكتفي بالتصريحات الإعلامية أو المواقف الانفعالية.
و تحدث باسل عادل عن خطط حزب الوعي المستقبلية، موضحًا أن الحزب يدخل مرحلة جديدة تعتمد على "الشغل الفكري" وليس فقط على التواجد في الانتخابات أو البرلمان.
وقال إن الحزب يعمل حاليًا على إعداد مجموعة من مشروعات القوانين التي تعكس فكره الإصلاحي، وسيتم عرضها للرأي العام والمجالس النيابية لتكون وسيلة للاشتباك السياسي الإيجابي مع القضايا الحقيقية للمجتمع.
وأشار إلى أن الحزب يركز في هذه المرحلة على بناء كوادر شابة واعية فكريًا، وقادرة على خوض العمل السياسي بروح جديدة تقوم على الفهم العميق والتفاعل مع الشارع.
أما فيما يخص علاقة الحزب بتحالفات المعارضة، فأوضح أن حزب الوعي منفتح على جميع التيارات السياسية، لكنه يحتفظ بمسافة من التيارات اليسارية الراديكالية بسبب اختلاف الرؤى والأفكار.
وكشف أن الحزب فوجئ بتشكيل بعض التحالفات السياسية مؤخرًا دون التشاور معه، رغم أنه من الأحزاب الفاعلة في الساحة، لكنه أكد أن الحزب لن يتوقف بسبب ذلك، بل سيواصل عمله المستقل ويطرح أفكاره وخططه دون انتظار دعوة من أحد.
وأضاف أن العمل الحقيقي لا يكون فقط في التحالفات، بل في الاستمرارية والمثابرة على تقديم بدائل واقعية تكسب ثقة الشارع.
وفي ختام الحوار، أكد الدكتور باسل عادل أن حزب الوعي مستمر في طريقه الإصلاحي، وأن لديه ثقة كاملة في ذاته وفي قدرته على صناعة تأثير سياسي ملموس في السنوات المقبلة، موضحًا أن رصيد الحزب لا يُقاس بعدد المقاعد، بل بقدرته على البقاء والتأثير الفكري والسياسي.
وشدد على أن المعارضة الهادئة والعقلانية هي التي تساهم في دعم استقرار الدولة دون أن تتخلى عن دورها الرقابي والنقدي، معتبرًا أن بناء وعي سياسي جديد هو الهدف الأكبر للحزب في المرحلة المقبلة.