تواصل ابادة الإمارات في السودان ونتنياهو في غزة... و ديون مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير
التاريخ : الخميس 30 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات
مضامين الفقرة الأولى: الفاشر تحت النار: انتهاكات بشرية وممارسات إماراتية مثيرة للجدل في دارفور
افتتح جاويش الحلقة بمثل "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" واصفًا به حمدتي الذي أعلن أنه "طوى صفحة الحرب" وشكّل لجنة تحقيق بعد مقتل أكثر من 2000 مدني في يومين. وأوضح أن 177,000 مدني محاصرون في الفاشر منذ 18 شهرًا، وانقطاع المساعدات منذ أكثر من 500 يوم، مع إعدامات ميدانية واغتصاب وتعليق أطفال على الأشجار. واستعرض "أبو لولو" القائد الذي تفاخر بقتل 900 شخص، وفيديو لجندي يشجعه: "كمّل خليهم 2000!" وأكد أن الدعم السريع المدعوم إماراتيًا يسيطر على ولايات دارفور الخمس والشريط الغربي الكامل. وانتقد بجاحة مندوب الإمارات بالأمم المتحدة الذي "يدين الهجمات" بعد تمويل الميليشيا. وقارن بين نمط الإمارات في السودان ومصر واليمن وليبيا، مؤكدًا: "حكام الإمارات بينهم وبين الشعوب العربية ثأر ودم لا يسقط بالتقادم."
مضامين الفقرة الثانية: غزة - 104 شهداء والوسطاء غائبون
انتقل جاويش إلى غزة، حيث استضاف عبر الإنترنت الدكتور علي الأعور، أستاذ تسوية النزاعات من القدس المحتلة، للحديث عن استمرار المجازر الإسرائيلية رغم وقف إطلاق النار. قال جاويش إن أكثر من مائة وأربعة فلسطينيين استشهدوا خلال اثنتي عشرة ساعة فقط، بينهم خمسة وثلاثون طفلًا، جراء عشر غارات على خان يونس استهدفت المستشفيات ومراكز الإيواء ومجمع ناصر الطبي ومبنى الكهرباء والمنازل المدنية، وأن هناك ثلاثمائة وخمسين ألف مريض سكري بلا متابعة وأربعين في المائة من مرضى الكلى مهددون بفقد حياتهم. وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أن إسرائيل تستخدم المساعدات كأداة حرب.
قال الدكتور الأعور إن ما يقوم به نتنياهو ليس فقط عدوانًا عسكريًا بل وصمة عار على جبين الإنسانية، وإن نتنياهو لديه مخطط أكبر من مجرد عودة الأسرى، وإن ما يحدث هو جينوسايد فعلي وأن دونالد ترامب شريك في هذه الجريمة التاريخية. وأضاف أن ترامب ونتنياهو متفقان تمامًا، وأن ترامب يتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية عن هذه الجرائم. أوضح أيضًا أن حماس ملتزمة بوقف إطلاق النار رغم سقوط أكثر من مائة شهيد، وأنها مستمرة في البحث عن الجثامين، بينما جن جنون نتنياهو وترامب لأنهم شاهدوا خلال أربع وعشرين ساعة عناصر الشرطة في غزة يعيدون انتشارهم بالزي الأزرق وينظمون الشوارع. قال الأعور إن لو انسحب الجيش الإسرائيلي من غزة، فستسيطر حماس على كامل القطاع وتوفر الأمن والخدمات، وهذا ما لا يريد ترامب ونتنياهو للعالم أن يراه.
سأل جاويش ضيفه عن دور الوسطاء، فأجاب الأعور بأن مصر وقطر وتركيا تملكان أوراق ضغط قوية جدًا، سواء اقتصادية أو سياسية أو تتعلق بالنفط والغاز، لكنها لا تُستخدم لأن ترامب أصبح القائد الفعلي للشرق الأوسط، والقرار الآن في يد نتنياهو بضوء أخضر أمريكي. أضاف أن إسرائيل بدأت بفرض السيادة الفعلية على الضفة الغربية من خلال المصادقة على ألف وثلاثمائة وحدة استيطانية جديدة، وأنها تفرض تصاريح إسرائيلية على مناطق فلسطينية مثل بيت إكسا والنبي صموئيل، ما يعني ضمًا تدريجيًا دون إعلان. كما تحدث عن توغل إسرائيلي داخل لبنان أدى إلى مقتل موظف بلدية بليدة إبراهيم سلامة، معتبرًا أن ما حدث سيعيد النقاش حول دور حزب الله، لأن الجيش اللبناني لا يملك القدرة على مواجهة الجيش الإسرائيلي، وربما يعود حزب الله إلى الواجهة مجددًا. وختم الأعور بالتحذير من الانقسام الفلسطيني، قائلاً إن وفد فتح يرفض التوافق مع حماس حتى على لجنة إدارية بسيطة، وإن الشعب الفلسطيني هو من يدفع الثمن في النهاية.
مضامين الفقرة الثالثة: المتحف المصري الكبير - "هدية مصر للعالم" بالديون
تناول جاويش الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير في 2 نوفمبر.و قال إنه يشعر بالفخر بتاريخ مصر وحضارتها، لكنه في الوقت نفسه مستاء من الإنفاق الضخم على مشروع لن يعود بالنفع الحقيقي على المواطن المصري. حيث أشار إلى أن الدولة أنفقت مليارات على التجميل والطرق والمساحات الخضراء استعدادًا للموكب، متسائلًا: لماذا لا يتم رفع كفاءة الطرق إلا عندما يكون هناك موكب أو حفل رئاسي؟ ولماذا لا تُحافظ الدولة على النظافة والتجميل بشكل دائم لخدمة المواطن؟
أوضح أن فكرة المتحف تعود للتسعينات، وأن مبارك وضع حجر الأساس عام 2002، ثم تعثر التمويل المحلي فاعتمدت الدولة على قروض يابانية بقيمة ثمانمائة مليون دولار بفائدة 1.5%، وأن تكلفة موكب المومياوات وحده بلغت ملياري جنيه، بينما ما زالت مصر تسدد أقساط وفوائد القروض حتى عام 2025. أضاف أن الحكومة تقدر أن يجذب المتحف سبعة ملايين سائح سنويًا بعوائد تبلغ مليار دولار، لكنه تساءل: كيف يستقيم أن تستلف مليارًا لتبني مشروعًا سيجلب لك مليارًا في السنة وأنت غارق في الفوائد والديون؟
استشهد جاويش بما كتبه الإعلامي حافظ الميرازي الذي انتقد شعار "هدية مصر للعالم"، موضحًا أن المتحف مول بالقروض اليابانية وليس تبرعًا، وأن الأولى هو تسديد الديون بدل التفاخر بمشروعات فخمة، فحتى توسعة قناة السويس التي وُصفت بالهدية تحولت لاحقًا لعبء اقتصادي. وبيّن جاويش أن الدين الخارجي المصري بلغ مائة وواحدًا وستين مليار دولار بنهاية يوليو 2025، بزيادة أربعة مليارات ونصف خلال ثلاثة أشهر فقط، لتصبح مصر ثاني دولة في العالم بعد أوكرانيا في مخاطر أزمة الديون بإجمالي 377 مليار دولار، وسخر قائلاً إن البلد التي تغرق في الديون لا يمكن أن تتفاخر بمهرجانات فخمة لا تفيد إلا شخصًا واحدًا هو السيسي.
وأشار جاويش إلى ما سماه "لعبة الكيد السياسي" بين السعودية ومصر، موضحًا أن قناة العربية استضافت فاروق حسني للحديث عن دور مبارك في المتحف، بينما تجاهل الإعلام المصري هذا الجانب. واعتبر أن الحفل الضخم الذي أحياه السيسي بمشاركة مطربين مثل محمد سلام وأمل ماهر كان ردًا على الموقف السعودي، وقال ساخرًا إن محمد بن سلمان يمكن أن يستدعي السيسي ويقول له: "ولد، إيه مشكلتك؟ اقعدوا وخلصوا القصة!"، في إشارة إلى التوتر الطفولي في العلاقة بين البلدين.
مضامين الفقرة الرابعة: ترامب والتهديد النووي والصين في موقع قوة
انتقل جاويش إلى الملف الأمريكي، حيث ناقش عبر الإنترنت مع الكاتب عبد الرحمن يوسف تصريحات دونالد ترامب عن استئناف التجارب النووية الأمريكية بعد توقف دام ثلاثين عامًا، معتبرًا أن هذه التصريحات ليست سوى تلويح بالقوة لأغراض سياسية. أوضح عبد الرحمن يوسف أن روسيا كانت قد أعلنت تجارب لقاذفات قادرة على حمل رؤوس نووية، وأن الصين أجرت مناورات قرب تايوان، وأن ترامب شعر بأن أمريكا يتم تحديها فقرر الرد إعلاميًا ليظهر بمظهر القوي، لكنه لم ينفذ شيئًا فعليًا، لأن التجارب النووية تتطلب تجهيزات تستغرق سنوات. وأضاف أن ترامب يستخدم صلاحياته بطريقة ملتوية، فيحوّل العمليات العسكرية إلى "عمليات أمنية محدودة" ليتجاوز موافقة الكونجرس، تمامًا كما يفعل حكام العالم الثالث الذين يتلاعبون بالقانون لكسب الوقت.
تحدث عبد الرحمن يوسف أيضًا عن لقاء ترامب بالرئيس الصيني في كوريا الجنوبية، الذي وصفه ترامب بأنه "اجتماع مذهل"، حيث تم الاتفاق على خفض الرسوم الجمركية إلى 47%، واستئناف الصين شراء فول الصويا والمنتجات الزراعية الأمريكية، وتأجيل قيود المعادن النادرة لمدة عام. قال يوسف إن الصين في موقع قوة، لأنها استخدمت ورقة المزارع الأمريكي الذي يمثل قاعدة ترامب الانتخابية، إذ كادت ملايين الأطنان من فول الصويا الأمريكي تتلف بعد أن توقفت الصين عن استيراده. وأكد أن ترامب هو من سعى إلى اللقاء مع الرئيس الصيني، وأن الصين أظهرت قدرتها على إيلامه اقتصاديًا، مشيرًا إلى أن ترامب لا يستطيع أن يتعامل مع الصين بأسلوب التنمر الذي يستخدمه مع القادة الأوروبيين.
مضامين الفقرة الخامسة: المغرب - محاكمة جيل Z رغم الاستجابة الشكلية
خصص جاويش فقرته الاخيرة من الحلقة بعرض ملف المغرب، حيث استضاف الكاتب والمحلل السياسي محمد أبو العنين عبر الإنترنت للحديث عن إعلان السلطات المغربية توجيه اتهامات إلى أكثر من ألفين وأربعمائة وثمانين شخصًا على خلفية الاحتجاجات الشبابية في سبتمبر، بينهم ألف وأربعمائة وثلاثة وسبعون رهن الحبس الاحتياطي ومئتان وثلاثة وثلاثون صدرت بحقهم أحكام وصلت إلى خمس عشرة سنة سجنًا. قال أبو العنين إن هذه الأرقام تكشف أن النظام المغربي لم يتعامل مع الحراك بروح الإصلاح الحقيقي، وإن الاستجابة الحكومية شكلية لا تمتد لعلاج الأسباب الحقيقية للأزمة، موضحًا أن المشكلة تكمن في بنية النظام السياسي التي تتركز فيها السلطة بيد "المخزن"، وأن التعديلات التي جرت عام 2011 كانت شكلية لم تمس جوهر السلطة.
أوضح أن الحراك الشبابي الأخير يبدو في ظاهره ذا مطالب اجتماعية واقتصادية، لكنه في جوهره سياسي لأن السياسة والاقتصاد لا ينفصلان، وأن هذا الحراك يتميز بالعفوية، ما يجعله ينتشر بسرعة ويصعب قمعه، لكنه في المقابل يفتقر إلى التنظيم وإلى قيادة تفاوضية قادرة على تحويل المطالب إلى خطوات عملية. قال إن السلطة من جانبها ألقت بعض المزايا الاجتماعية المحدودة دون معالجة الفساد المتفشي، وأن الشباب يظن أن أدوات الاتصال الحديثة يمكن أن تحل محل التنظيم السياسي الحقيقي، وهذا وهم خطير. وأضاف أن السلطة أيضًا لم تتطور ولم تدرك أن القبضة الأمنية لم تعد قادرة على إخضاع الأجيال الجديدة، وأن أقصى ما يمكنها فعله هو تأجيل الانفجار لا منعه. وختم بالقول إن المواجهة المقبلة في المغرب ستكون أشد وأعنف لأن الأسباب العميقة للأزمة لا تزال قائمة دون معالجة.
وفي ختام الحلقة قال جاويش إن ما يجري من السودان إلى غزة ومن القاهرة إلى الرباط مرورًا بواشنطن وبكين، يربطه خيط واحد من القمع والفساد والفشخرة والتواطؤ، وإن الشعوب حين تصمت طويلًا يكون انفجارها أقرب مما يتخيل الجميع.