مصنع قادر للصناعات المتطورة: رحلة صناعة متكاملة من المدرعات إلى السيارات الكهربائية والمركبات المتخصصة

التاريخ : الاثنين 08 ديسمبر 2025 . القسم : الفضائيات

ملخص الحلقة:

استضاف الإعلامي يوسف الحسيني الدكتور مهندس عمر عبد العزيز الذي استعرض تاريخ مصنع قادر منذ تأسيسه عام 1949، وتنوع أنشطته بين الصناعات الدفاعية والمدنية، من تجهيز المركبات المصفحة والمدرعة للقوات المسلحة إلى إنتاج عربات نقل الأموال وسيارات الإطفاء والإسعاف والمركبات الكهربائية الخفيفة. وبدأ المصنع تصنيع السيارات عام 1962 بأول مدرعة مصرية "الوليد"، ثم توسع في مركبات مثل "الفهد" و"التمساح"، مع تعزيز توطين الصناعة والتعاون مع جهات محلية ودولية. كما يعمل المصنع على تصنيع وتجميع بطاريات الليثيوم كبديل متطور لبطاريات "ليد أسيد"، مع إمكانية تصميم بطاريات خاصة لكل مركبة أو جهاز.

واستعرض الحسيني خلال جولته عدة خطوط إنتاج، شملت تصنيع الهياكل المعدنية بماكينات CNC وروبوتات اللحام، وإنتاج المقطورات ثلاثية المحاور، وتطوير سيارات نقل الأموال بمنظومات تأمين ذكية وتدريع غير ظاهر، إضافة إلى تصنيع سيارات الإطفاء بسعات مختلفة. كما يدعم المصنع مشاريع التخرج بنسبة مكون محلي تصل إلى 95%، ويواصل التصدير لعدد من الدول العربية، ما يعكس قدرته على تلبية احتياجات السوق بجودة عالية ومحتوى محلي متنامٍ.

مضامين الفقرة الأولى: مصنع قادر للصناعات المتطورة: رحلة صناعية من المدرعات إلى السيارات الكهربائية

استعرض الإعلامي يوسف الحسيني من داخل مصنع قادر للصناعات المتطورة تاريخ واحد من أقدم المصانع المصرية، الذي تأسس عام 1949 لإعادة بناء القدرات الصناعية بعد الحرب العالمية الثانية. ويعمل المصنع على محورين رئيسيين: الصناعات الدفاعية التي تشمل تجهيز وتصنيع المركبات المصفحة والمدرعات، والصناعات المدنية مثل سيارات الإطفاء والإسعاف ونقل الأموال والعيادات المتنقلة. كما يمتلك المصنع قدرات واسعة في تشكيل الخامات المعدنية وغير المعدنية، ما يمنحه مرونة كبيرة في إنتاج مختلف المركبات.

تطور الصناعات الدفاعية
أوضح رئيس مجلس إدارة المصنع، المهندس عمر عبد العزيز، أن قادر بدأ تصنيع وتجهيز السيارات عام 1962 بإنتاج المدرعة المصرية "الوليد" اعتمادًا على مكوّنات محلية بالكامل، ثم تطور الإنتاج ليشمل مركبات دفاعية مثل "الفهد" و"التمساح". ويؤكد هذا التطور قدرة المصنع على بناء مركبات عسكرية متقدمة في التصميم والتجهيز، مع الالتزام بمعايير الأمان والجودة.

الاتجاه للمركبات الكهربائية والشراكات
خلال السنوات الأخيرة اتجه المصنع بقوة إلى النقل الكهربائي الخفيف، بإنتاج سكوترات ودراجات كهربائية، إضافة إلى مشروع "سيتي كار" الكهربائية للمدن بمدى يصل إلى 300 كم وأسعار بين 350 و450 ألف جنيه. كما يعمل المصنع على رفع نسبة المكوّن المحلي في البطاريات وتجميع خلايا الليثيوم. ويعتمد مصنع قادر على مبدأ الهندسة القيمية والتعاون مع القطاع الخاص، عبر شراكات مع جهات مثل شيندلر السويسرية، بنك مصر، وشركة كاندي الصينية، إلى جانب التعاون مع مراكز البحوث وكليات الهندسة لتطوير المنتجات.

الأثاث المحلي بلمسة عالمية

استعرض يوسف الحسيني مع مسؤولة المبيعات هدى المنتجات المدنية لمصنع قادر في قطاع الأثاث، حيث أكدت تميز المصنع بجودة عالية وأسعار تنافسية وقدرته على التصدير. ويقدم المصنع مختلف أنواع الأثاث المنزلي المختلف وأوضحت هدى أن المنتجات تأتي بضمان يمتد من سنة إلى سنتين وفق نوع الخامات، مشيرة إلى تصدير بعض الأنتريهات إلى ألمانيا بما يعكس مطابقتها للمعايير الدولية. ودعا الحسيني الجمهور لزيارة المصنع والاستفادة من الجودة والسعر غير المتوفرين في السوق حالياً.

مصنع قادر.. نقلة نوعية في صناعة الهياكل المعدنية ودعم مشاريع الطلاب المحلية

استعرض يوسف الحسيني مع المهندس أحمد كمال عمل خط إنتاج الشاسيهات في مصنع قادر، والذي يعتمد على تقنيات متطورة لإنتاج الهياكل المعدنية بأنواعها، منها شاسيهات التروسيكل وعربات الجولف والموتوسيكلات. ويعمل الخط بماكينات CNC ثلاثية الأبعاد لضمان دقة التشكيل، إضافة إلى روبوتات لحام ترفض أي انحراف يتجاوز نصف ملليمتر، ما يرفع مستوى الجودة والإنتاجية ويعزز قدرة المصنع على تلبية الطلب المحلي والدولي.

كما أوضح الدكتور مهندس عمرو عبد العزيز جهود المصنع في توطين المكون المحلي، خاصة في تصنيع وتجميع بطاريات الليثيوم بعد توطين الأجزاء المعدنية والبلاستيكية للمركبات الكهربائية، بما يخفض التكاليف ويتيح تخصيص البطاريات حسب الاستخدام. كما أكد دور المصنع في دعم الطلاب ومشاريع التخرج بنسبة مكون محلي تصل إلى 95%، من خلال بروتوكولات تعاون مع الجامعات للتدريب العملي وتوفير بيئة صناعية حقيقية تشجع الابتكار وتدعم تطوير الكفاءات المصرية.

مضامين الفقرة الثانية: مصنع قادر.. تكنولوجيا متقدمة في إنتاج بطاريات الليثيوم 

استعرض المهندس محمد رزق، مدير مشروع البطاريات الكهربائية بمصنع قادر، مراحل إنتاج وتجميع بطاريات ليثيوم فوسفات الحديد، المعروفة بأمانها وعمرها الطويل الذي قد يتجاوز 8000 دورة في بعض التطبيقات، مع ضمان يصل إلى خمس سنوات. ويتم العمل عبر خط إنتاج منشوري يعتمد على اختبارات دقيقة للخلايا باستخدام أجهزة قياس السعة، ثم فرزها وتجميعها في مجموعات متجانسة، يلي ذلك لحام ليزري آلي وتركيب أنظمة الحماية (BMS) والعوازل، قبل إخضاع البطارية لاختبارات شاملة لضمان مطابقتها للمواصفات العالمية.

وأكد رزق أن المصنع يوفر بطاريات متنوعة لعربات الجولف والكلاركات والدراجات الكهربائية، إضافة إلى أنظمة الطاقة الشمسية وUPS، مع إمكانية ربط حتى 15 بطارية لإنتاج طاقة تصل إلى 75 كيلو واط. كما يتم تصنيع بطاريات بأشكال خاصة لتطبيقات تحت الماء أو الضغط العالي. ويعمل المصنع على التوسع في مركبات المدينة ومحطات الطاقة الكبرى، والسعي للحصول على شهادات التصدير الأوروبية للوصول إلى موقع متقدم في سوق البطاريات بالشرق الأوسط.

المقطورات، سيارات نقل الأموال وسيارات الإطفاء بين التقنية والجودة المحلية

استعرض المهندس بلال جهود مصنع قادر في تصنيع المقطورات ذات الثلاثة محاور، موضحًا أنها تعتمد على شاسيه مصنّع بالكامل داخل المصنع بطول 13 مترًا وقدرة تحمل تصل إلى 50 طنًا، ما يمنحها قوة ومتانة عالية. وأشار إلى أن المصنع ينتج من 8 إلى 10 مقطورات شهريًا مع خطط لزيادة الإنتاج، معتمدًا على خامات قوية وماكينات حديثة مثل الليزر والبلازما والوتر جيت، مما يسمح بتنفيذ كل مراحل التصنيع داخليًا ويمنح المنتج سعرًا تنافسيًا في السوق.

وفي حواره مع المهندس ربيع ماضي، مدير قطاع البحوث والتصميم، تناول الإعلامي يوسف الحسيني جهود المصنع في تطوير سيارات نقل الأموال عبر نماذج تدريع متقدمة تُصمم في بيئة ثلاثية الأبعاد قبل التنفيذ، مع الاعتماد على منظومة تأمين ذكية تربط السيارات بغرفة عمليات لمتابعتها لحظة بلحظة والتحكم في فتح الأبواب وإيقاف المحرك عند الضرورة. وأكد ماضي أن مصنع قادر هو المورد الأكبر للبنك المركزي بأكثر من 300 سيارة، ويغطي 40% من سوق شركات نقل الأموال، مع خطة للتوسع في الأسواق العربية بأسعار تنافسية.

كما استعرض اللواء المهندس سيد درماني قدرات ورشة تصنيع سيارات الإطفاء، موضحًا أنها تنتج سيارات بسعات تتراوح بين 1000 و17000 لتر وفق جميع معايير الحماية المدنية، وتُصنع على مختلف أنواع الشاسيهات بما فيها المصرية. ويعتمد المصنع على تصنيع محلي لمعظم المكونات مع هدف لرفع نسبة المكون المحلي إلى 75–80%، ويغطي المصنع 56% من السوق المصري، مع تصدير منتجاته لعدد من الدول العربية، إضافة إلى إنتاج سيارات صغيرة للشوارع الضيقة وسيارات جولف للمناطق السياحية.