تشابه السيسي والأسد في الاستبداد، تصفية الإعلام، سحب جنسية طارق السويدان، و استراتيجية أمريكا الجديدة
التاريخ : الاثنين 08 ديسمبر 2025 . القسم : الفضائيات
ملخص الحلقة :
تناول محمد ناصر مقارنة بين السيسي وبشار الأسد، موضحًا أوجه التشابه بين أسلوب الاستبداد الذي يمارسه كل منهما، من صناعة صور مزيفة للبطولة العسكرية والسخرية من شعبه، إلى تهديد القرى وتحميل الجميع مسؤولية الفشل ما عدا نفسه. وفي الفقرة الثاني انتقل إلى قضية الإعلامية قصواء الخلالي، من اقتحام منزلها واعتقال شقيقها منذر الخلالي ورئيس تحرير موقعها أحمد رفعت، معتبرًا أن هذه الحادثة نموذج للصراع القديم بين التيارات في مصر واستهداف الإعلاميين المستقلين. ، قبل أن يعرض أزمة سحب الجنسية الكويتية من طارق السويدان وعائلته و اختتم الحلقة مع ضيوفه عبر الإنترنت أستاذ عدنان الصباح الكاتب و الباحث السياسي ود. خالد ترعاني، الكاتب و المحلل السياسي و تحليل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة وتأثيرها على تحالفات الشرق الأوسط، بما في ذلك العلاقات بين السيسي ونتنياهو.
مضامين الفقرة الأولى : بشار والسيسي عملة استبداد واضحة
استهل ناصر الحلقة بالكشف عن "التشابه العميق بين بشار الأسد وعبدالفتاح السيسي"، معتبرًا أنهما يمثلان نموذجًا واحدًا للمستبد الذي يحتقر شعبه ويستخدم الإعلام لصناعة صورة مزيفة. وعرض ناصر تسريبات لبشار الأسد خلال زيارته للغوطة عام 2019، والتي أظهرت الحقيقة خلف النسخة الرسمية المنتجة: مخرج وكاتب نص وممثل يوجّه الكاميرات والمذيعة لونا الشبل لإنتاج مشهد بطولي مزيف، مع سخرية الأسد من السوريين وتهديده المباشر للغوطة بـ"الذبح"، واحتقاره للفقراء الذين يبنون المساجد بينما ينفق هو المليارات على القصور.
ثم انتقل ناصر لمقارنة الأسلوب نفسه بالسيسي، الذي يستخدم صناعة اللقطات العسكرية وارتداء بزات الجيش للترويج للبطولة وتهديد المصريين بالمعدات الهندسية، مع تحميل الجميع مسؤولية الفشل عدا نفسه، بما في ذلك الوزراء والإعلام والشعب والزيادة السكانية وحتى العالم. وأوضح ناصر أن السخرية من الأجهزة الأمنية تتكرر في الحالتين، حيث يسخر بشار من ضباطه والسيسي يهين المسؤولين علنًا، مع تشابه في خوفهما من شعوبهم وظهورهما خلف الحماية، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الكارثي: انهيار مصر اقتصاديًا وارتفاع الديون إلى 132% من الناتج المحلي، مقابل تدمير واسع للبنية التحتية في سوريا وتهجير الملايين ومجازر مستمرة.
مضامين الفقرة الثانية : اقتحام منزل الإعلامية قصواء الخلالي و اعتقال شقيقها
انتقل ناصر إلى الفكرة القديمة التي تحدّث عنها الكاتب فتحي غانم في الخمسينيات، حين وصف مصر بأنها "دولة تيارات" تتصارع فوق السطح وتحته، وأن من يقف في المنتصف يُسحق مهما كانت مكانته، مؤكدًا أن هذه المقولة ما زالت تفسّر الكثير من الأحداث المصرية اليوم، خاصة داخل المؤسسات الإعلامية والسيادية. ثم عرض الأزمة الحالية للإعلامية قصواء الخلالي، معتبرًا أنها مثال صارخ على هذا الصراع، حيث اقتحم مجموعة من الرجال الملثمين منزلها، وصادرت الأجهزة الإلكترونية واعتقلت شقيقها ورئيس تحرير موقعها دون إظهار أي قرارات رسمية، فيما ربطت وزارة الداخلية الواقعة ببلاغ عن “دواجن فاسدة”، لكن الرواية الرسمية لم تُقنع نقابة الصحفيين، التي أكدت أن أسلوب المداهمة لا يتناسب مع طبيعة القضية.
وأوضح ناصر أن قصواء تعرضت لحملة ملاحقة ممنهجة منذ أغسطس 2024 شملت إيقاف برنامجها، ووقف التعاقدات الجديدة، وقطع مستحقاتها، واصفًا ما يحدث لها بأنه "قتل صامت" ومحاولة إخراجها من المجال الإعلامي بشكل تدريجي بواسطة جهة نافذة واحدة. ولفت ناصر إلى المفارقة في خلفية قصواء وعلاقتها بمحمود فوزي مدير حملة السيسي، الذي تم ترقيته لاحقًا رغم قربه المهني منها، مؤكدًا أن هذا يعكس قوة الجهة التي أطاحت بقصواء، بينما أشارت الإعلامية نفسها إلى أن ما يحدث هو “تصفيات حسابات” تستهدفها شخصيًا، مع حرصها على حماية فريقها من أي أذى.
مضامين الفقرة الثالثة: القصة وراء سحب الكويت لجنسية "طارق السويدان" وعائلته
خلال الحلقة اشار ناصر إلى صدور مرسوم أميري يقضي بسحب الجنسية الكويتية من الداعية الإسلامي طارق السويدان، مشيرًا إلى أن القرار يشمل من اكتسب الجنسية معه مثل الزوجة أو الأبناء، ويُلزم رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بتنفيذه، مع نشره في الجريدة الرسمية بتوقيع أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. وأوضح ناصر أن القرار أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل، مع تصدر هاشتاغات مثل “طارق السويدان” و“سحب الجناسي”، واستشهد بمواقف دعاة وأكاديميين مثل فاضل سليمان وصفي أبو زيد، الذين اعتبروا القرار خسارة للكويت واعتداءً على حق مكتسب بالقانون، بينما وصف رفيع عبدالسلام القرار بأنه يعكس تراجعًا في الحرية ويشبه سياسات الملوك المطلقين.
وأشار ناصر إلى موجة الشماتة من حسابات سعودية وإماراتية ومصرية، بالإضافة إلى مشاركة بعض الشخصيات الصهيونية، مؤكدًا أن ذلك يعكس تقاطع مصالح بين إسرائيل وبعض الأنظمة الخليجية ضد شخصيات إسلامية. ولفت ناصر إلى أن الكويت ليست جديدة على ظاهرة سحب الجنسيات، حيث تشير الإحصائيات الرسمية حتى يونيو 2025 إلى أكثر من 31 ألف حالة، مع تحذير المفكر الكويتي عبدالله النفيسي من أن هذه الممارسات “تزرع بذور الفتن" وتزيد الانقسامات الاجتماعية. واختتم ناصر بالتأكيد على أن ما حدث مع السويدان “لا يصب في مصلحة الكويت"، وأن انتماء مفكر بحجمه وشعبيته يُعتبر مكسبًا لأي دولة، قبل الانتقال إلى المحور التالي حول تصريح ترامب الأخير بأن "أوروبا لم تعد حليفًا".
مضامين الفقرة الرابعة: أمريكا تغيّر الحلفاء، وترامب يصدم أوروبا، ولقاء محتمل بين السيسي ونتنياهو
خصص ناصر الجزء الأخير من الحلقة لمناقشة استراتيجية الأمن القومي لإدارة ترامب مع ضيوفه عبر الإنترنت، أستاذ عدنان الصباح والدكتور خالد ترعاني، وركزوا على الوثيقة الرسمية الصادرة مؤخرًا والتي تعكس رؤية الإدارة الأمريكية للمرحلة القادمة. وأوضح الصباح أن الوثيقة تمثل تحولًا كبيرًا مقارنة بالعقيدة التقليدية منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكّدًا أن الولايات المتحدة تركز على حماية مصالحها وأمنها القومي، وتعظيم الربح، والحفاظ على النفوذ، مع إعطاء أولوية قصوى لردع أي صراع حول تايوان وتعزيز الوجود العسكري في غرب المحيط الهادئ بالتعاون مع حلفاء مثل أستراليا وتايوان، وأهمية شركاء الشرق الأوسط في محاربة التطرف، مع منح الأولوية للاستقرار الإقليمي والدعم للنظم القائمة بدلًا من محاولة تغييرها.
وأشار الصباح إلى أن أمريكا تتحول من دور “شرطي العالم” إلى دور “المايسترو” الذي يدير العالم ويعيد ترتيب الأدوار حسب مصالحه، فيما اعتبر الترعاني أن الوثيقة تمثل تحولًا من رؤية أمريكا كقوة أخلاقية إلى قوة استراتيجية عملية، تركز على مصالحها ومكانتها العالمية، وتعامل أوروبا والشرق الأوسط وروسيا والصين وفق معايير القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية، بعيدًا عن أي اعتبارات أخلاقية. وأكد الترعاني أن الوثيقة تتسم برؤية يمينية متشددة، تميل إلى أولوية الأمن الداخلي والاقتصاد الوطني ومنهج "أمريكا أولاً"، مع التعامل مع الصين كمنافس اقتصادي وليس تهديدًا مركزيًا، واعتبار روسيا تهديدًا محدودًا يجب إدماجها في النظام السياسي الدولي بطريقة محدودة، ما ساهم في تعزيز العلاقات بين السيسي ونتنياهو وخلق شبكة نفوذ أمريكية في المنطقة.
أما بالنسبة لدور أمريكا في الشرق الأوسط، فأشار الصباح إلى انحسار اهتمام واشنطن المباشر بالمنطقة، مع منح إسرائيل دورًا أكبر لإدارة الأمن الإقليمي بالنيابة عنها، مستمرًا في دعم الكتاتوريات العربية واستثمار النفوذ العربي لضمان استمرار سيطرة إسرائيل. كما ناقش الضيوف فكرة جيل زد والتغيرات الديموغرافية، معتبرين أن الولايات المتحدة تستغل أدوات إعلامية وتقنية مثل وسائل التواصل الاجتماعي لهندسة وعي الشباب عالميًا، لضمان تمرير رؤيتها الاستراتيجية للجيل القادم، رغم أن صانعي السياسة أنفسهم من كبار السن، ما يعكس استخدام الشباب كأداة لتنفيذ استراتيجيات "المايسترو" العالمي.