مصر جديدة – ضياء رشوان – حلقة الجمعة 21-07-2023
التاريخ : السبت 22 يوليو 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: حوار مع وزير الأعلام الأسبق محمد فائق
وجه محمد فائق وزير الإعلام الأسبق، رسالة للشعب المصري بمناسبة حلول ذكرى ثورة 23 يوليو، مشيرا إلى أن العمل والالتزام بالقانون هما سبيل النجاح. وأضافت أن مصر كبيرة، وربنا سيحميها، مؤكدًا أن مصر ستكون في خير حال لكن من المهم أن نعمل. وتابع أن حقوق الإنسان مهمة جدًا في حياتنا، والحريات مهمة، ولكن تكون بالقانون، قائلًا إنه لا ينبغي أن يأخذ أحد القانون بيديه.
وتحدث كواليس اللقاء الأول بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وقال إنه أول مرة قابلت جمال عبد الناصر في فرقة بمدرسة الشؤون الإدارية، ومن حسن حظه أنه كان هو قائد الفرقة. وأضاف أن الفرقة كانت ضرورية للترقية، وكان عبد الناصر يدرس علم التحركات، وكانت هناك أحاديث جانبية مع عبد الناصر عن أحوال البلد. وأشار إلى أنه كان ضابطًا ثائرًا على أوضاع البلد وكان متأثرًا بحزب الوفد ونشاطه ضد الاحتلال، متابعًا: «ارتبطت بجمال عبد الناصر شخصيًا بعيدًا عن تنظيم الضباط الأحرار، وكان يعلم أن لدي ارتباطات أخرى وتجمعنا في ثورة 23 يوليو». وذكر أن يوم 23 يوليو لم يكن أحد يعلم بما سيحدث، وكنت في إجازة برأس البر، ورجعت ووجدت تعليمات شخصية من جمال عبد الناصر بانضمامي لمجموعة الضباط بقصر القبة.
وأشار إلى أن الاعلام وقت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يشمل لكل الألوان الصحفية. وتابع أن إعلام الماضي يختلف عن إعلام اليوم، قائلًا إنه تولى منصب وزير الاعلام بشكل كان مفاجئًا بالنسبة له، ولم يكن لديه أي فكرة تمامًا عن حدوث هذا الأمر.
وأوضح أن حقوق الإنسان هي التي توصل في نهاية المطاف للديمقراطية. وأضاف أن مصر قدمت أول منظمة حقوقية لحقوق الإنسان عام 1983، متابعًا بأن التنمية حق من حقوق الإنسان، والديمقراطية حق من حقوق الإنسان، مؤكدًا أن مصر تعيش مرحلة متقدمة في حقوق الإنسان.
وذكر أن الجيش حصل بالطبع على السلطة بعد ثورة 23 يوليو، لكن كان الهدف من الثورة إخراج الإنجليز من مصر، وبالطبع كان في الأذهان فكرة إعدام الضباط المشتركين في الثورة؛ لأن ذلك كان تمردًا وقتها، ولكننا كنا ندافع عن الوطن ولم نخشى الموت. وتابع أن في التربية العسكرية تعتمد على مهمتك أن تدافع عن وطنك وأن تكون مستعد للموت من أجله، مؤكدًا أن الضباط وقتها لم يفكروا في أنفسهم أو في الحصول عن المناصب في المستقبل، ولم يكن أحد يطمح في السلطة وكل التفكير كان في الوطن.
وقال إن الضباط الأحرار لم يكونوا يريدون السلطة والرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم يشارك في الثورة حتى يكون رئيسا للجمهورية بل شارك لأنه كان محبًا لوطنه. وأكد أن الأحوال في مصر قبل ثورة 23 يوليو كانت سيئة للغاية وكان هناك انتشار كبير للجهل والأمراض وغيره، مشيرًا إلى أن المواطنين كانوا يرفعون شعار" أين الكساء والغذاء يا ملك النساء" وذلك في مظاهراتهم ضد الملك.
وكشف عن بداية انضمامه بالجيش المصري. وأكد على حبه للجيش وتصوره بأن مستقبله بأكمله سيكون بداخل الجيش، منوهًا بأن العلوم العسكرية جاذبة جدًا، كما أنه كان يحب الرياضيات جدًا، وكان متقدم بالتوجيهية "الثانوية العامة" قديمًا.
ونوه بأنه التحق بكلية طب بعد حصوله على مجموع عالٍ بالثانوية العامة، ثم الكلية الحربية وذلك بعد نصيحة والده له بالالتحاق بها، قائلًا: «كنت متردد وكان عندي شرط أن أدخلها بدون واسطة»، موضحًا امتلاكه لمواصفات وقدرات ساعدته في اجتياز الاختبارات والالتحاق بالكلية الحربية. وأضاف أنه كان من فرق الدفاع الجوي التي تعتبر من أصعب الفرق، وكان دائمًا يحصل على المركز الأول بها، مؤكدًا أن في هذه الأثناء كان هناك اهتمام كبير للجيش وكانت الفرق تسافر ضمن بعثات إلى لندن، مشيرًا إلى أنه كان لديه اهتمامات متعددة بالناحية العسكرية.
وذكر أن الإخوان لم يكونوا جزء من ثورة يوليو ولكن كان لهم وجود في الجيش المصري قبل الثورة، مبينًا أن جمال عبد الناصر لم يكن ليقبل وجودهم، مؤكدًا أن الجماعة لم يكونوا شركاء في الثورة. وتابع أن محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في المنشية بالإسكندرية كانت عملية أكيدة واعترف بها الإخوان والتشكيك فيها شيء غريب، مبينًا أن الإخوان كانوا يعتادون على ذلك وهم من حاولوا اغتيال على جمال عبد الناصر.
وقال إن الإخوان لم يُشاركوا في تنظيم ثورة 23 يوليو، ولكن بعض عناصرها شاركت في الثورة مثل بقية الأحزاب الشيوعية، مُشيرًا إلى أن الإخوان كانوا يعملون مع الإنجليز في هذا الوقت. وتابع بأن الإخوان شاركوا في محاولة اغتيال عبد الناصر بالمنشية في أكتوبر 1952، وتحقيقات النيابة أثبتت ذلك. وأكد أن عبد الناصر خفف حكم الإعدام إلى السجن المؤبد على عدد من قيادات الإخوان أثناء فترة حكمه، منهم الشيخ الباقوري وعبد العزيز كامل، وتولي عدد منهم مناصب وزارية في عهد عبد الناصر.
وأكد أن الإخوان المسلمين لم يشاركوا في الثورة كتنظيم ولكن عبر أفراد، موضحًا أن الإخوان هم من بدأوا بالعداء ومحاولة الاستيلاء على الثورة وعندما رفض عبد الناصر تعرض لمحاولة الاغتيال عام 1954. وأشار إلى أنه بعد عام 1954، الثورة لم تحكم على الإخوان بالإعدام ولكن حاولت احتواءهم سياسيًا إلى أن اتت المحاولة الانقلابية الأكبر في 1965.
وذكر أنه لم يكن هناك أية معلومات عن تنظيم سري عسكري موجود في مصر. وأضاف أنه في شبرا دورية متنقلة دخلت في حارة سد بالصدفة، والحارة كان فيها بيت يقطن بداخله مجموعة من عناصر جماعة الإخوان، قاموا بإطلاق النيران على الدورية، وسرعان ما حضر الدعم وتم القبض على تلك العناصر، وتبين من خلال التحقيقات مع تلك المجموعة، أن هناك تشكيلًا مسلحًا لأول مرة في القاهرة ويقوده سيد قطب.
ولفت إلى أن عبد الناصر كانت تجمعه علاقات جيدة بدول إفريقيا. وتحدث عن أهمية زيارات الرئيس السيسي الإفريقية، مبينا أن الرئيس السيسي حريص على تقوية العلاقات بالدول الأفريقية وهي خطوة هامة للغاية، لأن الدول الإفريقية مليئة بالموارد والتعاون معها من الممكن أن يفيد مصر في كافة النواحي. وقال إن ذلك بمثابة لعودة الروح لمصر، وهي عملية ضرورية، لأن الرئيس يري إن أفريقيا بالنسبة لمصر مسألة حياة أو موت.
وأضاف أنه كان سعيدا بالاجتماع بين الرئيس السيسي وآبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا، موضحًا أن أفريقيا عمق استراتيجي مهم بالنسبة لمصر بسبب مياه النيل، متابعًا أن إثيوبيا تخسر الكثير بعدائها لمصر، لأن مصر أكثر دولة تستطيع أن تفيد إثيوبيا. وأشار إلى أن زيارات الرئيس السيسي هدفت إلى التنسيق فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، موضحًا أن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمنطقة الجنوب الإفريقي؛ تؤكد اهتمام مصر بتعزيز العلاقات، مع كل الدول التي تمثل أهمية لأمنها القومي.