تفاقم الديون المصرية، الاغتيالات في غزة تحت التهدئة، وفضيحة إبستين التي تطارد ترامب
التاريخ : الأحد 14 ديسمبر 2025 . القسم : الفضائيات
ملخص الحلقة :
تطرق جاويش إلى تقارير وكالة رويترز التي نقلها موقع عربي21 بشأن اجتماع 16 ديسمبر في الدوحة، بمشاركة القيادة المركزية الأمريكية ودول شريكة، لبحث تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة تمهيدًا لنشرها مطلع الشهر التالي، مع التأكيد على أنها لن تقاتل حركة حماس. وربط جاويش هذا التوقيت بتصريحات دونالد ترامب حول تشكيل «مجلس السلام»، وبحديث البيت الأبيض عن التخطيط الهادئ للمرحلة الثانية، في وقت تواصل فيه إسرائيل، بدعم أمريكي، رفض مشاركة تركيا في هذه القوة.
وخلال استضافته الكاتب والباحث السياسي محمد القيق، غبر الإنترنت، أكد أن «كلمة السر» في المرحلة الثانية هي تركيا، محذرًا من أن غياب أنقرة ومعها مصر سيحوّل القوة الدولية إلى أداة أمنية تخدم إسرائيل وقد تُستخدم ضد الفلسطينيين. وأوضح أن إسرائيل تخشى الدور التركي لما يمثله من ثقل إقليمي قد يفرض مسارًا سياسيًا بدل الحلول الأمنية، مشيرًا إلى انفتاح حركة حماس على تدويل مشروط وهدنة طويلة مع ترتيب دولي لوضع السلاح لا نزعه، مع إدارة فلسطينية محلية وانسحاب إسرائيلي كامل، مؤكدًا أن نجاح المرحلة الثانية مرهون بفرض توازن دولي حقيقي تكون تركيا ركيزة أساسية فيه.
مضامين الفقرة الأولى: قنبلة الديون… الأرقام الحقيقية خلف خطاب "الإنجازات"
تناول أسامة ما وُصف بـ«الأرقام المفزعة لإنجازات السيسي» التي يروّج لها الإعلام المصري مشيرا إلى ظهور المستشار محمود فوزي في أحد البرامج. واستند جاويش إلى تقرير البنك الدولي للديون لعام 2025، الذي وضع مصر ضمن أخطر بؤر الهشاشة المالية عالميًا، موضحًا أن الديون تحولت من أداة تمويل إلى قيد هيكلي يشلّ السياسة الاقتصادية.
وأشار إلى أن نسبة الدين الخارجي إلى الصادرات بلغت 233.3%، أي أكثر من ضعف حصيلة الصادرات السنوية، فيما وصلت خدمة الدين إلى 49.2% من عوائد التصدير، إضافة إلى أن 14.7% من هذه العوائد تذهب للفوائد وحدها. وبيّن أن هذه المؤشرات تعني دخول الاقتصاد في حالة «تجفيف دولاري»، حيث تُستهلك موارد العملة الصعبة في سداد الديون بدلًا من توجيهها للاستيراد أو الاستثمار.
وأوضح جاويش أن خطورة الأزمة لا تكمن في حجم الدين فقط، بل في تركيبته القائمة على قروض قصيرة الأجل مرتفعة التكلفة تتطلب إعادة تمويل مستمرة، ما يدفع الدولة للاقتراض الجديد لسداد القديم، ويجعل الاقتصاد شديد الحساسية لأي صدمة خارجية أو هروب لرؤوس الأموال.
كما لفت إلى اتساع ظاهرة «الديون الخفية» عبر هيئات وشركات مملوكة للدولة لا تظهر التزاماتها كاملة في البيانات الرسمية، رغم أنها مضمونة من الخزانة العامة. واختتم بالتأكيد على أن هذا المسار أدى إلى تآكل الإنفاق على التعليم والصحة والدعم، وإلى بيع الأصول العامة، محذرًا من أن الاستمرار فيه يهدد بانهيار اقتصادي شامل لا يقتصر أثره على النظام وحده، بل يمتد إلى الدولة والمجتمع.
مضامين الفقرة الثانية: قوة الاستقرار الدولية في غزة
خلال الحلقة تطرق جاويش إلى تقارير رويترز التي نقلها موقع عربي21 حول اجتماع 16 ديسمبر بالدوحة لبحث تشكيل قوة استقرار دولية في غزة برعاية أمريكية، تمهيدًا لنشرها مطلع الشهر التالي دون قتال حماس، رابطًا ذلك بتصريحات دونالد ترامب عن «مجلس السلام» وحديث البيت الأبيض عن التخطيط للمرحلة الثانية، في ظل رفض إسرائيلي مدعوم أمريكيًا لمشاركة تركيا. وخلال استضافته الكاتب والباحث السياسي محمد القيق، أكد أن تركيا تمثل «كلمة السر» في هذه المرحلة، محذرًا من أن غيابها ومعها مصر سيحوّل القوة إلى أداة أمنية بيد إسرائيل، موضحًا أن تل أبيب تخشى الدور التركي لما يفرضه من مسار سياسي بدل الحلول الأمنية، مع الإشارة إلى انفتاح حماس على تدويل مشروط وهدنة طويلة وترتيبات دولية لوضع السلاح لا نزعه، وإدارة فلسطينية محلية وانسحاب إسرائيلي كامل، معتبرًا أن نجاح المرحلة الثانية مرهون بفرض توازن دولي حقيقي تكون تركيا ركيزة أساسية فيه.
مضامين الفقرة الثالثة: الاغتيالات في ظل وقف إطلاق النار
توقّف أسامة جاويش عند إعلان الجيش الإسرائيلي استهداف قيادي بارز في كتائب القسام داخل غزة رغم سريان وقف إطلاق النار، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أن المستهدف هو رائد سعد، الذي تصفه إسرائيل بالرجل الثاني في القسام بعد عز الدين الحداد. وطرح جاويش تساؤلات حول سعي إسرائيل لتحويل غزة إلى نموذج شبيه بجنوب لبنان، عبر تهدئة شكلية تقابلها اغتيالات وضربات انتقائية، متسائلًا عن جدوى أي اتفاق في ظل هذه الخروقات، ولماذا يُدان أي رد محتمل من حماس بينما يُسمح لإسرائيل باغتيال قيادات طرف موقّع على الاتفاق، معتبرًا أن الصمت الدولي والعربي على ذلك غير مقبول. وفي مداخلة عبر الإنترنت، أوضح الباحث في الشؤون الإسرائيلية عزام أبو العدس أن إسرائيل تعتبر اغتيال رائد سعد "نجاحًا استخباراتيًا" ضمن استراتيجية طويلة الأمد لتصفية قادة المقاومة المرتبطين بهجوم السابع من أكتوبر، مستندة إلى ما تسميه "عقيدة ميونخ". وأشار إلى أن تل أبيب لا تتوقع ردًا عسكريًا فوريًا من حماس في ظل سعيها لإعادة ترميم قدراتها، معتبرة أن الاغتيالات لا تهدد وقف إطلاق النار من وجهة نظرها. وأضاف أن إسرائيل تطبق النموذج نفسه في غزة ولبنان وسوريا: تهدئة معلنة يقابلها استهداف متى شاءت، ضمن مشروع أوسع لتصفية حركات المقاومة وفرض هيمنتها الإقليمية، مؤكدًا أن هذه الخطط، رغم خطورتها، تصطدم بعوامل تاريخية وشعبية تجعل نجاحها الكامل محل شك.
مضامين الفقرة الرابعة: ملف إبستين يعود… فضيحة لا تفارق ترامب
في الجزء الأخير من الحلقة، انتقل أسامة جاويش إلى المشهد الأمريكي، معتبرًا أن قضية جيفري إبستين تظل الملف الأكثر خطورة وإلحاحًا في الولايات المتحدة، إذ تختفي مؤقتًا ثم تعود بقوة لتطارد دونالد ترامب رغم تعاقب الأزمات الاقتصادية والسياسية. وأشار إلى عودة القضية للواجهة بعد نشر CNN وتقارير أمريكية عشرات الآلاف من الوثائق والصور من ممتلكات إبستين، تضمنت لقطات تجمعه بشخصيات نافذة مثل ترامب وبيل كلينتون وستيف بانون، إضافة إلى مواد وُصفت بالمحرجة، بينها صور نشرها ديمقراطيو لجنة الرقابة تُظهر ترامب مع نساء مجهولات الهوية، ما فجّر جدلًا واسعًا، رغم تقليل ترامب من أهميتها واعتبارها "خدعة سياسية".
وفي مداخلة عبر الإنترنت، أكد الدكتور خالد الترعاني، الخبير في الشؤون الأمريكية، أن فضائح ترامب تتراكم بشكل غير مسبوق، وأن ما يُكشف اليوم يعكس عالمًا من الانحطاط الأخلاقي، قد يصل – إن ثبت – إلى جرائم اعتداء على قاصرات. وأوضح أن الوثائق تُنشر "بالقطّارة" بعد فحص قانوني، لافتًا إلى وجود نحو 95 ألف صورة لم يُكشف عن معظمها بعد، ومشددًا على أن السؤال الأخطر ليس الصور بل غياب أسماء المتورطين، رغم إدانة إبستين وغيلين ماكسويل بالاتجار بالقاصرات ووجود أكثر من ألف ضحية وفق ملفات FBI، ما يثير شبهات تستر سياسي داخل وزارة العدل.
وحول التأثير السياسي، أشار الترعاني إلى أن ملف إبستين هو الأكثر إزعاجًا لمعسكر ترامب نفسه، إذ تُظهر استطلاعات الرأي تراجع دعم أنصاره بشكل حاد عند ربطه بالقضية، ما تسبب في انقسامات داخل الجمهوريين. كما تطرق إلى البعد الأخطر المتعلق بإسرائيل، عبر تقارير تربط إبستين وغيلين ماكسويل ووالدها بالموساد، معتبرًا أن أي ابتزاز محتمل لترامب من هذا الباب سيكون فضيحة كبرى تطال نخبًا من الحزبين.
واختتم بالتأكيد على أن تتبع السجلات البنكية لإبستين، التي يسعى الكونغرس للحصول عليها، قد يكشف شبكة الأموال والابتزاز، ويفتح أخطر فصول القضية حتى الآن.