هجوم سيدني بين الإدانة الإنسانية والتوظيف السياسي
التاريخ : الاثنين 15 ديسمبر 2025 . القسم : الفضائيات
ملخص الحلقة:
تناول معتز مطر هجوم سيدني المسلح، محذّرًا من استغلاله سياسيًا لتشويه القضية الفلسطينية، ومسلّطًا الضوء على بطولة الشاب السوري أحمد فاتح الأحمد الذي أنقذ مدنيين رغم إصابته، وربط ذلك بنموذج الشاب الجزائري الذي ضحّى بنفسه في حادث سابق، تأكيدًا على حضور القيم الإنسانية بعيدًا عن الصور النمطية.
كما ناقش معتز مطر محاولات الحكومة الإسرائيلية توظيف الحادث للهجوم على أستراليا بعد اعترافها بالدولة الفلسطينية، وخلط الأوراق بربط الأحداث بهجمات أخرى في سوريا، متوقفًا عند نعي ترامب لجنود أمريكيين هناك.
وفي سياق متصل، كشفت الحلقة كذب الرواية الإسرائيلية بشأن اغتيال قيادات في حماس، بعد اعتراف الاحتلال بنشر صور خاطئة سابقًا، وخرقه المتكرر لوقف إطلاق النار، مؤكدة أن هذه الممارسات تعمّق أزمة الكيان وتفضح تزييفه الإعلامي أمام الرأي العام العالمي.
مضامين الفقرة الأولى: هجوم سيدني واستغلاله سياسيًا وتصدي المسلم أحمد الأحمد للمسلحين
استهلّ معتز مطر الحلقة بإدانة الهجوم المسلح الذي وقع فجر الاحد بتاريخ 14 ديسمبر على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفال بعيد الحانوكا، مؤكدًا أنه مرفوض كليًا ولا يخدم أي قضية عادلة. وأشار إلى إعلان السلطات الأسترالية ارتفاع عدد القتلى إلى 16 إضافة إلى مصابين، محذرًا من التعميم بعد الكشف عن أن المنفذين من أصول باكستانية، ومشددًا على أن الجاليات المسلمة والباكستانية لا تتحمل مسؤولية جماعية عن الجريمة.
وتوقف مطر عند المشهد البطولي لتصدي رجل للمسلحين ومحاولته نزع سلاحهم، معتبرًا أن تدخله حال دون مجزرة أوسع، وقد حظي بإشادة إعلامية ورسمية. وكشف أن الرجل هو أحمد فاتح الأحمد، مسلم سوري من إدلب يحمل الجنسية الأسترالية ويعمل بائع فاكهة، أُصيب برصاصتين أثناء إنقاذ المدنيين. وربط مطر ذلك بحادثة مشابهة في بريطانيا، مؤكدًا أن هذه النماذج الإنسانية تناقض الصور النمطية وتبرز القيم حين تغيب الكراهية.
وحذّر مطر من استغلال الحادث سياسيًا وإعلاميًا لتشويه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن العنف العشوائي يمنح الاحتلال ذريعة لإحياء خطاب "معاداة السامية". وأوضح أن الإعلام العبري ونتنياهو وبن غفير هاجموا الحكومة الأسترالية لا بسبب الجريمة بل على خلفية اعترافها بالدولة الفلسطينية، في خطاب ملتوي ومنفصل عن الوقائع، مع تداول صور لأحد القتلى وهو يدعم الاستيطان. كما أشار إلى فوضى التزييف، بعد نشر الإعلام السوري صورًا خاطئة نُسبت لمنفذ الهجوم دون تحقق.
مضامين الفقرة الثانية: خلط الأوراق الإسرائيلية من سيدني إلى غزة وسوريا
خلال الحلقة تناول مطر محاولة بنيامين نتنياهو خلط الأوراق عبر ربط حادث سيدني بحوادث أخرى في المنطقة، من بينها الهجوم الذي استهدف جنودًا أمريكيين في مدينة تدمر السورية. وأشار في هذا السياق إلى أن دونالد ترامب نعى رسميًا مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني في سوريا، مؤكدًا أن الهجوم نفذه تنظيم داعش، وأن الرئيس السوري أحمد الشرع – بحسب تصريحات ترامب – أبدى غضبًا شديدًا من الواقعة مع وعود برد قوي. واعتبر مطر أن نتنياهو حاول توظيف هذه الأحداث المختلفة في سردية واحدة تخدم خطابه السياسي، وتُعيد إنتاج مناخ الخوف والخلط المتعمد بين الوقائع.
واختتم مطر الحلقة بالحديث عن غزة، حيث أعلن جيش الاحتلال اغتيال رائد سعد، قائد ركن التصنيع العسكري في كتائب القسام، أثناء سريان وقف إطلاق النار، في خرق واضح للاتفاق، موضحًا أن حكومة غزة نعت رائد سعد رسميًا وأكدت أن الاغتيال تم بناءً على معلومات استخباراتية أثناء تحركه داخل سيارة مدنية. وذكّر بأن الاحتلال كذب مرارًا بشأن مصير رائد سعد، إذ أعلن في مارس 2024 اعتقاله خلال اقتحام مستشفى الشفاء، ثم اعترف لاحقًا بأن الصور التي نشرها لقيادات حماس كانت خاطئة، قبل أن يعود في يونيو 2024 ويزعم اغتياله مجددًا بعد تدمير أحياء سكنية كاملة، ليتبيّن لاحقًا أن تلك الروايات ملفقة.
وأكد مطر أن اعتراف جيش الاحتلال بنشر صور خاطئة شكّل فضيحة مدوية كشفت حجم التزييف الإعلامي المستخدم لتبرير الجرائم وتسويق القتل الجماعي، مختتمًا بالتشديد على أن الكيان يعيش أزمة سياسية وأخلاقية وشعبية غير مسبوقة، وأن محاولات شيطنة التضامن مع فلسطين أو استغلال الحوادث الفردية لن تنجح، مستشهدًا بنموذجي أحمد فاتح الأحمد وسمير الزيتوني كدليل على أن القيم الإنسانية لا تُقاس بالهوية بل بالفعل.