كارثة الهجرة غير الشرعية وتداعياتها: من غرق المركب إلى دروس السعادة الحقيقية

التاريخ : الأربعاء 17 ديسمبر 2025 . القسم : الفضائيات

ملخص الحلقة:

سلط الإعلامي خالد أبو بكر الضوء في حلقة اليوم من برنامج "آخر النهار" على حادث غرق مركب هجرة غير شرعية في البحر المتوسط، والذي أسفر عن وفاة 14 شابًا مصريًا. مشيرًا إلى دور عصابات التهريب في تنظيم رحلات الهجرة غير القانونية عبر الدول المجاورة، بالرغم من نجاح مصر في تقليص هذه الظاهرة. كما تناول النقاش مع سارة الورداني مراسلة جريدة الدستور، التي أكدت أن معظم الضحايا كانوا من محافظات الشرقية والمنيا، وأوضحت أن الأهالي في حالة من الحزن والانتظار لمعلومات حول جثامين أبنائهم. وتناولت السفيرة نائلة جبر دور اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى أن جهود التوعية في القرى بدأت تُظهر بعض النتائج، وأكدت على ضرورة تكثيف هذه الجهود لمحاربة الهجرة غير القانونية.

واستضاف أبو بكر الدكتورة ريم بسيوني التي ناقشت مفهوم السعادة من منظور أدبي وصوفي، مشيرة إلى أن السعادة الحقيقية لا تكمن في المكاسب المادية، بل في القرب من الله والرضا الداخلي. وأهمية "جهاد النفس" وتأملات يومية لتحقيق الصفاء الذهني.

مضامين الفقرة الأولى: كارثة في المتوسط: غرق مركب هجرة غير شرعية يودي بحياة 14 شابًا مصريًا والجهات الرسمية تتدخل

استهل الإعلامي خالد أبو بكر حلقة جديدة من برنامج "آخر النهار" بتغطية حادث غرق مركب هجرة غير شرعية في البحر المتوسط، أسفر عن وفاة 14 شابًا مصريًا، بعدما كان على متن المركب 34 مهاجرًا غير شرعي من جنسيات متعددة، خلال محاولة للهجرة إلى أوروبا يوم 7 ديسمبر عبر إحدى الدول المجاورة. وأفاد بيان وزارة الخارجية المصرية بأن الوزارة تتابع الحادث عن كثب، مع تكليف السفارة المصرية في اليونان بالتواصل مع السلطات اليونانية لتقديم المساعدة للناجين، والعمل على تنظيم نقل جثامين المتوفين إلى مصر عقب استكمال الإجراءات القانونية.

وأكد أبو بكر أن الحادث يعكس استمرار ظاهرة الهجرة غير الشرعية رغم نجاح مصر في الحد منها، مشددًا على أن مراكب الهجرة لا تنطلق من السواحل المصرية، بل يتم تنظيمها عبر عصابات في دول مجاورة. وأشار إلى أن بعض الأهالي في القرى يعتقدون أن الهجرة غير الشرعية هي السبيل الوحيد لتحسين الأوضاع الاقتصادية، ما يعرض أبناءهم لمخاطر مميتة. وطالب بتحديد المسؤولين عن تنظيم هذه الرحلات غير القانونية، داعيًا النيابة العامة إلى محاسبة المتورطين، موضحًا أن الظروف الاقتصادية الصعبة وإغراءات المهربين من أبرز أسباب تفشي الظاهرة، ووجّه رسالة تحذير للأهالي من المخاطرة بحياة أبنائهم.

من جانبها، أكدت سارة الورداني، مراسلة جريدة الدستور بالشرقية، في مداخلة هاتفية، أن هذه هي الحادثة الثانية خلال شهرين، وأن معظم الضحايا من محافظتي الشرقية والمنيا، مشيرة إلى أن آخر تواصل مع الضحايا كان في 1 ديسمبر. وأوضحت أن الأهالي يعيشون حالة من الحزن والترقب بين الأمل في نجاة أبنائهم وتلقي أخبار الوفاة، ويواجهون صعوبات في استعادة الجثامين والحصول على معلومات دقيقة حول تفاصيل الرحلة. وأضافت أن حملات التوعية بدأت تؤتي ثمارها في بعض القرى، بينما لا يزال آخرون متمسكين بفكرة الهجرة غير الشرعية، لافتة إلى أن النيابة العامة تجمع المعلومات، فيما يترقب الأهالي نتائج التحقيقات.

مضامين الفقرة الثانية: البحث عن حلم غير مضمون: غرق مركب هجرة يثير الجدل حول دور "عصابات الدول المجاورة" 

تناولت السفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية، في مداخلة هاتفية، الحادث المؤلم الذي أسفر عن وفاة 14 شابًا مصريًا، مؤكدة أن المعلومات المتاحة حاليًا هي نفسها المعلنة للرأي العام، وأن وزارة الخارجية هي الجهة المختصة بتقديم التفاصيل الرسمية. وأوضحت أن دور اللجنة يتركز على التوعية ودراسة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع الشباب للهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى أن الظاهرة مرتبطة بتطلعات اجتماعية وسعي الشباب لتحسين أوضاعهم، مع استمرار إصرار بعض الأهالي على إرسال أبنائهم إلى أوروبا رغم المخاطر.

وأكدت السفيرة أن مصر نجحت في تقليص محاولات الهجرة غير الشرعية بشكل كبير وفقًا لتقارير الاتحاد الأوروبي، إلا أن ثقافة التقليد ومحاكاة تجارب المهاجرين الناجحين لا تزال حاضرة في بعض القرى. وأشارت إلى جهود اللجنة في تعزيز الوعي، خاصة في المحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية، من خلال عرض نماذج لمصريين نجحوا في بناء حياة كريمة داخل البلاد، مع التأكيد على الحاجة إلى مزيد من العمل المحلي. كما لفتت إلى أن مصر أصدرت عام 2016 أول قانون في المنطقة لتجريم تهريب المهاجرين، وتم تعديله في 2022 لتغليظ العقوبات، بالتوازي مع تشدد السياسات الأوروبية تجاه الهجرة غير الشرعية خلال السنوات الأخيرة.

من جانبه، تحدث الحاج رضا عبد الهادي، والد الشاب محمد رضا، عن غرق نجله، موضحًا أنه لم يكن على علم بخطة سفره، وأن خروجه تم عبر أصدقاء أقنعوه دون إذن أو تمويل من الأسرة. وانتقد تأثير الإنترنت والسماسرة الذين يستغلون الشباب ويجبرونهم على دفع الأموال تحت التهديد، مؤكدًا أن الظاهرة تتجاوز البعد الاقتصادي لتشمل التقليد بين الشباب. ورغم الحزن، عبّر عن إيمانه بقضاء الله، مطالبًا بمحاسبة السماسرة وتكثيف التوعية، ومشيدًا بجهود الدولة في استعادة جثمان نجله.

وعلقت السفيرة نائلة جبر على مداخلة الحاج رضا مؤكدة صعوبة الموقف، مشددة على أن وزارة الخارجية تقدم دعمًا تلقائيًا في مثل هذه الحالات، يشمل استعادة الجثامين ومساندة أسر الضحايا. بدوره، قدم الإعلامي خالد أبو بكر تعازيه لأسرة الضحية، معتبرًا أن المسؤولية مشتركة، وداعيًا إلى مراجعة أسباب تكرار هذه المآسي وتدخل حكومي قوي لمنعها، مع التأكيد على أن الدولة والسفارة تتوليان إعادة الجثامين باعتبار ذلك دورًا أساسيًا في مثل هذه الأزمات.