فنزويلا بين الضغوط الأمريكية والدعم الاستراتيجي لروسيا والصين: صراع النفوذ والموارد في قلب الأزمة الإقليمية والدولية
التاريخ : الجمعة 19 ديسمبر 2025 . القسم : الفضائيات
ملخص الحلقة:
ركزت المناقشات على الأزمة الفنزويلية وتصاعد التوتر مع الولايات المتحدة، حيث اعتبرت واشنطن النفط والفنزولية أصولاً أمريكية، مستغلة المطالبات المالية لتبرير الضغوط الاقتصادية والسياسية على كراكاس. وأوضح خبراء مثل الدكتور حامد فارس والسيد إلياس فرير أن الإدارة الأمريكية تستهدف شل الاقتصاد الفنزويلي عبر الحصار البحري ومصادرة ناقلات النفط، مع توجيه ضربات جوية ودعم قوى معارضة من الداخل، في حين استبعدوا غزوًا بريًا شاملًا، مشيرين إلى محدودية دعم روسيا والصين وإيران لفنزويلا أمام النفوذ الأمريكي.
كما ناقشت الحلقة الدور الإقليمي والدولي للأزمة، مشيرة إلى أن فنزويلا أصبحت ورقة ضغط ضمن صفقات كبرى تشمل أوكرانيا وملف النفط العالمي، بحسب سيرجي ماركوف، بينما أكد الدكتور فيتيليو بروستولين أن الأزمة تهدد استقرار دول الجوار مثل كولومبيا والبرازيل. في المقابل، أوضح لو جون هونج أن الصين تدعم فنزويلا استراتيجياً، وترفض سياسة التنمر الأحادي الأمريكية، مؤكداً حق كراكاس في حماية سيادتها وتطوير تعاون متبادل المنفعة.
مضامين الفقرة الأولى: فنزويلا.. صراع على الثروة، وتصفية حسابات سياسية تتجاوز حدود الجغرافيا
استهل الإعلامي كمال ماضي حديثه بالتأكيد على استمرار الولايات المتحدة في تشديد الحصار على فنزويلا، مستشهداً بتصريحات ترامب التي شددت على عدم السماح بخرق الحصار. وأوضح أن الرئيس الفنزويلي رد بتأكيد استقلال بلاده وإصرارها على تصدير النفط رغم الضغوط الأمريكية، متوجهاً إلى مجلس الأمن لمناقشة ما وصفه بالعدوان الأمريكي المستمر، مع الإشارة إلى دعم الصين الرمزي لفنزويلا وتساؤلات حول مدى تأثير هذا الدعم في مواجهة الحصار.
وأوضح الدكتور حامد فارس استاذ العلاقات الدولية أن واشنطن تستخدم "المطالبات المالية" ذريعة للضغط على كراكاس منذ تأميم مشاريع نفطية كبيرة، وأن السيناريو الأقرب يشمل ضربات جوية ودعم المعارضة الداخلية لإسقاط مادورو، مع الإشارة إلى أن حلفاء فنزويلا مثل روسيا والصين وإيران لن يقدموا دعماً فعلياً، وأن الحصار ومصادرة ناقلات النفط يهدفان لزيادة الضغط الشعبي على النظام وإجباره على التراجع عن سياساته دون تدخل بري مباشر.
من جانبه، أشار السيد إلياس فرير، مدير مركز رينوكو للأبحاث أن تأميم الأصول الأمريكية كان إجراءً قانونياً، وأن العقوبات الأمريكية مستمرة لكنها لن تغير النظام جذرياً، بينما أكد دان ريني أن خطاب ترامب جزء من سياسة طويلة الأمد لحماية مصالح الشركات الأمريكية، مع التركيز على الضغط الاقتصادي والسياسي لإجبار مادورو على إعادة الأصول أو التوصل إلى تسوية، مشيراً إلى أن التدخل العسكري المباشر غير مرجح وأن الإجراءات الأمريكية ترتبط بالمصالح الاقتصادية والصفقات الأمريكية وليس بالقضية الفلسطينية بشكل مباشر.
مضامين الفقرة الثانية: ترامب يفرض حصارًا كاملًا على فنزويلا في تصعيد أمريكي شامل
خلال الحلقة ذكرت الصحافة العالمية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر بفرض حصار كامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة إلى فنزويلا، في تصعيد واضح للضغط العسكري والاقتصادي على الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية. ونقلت مجلة تايم تصريحاته على موقع Truth Social، مشيرًا إلى أن فنزويلا محاصرة بالكامل بأسطول بحري هو الأكبر في تاريخ المنطقة، وأن الحصار سيستمر حتى إعادة كل النفط والأصول التي وصفها بأنها مسروقة.
وأبرزت صحيفة الجارديان البريطانية أن هذا التصعيد يستهدف المصدر الرئيسي لدخل فنزويلا، وهو صناعة النفط، وأن البيت الأبيض فرض الحصار بعد أسبوع من الاستيلاء على ناقلة نفط، فيما وصفه مادورو بأنه عمل قرصنة دولية. ويُعتبر هذا الحصار جزءًا من أكبر وجود عسكري أمريكي في المنطقة منذ غزو بنما عام 1989.
كما سلطت الصحف الضوء على اتهامات ترامب لحكومة مادورو باستخدام النفط المسروق في تمويل أنشطة غير مشروعة تشمل تجارة المخدرات والإتجار بالبشر، مشيرة إلى أن الجيش الأمريكي نفذ غارات على قوارب في المحيط الهادئ والبحر الكاريبي منذ سبتمبر، أسفرت عن مقتل نحو 90 شخصًا، بزعم حمل هذه القوارب لمخدرات غير مشروعة إلى الولايات المتحدة.
مضامين الفقرة الثالثة: بين مبدأ ترامب وتحالفات الشرق.. فنزويلا تتحول إلى ورقة ضغط في لعبة الأمم الكبرى
استهل سيرجي ماركوف، المستشار السابق للرئيس الروسي بوتين، مداخلته بالتأكيد أن التصعيد الأمريكي تجاه فنزويلا يتركز على النفط، الذي تمتلكه فنزويلا بأكبر احتياطي عالمي، مشيراً إلى أن ترامب يستخدم الأزمة لتعزيز شعبيته داخلياً. وأوضح ماركوف أن روسيا مستثمرة كبيرة في النفط الفنزويلي، وأن موقفها مرتبط بملف أوكرانيا، متوقعاً استخدام الفيتو الروسي والصيني لأي محاولة أمريكية للتصعيد، مع التأكيد أن فنزويلا تُستخدم كورقة ضغط ضمن صفقات كبرى تشمل أوكرانيا والمصالح النفطية العالمية.
وأشار الدكتور فيتيليو بروستولين، الباحث في شؤون أمريكا اللاتينية، إلى الأبعاد الإنسانية للأزمة، موضحاً أن فنزويلا تواجه موجات نزوح ضخمة نحو دول الجوار مثل كولومبيا والبرازيل، وأن خطاب مادورو يسعى لكسب دعم الشعوب لمواجهة السياسة الأمريكية. وأكد بروستولين أن استقرار أي حكومة جديدة يعتمد على دعم الجيش، وأن الأزمة أصبحت إقليمية ومرتبطة بمقايضات جيوسياسية تقودها واشنطن لإعادة نفوذها، مع إبراز دور الصين كداعم استراتيجي للفنزويليين ضد الضغوط الأمريكية.
وأوضح لو جون هونج، مدير مكتب القاهرة لمجموعة الصين للإعلام، أن ترامب يتصرف وفق مصالحه الشخصية، وأن الصين تعارض التنمر الأحادي وتدافع عن سيادة فنزويلا، مؤكداً أن العلاقة بين بكين وكراكاس شراكة استراتيجية عميقة ومتنوعة تقدم دعماً ملموساً للشركاء. وأوضح لو جون هونج أن الدعم الصيني سيكون محسوباً واستراتيجياً، بعيداً عن الإعلان المسبق أو الضجيج الإعلامي، مع تأكيد المجتمع الدولي على حق الدول في حماية سيادتها ضد الاستقواء الأمريكي.