اجتماع ميامي ومشروع شروق الشمس: مساعي دولية لدفع التهدئة في غزة وسط تحديات نزع سلاح حماس
التاريخ : الاثنين 22 ديسمبر 2025 . القسم : الفضائيات
ملخص الحلقة:
تواصلت المساعي الدولية لدفع مسار التهدئة في غزة وتحضير الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، عبر اجتماعات ميامي التي ضمّت الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، مع طرح مشروع أمريكي جديد باسم "شروق الشمس" لتحويل غزة إلى مدينة تكنولوجية متطورة. ورغم هذه المبادرات، يظل الجمود قائمًا بسبب استمرار الخروقات الإسرائيلية، وتعقيدات نزع سلاح حركة حماس، بالإضافة إلى تباين المواقف الإقليمية والدولية، ما يعرقل تثبيت أي تقدم ملموس على الأرض.
وفي الوقت نفسه، يرى المحللون أن إسرائيل تسعى للاستفادة من "المرحلة الرمادية" سياسياً، فيما تحاول الإدارة الأمريكية فرض ضغط محدود على نتنياهو لتحقيق إنجاز سياسي قبل الانتخابات الأمريكية، وسط ترابط ملفات غزة مع ملفات لبنان وسوريا وإيران.
مضامين الفقرة الأولى: المرحلة الثانية لغزة بين ضغوط أمريكية وخلافات إسرائيلية
استهلّت الإعلامية آية لطفي الحلقة بالإشارة إلى التوافقات التي خرج بها اجتماع ميامي، والتي تمحورت حول تشكيل مجلس للسلام، ونشر قوة دولية، وصولًا إلى إعادة إعمار قطاع غزة، ضمن مساعٍ دولية لتحويل هذه الرؤى إلى خطوات عملية على الأرض. وفي المقابل، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التمسك بموقفه إزاء المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مترقبًا نتائج لقاءاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتزامن مع طرح واشنطن مقترحًا جديدًا تحت مسمى «مشروع شروق الشمس» لإعادة تشكيل القطاع وتحويله إلى مدينة تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة.
وتناول التقرير الذي عُرض خلال الحلقة الحراك الدولي المتواصل لدفع مسار التهدئة في غزة نحو مرحلة أكثر استقرارًا، حيث استضافت مدينة ميامي اجتماعًا رباعيًا ضم الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، بهدف تقييم المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وبحث سبل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
وجاء الاجتماع عقب مؤشرات إيجابية أعلنها المبعوث الأمريكي ستيف ويدكوف، شملت زيادة المساعدات الإنسانية، وانسحابًا جزئيًا للجيش الإسرائيلي، وتراجع وتيرة العمليات العسكرية. كما ناقش المشاركون ملامح المرحلة الثانية، مع التأكيد على تشكيل هيئة حاكمة تحت سلطة فلسطينية موحدة، ودعم إنشاء مجلس للسلام، إلى جانب بحث آليات تنفيذ خطة السلام الخاصة بغزة، وملفات إعادة الإعمار، وتطوير البنية التحتية، والتعاون في مجالي الطاقة والمياه، باعتبارها ركائز لتعافي القطاع وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
مضامين الفقرة الثانية: الجمود الإسرائيلي-الفلسطيني يعرقل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة
قال السفير الدكتور ممدوح جبر، مساعد وزير الخارجية الفلسطينية الأسبق، عبر مداخلة هاتفية مع آيه لطفي ، إن اجتماع ميامي يمثّل محاولة لاحتواء التصعيد وضبط النفس في ملف غزة، باعتباره امتدادًا لاجتماعات سابقة، لا سيما مؤتمر الدوحة، في إطار مساعٍ مترابطة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. وأوضح أن ملامح هذه المرحلة ستتحدد بشكل أكثر حسمًا مع اللقاءات المرتقبة نهاية ديسمبر، وسط تعقيدات سياسية وأمنية متشابكة.
وأشار جبر إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوظّف ملف غزة كورقة مساومة سياسية، سواء في مواجهة الضغوط الأمريكية أو للحفاظ على تماسك حكومته أمام اليمين المتطرف، معتبرًا أن إطالة أمد المرحلة الرمادية تخدم مصالحه السياسية وتُعقّد فرص تثبيت المرحلة الثانية من الاتفاق. وأضاف أن اجتماع ميامي لم يقدّم حلولًا عملية للعقبات القائمة، في ظل استمرار القصف وغياب ضغوط حقيقية لفرض وقف دائم لإطلاق النار، واصفًا الطروحات المستقبلية مثل «المدينة التكنولوجية» بأنها تصورات غير قابلة للتنفيذ في الوقت الراهن.
وفي مداخلة أخرى، قال ستيفن زونس، أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إن البناء على مكاسب المرحلة الأولى يظل محدودًا بسبب الخروقات الإسرائيلية المستمرة لوقف إطلاق النار، واستمرار العمليات العسكرية واحتلال مساحات واسعة من قطاع غزة، ما يُضعف فرص تحقيق تقدم حقيقي في المسار التفاوضي. واعتبر أن الإشكالية الجوهرية تكمن في الدور غير المحايد للولايات المتحدة، التي تجمع بين موقع الوسيط والداعم الرئيسي لإسرائيل، مع تركيزها على نزع سلاح حماس دون ممارسة ضغوط مماثلة على إسرائيل.
وأوضح زونس أن البنود الأساسية للمرحلة الثانية، بما فيها تشكيل مجلس السلام ونشر قوة دولية ونزع السلاح وإعادة الإعمار، لا تزال تفتقر إلى آليات تنفيذ واضحة، وهو ما انعكس في غياب أي تقدم ملموس خلال اجتماع ميامي. كما أشار إلى أن الوسطاء الإقليميين يواجهون ضغوطًا أمريكية لدفعهم نحو ممارسة الضغط على حماس مقابل وعود اقتصادية، في وقت تستخدم فيه إسرائيل بقاء سلاح الحركة ذريعة لمواصلة عملياتها، محذرًا من أن غياب الضغط المتوازن سيُبقي الوضع في دائرة الجمود ويُفشل مسار التهدئة.
مضامين الفقرة الثالثة: الولايات المتحدة تخطط لتحويل غزة إلى مدينة تكنولوجية وتدفع نحو تشكيل إدارة جديدة وقوى دولية
وخلال الحلقة استعرضت آية تقريراً حصريًا نشرته صحيفة وول ستريت جورنال بعنوان "الولايات المتحدة تروّج لمشروع شروق الشمس لتحويل غزة إلى مدينة تكنولوجية متطورة". وأفادت الصحيفة بأن الخطة أمريكية الصياغة، عمل عليها جاريد كوشنر وستيف ويتكوف على مدار 45 يومًا، بتكلفة تُقدَّر بنحو 112 مليار دولار، وتهدف إلى تحويل رفح جنوب القطاع إلى مركز للحوكمة، وإعادة تشكيل غزة كمدينة عالية الذكاء والتقنيات على مدى عشر سنوات.
وفي سياق المرحلة الثانية، نشرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل تقريرًا بعنوان "وسطاء غزة يحثون الأطراف على الالتزام بالهدنة بعد اجتماع ميامي"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ومصر وقطر دعوا في بيان مشترك إسرائيل وحركة حماس إلى الالتزام بخطة السلام، وضبط النفس لتجنّب العودة إلى الحرب، مع التأكيد على الإسراع في تشكيل مجلس السلام وإنشاء حكومة تكنوقراط لإدارة القطاع.
واختتمت الجولة بتقرير لوكالة رويترز بعنوان "هيئات حكم جديدة تتشكل في غزة قريبًا يعقبها إرسال قوات دولية"، نقلت فيه تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أكد خلالها أن هيكلًا إداريًا جديدًا لإدارة القطاع سيتم الإعلان عنه قريبًا، ويتكوّن من مجلس دولي ومجموعة من التكنوقراط الفلسطينيين، على أن يتبع ذلك نشر قوات دولية.
مضامين الفقرة الرابعة: تحديات نزع سلاح حماس واستمرار الخروقات الإسرائيلية تعرقل مسار السلام
قال محمد أبو الشامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، غبر مداخلة هاتفية، ان ما يجري حاليًا في ملف غزة يعكس حالة «مخاض» سياسي بانتظار اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. واعتبر أن مشروع «شروق الشمس» ليس سوى إعادة صياغة لفكرة «ريفيرا الشرق الأوسط»، مع تركيزه على المناطق الواقعة خلف «الخط الأصفر» تحت السيطرة الإسرائيلية، محذرًا من غموض مصير سكان القطاع وأصحاب الأراضي خلال فترة تنفيذ طويلة قد تمتد لعشر سنوات، ومؤكدًا في الوقت نفسه على الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين.
وأوضح أبو الشامة أن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية يواجه «مرحلة التفاصيل الصعبة»، حيث يفسّر كل طرف المبادئ العامة بما يخدم مصالحه، مشيرًا إلى أن قضية نزع سلاح حركة حماس تظل العقبة الأبرز في ظل غياب آليات تنفيذ واضحة وارتباطها بسلاح المقاومة في الإقليم ككل. وأضاف أن نتنياهو قد يجد مصلحة في إبقاء الوضع ضمن «المنطقة الرمادية» واستمرار التوتر لخدمة أهدافه الانتخابية في 2026، مقابل سعي ترامب لتحقيق إنجاز سياسي تاريخي في الشرق الأوسط، ما ينذر بمواجهة سياسية بين الطرفين، خاصة مع تزاحم الملفات الإقليمية في سوريا ولبنان وتراجع أولوية غزة مؤخرًا.
من جانبه، قال مارك توث، خبير شؤون الأمن القومي الأمريكي، إن اجتماع ميامي لم يمثّل خطوة فعلية نحو المرحلة الثانية، بل اقتصر على محاولة خفض التوتر تمهيدًا لاحتمالات مستقبلية، في ظل غياب مؤشرات إيجابية واستمرار الخروقات الإسرائيلية وتجاوز «الخط الأصفر». وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعيش صراعًا بين تقليص انخراطها الإقليمي وسعي ترامب لتحقيق إنجاز سياسي، واختتم حديثه محذرًا من أن غياب آليات التنفيذ والتصعيد الميداني يجعل الحديث عن المرحلة الثانية أقرب إلى تصريحات دبلوماسية منه إلى واقع قابل للتحقق، مع تشاؤم حذر حيال نتائج لقاء ترامب ونتنياهو المرتقب.