على مسئوليتي: أشرف العسال يكشف الإنجاز البحري لمصر.. وقناة السويس تعود للملاحة، وتعافي قطاع الطاقة وتطوير الصحة "

التاريخ : الأربعاء 24 ديسمبر 2025 . القسم : الفضائيات

ملخص الحلقة: 

تناولت حلقة برنامج «على مسئوليتي» عددًا من الملفات الاستراتيجية التي تعكس تحولات الدولة المصرية على المستويات الدولية والاقتصادية، مؤكدة أن ما تشهده البلاد يأتي في إطار رؤية شاملة لبناء دولة قوية وتعزيز مكانتها إقليميًا ودوليًا. واستهلت الحلقة بالحديث عن فوز مصر بعضوية المجلس الأعلى للمنظمة البحرية الدولية، في إنجاز يعكس ثقة المجتمع الدولي في قدراتها بالمجال الملاحي، مدعومًا بتطوير الموانئ والبنية التحتية والكفاءة البشرية. كما جرى تسليط الضوء على الأهمية الجغرافية لمصر ودورها في تأمين الملاحة الدولية، والاعتراف العالمي بالبحارة المصريين. وفي ملف قناة السويس، أوضح الفريق أسامة ربيع أن القناة تكبدت خسائر تقدر بنحو 12 مليار دولار بسبب تداعيات الحرب على غزة، رغم ذلك حافظت على مكانتها كممر آمن، محققة إيرادات 10.2 مليار دولار في 2023، مع مؤشرات لعودة الملاحة تدريجيًا إلى طاقتها الكاملة خلال الأشهر المقبلة.

وانتقلت الحلقة إلى ملف الطاقة، حيث أكد أحمد موسى نجاح مصر في إعادة ضبط القطاع بعد سداد مستحقات الشركاء الأجانب، ما أعاد الثقة الدولية وجذب استثمارات كبرى من شركات عالمية مثل إيني وبي بي ودانة غاز، مع تأمين احتياجات الغاز لخمسة أعوام وتعزيز دور مصر كمركز إقليمي للطاقة. كما تناول البرنامج تطور الخدمات الصحية، خاصة في محافظة سوهاج، مع إجراء عمليات قلب مفتوح داخل المحافظة، وإشادة وزير الصحة بتقدم المنظومة الطبية وملف الدواء، مستشهدًا بنماذج إنسانية في تقديم الخدمة. واختُتمت الحلقة بتأكيد البعد الإنساني للتنمية، من خلال زيارة رئيس الوزراء لفصل لذوي الهمم، في رسالة تؤكد أن الإنسان يظل محور التنمية إلى جانب المشروعات القومية.

مضامين الفقرة الأولى:|حوار خاص| مع اللواء بحري أشرف العسال

استعرض أحمد موسى ملف الإنجاز البحري الدولي الجديد لمصر داخل المنظمة البحرية الدولية، من خلال لقاء خاص مع اللواء بحري أشرف العسال، رئيس الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية، للحديث عن  فوز مصر بعضوية المجلس الأعلى للمنظمة.

 إنجاز دولي جديد لمصر في المنظمة البحرية الدولية

أكد اللواء بحري أشرف العسال، رئيس الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية، أن فوز مصر بعضوية المجلس الأعلى للمنظمة البحرية الدولية يُعد إنجازًا بالغ الأهمية، تحقق وسط منافسة قوية مع 40 دولة كبرى، ويعكس ثقة المجتمع الدولي في قدرات الدولة المصرية. وأوضح أن المنظمة تُعد الجهة الأممية الأعلى المسؤولة عن تنظيم سلامة الملاحة وأمن السفن وحماية البيئة البحرية، وأن حصول مصر على هذا المقعد جاء بعد جهد سياسي ودبلوماسي ومؤسسي كبير، تُوّج بحصولها على 132 صوتًا داخل الجمعية العامة. وأكد أن هذا الفوز يعزز من دور مصر في صناعة القرار البحري العالمي، مستندًا إلى موقعها الجغرافي الاستثنائي بامتلاكها حدودًا بحرية ممتدة على البحرين الأحمر والمتوسط، ومرور جزء كبير من التجارة العالمية عبر الممرات القريبة من سواحلها، وعلى رأسها قناة السويس، فضلًا عن تطور الأسطول البحري المصري وارتفاع عدد السفن التي تحمل العلم المصري.

وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أوضح العسال أن الموانئ المصرية شهدت طفرة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، شملت التوسعات الإنشائية وتحديث نظم التشغيل ورفع كفاءة العنصر البشري وتطبيق أعلى معايير السلامة والتفتيش والرقابة، ما جعلها من بين الأقوى عالميًا. وأكد أن مصر تمارس دورها الكامل كدولة ميناء وفق قواعد المنظمة البحرية الدولية، من خلال تفتيش السفن الأجنبية وضمان التزامها بالمعايير البيئية والفنية. كما شدد على أن العنصر البشري المصري يمثل ركيزة أساسية في هذا القطاع، لافتًا إلى التقدير الدولي الواسع للبحارة المصريين، والذي تُرجم إلى اتفاقيات تشغيل مع دول كبرى مثل النرويج، بما يعكس نجاح منظومة التدريب والتأهيل، ويسهم في توفير فرص عمل وزيادة موارد الدولة من العملة الأجنبية.

قناة السويس.. مؤسسة مصرية عملاقة وصمود في وجه الأزمات

وفي سياق متصل، شدد اللواء أشرف العسال على أن قناة السويس تُعد مؤسسة مصرية عملاقة تعمل وفق أعلى المعايير العالمية وتمثل شريانًا حيويًا للتجارة الدولية، مؤكدًا أن عودتها القوية إلى المشهد الملاحي العالمي تُعد مكسبًا لمصر وللعالم، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية الأخيرة، وأن صمودها واستمرارها في تقديم خدماتها رغم الخسائر الناتجة عن الحرب على غزة يعكس قوة الإدارة المصرية. وفي ختام الحلقة، أكد الإعلامي أحمد موسى أن تزامن الإنجازات في ملفات النقل البحري والطاقة والصحة والبنية التحتية هو نتاج رؤية استراتيجية شاملة للدولة، تحمل رسائل طمأنة للمواطنين والمستثمرين في الداخل والخارج بأن مصر تسير بثبات نحو الاستقرار والتنمية المستدامة، مع الحفاظ على البعد الإنساني وتحسين جودة الحياة.

مضامين الفقرة الثانية: قناة السويس.. صمود استراتيجي رغم الخسائر وعودة تدريجية للملاحة العالمية

خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، استعرض الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، تداعيات التطورات الإقليمية الأخيرة على حركة الملاحة العالمية، مؤكدًا أن القناة واجهت واحدة من أكثر الفترات تعقيدًا في تاريخها الحديث نتيجة الاضطرابات غير المسبوقة التي أصابت سلاسل الإمداد والتجارة الدولية. وأوضح أن القناة تأثرت بشكل غير مباشر بالحرب على قطاع غزة، رغم عدم ارتباطها جغرافيًا أو ملاحيًا بأحداث باب المندب، مشيرًا إلى أن حالة التوتر الإقليمي دفعت بعض شركات الشحن العالمية إلى تغيير مساراتها بسبب المخاوف الأمنية وارتفاع تكاليف التأمين، ما انعكس سلبًا على حركة العبور.

وكشف رئيس الهيئة أن هذه التطورات تسببت في خسائر تُقدّر بنحو 12 مليار دولار، مؤكدًا أن ذلك لا يرجع إلى أي تراجع في كفاءة القناة أو مستوى الخدمات، بل إلى حالة الارتباك التي أصابت التجارة العالمية ولجوء بعض الخطوط الملاحية إلى مسارات بديلة أطول وأكثر تكلفة. وشدد على أن القناة واصلت العمل بكفاءة كاملة، وحافظت على جاهزيتها الفنية والملاحية، مؤكدًا أنها لا تزال من أكثر الممرات الملاحية أمانًا واستقرارًا عالميًا، لافتًا إلى أن إيرادات القناة خلال عام 2023 بلغت نحو 10.2 مليار دولار، بما يعكس قدرتها على الصمود وإدارة الأزمات.

وفي سياق متصل، أعلن الفريق أسامة ربيع بدء مرحلة تعافٍ تدريجي للقناة مع عودة سفن الحاويات العملاقة للعبور مجددًا، في أعقاب اتفاق السلام الذي استضافته شرم الشيخ، والذي ساهم في تهدئة الأوضاع الإقليمية. وأشار إلى عبور إحدى أكبر سفن الحاويات عالميًا بطول 318 مترًا وحمولة 231 ألف طن، تعمل بالغاز الطبيعي، في دلالة على استعادة ثقة الخطوط الملاحية وقدرة القناة على استقبال أحدث أجيال السفن، تزامنًا مع التوجه نحو النقل البحري الأخضر. وأكد أن حركة السفن سجلت زيادة بنسبة 19% منذ أكتوبر الماضي، مع توقعات بعودة الملاحة إلى كامل طاقتها خلال يوليو أو أغسطس المقبلين، بدعم من جهود الدولة في تطوير الخدمات وتقديم حوافز مدروسة للخطوط الملاحية.

مضامين الفقرة الثالثة: قطاع الطاقة.. مصر تستعيد الثقة الدولية وتتصدر المشهد الإقليمي

سلط الإعلامي أحمد موسى الضوء على التحولات اللافتة التي يشهدها قطاع الطاقة المصري، مؤكدًا نجاح الدولة في إعادة ضبط هذا القطاع الحيوي واستعادة ثقة كبرى الشركات العالمية، بعد سنوات من التحديات المالية والفنية. واستند إلى تقرير مؤسسة «ريستاد إنرجي» النرويجية، الذي أكد أن مصر أعادت ترتيب أوضاع قطاع الطاقة بالكامل عقب سداد مستحقات الشركاء الأجانب، ما أعاد الاستقرار المالي وفتح الباب أمام موجة جديدة من الاستثمارات في مجالي الغاز والبترول. وأوضح أن تسوية المستحقات بعثت برسائل طمأنة قوية للشركات العالمية بشأن جدية الدولة والتزامها التعاقدي، وهو ما انعكس في إعلان خطط توسعية جديدة داخل السوق المصري.

وفي هذا السياق، أشار موسى إلى إطلاق شركة دانة غاز الإماراتية برنامج حفر جديد باستثمارات تُقدّر بنحو 100 مليون دولار، في مؤشر واضح على تجدد الثقة في مناخ الاستثمار. كما لفت إلى خطط شركة إيني الإيطالية لضخ استثمارات تصل إلى 9 مليارات دولار خلال أربع سنوات، في إطار توسعها في أنشطة البحث والاستكشاف والإنتاج، بما يعكس رهانًا طويل الأمد على السوق المصري، خاصة بعد الاكتشافات الكبرى وعلى رأسها حقل «ظهر». وأضاف أن شركة بي بي البريطانية وقعت اتفاقيات جديدة لحفر خمسة آبار بحرية، بما يدعم إنتاج الغاز الطبيعي من المياه العميقة ويعزز أمن الطاقة المحلي.

وأكد موسى أن هذه التحركات تعكس تحولًا شاملًا في قطاع الطاقة، لم يقتصر على معالجة الأزمات المالية، بل شمل تطوير الإطار التشريعي وتحسين بيئة الاستثمار وتحديث البنية التحتية. وشدد على أن الدولة نجحت في تأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي لخمس سنوات مقبلة، ما يعزز أمن الطاقة ويجعل مصر قادرة على تصدير الفائض وترسيخ موقعها كمركز إقليمي لتداول وتسييل الغاز. واختتم بالتأكيد على أن استعادة الثقة الدولية في قطاع الطاقة تمثل ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات، وتعزيز النفوذ الإقليمي والدولي لمصر في خريطة الطاقة العالمية.

مضامين الفقرة الرابعة: تطوير القطاع الصحي في الصعيد.. نقلة نوعية في الخدمات 

انتقل موسى إلى ملف الخدمات الصحية، مسلطًا الضوء على التطوير الكبير الذي شهدته المنظومة الطبية بمحافظة سوهاج كنموذج لما تحقق في محافظات الصعيد خلال السنوات الأخيرة، في إطار سعي الدولة لتحقيق العدالة الصحية وتقليص الفجوة بين المركز والأطراف. واستعرض موسى حجم التطور في مستشفى طهطا العام ومركز شطورة الصحي، مؤكدًا أن هذه المنشآت تحولت إلى مؤسسات طبية قادرة على تقديم خدمات متقدمة، من بينها إجراء عمليات قلب مفتوح داخل المحافظة، بعد أن كان المرضى يضطرون للسفر لمحافظات أخرى، بما يحمله ذلك من أعباء ومخاطر. وأشار إلى أن مستوى التجهيزات وكفاءة الأطقم الطبية وجودة الخدمة تعكس فلسفة جديدة في إدارة القطاع الصحي تقوم على احترام المواطن وتقديم خدمة لائقة بغض النظر عن محل إقامته.

وفي السياق ذاته، أشاد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بجهود الدولة في تطوير المنظومة الصحية وملف الدواء، مؤكدًا عدم وجود تقصير في توفير الأدوية أو الخدمات الطبية الأساسية، رغم التحديات القائمة، بفضل التخطيط المسبق والتوسع في التصنيع المحلي وضمان توافر الأدوية الحيوية. واستشهد الوزير بموقف إنساني تم خلاله تقديم خدمة طبية كاملة لمواطنة عراقية داخل أحد المستشفيات الحكومية مقابل 5 جنيهات فقط، مؤكدًا أن هذا النموذج يجسد جوهر المنظومة الصحية المصرية التي تضع الإنسان في مقدمة أولوياتها دون تمييز.

مضامين الفقرة الخامسة: رئيس الوزراء يزور فصل لذوي الهمم

خصص أحمد موسى جزءًا من الحلقة لتسليط الضوء على البعد الإنساني في مسار التنمية الشاملة التي تنتهجها الدولة المصرية، مستعرضًا لقطة إنسانية مؤثرة لزيارة رئيس مجلس الوزراء أحد فصول ذوي الهمم بمدرسة إسكر الابتدائية، في رسالة تؤكد أن بناء الإنسان يسير جنبًا إلى جنب مع تنفيذ المشروعات القومية الكبرى، وأن التنمية لا تقتصر على الأرقام والمؤشرات الاقتصادية فقط. وأوضح موسى أن هذه الزيارة تعكس اهتمام الدولة بالفئات الأكثر احتياجًا وحرصها على دمج ذوي الهمم في العملية التعليمية والمجتمعية، وتوفير بيئة تعليمية داعمة تضمن لهم فرصًا متكافئة للنمو والاندماج، مؤكدًا أن التطور المتزامن في قطاعات البنية التحتية والطاقة والصحة والتعليم هو نتاج رؤية استراتيجية شاملة تضع الإنسان في قلب عملية التنمية باعتباره الهدف والوسيلة في آن واحد.

واختتم موسى بالتأكيد على أن هذه الإنجازات تمثل حصادًا حقيقيًا لسنوات من العمل والتخطيط، وتعكس ملامح دولة تسعى لبناء مستقبل مستقر ومستدام، يوازن بين قوة الدولة الاقتصادية وصلابة مؤسساتها، وبين العدالة الاجتماعية والبعد الإنساني في السياسات العامة.