بين التحركات العسكرية والتهديدات النووية: إيران تستعرض قوتها في مواجهة التصعيد الإسرائيلي وتطورات الأزمة مع أمريكا

التاريخ : الأربعاء 24 ديسمبر 2025 . القسم : الفضائيات

ملخص الحلقة:

استعرضت الإعلامية آية لطفي في حلقة اليوم التصعيد المتزايد في العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية، حيث أثارت إسرائيل المخاوف من هجوم صاروخي إيراني قبل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن. أكدت تل أبيب على تهديدات إيران الصاروخية التي تُقدر ب 1500 صاروخ، مشيرة إلى المناورات العسكرية الإيرانية الأخيرة. 

وقدم الدكتور أحمد لاشين تحليلاً استراتيجياً للوضع الداخلي في إيران، مشيرًا إلى التغييرات في القيادات العسكرية الإيرانية التي تهدف لتحسين الاستعدادات العسكرية في مواجهة إسرائيل. ومن جهة أخرى، قدم فرانك مسمار تحليلًا مخالفًا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تهدف إلى خلق "الفوضى الداخلية" في إيران من خلال دعم الأقليات وتضييق الخناق الاقتصادي.

مضامين الفقرة الأولى: التوترات الإيرانية تزداد: إسرائيل تحذر من هجوم صاروخي قبيل زيارة نتنياهو إلى واشنطن

استهلت الإعلامية آية لطفي حلقة اليوم بالتأكيد على تصاعد القلق الإسرائيلي بشأن التهديدات الإيرانية، مشيرة إلى أن إسرائيل تخشى هجومًا إيرانيًا على أراضيها، وهو ما تروّج له قبل زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة. وأكدت أن إسرائيل تثير المخاوف من البرنامج الصاروخي الإيراني الذي لم يكن جزءًا من الاتفاق النووي لعام 2015، وتقدّر أن التهديد الصاروخي الإيراني قد يصل إلى 1500 صاروخ. في المقابل، أكدت إيران التزامها بحظر الانتشار النووي واستمرار محادثاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع هذه التطورات يعقد مجلس الأمن جلسات طارئة لمناقشة التجارب الصاروخية الإيرانية.

وعُرض تقرير تناول زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن، حيث يتصدر البرنامج الصاروخي الإيراني جدول المباحثات مع الإدارة الأمريكية، في ظل قلق متزايد في تل أبيب من التحركات الصاروخية الإيرانية. وتحدثت وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري الإيراني عن مناورات صاروخية في عدة مناطق، بينها قواعد تعرضت لضربات إسرائيلية سابقة خلال حرب يونيو، قبل أن ينفي التلفزيون الإيراني إجراء أي اختبارات صاروخية، موضحًا أن المشاهد المتداولة لا تعود لإطلاق صواريخ. ورغم هذا النفي، لم يتراجع القلق الإسرائيلي، إذ تخشى تل أبيب أن تكون هذه التحركات جزءًا من جهود إيرانية لإعادة بناء ترسانتها الصاروخية، في وقت حذر فيه نتنياهو من رد قاسٍ على أي هجوم، بينما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن برنامجها الصاروخي دفاعي فقط، واعتبر المتحدث إسماعيل بقائي أن ما يجري يمثل ضغوطًا سياسية وأمنية من إسرائيل بدعم أمريكي.

مضامين الفقرة الثانية: التصعيد الإيراني-الإسرائيلي: بين الاستفزازات العسكرية والدبلوماسية الأمريكية

خلال الحلقة قال إبراهيم شير، الباحث في الشأن الإيراني، خلال مداخلته في برنامج «ملف اليوم»، إن إيران تعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية والصاروخية في إطار الدفاع عن نفسها، وهو أمر مشروع وطبيعي لأي دولة، موضحًا أنها لا تقوم بأي خطوة غير قانونية، وأن تحركاتها جاءت عقب تعرضها لضربات إسرائيلية، خاصة في توقيت حساس كانت تشهد فيه محادثات إيرانية جادة مع الولايات المتحدة. وأضاف أن إيران عززت المناطق التي استهدفتها إسرائيل سابقًا، وهو ما أكده القائد العسكري الإيراني خلال زياراته الأخيرة لهذه المواقع، مشيرًا إلى أن طهران ليست في موقع المعتدي بل تمارس رد فعل طبيعي على التحركات الإسرائيلية، ومقارنًا ذلك بما قامت به الولايات المتحدة عام 2003 قبل غزو العراق عبر إثارة القلق حول تحركات عسكرية دون أن تكون هي البادئة بالعدوان. وأكد شير أن إيران جاهزة لما وصفه بـ«جولة ثانية من الحرب» قد تستمر عدة أشهر، مشددًا على أن واشنطن لم تكن يومًا محايدة في الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، وأن دعمها لإسرائيل ثابت، مع توقعات إيرانية بقيام إسرائيل بضربات قد تورط الولايات المتحدة في حرب جديدة، لافتًا إلى سعي نتنياهو لإقناع ترامب بدعم عمل عسكري ضد إيران. كما شدد على أن تطوير القدرات العسكرية حق مشروع لأي دولة، وأن إسرائيل نفسها تطور منظوماتها الدفاعية باستمرار، معتبرًا أن الملف النووي هو المدخل الأكثر إقناعًا لترامب، ومتهمًا إسرائيل بإشعال التوترات عبر تهجير الفلسطينيين من غزة، وفتح معبر رفح من طرف واحد، وتنفيذ أكثر من 1200 غارة على جنوب لبنان، إضافة إلى استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق وطهران واغتيال علماء نوويين إيرانيين.

من جانبه قال دان ريني، خبير الشؤون السياسية والاستراتيجية، خلال مداخلته في البرنامج، إن نتنياهو يسعى لدفع الولايات المتحدة نحو دعم ضربات عسكرية ضد إيران، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة، مؤكدًا أن ترامب في موقف شديد الحساسية ولن يوافق بسهولة على هجوم عسكري مباشر، وأن واشنطن لا تدعم العنف بشكل واضح. وأوضح ريني أنه رغم استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل، فإن ترامب قد يكون أكثر حرصًا على تجنب الانخراط في حرب مفتوحة مع إيران، مشيرًا إلى أن أي دعم أمريكي قد يبدأ بخطوات دبلوماسية قبل اللجوء إلى الخيار العسكري، وأن الولايات المتحدة لا تتوقع من إسرائيل مواجهة إيران دون غطاء أمريكي. وحول جدوى الحرب والهدف الذي قد يقنع نتنياهو ترامب بشن هجوم، أشار ريني إلى وجود تردد أمريكي وإسرائيلي بشأن الدخول في حرب شاملة مع إيران، مؤكدًا أن الحروب لا تجلب سوى الدمار والخسائر لجميع الأطراف، وأنه لا أحد يرغب في الحرب بل يسعى إلى تجنبها عبر المسارات الدبلوماسية.

مضامين الفقرة الثالثة: الجيش الإيراني يستعرض جاهزيته والتهديدات الإسرائيلية تتصاعد

نقلت وكالة "إيرنا" الفارسية تصريحات قائد الجيش الإيراني اللواء أمير حاتمي، الذي أكد استعداد الجيش الإيراني لمواجهة أي تهديدات، بما في ذلك الحروب غير المتكافئة، والرد بحزم على أي عدوان يستهدف الشعب الإيراني.

في المقابل، نقلت صحيفة "شرق" تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث أبدى مخاوفه من المناورات العسكرية الإيرانية، مشيرًا إلى استعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي للرد على أي تهديد.

وفي مقال نشره على موقع "فورين آفرز"، دعا وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف القوى الأجنبية للاعتراف بكرامة إيران، معتبرًا إياها وسيطًا طبيعيًا بين آسيا وأوروبا. وأشار إلى أهمية التفاهم مع الولايات المتحدة حول القدرات الإيرانية للوصول إلى اتفاق بشأن منع إيران من إنتاج الأسلحة النووية، وتجنب شن حرب اقتصادية أو عسكرية ضدها.

مضامين الفقرة الرابعة: تقييم استراتيجي للوضع الإيراني: بين التحولات العسكرية والتحديات الداخلية

 افردت اية لطفي الجزء  الأخير من الحلقة  لاستضافة الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية، عبر الإنترنت،  حيث قال لاشين  إن إيران أجرت تغييرات كبيرة في قياداتها العسكرية مؤخرًا، لا سيما في الدفاع الجوي والقوات الجوية، حيث تم تعيين «قادة عمليات» بدلًا من القيادات التقليدية، في خطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا يهدف إلى تعزيز قدرة طهران على إدارة المواجهات المباشرة والرد على أي هجوم إسرائيلي، وهو ما يزيد من قلق تل أبيب. وأشار لاشين إلى أن النظام الإيراني نجح في استغلال الأزمات الداخلية لخلق حالة من الوحدة الشعبية، واصفًا الوضع بأن النظام «يرقص على حفرة الهوية» عبر تصوير التهديدات الخارجية كحرب مصيرية تدفع الشعب للاصطفاف خلف القيادة رغم الخلافات، بهدف صرف الانتباه عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. كما أكد أن الحديث عن انهيار النظام بسبب ملف الأقليات غير دقيق، فرغم أن الفرس لا يتجاوزون 52% من السكان، اتخذت طهران إجراءات لاحتواء التوترات، من بينها ترحيل مليون أفغاني، وتحسين العلاقات مع الأكراد، ودعم الأحواز لقطع الطريق أمام أي تدخل خارجي.

وفي الشأن السياسي، وصف لاشين الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بأنه «أشد الرؤساء سوء حظًا»، لتوليه السلطة في توقيت بالغ الحساسية وسط تحديات عسكرية واقتصادية فاقمت الأزمات الداخلية، ما جعله عاجزًا عن إدارتها ودفع نحو تصعيد خطاب الحرب بدل التهدئة. وتحدث عن احتمالية جولة جديدة من المواجهة بين إيران وإسرائيل ستكون أكثر شراسة، في ظل سعي إسرائيل للضغط على البرنامجين النووي والصاروخي، بينما تعتبر إيران أي هجوم إسرائيلي إعلان حرب شاملة. وأكد لاشين أن إسرائيل لا تستطيع شن هجوم دون غطاء أمريكي، معتبرًا أن محاولات نتنياهو تصوير إيران كبادئة بالعدوان مجرد ذريعة للحصول على دعم أمريكي لتنفيذ «ضربة استباقية»، محذرًا من أن الرد الإيراني سيكون قاسيًا جدًا إذا تعرضت إيران لهجوم، ومقللًا في الوقت نفسه من فرص إسقاط النظام الإيراني من الداخل عبر ملف الأقليات أو الثورات، مؤكدًا تماسك الداخل الإيراني في ظل التهديدات الخارجية.

في المقابل، قدّم فرانك مسمار، أستاذ العلاقات الدولية، رؤية مغايرة ركزت على نقاط الضعف الداخلية للنظام الإيراني والاستراتيجية الأمريكية لتقويضه من الداخل، معتبرًا أن ترامب يسعى لتشكيل «تجمع شرق أوسطي جديد» قائم على السلام مع الدول العربية، وأن أيديولوجيا الثورة الإيرانية تمثل العائق الأساسي أمام هذا المشروع. وأوضح أن الهدف الأمريكي ليس غزو إيران عسكريًا بل خلق فوضى داخلية تؤدي لانهيار النظام، مستندًا إلى خلل اجتماعي تاريخي في إيران التي وصفها بـ«دولة الانقلابات»، مع اعتبار الأكراد وعرب الأحواز نقاط ضعف رئيسية، إلى جانب السعي لعزل إيران اقتصاديًا عبر مشروع ممر «زانغيزور» وملاحقة تهريب النفط باعتباره شريان حياة النظام. وأشار إلى اختراقات استخباراتية واسعة للموساد داخل إيران، متنبئًا بأن الجولة الثانية ستكون عسكرية تستهدف البنية العسكرية الإيرانية، يعقبها انهيار داخلي دون تدخل بري أمريكي، مؤكدًا أن إيران تمر بأضعف مراحلها وأن الهدف النهائي هو تدمير ما تبقى من قوتها العسكرية والاعتماد على الانفجار الداخلي لإنهاء النظام.