الجارديان: مصر تدعو فلاديمير بوتين لإحياء اتفاق حبوب البحر الأسود
التاريخ : السبت 29 يوليو 2023 . القسم : ترجمات
قالت صحيفة الجارديان إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حث فلاديمير بوتين على العودة إلى اتفاق حبوب البحر الأسود خلال قمة روسية أفريقية في سان بطرسبرج تميزت بمخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية العالمية لغزو روسيا لأوكرانيا.
وفي كلمة ألقاها خلال جلسة عامة للوفود الأفريقية حضرها الرئيس الروسي، قال السيسي إنه «من الضروري التوصل إلى اتفاق» بشأن إحياء الاتفاق، الذي سمح لـ 33 مليون طن من الحبوب الأوكرانية بالوصول إلى الأسواق، عديد منها في الدول النامية في أفريقيا.
وقالت موسكو إنها انسحبت من الاتفاق لأن صادراتها الزراعية لا تزال محظورة. لكن عددًا من الدول الأفريقية، بما في ذلك كينيا ومصر، المستورد الرئيس للحبوب الروسية والتي تعاني من أزمة غذائية حادة، أعربوا عن غضبهم لروسيا، والذين يسعى الكرملين لكسبهم كحلفاء في مواجهته مع الغرب.
طعنة في الظهر
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المسؤول الدبلوماسي البارز في كينيا كان قد وصف خروج روسيا من الاتفاق بأنه «طعنة في الظهر».
وبحسب نص حكومي، قال السيسي: «أؤكد على أهمية إيجاد حلول عاجلة لتوفير الغذاء والأسمدة بأسعار تساعد إفريقيا على التغلب على هذه الأزمة».
وقال السيسي: «إنني أتطلع إلى التوصل إلى توافق في الآراء بشأن اتفاق لتصدير الحبوب يأخذ في الاعتبار مطالب ومصالح جميع الأطراف المعنية ويضع حدا للزيادة المستمرة في أسعار الحبوب».
مصر هي أكبر مستورد للحبوب في العالم، ويأتي حوالي 80٪ منها من روسيا وأوكرانيا.
انتظار السيسي
ولفتت الصحيفة إلى أن مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام روسية يوم الخميس أظهر اضطرار بوتين لانتظار السيسي لحضور اجتماع ثنائي. وقالت مصر في وقت سابق إنها ترفض خروج روسيا من الاتفاق وقالت إنها ستواصل شراء الحبوب الأوكرانية عبر أوروبا.
وكان بوتين قد وعد يوم الخميس بإرسال حبوب مجانية إلى ست دول أفريقية فيما وصفه بالجهود الإنسانية. ولم تكن مصر من بين تلك البلدان، وهذه الدول هي إريتريا وبوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وزمبابوي والصومال ومالي.
وجميعهم يعتبرون حلفاء لروسيا باستثناء الصومال التي تعاني من أزمة إنسانية.
كما سعى بوتين يوم الجمعة إلى تهدئة القادة الأفارقة الذين دعوا إلى محادثات سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ورد بهدوء الشهر الماضي على خطة سلام قدمها قادة بقيادة رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا.
وقال رئيس الاتحاد الأفريقي المؤلف من 55 دولة إن مشكلة الحبوب والأسمدة «تهم الجميع» وأنه طالما لم يُتوصل إلى اتفاق سلام، فإن المجموعة ستدفع من أجل العودة إلى اتفاق الحبوب في البحر الأسود.
وقال رئيس جزر القمر، أزالي أسوماني، الذي يرأس الاتحاد الأفريقي، لوكالة ريا نوفوستي الروسية المملوكة للدولة: «سنتحدث عن هذا في سان بطرسبرج، وسنناقشه مع بوتين لنرى كيف يمكننا استئناف هذا الاتفاق».
يوم الجمعة، قال رئيس الكونغو برازافيل، دينيس ساسو نغيسو، خلال الجلسة العامة إن محادثات السلام المحتملة «يجب عدم الاستهانة بها».
وقال بوتين: «نتعامل مع مبادراتكم باحترام ونفكر فيها عن كثب». وأضاف عن المحادثات بشأن أزمة أوكرانيا: «هذه مشكلة كبيرة، ونحن لا نتهرب من النظر فيها».
وقال الكرملين إن بوتين سيناقش الحرب في أوكرانيا مع القادة الأفارقة في عشاء عمل يوم الجمعة.
نفوذ الأفارقة ضعيف
ونوَّهت الصحيفة إلى أن القادة الأفارقة ليس لديهم نفوذ كبير مع الكرملين لوقف الصراع، الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب والوقود التي أثرت بشكل غير متناسب على اقتصادات بلدانهم.
تحدث البعض لدعم الجيش الروسي يوم الجمعة. وأشاد بوتين بخطاب إبراهيم تراوري، الزعيم المؤقت لبوركينا فاسو، الذي قاد انقلابًا العام الماضي، والذي انتهى بعبارة «الوطن أو الموت».
وتضمن البيان الختامي الذي أيده أعضاء القمة دعوة لمعارضة «القومية العدوانية والنازية الجديدة والفاشية الجديدة وكراهية الأفارقة وكراهية روسيا». واستخدم الكرملين بعض هذه المصطلحات لتبرير غزوه لأوكرانيا.
كما أيد البيان «استكمال عملية إنهاء استعمار إفريقيا» ودعا إلى تعويض الدول الأفريقية «نتيجة للسياسات الاستعمارية»، بما في ذلك إعادة «القطع الأثرية الثقافية التي سرقت في عملية النهب الاستعماري».
وقد أبرمت صفقة الحبوب التي توسطت فيها الأمم المتحدة في عام 2022 وسمحت لسفن الشحن بنقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية عبر ممر في البحر الأسود إلى الأسواق العالمية.
منذ الخروج من الاتفاق، قصفت روسيا الموانئ الأوكرانية واستهدفت البنية التحتية للحبوب في أوديسا ومدن أخرى بالقرب من البحر الأسود ونهر الدانوب.
وقالت روسيا يوم الجمعة إنها أسقطت عدة صواريخ أوكرانية بالقرب من مدن في منطقة روستوف على طول البحر الأسود. وقال مسؤولون في روستوف إن 15 شخصا على الأقل أصيبوا عندما سقط جزء من صاروخ بالقرب من مقهى في مدينة تاغانروج.