مصر جديدة – ضياء رشوان – حلقة الجمعة 28-07-2023
التاريخ : السبت 29 يوليو 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: القمة الروسية الإفريقية
استعرض الإعلامي ضياء رشوان، تصريحات الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، خلال الجلسة العامة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي.
وقال المذيع إن الرئيس الروسي بوتين ذكر أن روسيا عقدت اتفاقيات التعاون العسكري التقني مع أكثر من 40 دولة إفريقية؛ لتزويدها بأسلحة وعتاد، مؤكدًا أن جزءً من تلك التوريدات يأتي مجانًا. وذكر أن الأفارقة يشاركون في المنتديات العسكرية والتقنية والتدريبات التي تقوم بها روسيا، حيث يطلعون على نماذج الأسلحة والعتاد الحربي وتجربة استخدامها، مشيرًا إلى أن اهتمام روسيا بإفريقيا يتزايد باستمرار ضمن خطة لزيادة الحضور الدبلوماسي في القارة.
وأضاف أن روسيا ستعمل على تقديم جهودًا للدول الإفريقية التي تعاني الاستعمار، مثلما عملت ذلك على مدار العقود الماضية وقدمت مساعدات ثابتة للبلدان الإفريقية لمواجهة المظاهر الاستعمارية على مدار عقود.
وعلق المذيع، قائلًا: «الرئيس الروسي لمّح بشكل واضح خلال القمة الروسية الإفريقية بأن روسيا ستقدم المساعدات للدول الإفريقية لتحرير نفسها من بقايا الاستعمار الذي ظل لفترات طويلة داخل القارة».
ونوه بأن روسيا على استعداد لفتح مزيد من المؤسسات الروسية في الخارج، وزيادة الموظفين في عدد من السفارات القائمة الآن.
وعرض البرنامج تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة، وصرّح بأن القمة الأفريقية الروسية تأتي في ظرف دولي بالغ التعقيد ومناخ عام يتسم بدرجة عالية من الاستقطاب والتغيرات التي باتت تمس القواعد الرئيسية والتي بنى على أساسها النظام الدولي بمفهومه الحديث، إذ تقف دولنا الإفريقية في خضم ذلك لتواجه عددًا ضخمًا من التحديات التي لا تؤثر فقط في قدرتها على استكمال مسارها التنموي، وإنما تهدد محددات أمنها، وحقوق الأجيال القادمة، وبحيث باتت شعوبنا تتساءل بشكل مشروع عما لدينا من أدوات وما نقوم به من إجراءات للتصدي لهذه التحديات، وتأمين مستقبل آمن لهم. وذكر أن مصر كانت دومًا رائدة وسباقة في انتهاج مسار السلام، وهو سلام الأقوياء القائم على الحق والعدل والتوازن، فكان هو خيارها الاستراتيجي الذي حملت لواء نشر ثقافته، إيمانًا منها بقوة المنطق لا منطق القوة، وبأن العالم يتسع للجميع.
وتابع بأن أهم المحاور التي تقدر مصر أهمية التركيز عليها كأساس لتعميق التعاون القائم تحت مظلة شراكتنا الاستراتيجية؛ هي أن الدول الإفريقية دول ذات سيادة، وإرادة مستقلة، وفاعلة في مجتمعها الدولي، تنشد السلم والأمن الدولييْن، وتبحث عن التنمية المستدامة التي تحقق مصالح شعوبها أولًا، ويتعين أن تبقى بمنأى عن مساعي الاستقطاب في الصراعات القائمة، كما أن صياغة حلول مستدامة للصراعات القائمة في عالمنا اليوم، يتعين أن تتأسس على أهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي بما في ذلك التسوية السلمية للنزاعات، والحفاظ على سيادة الدول ووحدة أراضيها، هذا بجانب ضرورة التعامل مع جذور ومسببات الأزمات لا سيما تلك المتعلقة بمحددات الأمن القومي للدول، وكذا أهمية الامتناع عن استخدام الأدوات المختلفة لإذكاء الصراع وتعميق حالة الاستقطاب، ومن بين ذلك توظيف العقوبات الاقتصادية خارج آليات النظام الدولي متعدد الأطراف.
وشدد على ضرورة الأخذ في الاعتبار احتياجات الدول النامية وعلى رأسها دول القارة الإفريقية فيما يتعلق بالتداعيات شديدة الوطأة على اقتصاداتها جراء الصراعات والتحديات القائمة، وبالتحديد في محاور الأمن الغذائي، وسلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الطاقة، مؤكدًا أهمية إيجاد حلول عاجلة لتوفير الغذاء والأسمدة بأسعار تساعد إفريقيا على تجاوز هذه الأزمة، مع البحث عن آليات تمويل مبتكرة تدعم النظم الزراعية والغذائية في إفريقيا، معربا عن استعداده للتوصل لحل توافقي بشأن اتفاقية تصدير الحبوب يأخذ في الاعتبار مطالب كافة الأطراف ومصالحهم ويضع حدًا للارتفاع المستمر في أسعار الحبوب.
وذكر أن التطورات الدولية المتلاحقة وتداعياتها التي باتت تمس كافة أرجاء عالمنا، تحتم وجود صوت إفريقي مؤثر وفاعل داخل المحافل الدولية القائمة وبما يعمل على إيصال موقف الدول الإفريقية وإيضاح احتياجاتها ويحقق القدر المطلوب من التوازن عند مناقشة القضايا ذات التأثير المباشر على مصالحها، معربًا عن تطلع مصر لأن تحظى المطالب الإفريقية في إطار مجموعة العشرين، وكذا مساعي إصلاح المؤسسات التمويلية الدولية وصولًا إلى إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لأزمة أعباء الديون القائمة، بدعم الشريك والصديق الروسي.
وقال إن الوثائق التي ستصدر عن القمة تثبت عمق العلاقات الاستراتيجية والروابط الهامة التي تجمع دولنا الإفريقية بالجانب الروسي، فضلًا عن الآفاق الواسعة لتعزيز العلاقات القائمة بيننا لا سيما في المجالات محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تعزيز مقدرات السلم والأمن ومكافحة مهدداته، وكذلك تفعيل مسارات التنمية الاقتصادية بالتركيز على قطاعات البنية التحتية والتصنيع الزراعي والتحول الصناعي بالاستفادة من التكنولوجيا الروسية، بالإضافة إلى تعزيز الصلات الثقافية والروابط التاريخية بين شعوبنا.
وأكد التزام مصر باستمرار انخراطها بشكل جاد ومخلص في جهود تعميق الشراكة الاستراتيجية، وذلك من خلال تسخير الأدوات والإمكانات المصرية على المستوى الوطني عبر تفعيل التعاون القائم بين الشركات المصرية ونظيرتها الروسية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وعلى المستوى القاري من خلال تفعيل رئاسة مصر للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية "النيباد"، وريادة ملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد الصراعات على مستوى الاتحاد الإفريقي، لتدعيم جهود تعزيز السلم والأمن وتحقيق التنمية.
وذكرت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن الولايات المتحدة الأمريكية ضغطت بشكل مباشر على القادة الأفارقة قبل انعقاد القمة الإفريقية الروسية، وهذا ما جعل عدد المشاركين في القمة الروسية الإفريقية الثانية أقل من مثيلتها الأولى. وأشارت إلى أن انعقاد القمة في حد ذاته يُعد نجاحًا كبيرًا وإصرارًا من الدول الإفريقية على إرسال رسالة بأن العهد الاستعماري انتهى إلى غير رجعة وتسعى الآن إلى تحقيق مصالحها الوطنية وأمنها بالشكل التي تراه. وأكدت أن القادة الأفارقة أرسلوا أيضًا رسالة واضحة خلال القمة بأن القارة السمراء حجر زاوية في النظام العالمي الجديد ببعديه الاستراتيجي والاقتصادي.
وأضافت أن إفريقيا تلعب دورًا مهمًا في الانتقال إلى نظام دولي تعددي على المستويين الاستراتيجي والاقتصادي. ونوّهت بأن الدول الكبرى مثل الهند والصين رغم ما حققته من نتائج إيجابية كبيرة في سياستها الخارجية تتعرض لضغوط من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت أن القارة تلعب دورًا مهمًا في الانتقال إلى نظام دولي تعددي على المستويين الاقتصادي والاستراتيجي، مشيرة إلى أن الغرب يسعى بكل قدراته وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية لعزل روسيا دوليًا ولكنهم فشلوا بشكل كبير جدًا في تحقيق هذا الهدف.
وقالت إن الدول الأوروبية وأمريكا يسعون جاهدين إلى جعل الدول الإفريقية تتخندق معهما ضد روسيا، لافتة إلى أن الدول الإفريقية لا يجب عليها أن تتخندق مع أحد ضد أحد. وأشارت إلى أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة الروسية الإفريقية اشتملت على عدة محاور رئيسية في غاية الأهمية منها تشخيص الوضع الدولي الراهن، وحجم التغيرات التي تواجه مصر والعالم، بالإضافة إلى رؤية مصر وموقفها من التحديات والمتغيرات بشكل عام. وأوضحت أن التعاون مع روسيا لا يعني أن مصر وإفريقيا ضد أمريكا والعكس وهذا هو مفهوم الاستقلال الحديث، لافتة إلى أن شعار القمة الروسية الإفريقية كان واضحًا جدًا وهو الأمن والتنمية وهذا ما تحتاجه القارة.
وقال المفكر السياسي علي الدين هلال، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يريد إعطاء انطباع- عبر القمة الروسية الإفريقية- بأن بلاده لا تزال دولة عظمى. وأضاف أن الغرب تصوّر أنه استدرج بوتين في حرب أوكرانيا إما ليهزمه بشكل مباشر أو يستمر في استنزافه، ودفعه نحو التركيز على الحرب. وأوضح أن القمة الروسية الإفريقية أكّدت عدم صحة رؤية الغرب في هذا الصدد، معقبًا بأنه الغرب يحارب بوتين منذ أكثر من سنة ونصف، إلا أن الرئيس الروسي ما زال لديه سياسة خارجية، ولا يزال قادرًا على دعم الغير. وأشار إلى أن هذا التوجه يصيب الغرب في مقتل، لافتًا إلى أن بوتين بعث رسالة للغرب مفادها أنهم لن يستطيعوا هزيمته، وأنه قادر على التمدد وتنفيذ أنشطة على الأرض، وخلق علاقات استراتيجية جديدة.
مضامين الفقرة الثانية: الاعتداء الإسرائيلي على جنين
تحدث الإعلامي ضياء رشوان، عن استعدادات قوات الاحتلال الإسرائيلي لشن عملية على فلسطين. وقال إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت اليوم أربعة فلسطينيين واقتحمت إحدى المدارس الفلسطينية وحطمت بعض محتوياتها. وأضاف أنه أُصيب عدد من الفلسطينيين خلال مواجهة بعض من المستوطنين الذين كانوا يريدون العودة إلى أحد البلدان الفلسطينية التي جرى إجلاؤهم منها مسبقًا. وأوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي عملت مداهمات وتفتيش للمنازل في محافظة الخليل واعتقلت شابين فلسطينيين.
وأشار إلى أن إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي صرحت بأن التقديرات الأمنية تستبعد تصعيد الأوضاع بالضفة على خلفية اقتحام آلاف المستوطنين للمسجد الأقصى. وأشار إلى أن جيش الاحتلال يستعد لعملية عسكرية كبرى ضد الجهاد الإسلامي في شمال الضفة الغربية وخاصة في جنين ومخيماتها. وتابع بأنه من الواضح تمامًا أن الأمر لن يهدأ في الأراضي الفلسطينية والجيش الإسرائيلي مصمم طوال الوقت على التصعيد وعدم تهدئة الأوضاع.
مضامين الفقرة الثالثة: الأزمة الليبية
قال الإعلامي ضياء رشوان إن وزارة الخارجية المصرية دعت في بيان لها إلى احترام إرادة الشعب الليبي وعدم تجاوز دور المؤسسات الليبية، حيث أكد دعم مصر الكامل لمسار الحل الليبي-الليبي، وذلك في إطار متابعة تطورات الإعداد للاستحقاقات الانتخابية في ليبيا وجهود المؤسسات الليبية ذات الصلة، والتفاعلات الدولية المرتبطة بذلك.
وأضاف أن المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد شدد على أهمية احترام دور المؤسسات الليبية عند اضطلاعها بمهامها دون أي املاءات أو تدخلات خارجية من أي طرف. وأضاف أن مصر تشدد على الدور المحوري لمجلسي النواب والدولة وفقًا لصلاحياتهما في اتفاق الصخيرات من أجل استيفاء جميع الأطر اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في ليبيا في أقرب وقت، داعيًا جميع الأطراف الدولية إلى الالتزام بهذه الأسس والمحددات التي لا بديل عنها، واحترام إرادة الشعب الليبي، والملكية الليبية للتسوية، وعدم اتخاذ أية إجراءات من شأنها تجاوز دور المؤسسات، تفاديًا لتعقيد الموقف وحرصًا على استقرار ليبيا وسيادتها وتحقيقا لتطلعات الشعب الليبي.
وعلق الدكتور محمد أبو الفضل، الخبير في الشأن الليبي، على البيان المصري. وقال إن مصر تدعو لاحترام إرادة الشعب الليبي وعدم تجاوز دور المؤسسات الليبية. وأضاف أن هناك خارطة طريق لاختيار رئيس الوزراء ثم يأتي بعد ذلك الحكومة، وليس هناك اختيار محدد، ولم يحدد مجلس النواب لأحد بعينه في الاختيار كما قال المبعوث الأممي. وأشار إلى أن هناك إصرار على استمرار حكومة عبد الحميد الدبيبة، وهناك اتجاه لتحييد مجلسي النواب والدولة، على الرغم من أن مجلس النواب الجهة الوحيدة التي تحظى بشرعية دستورية لأنه منتخب من الشعب الليبي.
ولفت إلى أن البرلمان الليبي وضع خارطة طريق لاختيار رئيس الوزراء الليبي، ولم يحدد شخصًا بعينه، ويقوم بعد ذلك الشخص الذي تم اختياره بتشكيل الحكومة. وأضاف أن البرلمان الليبي حدد قواعد الاختيار في بيانه الذي أرسله إلى لجنة "6+6"، موضحًا أن المبعوث الأممي تعامل مع البيان الذي أصدره البرلمان الليبي وكأن هناك شخصية محددة تم اختيارها بالفعل ولذلك رد عليه البرلمان الليبي مرة أخرى بأن بيان البرلمان هو بمثابة خارطة طريق وليس اختيارًا لشخصًا بعينه.
مضامين الفقرة الرابعة: العلاقات الدولية
تحدث المفكر السياسي علي الدين هلال، عن أنه بعد الحرب العالمية الثانية التي انتهت بفوز دول الحلفاء وهزيمة دول المحور وفرض عقوبات عليهم، اندلعت الحرب الكورية وشهدت صراعًا عسكريًا ما بين كوريا الشمالية، وكوريا الجنوبية، وتوقفت لفترة هدنة بعد موت الملايين، وقد انسحبت كوريا الشمالية من جانب واحد منذ وقت الهدنة، وقد عدت الأمم المتحدة الغزو خرقًا للسلم العالمي، وطالبت بإرسال قوات أممية إلى كوريا، في محاولة لإرسال قوات أمريكية إلى كوريا، إلا أن مصر والهند امتنعتا عن التصويت، وكانت بداية للحياد الإيجابي وعدم الانحياز. ولفت إلى أن اليابان حاولت احتلال كوريا، مبينًا أن أفظع أنواع الاستعمارات هي الاستعمار الياباني، منوهًا بأنه صدر بيان من الكتاب الأبيض يتحدث عن اليابان أقل الدول في درجة الأمان وأعلى منسوب للمخاطر العسكرية بسبب الصين والرؤوس النووية، رغم أنها تبدو الآن دولة وديعة.
وحول زيارة وزير الخارجية الأسبق هنري كسينجر إلى الصين، ذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية دائمًا ما تعمل في أكثر من مسار خلال علاقاتها مع الدول، حيث نجد أن أمريكا تحذر من الصين وتدعي أنها تمثل خطورة كبيرة، بينما في الوقت ذاته نجد أن هناك مصالح واستثمارات كبيرة متشابكة وقوية جدًا بين البلدين. وشدد على ضرورة أن تتعايش الولايات المتحدة الأمريكية مع الصين وأن يتركا العالم يعيش في أمان. وأضاف أن الصين قوة عظمى مستمرة ولا بديل للولايات المتحدة الأمريكية سوى التعامل مع الصين. وأشار إلى أن هناك العديد من الوزراء الأمريكان أكدوا أن تفادي حرب أو مواجهة عسكرية مع الصين في المستقبل هو أمر لا يمكن ضمانه.
وذكر أن الغرب بات يتعامل مع دول الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، بشكل مغاير عن ذي قبل، بينما عينه على آسيا بشكل أكبر. ولفت إلى أن الغرب لم يعد يتعامل بنظام التدخل العسكري، وإنما عبر تدوير السلاح بين المتخاصمين في هذه المنطقة مثلما حدث في الخلاف الرباعي في الخليج، مؤكدًا أن الغرب كان المستفيد الأول من ذلك الخلاف الذي صدّر أسلحة للإمارات والسعودية، ثم تركيا التي صدرت أسلحة لقطر.