الشاهد – محمد الباز – حلقة الأربعاء 02-08-2023
التاريخ : الخميس 03 أغسطس 2023 . القسم : أمني وعسكري
مضامين الفقرة الأولى: الجماعات المتطرفة
استعرض البرنامج في بدايته كلمة منسوبة لمرشد جماعة الإخوان المسلمين مصطفى مشهور، وبجانبه صورته: «نحن لا ننتصر إلا بالإرهاب والرعب، ويجب ألّا ننهزم نفسيًّا من اتهامنا بالإرهاب، نعم نحن إرهابيون».
وتحدث محمد كروم، المنشق عن الجماعة الإسلامية، عن شهادته بشأن العنف الذي تورطت فيه الجماعات التكفيرية. وقال إن بداية التحاقه بالجماعة الإسلامية كانت أنه نشأ في أسرة ملتزمة. وأضاف أنه نشأت في أسرة ملتزمة بشأن الحركات الجهادية، والدي نصر كروم أحد أفراد الجيش المصري، وبعد اغتيال السادات تمت محاكمته ورفته من الجيش، وخرج من السجن العسكري ملتحي بالهيئة التي عليها الجهاديون.
وتحدث عن التحولات التي مر بها والده بعد انضمامه لتنظيم الجهاد. وقال: «كنت مثل أي طفل يرى في والده المثل الأعلى»، مُشيرًا إلى أن والده كان قياديًا بتنظيم الجهاد، واعتاد نقل كل ما يتأثر به إلينا داخل المنزل. وتابع: «كنت طفلًا غير قادر على التمييز بين الخطأ والصواب».
وتابع بأنه ظل فترة ملتصقًا بالشيخ إبراهيم عزت حتى توفي في عام 1954، وفي هذه الأثناء بدأ يلاحظ عليه تحولات غير معتادة، وكان سبب هذه التحولات الشيخ عبد الله السماوي. وذكر أن "السماوي" الأب الروحي لكل الذي انضموا للجماعة الإسلامية عقب ذلك، وكان عنصرًا مهمًا ومؤثرًا في الحركة الإسلامية في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات وحتى أول تنظيم نشأ في عهد حسني مبارك.
وقال إن العناصر التكفيرية التابعة للتنظيم السماوي اندست وسط الأحداث فيما عرف بقضية الفيديو، وقاموا بحرق شارع الهرم. وأضاف أنه عندما حدثت أحداث الأمن المركزي في التسعينيات انقسم التنظيم إلى فرقتين، فرقة رأت أن الأحداث والفوضى التي تمر بها البلاد فرصة ذهبية للقيام بأعمالهم، والفريق الآخر رأى أن التنظيم لم يكتمل بعد، ولن يستطيعوا أن يحققوا ما يريدونه، ولكن تحركوا واستغلوا حالة الفوضى وقيام بعض الجنود بأعمال تخريبية.
وتابع بأن العناصر التكفيرية التابعة للتنظيم السماوي اندست وسط الأحداث "فيما عرف بقضية الفيديو" وحرقوا شارع الهرم، وقاموا بسلسلة حرائق كبيرة في القاهرة، وحرقوا شارع الهرم، والكنيسة الفرنساوي في بولاق، وكانوا يخططون لاغتيال الرئيس الراحل محمد حسني مبارك في أثناء زيارته لمنطقة بولاق أبو العلا.
وذكر أن الأمن تمكن من القبض على 77 عنصرًا من عناصر التنظيم "السماوي" وإيداعهم السجون. وأضاف أنه جرى القبض على التنظيم بعد ارتكاب سلسلة من الجرائم، وكان التنظيم عبارة عن 77 متهمًا وبعد اعترافاتهم اكتملت الصورة أمام الأجهزة الأمنية، وجرى التمييز بين الجرائم التي ارتكبها العساكر والجرائم التي ارتكبها التنظيم، وفشلت محاولة التنظيم وإيداعهم السجن، وكانت أول قضية مدنية تُحال للقضاء العسكري في تاريخ مصر، ثم ردت بعد ذلك لمحكمة أمن الدولة العليا لعدم دستورية المحاكمة.
وعن صورته بجانب والده في المحكمة وهو في قفص الاتهام، قال إن هذه الصورة عقب القبض على والده، وذهب ليرى والده في أثناء المحاكمة ووقف بجانبه في قفص الاتهام، وطلب مني أردد هتافًا وكل من في قاعة المحكمة ردد خلفي وكان الهتاف: «لا إله إلا الله حسني مبارك عدو الله».
ولفت إلى أن الفترة التي انتمى فيها للجماعة الإسلامية كانت عام 1990 وكانت فترة ملتهبة بالأحداث وساخنة. وأضاف أن الجماعة في هذا الوقت أعلنت عن حمل السلاح وتوسعت الأمور، مشيرًا إلى أن عبد الشافي رمضان كان أمير الجماعة في الزاوية الحمراء وقام باغتيال الدكتور فرج فودة. وتابع أن المحامي الإخواني منصور أحمد منصور كان يزور صفوت عبد الغني بسجن العقرب وكان متهمًا في قضية "المحجوب" وكان يوجد جريدة ملقاة على الأرض بها صورة فرج فودة، وطلب منه أن يأتي بها، وسأله: "هل تعرف هذا الرجل؟" قال له: "هذا فرج فودة"، فقال له: "مرتد، وعبد الشافي وأشرف السيد يقتلوه ويخلصوا عليه"، ونقل التكليف لعبد الشافي.
وتحدث عن تفاصيل اغتيال الكاتب فرج فودة، مؤكدًا أنه تم تكليف عبد الشافي، أمير جماعة الإخوان بالزاوية الحمراء، وأشرف السيد باغتياله. وأضاف أن عبد الشافي، كان رجلًا يبيع سمك وكان عريسًا جديدًا وكان له شريكًا وهو أشرف السيد وبدآ في رصد فرج فودة، من خلال طفلين كانا يلعبان الكرة أمام منزله، ووجدا أنه منضبط من منزله لعمله والعكس، مشيرًا إلى أن فرج أبو العلا أحضر لهم بندقيتين واستخدما موتوسيكل في عملية اغتياله أمام منزله.
وتابع بأن سائق فرج فودة طاردهم بالسيارة وسقط الموتوسيكل وسقط عبد الشافي وأغمي عليه، وهرب أشرف السيد، وهو من حاول لاحقًا اغتيال صفوت الشريف، بالخليفة المأمون، كما أنه هو من وضع القنبلة بأتوبيس التحرير وهو من وضعها في هرم خوفو. وأكد أنه جرى القبض عليه في محاولة اغتيال صفوت الشريف وحكم عليه بالإعدام، كما حُكم على عبد الشافي بالإعدام في مقتل فرج فودة.
ولفت إلى أن مجموعة من أعضاء الجماعة الإسلامية اجتمعت على ضرورة القيام بعمل انتقامي يردون به على إعدام عبد الشافي، وبالتالي وقع اختيارهم على اغتيال الدكتور محمد سيد طنطاوي، لأنهم كانوا يرون أنه السبب في تبرير إعدام عبد الشافي، كما أنهم رأوا أنه مثله مثل فرج فودة، حيث كانوا يرونه أنه رجل مرتد باع دينه بدنياه وانحاز إلى صف الباطل، وبالتالي فقد وقع اختيار أعضاء الجماعة الإسلامية على التخلص منه.
وأضاف أن طنطاوي كان هدفًا في متناول أيدي الجماعة الإسلامية، حيث كان يعد هدفًا سهلًا بالنسبة لهم من الناحية العسكرية، حيث لم يكن توجد عليه حراسة كافية وكان من السهل معرفة منزله ومن السهل الذهاب إليه في المشيخة، وسهولة معرفة الكثير من الأماكن التي يتردد عليها، فقد كان الدكتور محمد سيد طنطاوي شخصية دينية عامة يتحرك وعليه حراسات لكنه كان في متناول يد الجماعة الإسلامية أن تتخلص منه.
وأوضح أن المجموعة التي رأت أنها تنتقم لعبد الشافي، قررت قتل الدكتور طنطاوي، لكن موضوع قتل عالم دين هو موضوع جديد على الجماعة الإسلامية، فلو كان الأمر متعلقًا بقتل ضابط شرطة أو لواء، لم يكن ليطلبوا الإذن من مشايخ الجماعة الإسلامية، لأنهم يمتلكون تصريحًا مسبقًا ودائمًا بقتل كل الشرطة.
وأضاف أن أعضاء الجماعة الإسلامية وقع اختيارهم عليه، لأنهم كانوا يعلمون أن والده كان في السجن وكان دائم التردد عليه، وكان يأخذ تكليفات ما بين الداخل والخارج، وأحيانًا كثيرة يطلبون منه أن يسأل المشايخ في العديد من الأمور المتعلقة بالعمل الدعوي وسياسات الجماعة، وبالتالي طلبوا منه تبليغ الإخوة بأنهم سيقتلون الدكتور محمد سيد طنطاوي، ومعرفة رأيهم، قائلًا: «عندما سألتهم عما يتوقعونه برد المشايخ، أكدوا أن المشايخ سيوافقون على اغتيال الدكتور محمد سيد طنطاوي».
وأشار إلى أن أكثر من كان يقابلهم في الزيارات هو الشيخ عبود الزمر، حيث كانت الزيارة تتوافق معه، معقبًا: «كنت أحبه وقد كان عبود الزمر قائدًا، حيث كان من الممكن أن ينزل الزيارة وهو لم تأت إليه زيارة»، لافتًا إلى أن وجود عبود الزمر في الزيارة له هدف آخر عند الجماعة والقيادات، وهي رفع الروح المعنوية للأهالي وحل بعض المشكلات وإعطائهم بعض التوجيهات، فكان لا بد من وجود قائد في الزيارة.
وتابع: «عندما ذهبت للزيارة، وجدت الشيخ عبود الزمر في الزيارة، سلمت عليه وقلت له يا شيخ عبود الإخوة يستأذنونك بقتل الدكتور محمد سيد طنطاوي انتقامًا لأخينا عبد الشافي»، فقال له: «لا؛ محمد سيد طنطاوي رجل ضال مضل يستحق القتل لكن الناس لا يعلمون ذلك، الناس تعلم بأنه عالم دين، فإذا قتلناه ستستخدمه الدولة ضدنا أسوأ استغلال، كما أن آثار قتله السلبية علينا أكبر بكثير من آثار قتله الإيجابية». وأكد أن شرع الجماعة الإسلامية كان يبيح قتل الدكتور محمد سيد طنطاوي، لكنهم كانوا يرفضون قتله لأسباب سياسية.
وتحدث عن كواليس مطلب الشيخ عبود الزمر بقتل الفنان عادل إمام، قائلا: «عندما سألني الشيخ عبود الزمر عن مدى إمكانية واستعداد الجماعة الإسلامية، فأجبته بأنها تمتلك الاستعدادات والإمكانات»، فقال له: «اقتلوا عادل إمام، وهذا تكليف». وأوضح أنه لم يكن يتوقع أن الشيخ عبود الزمر سيكلفه بقتل عادل إمام، فإما أن يرفض قتل الدكتور محمد سيد طنطاوي، أو يوجه بضرب الشرطة أو أي عمليات أخرى. وأشار إلى أن الشيخ عبود الزمر قال: «عادل إمام مجرم وهو الذي يستحق القتل وعليكم أن تقتلوه».
وأكد أن عادل إمام كان بالنسبة للجماعة الإسلامية رمزًا أو صنمًا علمانيًا أو صرحًا من محاربي الإسلام من خلال الفن وقناعاته الشخصية وعقائده التي يعتقدها، حيث كان لك ما تتصوره الجماعة الإسلامية عن عادل إمام، حيث يعد صديقًا شخصيًا مقربًا للكاتب فرج فودة ويتبنى نفس فكره، لافتًا إلى أن هناك الكثير من فرج فودة وعادل إمام في المجتمع، لكن الجماعة الإسلامية يعتبرونهم دعاة مؤثرين، حيث يوجد شخص قد يكون داعية لكنه غير مؤثر، وهناك شخص آخر تكون كلمته مؤثرة بشكل كبير وترى أفكاره القبول.
وذكر أن مقتل فرج فودة كشف للأجهزة الأمنية الكثير من أعضاء الجماعة الإسلامية الذين لا يعرفون عنهم شيئًا والموجودين في الأحياء الشعبية وغيرها من المناطق، حيث كانت قضية مقتل فرج فودة لا تقتصر على الأربعة الذين قتلوه، بل كان يوجد مربع به عناصر الجماعة الإسلامية متمثل في الشرابية وشبرا والزاوية وحدائق القبة والوايلي.
وزعم أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت تستقبل أخبار الاغتيالات بالتهليل والتكبير والسجود شكرًا لله كما فعلت في اغتيال فرج فودة؛ لأنهم يرون أنه سقط عدو من أعداء الله. وأضاف أنه نشر فيديو لداعش، وكان لطفل لا يتعدى 20 عامًا وكان يضع حزام متفجرات، ويقول إنه سيتناول العشاء مع رسول الله بالجنة، مبينًا أن هذا فكرهم.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية بدأت في النزول للقبض على أعضاء الجماعة الإسلامية وتمشيط المناطق الموجودين بها، لافتًا إلى أنها كانت فترة عصيبة، حيث يوجد كثير ممن هربوا وكثير ممن جرى القبض عليهم، حيث جرى القبض على 200 فرد من الزاوية الحمراء على خلفية مقتل فرج فودة.
وأشار إلى أن الجماعة عندما قررت اغتيال الكاتب فرج فودة، لأنها كانت تفتح جبهة جديدة للكتاب وأصحاب الرأي بعيدًا عن الداخلية، والتي بدأت بعدها بتفجير الكنائس، وكذلك السياحة والبنوك. وأضاف أن جماعة الإخوان كانت ترى أن هناك خطرًا على الهوية من الكُتاب وأصحاب الرأي ولهذا اتخذت قرارًا بتصفية أعلى هؤلاء، وفرج فودة كان البداية. وأكد أنه كان على رأس قائمة الاغتيالات فرج فودة، وعادل حمودة، والمستشار محمد سعيد العشماوي، والدكتور نصر حامد أبو زيد، مشيرًا إلى أن المعلومات الموثوق فيها أن هناك تحركًا جديًا وفعليًا لذلك، وكان هناك رصد؛ ولكن المجموعة التي ستنفذ جرى القبض عليها ورآهم في المعتقل وهم من أخبروه بمكان سكنه.
وأكد أن الجماعة كانت تضعهم في مجتمع مغلق وتكفر رجال الدين وشيوخ الأزهر، حتى أنها كفرت الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، بسبب تصديه لأفكار الجماعة، وحتى يكونوا هم مصدر المعرفة الوحيد، مشيرًا إلى أنهم كانوا يقولون على علماء الأزهر رجال سلطة وباعوا دينهم بدنياهم مقابل الراتب والمكاسب الدنيوية وينفذون ما يقول لهم الحاكم.
وأوضح أن الجماعة الإسلامية في هذا التوقيت أعلنت العمل المسلح وفي نفس الوقت وسَّعت دائرة الحرب وأدخلت بها السياحة والبنوك والشرطة، لافتًا إلى أن التوجيه العام للجماعة الإسلامية في ذلك التوقيت يتضمن أننا في مرحلة جهاد مسلح ضد الدولة وأنظمتها وأفرعها.
وتابع بأن عبود الزمر كان رمزًا يسمع عنه الجميع، وسقف المجموعات التكفيرية كلها، وكان نجم الجماعات الإسلامية في هذا الوقت، وأشهر سجين سياسي في العالم، وارتبط اسمه بقتل رئيس جمهورية، والأهم أنه كان يجري تجهيزه لتولي الرئاسة خلفًا للرئيس السادات في 1981.
وتحدث عن خطة عبود الزمر للإطاحة بمبارك. وقال إنه كان هناك بيان للثورة وشريط فيديو مسجل بشكل وصوت عبود الزمر، لإعلان تنصيب نفسه رئيسًا للجمهورية، وبعد قتل السادات كان المخطط أن يقتحموا مبنى الإذاعة والتليفزيون ويذيعون بيان الثورة، وكانوا سيقومون بخداع الشعب المصري بأن الجيش هو الذي استولى على السلطة لأن عبود كان يرتدي الملابس العسكرية. وتابع بأنهم كانوا بهذه الحركة سيخدعون الجميع أن الجيش سلم السلطة لهؤلاء وأن الرئيس الجديد قائد من قيادات الجيش اسمه عبود الزمر، وكانت مجموعة اقتحام مبنى الإذاعة بقيادة عصام القمري، وكان آنذاك ضابطًا في الجيش المصري، ومن أعنف الضباط وقتل في عام 1988.
وتابع بأن الجماعة عام 1989 قررت اغتيال زكي بدر، وزير الداخلية وقتها، عند كوبري الفردوس، وجرى تكليف ممدوح علي يوسف، وجمال أبو رواش، وكان طبيبًا، وشخص آخر، وكانوا في ميدان العباسية، مشيرًا إلى أن ممدوح علي يوسف كان مطلوب القبض عليه وقتها. وأشار إلى أن التكليف بالاغتيال ذهب لجمال، الذي بكى من الفرحة وسجد شكرًا لله في ميدان العباسية، وعرضهم للقبض عليهم لأنهم كانوا مطلوبين.
وعن سجوده، قال لأنهم اصطفوه لمرتبة الأنبياء والصديقين والشهداء، وبعد ساعتين من الاغتيال كان سيجري اقتحام مبنى أمن الدولة، عن طريق محمد صبرة، الذي كان ينتمي للجماعة، وكان يُسمى "الشهيد الحي"، لافتًا إلى أن "ممدوح يوسف" لغَّم "محمد صبرة"؛ لأنه بعد محاولة اغتيال زكي بدر كانت القيادات الأمنية ستجتمع في مبنى لاظوغلي وصبرة يدخل ويفجر نفسه. وأوضح أن المتفجرات التي بحوزة جمال أبو رواش كان بها رطوبة فأشعلت سيارة الوزير، ولم تنفجر، وجرى ضبطه، كما ألقي القبض على صبرة في محيط مبنى الوزارة، مؤكدًا أن الرطوبة أنقذت مصر من تفجيرات عدة.