الشاهد – محمد الباز يستضيف قيادي منشق عن الجهاد لمناقشة الإرهاب
التاريخ : السبت 05 أغسطس 2023 . القسم : أمني وعسكري
مضامين الفقرة الأولى: الجماعات التكفيرية
تحدث نبيل نعيم، القيادي السابق بجماعة الجهاد، عن شهادته بشأن التنظيمات التكفيرية. وقال إنه تخرج في كلية دار العلوم، ولديه خلفية شرعية، حيث في البداية عندما ارتفع رتم التكفير، كان ضد التكفير ولديه قضية شهيرة في الإسكندرية قتل فيها أحد التكفيريين وحُبس شهرين لرده على الفكر التكفيري في الإسكندرية. وتابع بأنه لم يكن هناك تصوير في ذلك الوقت وكان يُنسخ الورق بالكربون، وعندما طلب منه أحد التكفيريين أن يترك الإسكندرية وأن يعود إلى القاهرة رفض، وضربوه بالسيف وقطعوا أذنه وهو يُصلي. وذكر أن هذه الواقعة كانت في عام 1979، لرده المتكرر على الجماعات والأفكار التكفيرية، مبينًا أن سبب تركه للجماعات التكفيرية، هو ارتفاع رتم التكفير، لأن المعارضة والعنف أيام الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان أساسها التحفظ، ولم يكن الخروج وتكفير الحاكم.
وأكد أن جماعة الجهاد من تأسيس شاب خريج كلية أصول الدين جامعة الأزهر وهو محمد سالم الرحالة، وكان قد أخذ طريق الجهادي صالح سرية. وأضاف أن محمد سالم الرحالة أعد بحثًا للتنظيم ولكن لم يكمله، فقام محمد عبد السلام فرج بأخذ البحث وعمل منه جماعة الجهاد "الفريضة الغائبة"، وهي الجماعة المتهمة باغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وقال إن مجموعة نبيل البرعي وأيمن الظواهري في المعادي تكونتا من مسجد أنصار السنة، وكانت أولى الجماعات الجهادية، مبينًا أن جماعة الجهاد تنحو بعيدًا عن التكفير تمامًا رغم دوافعها لقتل السادات. وأضاف أن بداية القصة أنه عندما شن الرئيس الراحل محمد أنور السادات اعتقالات سبتمبر، كانت هناك مجموعة منها محمد عبد السلام فرج، وعند تجمعنا مع خالد الإسلامبولي قال لمحمد عبد السلام فرج إنه مشترك في العرض العسكري أمام السادات في مسافة أقل من 20 مترا، وجرى التخطيط مع عبد الحميد عبد السلام وعطا وحسين عباس الشويش قناص، والذي قتل السادات برصاصة في العنق والرقبة، وبعد التمويه وتبديل أفراد العرض بأفراد الجماعة التكفيرية من الضباط، نفذوا العملية بقتل السادات.
وكشف دوافع خالد الإسلامبولي وعبد السلام فرج لقتل السادات. وقال إن الأساس في قتل السادات لم يكن التكفير ولكن الاعتقال، مبينًا أن جماعة الجهاد قتلت الرئيس السادات لأسباب سياسية، وعند مواجهتهم في المحكمة بقتل السادات كذبوا الواقعة وأخذوها في طريق ديني، وكفروا السادات بأثر رجعي. وأضاف أن الفكرة كانت أن السادات سيفعل مثل عبد الناصر بحبس المعتقلين والمتحفظ عليهم وكان من بينهم شقيق خالد الإسلامبولي، ولم يخرجوا من السجن إلا بموت السادات، فكانت أساس الفكرة.
وتحدث عن كواليس بداية معرفته بأيمن الظواهري، قائلًا إن البداية كانت من الإسكندرية، عندما ضربه التكفيريين بالسيف وقُتل أحدهم، وأصيب هو بقطع وتر في يده، وفي رأسه وأذنه. وأضاف أنه كان يُعالج، وشخص ما أعطاه عنوان الدكتور أيمن الظواهري، وعالجه، وفي يوم طلب منه شقة ظنًا منه أنها لتخزين السلاح، لكنه قال له: «فيها ضابط هارب من الجيش عصام الأمري». ولفت إلى أنه جمعه مع الظواهري بعد ذلك واقعة الزاوية، وقال الظواهري: «نريد ذخيرة، لنرد على أحداث الزاوية، ونسرق محل ذهب، وسجنا بعدها في القلعة سنة، ثم تم ترحيلنا لسجن طرة». وكشف أن الظواهري أرشد عن مكان اختبائي لأنه لم يتحمل السجن وكانا في الدويقة آنذاك.
ولقت إلى حدوث اشتباك مع الأمن، وكان بحيازتهم قنابل وأسلحة آلية، وديناميت، وكان الاتفاق أن يفجروا المكان بمن فيه، ونزع فتيل القنبلة، لكن الضابط الهارب عصام الأمري، طلب منه ألا يلقيها، ونجحا في الهروب أول مرة. وأضاف أنه بعد ما هربا، توجها لصديق في مسجد برمسيس، وحينما طرق الباب أدخله وخبأه، وبدلا ملابسهما وذهبا للصلاة، ثم اتصلا بأيمن الظواهري، ولم يكونا قد عرفا أنه من أرشد عن مكانهما، قائلا: «لم يكن هناك موبايل كنا نتصل بالتليفون الأرضي»، وردَّ عليهما شقيقه حسين، وقال إن أيمن الظواهري عند خالته، وطلب منهما أن يلتقياه في المسجد. وتابع أنه قال لعصام الأمري، أن شقيق الظواهري لدى الأمن لأنه كان يرد على الهاتف بعد فترة، مضيفًا أن الأمري أخذ منه 20 جنيهًا ثم ذهب إلى الظواهري في المسجد وحينما اقترب منه وجد كل من قيه يقبضون عليه.
وقال إن بداية أحداث الزاوية الحمراء كانت مع تأجير أرض يملكها مُسلم لشخص مسيحي يدعى كامل النوال، إلا أن الأخير رفض تسليم الأرض للمسلم، فذهب لمسجد القائد في المطرية، وهناك بدأ المتطرفون ومنهم رفاعي سرور في تحريض المسلمين على الأحداث، لبناء جامع علي أرض المسلم، فتحرك كل المصليين للزاوية الحمراء. وذكر أن المسيحي كامل النوال أطلق النيران تجاه من حاولوا هدم البناء المقام على الأرض، ومن بين الضحايا كانت سيدة تحمل طفل صغير. وتابع أن المسلمون تمكنوا من كسر الباب إلا أن المسيحي كان قد هرب، وسرعان ما تصاعدت الأحداث.
وذكر أن عمر عبد الرحمن كان يسافر إلى أفغانستان وباكستان حتى يجمع الأموال، معقبًا بأن عمر عبد الرحمن كان حصّالة للأموال، وأينما ذهب تأتي إليه الأموال. وأضاف أن عمر عبد الرحمن كان قد سافر إلى أفغانستان حتى يوقف عبد الله عزام، حيث كان عبد الله عزام "حوت"، بحسب وصفه، وكل شيء كان يذهب إلى عبد الله عزام، حيث كانت كل الأموال عند عبد الله عزام، وبالتالي فإن عمر عبد الرحمن قد سافر إليه حتى يأخذ نصيبه من الأموال.
وأشار إلى أن عمر عبد الرحمن كان ينفق هذه الأموال على الجماعة، حيث كانت حكرًا عليه وعلى الجماعة، إنما بقية الجماعات الأخرى كان يمتنع عن تمويلها، معقبًا: "أيمن الظواهري اشتكى لي مرة، وقال لي بأنه طلب 25 ألف دولار من الشيخ عمر، لكن من حوله نصحوه بأن يعطي الظواهري 5 آلاف دولار فقط، ووقتها قال للظواهري، ستكون مخطئًا لو أخدتهم وتستحق "ضرب الجزمة"، قائلًا له: «إما أن يعطونك الـ 25 ألف دولار وفوقهم قُبلة، أو لا تأخذ شيئًا نهائيًا».
ونوّه بأنه سافر مع الظواهري إلى أفغانستان عام 1980م، للتدريب على دبابة روسية، لافتًا إلى إنه دخل إلى أفغانستان ثلاث أو أربع مرات مع عادل فارس رحمه الله، لكن بعد قتله لم يدخل أفغانستان مرة أخرى.
وعن انطباعه عن أسامه بن لادن، أكد أن أسامه بن لادن كان في منتهى الأخلاق. وأوضح أن أسامه بن لادن كان يستنكر أي عمل إرهابي في الدول العربية، ويقول بأنهم مسلمون وحرام، معقبًا: «عشت معه في السودان بعض الوقت، حيث قابلته في السودان عندما كان موجودًا هناك، وكانت أول مرة أقابله هي لقائي به في السودان». وأوضح أن عمر عبد الرحمن ذهب إلى السودان بعدنا، لافتًا إلى أن رفاعي طه رحمه الله كان يريد إرساله إلى أمريكا، حيث كان عمر عبد الرحمن يقول بأن الإخوان في أمريكا يجمعون الأموال باسمهم وكانوا يجمعوا الملايين، فقلت له: «يا شيخ عمر إياك أن تذهب إلى أمريكا». وتابع أنه جاءته فرصة للسفر إلى أمريكا، لكنه لم يوافق على الذهاب، وقال لهم لا أدخل أمريكا أبدًا.
وقال إن أسامة بن لادن كان يحب أيمن الظواهري جدًا ويثق فيه كثيرًا، لدرجة أن الظواهري إذا قال لابن لادن أنا أريد 25 ألف دولار، سيعطيه 50 ألف دولار. وأضاف أنه نقل لأسامة بن لادن شيكًا بقيمة 2 مليون دولار من السعودية وسلمه له في الخارج، حيث كان قد أرسل هذا الشيك شخص من أصدقاء بن لادن في السعودية، وطلب منه أن يُسلم الشيك لأسامة بن لادن في يده. وأوضح أن أصدقاء بن لادن كانوا مثله مليارديرات، لافتًا إلى أن رحلته في أفغانستان استغرقت 3 سنوات، حيث سافر إلى أفغانستان في عام 1988، وعاد إلى مصر في عام 1991م، وجرى القبض عليه في مصر ضمن "العائدين من أفغانستان".
وقال إنه قد طبع لسيد إمام كتيب يسمى "الحوار مع الطواغيت"، لافتًا إلى أن سيد إمام هو مؤسس فكر القاعدة، حيث أن كل القاعدة حتى الآن تسير على فكر سيد إمام، ولا تستطيع الخروج عنه. وأضاف أنه قابل سيد إمام قبل قتل السادات، وقد كان سيد إمام أستاذ دكتور في كلية طب القصر العيني، حيث كان الأول على الكلية لمدة سبع سنوات، وكان أستاذ جراح عالمي. وأشار إلى أن سيد إمام من أساسه تكفيري، لافتًا إلى أنه كان يخبئ فكره الحقيقي ولا يفصح عنه لأحد أبدًا، معقبًا: «لأنني عشت معه، ففي لحظة تجلي حكى لي حكاية فهمت من خلالها أصل فكره». وتابع: "روى لي أنه كان يوجد في القصر العيني غرفة للمعتقلين، وكان يوجد بها عبد المجيد الشاذلي وهو أحد القطبيين، حيث كان الشاذلي هو التلميذ المخلص لسيد قطب، والتقى سيد إمام بعبد المجيد الشاذلي في القصر العيني، وكان من يعالجه، وقد أخذ عنه فكر عبد المجيد الشاذلي».