برنامج حديث القاهرة - حلقة الجمعة 12 مايو 2023

التاريخ : السبت 13 مايو 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: الحوار الوطني

أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن مصر تحتاج إلى مكاشفة ومشاركة، ليكون الحوار الوطني عنوانًا مهمًّا في الفترة الحالية، مضيفًا أن مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية، مهمة وينبغي أن نكثف من الاعتماد عليها في الدولة المصرية. وأضاف أن الحوار الوطني في مصر دعا إليه الرئيس السيسي، لافتًا إلى أن الحوار في إسرائيل كان في منزل الرئيس الإسرائيلي، وجاء عقب معارضة كبيرة بين القوتين في إسرائيل، والبرلمان في إسرائيل به صراع سياسي حاد.

مضامين الفقرة الثانية: الأزمة الاقتصادية

قال الإعلامي إبراهيم عيسى إن مصر أكبر من أن تفشل ولن يترك أحد مصر تفشل، مشددًا على أن مصر مهمة لدرجة أن العالم لن يسمح بفشلها، مضيفًا أن التقارير الأجنبية تؤكد أن مصر أكبر من أن تفشل كما أنها أكبر من أن تُنقذ، إذ إن الحكومة المصرية تطمئن الشعب على أننا قادرون على تخطي الأزمة الحالية، وقادرة على الالتزام بسداد الديون. وأكد أن تركيز الدولة على أعمال البناء وإنشاء المدن الجديدة لم يحقق التطور الاقتصادي، مشيرًا إلى أن كافة الاستثمارات في هذا القطاع كانت حكومية.

وأوضح أن التقارير الأجنبية تؤكد أن مصر أصبحت مشكلة صندوق النقد، حيث أنها تعرض العلاقة بين مصر وصندوق النقد الدولي منذ عام 2016 وحتى الآن، والاقتراض لـ 3 مرات خلال هذه المدة، متابعًا: «مقال في الصحف الأجنبية تحدث عن الأزمة الاقتصادية المصرية وأن الاقتراض الأول كان يجب أن يحقق قفزة اقتصادية لمصر».

وذكر أن الباحث المصري عمرو عدلي قال في تقرير له أن مزاحمة القطاع الخاص وإخراجه من الاقتصاد ليس سببًا في الأزمة الاقتصادية الحالية، مبينًا أن نسبة تطور القطاع الخاص وأعماله خلال السنوات الماضية كان 86% بينما تطور الإنفاق الحكومي وملكية الدولة كان 050%، إذ تعاملت الدولة مع القطاع الخاص في القطاع العقاري والإنشائي وبناء المدن والبنية الأساسية عبر الشراكة أو بالباطن او بالعمليات الجزئية أو بالتغذية.

وتابع بأن المشكل أنه جرى التركيز على الجانب العمراني والعقاري وأصبح الاقتصاد وكأنه الاقتصاد يمشي على ساقٍ واحدةٍ خصوصًا أنه من ضمن البيانات المنشورة أن نسبة إشغال الـ 30 مدينة الجديدة التي بدأت الحياة فيهم ما بين 5 إلى 10%.

وذكر أن الدولة اقترضت قرابة 400 مليار دولار دين خارجي وداخلي وهو رقم ضخم وهائل، قائلًا: «لما الوكالات الدولية المتخصصة في الاقتصاد تصدر تقاريرها عن مصر لا نحزن ونُستدرج إلى نظرية المؤامرة، بل على العكس ينبغي أن نقرأها ونتعلم منها ونحاول نصحح مواقفنا"، مشددًا على أنه لا توجد حكومة أو حاكم على مدار 71 عامًا من حكم مصر كانوا يريدون تدمير الدولة.

وأكد الدكتور ماجد شوقي، الخبير الاقتصادي، ورئيس مجلس إدارة البورصة الأسبق، أن هناك أزمة ثقة داخلية اقتصاديًا، وتبلورت في تصرفات المواطن، الذي بدأ في اتخاذ إجراءات لنفسه وتسببت في زيادة الإقبال على السيارات والعقارات وشراء الذهب، وتبين أن هناك حالة ارتباك وأنه ليس هناك رؤية للمستقبل. وأشار إلى أن القطاع الخاص ما زال يتراجع والاستهلاك المحلي بدأ يتراجع وهي مسببات أربكت الاقتصاد، مؤكدًا أن هناك التزامات معينة لم تكن الحكومة قادرة على أن تُوفّي بها، وهي التي كانت سببًا في خروج التقارير الاقتصادية السلبية، التي تركز على التزام مصر بسداد مصر للديوان. وشدد على أن مصر لم تتأخر في سداد للديون، منوهًا بأن اقتصاد الدولة لا يُبنى فقط على أيديولوجية معينة، لكن لا بد أن تعتمد على عدد من التوقعات اليومية، مؤكدًا أن بنوك الاستثمار موجودة في مصر ولها تاريخ منذ التسعينيات ومستمرة حتى الآن.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك صلاحيات لرئيس هيئة الاستثمار ويكون هناك حلول لمشكلات المستثمرين، موضحًا أنه ليس بالضرورة أن يكون من يدير هيئة الاستثمار شخص متخصص لكن لابد أن يكون لدية صلاحية لحل المشكلات. وتابع أن عدم وضوح الرؤية الاقتصادية سبب في إحجام المستثمرين، مؤكدًا أن قرار التعويم يصدر من جهة وهو البنك المركزي، لكن المسئولية تكون مجتمعة بين الحكومة والبنك المركزي، مضيفًا أنه حال رفع سعر الفائدة سيكون تأثيرها سيكون محدودًا في الفترة الحالية، إذ إن التعويم لا بد أن يكون هناك رصيد دولاري وعدم وجود هذا الرصيد لن يمكننا من تحريك سعر الصرف.

مضامين الفقرة الثالثة: الانتخابات التركية

أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن انتخابات تركيا يهتم به كثير من الخبراء، إذ إنها انتخابات مهمة وتُجرى في إقليم مهم ومنطقة مليئة بالاضطرابات وهناك اهتمام بهذه الانتخابات وما ستسفر عنه الانتخابات الأربعاء المقبل. وأضاف أن الاستطلاعات والخبراء يتحدثون عن أن الانتخابات صعبة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نتيجة مرور الاقتصاد التركي بأزمات وارتفاع التضخم إلى أقصى مرحلة، بالإضافة إلى تعرض الأتراك لمعاناة اقتصادية ضخمة خلال الفترة الماضية. وتابع أن الزلزال الأخير وما أسفر عنه والتوترات السياسية والعمر الطويل الذي استمر فيه أردوغان في الحكم، تعد عوامل أثرت في حكم أردوغان.

وقال الدكتور بشير عبد الفتاح، الباحث في الشؤون التركية، إن الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية المقبلة ستعقد في نفس اليوم، مشيرًا إلى أنها سوف تكون مختلفة. وقال إن الانتخابات في تركيا تجرى بالتزامن برلمانية ورئاسية في نفس اليوم ولكنها ستكون مختلفة رغم أنه الاستحقاق الانتخابي السادس عشر الذي يخوضه الرئيس التركي على مستوى الرئاسة والبرلمان والاستفتاء على التعديلات الدستورية. وأضاف أن الرئيس التركي فاز بـ 15 استحقاق انتخابي؛ لأنه محترف انتخابات ويمتلك آلة إعلامية جبارة، ويمسك بمفاصل السلطة مثل الإعلام والقوات المسلحة والمنظومة الأمنية، وهناك تغلغلًا في الدولة العميقة من قبل رجال حزب العدالة والتنمية.

وتابع أن هذه الانتخابات تختلف عن سابقتها خصوصًا على مستوى الرئاسة؛ لأنها تشهد أكبر حشد للمعارضة التركية في تاريخها ضد الرئيس أردوغان وتحالفه الحاكم، مبينًا أنه في 2014 تحالفت المعارضة ورشحت أكمل الدين إحسان أوغلو رغم أنه لم يكن ينتمي لأي من أحزاب المعارضة على الإطلاق، وفشل الرجل وحصل على 33% فقط، وفاز أردوغان من الجولة الأولى. وأوضح أنه في 2018 تحالفت المعارضة مجددًا ورشحت محرم إنجه وحصل على 30% وعبر أردوغان أيضًا من الجولة الأولى؛ وخلال انتخابات هذا العام تحالفت الأحزاب الستة الكبرى والجديد هو انضمام صانع الرؤساء الأتراك وهو حزب الشعوب الديموقراطي إلى المعارضة. وذكر أن الأكراد انقلبوا على أردوغان هذه المرة، وفي 2016 سجن أردوغان رئيس حزب الشعوب واتهمه بالارتباط بحزب العمال الكردستاني، بينما كان الأكراد يشكلون من 15 إلى 20% من سكان تركيا ويشكلون نسبة من 8 إلى 10% من التصويت.

وأشار إلى أن هذه الانتخابات فيها لاعبون جدد مثل الأصوات السائلة وهم الناخبون الذين لم يقرروا حتى الآن لمن يمنحون أصواتهم ونسبتهم تتراوح ما بين 10 إلى 15%، مضيفًا أن أردوغان خسر المرأة المصرية؛ لأنه وقع على اتفاقية مناهضة التمييز ضد المرأة ثم تراجع وانسحب منها في 2021 وأصبحت المرأة التركية تسجن وتُقصى من المناصب ويجري تعذيبها؛ وبالتالي لم يتبقى لأردوغان سوى الكتلة التصويتية المعتادة وهم الإخوان المنتمين لحزب العدالة والتنمية أو المتدينين المحافظين في الريف والأناضول وهؤلاء يصوتون بطريقة "صمٌ بكمٌ عميٌ لأردوغان".

وتحدث عن أن أردوغان قضى على الإعلام والقضاء المستقل، كما أن هناك رغبة للشعب التركي بالتغيير، مشددًا على أن الناخب التركي يمتلك عدم الثقة في بديل أردوغان، والذي من الممكن أن يعبر بتركيا من الأزمات. ولفت إلى أن أردوغان يوظف الدين بشكل ما في مخاطبة الجمهور.

مضامين الفقرة الرابعة: هجوم التيارات الإسلامية على المفكرين

قال الدكتور محمود سليم شوشة، أستاذ الأدب العربي بجامعة الفيوم، إن عميد الأدب العربي طه حسين كان بمثابة طاقة تنويرية ضخمة في تاريخنا، وبوصلة حقيقية لو كان اعتمد عليها العرب لكان الخلاص من الأفكار الأخرى. وقال إن هناك تقصير شامل من قبل الدولة في التعريف بالأديب طه حسين ونشر أفكاره، لافتًا إلى أن هناك التيار الإسلامي يريد محاصرة طه حسين في صفة المتهم. وأضاف أن العقول الرجعية هي التي تهاجم طه حسين، إذ إنهم يتحدثون عن أن أفكار طه حسين خرافية، لكن الحقيقة أنها أفكار تخضع للخيال، وهو ما كان شائع في هذا التوقيت. وذكر أن التشبع بأفكار طه حسين هو ما أفزع بعض التيارات الرجعية من الإسلاميين المتشددين التي تسعى إلى تشويه أفكار عميد الأدب العربي، لا سيَّما أن أسلوب "حسين" في منتهى السلاسة.