الشاهد: ماهر فرغلي يتهم الإخوان بإعادة الجناح العسكري للنظام الخاص لإزاحة النظام بعد 2013
التاريخ : الأربعاء 09 أغسطس 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: الإخوان
قال ماهر فرغلي، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، إن شكري مصطفى، كان يعتقد أنه المهدي المنتظر، وأوصى قبل إعدامه، جماعات التكفير بمراجعة نفسها قائلًا: «راجعوا ما أنتم عليه». وأضاف أنه بعد هذه المراجعات تفككت جماعته إلى أكثر من جماعة وتنظيم مثل "التوقف والتباين"، و"الشكريين"، بينما انبثق عن التوقف والتباين أكثر من تنظيم مثل "الناجون من النار والشوقيين". وتابع أن هذه الجماعات اختلفت في درجات التكفير وكان التنازع على الفكرة نفسها، مشيرًا إلى أن المهندس الزراعي شوقي الشيخ، هو من أسس تنظيم الشوقيين دون تحريض من أي شخص، وكان أغلب أتباعه من الأميين والصيادين في الفيوم، ولكن جماعته تمددت بشكل غريب جدًا حتى إنهم تزوجوا من بعض.
وأكد أن الأمن تصدى لهذا التمدد، فقد قتلت جماعة الشوقيين ضابطًا يدعى أحمد علاء وكان ابنه طفلًا صغيرًا موجودًا في السيارة، وقتلوا مهندسين زراعيين اثنين بسبب اعتقادها بأنهما تابعان لرجال الشرطة، وقامت بدفنهما في باطن الترعة وكانت المياه تجري فوق حتى لا يكتشف أحد ما حدث، بعدما تأكدت الجماعة من أن الضحيتين لم يكونا تابعين للشرطة، ولكن جرى اكتشاف الجثتين وحقق في الأمر وحاصر الأمن القرية، وكانت جماعة الشوقيين قد جهزت السلاح وصعدت أعلى النخيل وضربت قوات الأمن التي سيطرت على الموقف، وعندها حدثت اشتباكات قرية "كحك".
وذكر أن أحد عناصر جماعة "الشوقيون" اعترف له بأن الجماعة كلفته بسرقة محال الذهب، ونفذ محاولة ناجحة في شبرا. وأضاف أنه تم تكليفه بعمل جوازات سفر مزورة، فتعاقدت الجماعة مع أحد المزورين، وحصل منها على المال، لكنه لم ينفذ طلباتها. وتابع أن الجماعة قامت باستدراجه واختطفته وعذبته ببشاعة، لكن الرجل بكى وحاول أن يستعطف أفراد الجماعة، ولكنهم كفروه لأنه خلف وعده معهم، وذبحته الجماعة ورمته في كوم قمامة ليلًا. وتابع أنه تم القبض على المنفذين الثلاثة وحُكم عليهم بالإعدام، ثم جرى تخفيف الحكم إلى المؤبد، وفي النهاية خرجوا بعد أحداث يناير 2011.
وذكر أن شوقي الشيخ، مؤسس جماعة "الشوقيون"، كفّر القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي، وتشاجر مع مالك محل كان يشغل القرآن بصوته، حيث كان يكفّر قراء القرآن في مصر مثل "المنشاوي" و"الشيخ عبد الباسط". وأضاف أن مساجد مصرية عند جماعة "الشوقيون" وغيرها من الجماعات المتطرفة كانت مساجد ضرار. وتابع: «لذلك لم يكن أفراد الجماعة يصلون خلف شيوخ تلك المساجد، وكانوا يصلون في البيوت، وكانوا يعلمون أبناءهم بأنفسهم، وكانوا يسكنون في سكن واحد، على أن تفصل ستائر بين الأزواج، وإن ترك أحد الجماعة يُكفّر وتزوج زوجته لأي من أعضاء الجماعة دون عدة».
ولفت إلى أن يحيى هاشم أول من أسس تنظيمًا سريًا بشكل عنقودي للقيام بحرب عصابات، فقد كان يرفض علنية الدعوة. وأضاف أن يحيى هاشم اتجه إلى الصعيد حتى يتدرب مع مجموعته على استخدام السلاح لكن الأمن حاصره وتبادلا إطلاق النار إلى أن قُتل في الاشتباك لتنتهي تجربته. وأوضح أنه بعد تجربة يحيي هاشم كانت هناك تجربة أحداث الكلية الفنية العسكرية، ثم تجربة جماعة التكفير والهجرة، وبعدها كانت تجربة الجماعة الإسلامية في اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وأشار إلى أن تيار رفاعي سرور كان يسعى إلى الثورة الشعبية المسلحة، وبالمثل أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل، أي تثوير الشعب المصري، ولكن بطابع إسلامي، مشيرًا إلى أن حازم صلاح أبو إسماعيل التقط هذه الفكرة منه، وانبثقت منها حركة حازمون. وادعى أن حركة حازمون كانت تهدف إلى إثارة الشعب المصري في كل مكان وإحداث صدام مع القوات المسلحة، بما يصل إلى الفوضى حتى تتمكن حركة حازمون من اعتلاء السلطة. وتابع أن الفكرة التي نفذها تنظيم القاعدة وأبو بكر ناجي في كتابه إدارة التوحش، من حيث صنع الفوضى والسيطرة على الفوضى وإدارتها، وهذه الأفكار تتناسب مع فكرة الفوضى الخلاقة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، ثم جاء أبو مصعب السوري بفقه المقاومة الإسلامية، حيث كتب كتابًا قوامه ألف صفحة تناول كيفية تدشين جماعات دون تسمية، بحيث تحدث الفوضى ويتم السيطرة على الدولة وإعلان قيام ما يسمى بالدولة الإسلامية.
وزعم أن حازم صلاح أبو إسماعيل يكره الجيش قلبًا وقالبًا، لأن الجيش والشرطة المصرية حاميان للعمود الفقري للدولة، ويمثلان حائط الصد للفوضى. وادعى أن أبو إسماعيل استقاها من رفاعة سرور وكتاباته، والتي أنتجت لنا ما يقرب من 26 جماعة، بعد 25 يناير. وأوضح أن ما تغير في هذه الجماعات بعد 25 يناير، هي أننا استطعنا أن نكشف الإخوان، حيث فوجئنا بالإخوان تخرج بالنظام العسكري الجديد بعدما قالت إنها ألغت الجناح العسكري، وهذه ليست حقيقة، فالجناح العسكري بدأ في عهد حسن البنا.
وادعى أن الجناح العسكري للنظام الخاص داخل الإخوان لم يتم إلغاؤه كما ادعت الجماعة، لافتًا إلى أن الجناح العسكري للجماعة الإرهابية عاد بقوة بعد أحداث 2011. وأضاف أن حلمي عبد المجيد، المرشد السري لجماعة الإخوان في عهد عمر التلمساني، جاء لبناء التنظيم السري والتنظيم الموازي، لافتًا إلى أن جماعة الإخوان لها تنظيمان، التنظيم العلني والتنظيم الموازي، فالتنظيم الموازي كان بقيادة حلمي عبد المجيد، وكان رجلًا معروفًا جدًا، وكان مهندسًا كبيرًا وله نشاطات في الدول العربية، وقد جاء لبناء التنظيم. وتابع: «نفاجأ بعد ذلك بقضية التمكين "سلسبيل" قبل العرض العسكري الخاص بالأزهر، ثم جاءت مرحلة ما بعد أحداث 2011 ليخرج الجناح العسكري من جديد».
وزعم أن جماعة الإخوان تعتمد على سياسة النكاية والإنهاك للدولة والتي تشبه الفوضى. وأضاف أن منهج الإخوان يتمثل في قيادة الدولة للفوضى، ومن ثم حكم الفوضى ومن ثم التحكم في حكم الدولة، لافتًا إلى أن الإخوان صاغوا خطتهم الواضحة في ورق مكتوب، حيث يكشف هذا الورق ما كتبوه فيه وهو "النقاط المؤلمة" المتمثلة في كيفية إيلام الدولة في عدد من النقاط؛ في الإعلام، في الاقتصاد، في المنظمات الحقوقية. وادعى أن الإخوان قد وضعوا خطة تفصيلية لما أسموه بـ "النقاط المؤلمة"، وقد وضعوا هذه الأوراق في المركز الدولي للدراسات في بيروت وهو تابع لجماعة الإخوان المسلمين "الجماعة الإسلامية الإخوانية في بيروت"، حيث قام خبراء وباحثون إخوان بعمل دراسة حول النموذج الذي يصلح تنفيذه مع مصر لإحداث الفوضى، هل هو نموذج تشافيز رئيس فنزويلا؟، لكنهم كتبوا بالنص أنه لن ينفع مع مصر، ونموذج الانقلاب العسكري لن ينفع أيضًا، ونموذج الثورة الشعبية لن ينفع، وإنما ما ينفع مع الدولة المصرية هو نموذج "النقاط المؤلمة" حتى نجلس على التفاوض.
وادعى أنه من ضمن النقاط المؤلمة التي استخدمها الإخوان لإنهاك الدولة المصرية، هو استخدام العمل المسلح والعمل العسكري، ومن ثم عمل مجموعات، وتتمثل "النقاط المؤلمة" في كيفية إيلام الدولة في عدد من النقاط؛ في الإعلام، في الاقتصاد، في المنظمات الحقوقية. وأضاف أنه بناء على ذلك فوجئنا على الموقع الرسمي لجماعة الإخوان بأول بيان لما يسمى "العقاب الثوري"، ومن ثم "كتائب حلوان"، وقد كانت كتائب خطيرة تبدأ في إحداث اغتيالات، وكان لها فيديو معروف عندما خرجوا للإعلان عن أنفسهم، وهي خاصة بقضية "ميكروباص حلوان"، لافتًا إلى أن كل ذلك موثق بالصور والفيديوهات. وأوضح أن هذه الكتائب قد فشلت، ومن ثم كلف الإخوان محمد كمال بعمل اللجان النوعية.
وتحدث عما أسماه تفاصيل النقلة التي حدثت على يد محمد كمال بتأسيس اللجان النوعية التي كانت بمثابة باب من أبواب الجحيم الذي فتح على مصر بعد 2013، قائلًا إن النقلة الأولى التي أحدثها الإخوان هي أنها تعلن عن ظهور الجناح العسكري الذي ادعت إلغاءه. وأضاف أن النقلة الثانية التي أحدثها الإخوان تتمثل في تحالفهم مع جماعات أخرى، ومن ثم الإفراج عن قيادات كانت في السجون، وقيادات في منتهى الفظاعة تقف مع الإخوان، مثل محمد البلتاجي، وعادل شحتو.
وأشار إلى أن عادل شحتو كان له فيديو شهير وهو في ميدان التحرير، وهو الذي كان سيفجر جنازة الرئيس السادات، حيث تم تكليفه بتفجير نفسه ويصبح انتحاريا ويدخل على جنازة الرئيس السادات، لكن قدر الله سبحانه وتعالى أن يتم تغيير مسار الجنازة ليتم القبض عليه، وأخذ حكمًا وخرج من السجن على أفغانستان وانضم للقاعدة وعاد مرة أخرى، ليقف في ميدان التحرير ويقول في الفيديو: «أنا زعيم تنظيم الجهاد الحالي في مصر»، ومن ثم قام بعمل عملية في كنيسة بالوراق في 2013، وتم القبض عليه والحكم عليه بـ25 سنة، وهو حاليًا في السجن. وتابع: «رأينا وجوهًا كثيرة جدًا تحالفت مع بعضها، هذا ما حدث في أعقاب أحداث 25 يناير 2011، حيث هناك جماعات متناثرة لا تنتمي إلى تنظيم لكن لديها نفس هدف الوصول للحكم».
وادعى أن هناك مجموعات لا تنتمي لتنظيمات ولا جماعات لكنها تمتلك نفس الهدف المشترك، وهم يشكلون جماعة كما يرغبون، على سبيل المثال رأينا ما تسمى بجماعة "وادي النيل الجهادية"، معقبًا: «قابلت الولد الذي ينتمي لجماعة وادي النيل الجهادية في ميدان التحرير، وسألته عن أفكاره، وما علاقة وادي النيل بالجهاد، فقال بأنهم سيحكمون مصر والسودان، بالإضافة إلى وجود جماعات أخرى غريبة تشترك جميعها في نفس الهدف وهو الوصول للحكم».
وأوضح أن هناك جماعات بعينها هي امتداد للتنظيمات الجهادية سابقًا، لافتًا إلى أنه يوجد لدينا أجيال وأشكال متنوعة من التكفيريين ودورهم صناعة الفوضى، على سبيل المثال جماعة أنصار بيت المقدس، وهي جماعة امتدادها جماعة التوحيد والجهاد الخاصة بخالد مساعد، وهي أول جماعة تم الإعلان عنها في سيناء، في حين أن التوحيد والجهاد هو امتداد للتوحيد والجهاد الخاص بـ "أبو مصعب الزرقاوي" في العراق. وأشار إلى أن هناك جماعة موجودة بفكرة تنظيم الجهاد، لكن ليس لها امتداد قريب، مثل جماعة أجناد مصر، وهي جماعة بنفس فكرة تنظيم الجهاد والقاعدة، لكن قائدها لم يكن عضوا في القاعدة، لكن مرجعيته هي نفس أفكار تنظيم الجهاد والقاعدة.
وادعى أن مجموعة محمد كمال اتهمت مجموعة محمود عزت بأنها أبلغت عن مكان الأول للتخلص منه لقيادة الجماعة، وهذا ليس بعيدًا عنها. وأضاف أن الكماليين انتقموا من محمود عزت فأبلغوا عنه، وأصبحت الأمور في الجماعة بين تيارين، الأول يرى أن العنف منهج مسلح وتريد أن تقود الجماعة، والأخرى شكلت لجنة إدارية جديدة. وتابع: «يأتي رئيس طلاب الإخوان عبد الله عزت ويكتب مقالا مهما جدا عن "طلاب الإخوان بالسودان ويسقط الكفيل"»، ثم يكتب مقال آخر بعنوان "أزمة الإخوان في الوسط"، ثم يظهر همام محمد عطية من العراق وهو من أجناد مصر، وبدأ في عمل تفجيرات عن بُعد، وتم التوصل له وقتل. وذكر أن "عرب شركس" كانت من أخطر التنظيمات، بالإضافة إلى تفجيرات أجناد مصر، وبيت المقدس، والفرقان، وغيرها.
وأشار إلى أنه فوجئ باتصال تليفوني من شخص يريد مقابلته، ويقيم في الإسكندرية، وعندما ذهبت وجد شابا كويتيا في انتظاره، وشخصا إخوانيا كبير السن، وقال له إنه قرأ بعض أعماله وأعجب بها، وأنه يريد عمل كتاب مثل كتاب "الخروج من بيت الجحيم". وأضاف أن هذا الرجل زاره في العمل والبيت، وبعد أن تأكد منه، سلم له حقيبة مليئة بالأوراق ما بين مراسلات بين التنظيم الدولي وعدد من الدول منها سوريا والعراق واليمن وعمان والإمارات منذ فترة الستينيات.
وتابع: «وضمت الحقيبة وثائق مهمة جدًا، عن الخبير العالمي الاقتصادي الإخواني محمود أبو السعود، مؤسس التنظيم الاقتصادي السري للإخوان، ومراسلاته مع الإخوان، وخططه، ومراسلات الأزمة السورية في الثمانينيات مع مكتب الإرشاد، والجناح العسكري والتمويلات، ومشاكل التنظيم في السودان ومصر وغيرهما». وأوضح أنه قام بعمل الكتاب ولكنه لم ينشر بعد، ويضم أيضًا ألبوم صور للجناح العسكري الذي أنشأه حسن البنا، ولديهم صور مهمة أثناء تواجده في السجن العسكري.
وذكر أنه قابل أيمن الظواهري في فترة الثمانينيات، وكانوا وقتها في مؤتمر بالقاهرة عام 1986، وكان وقتها يعمل طبيبا، وقبل سفره إلى السعودية. وأضاف أن الظواهري اتهم بأنه عميل للمخابرات الروسية، ومرة اتهم بأنه عميل للمخابرات الأمريكية عندما سافر إلى أمريكا، ثم عاد إلى أفغانستان وقاد تنظيم القاعدة، وسيطر على تنظيم القاعدة. وأكد أن رحلة الإخوان مريرة، ولا طائل من ورائها، ولها أخطاء منهجية كثيرة جدًا، خاصة أنها لا تعتبر نفسها جزءً من الدولة، وهناك خلط دائمًا بين الدعوة الدينية والسياسة، منوهًا بأنهم يرون نفسهم أعلى من المجتمع وأفضل منهم، كما أنهم يعتبرون أن "لا إله إلا الله" اسم جامع يعبر عن الإسلام كله، وبناءً عليه أن يكون الإيمان تامًا بهذه الجملة.