الشاهد: سامح عيد يتهم مؤسس الإخوان بضلوعه في اغتيال ملك اليمن وإنشاء دولة إسرائيل

التاريخ : الخميس 10 أغسطس 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: الإخوان

قال سامح عيد، الباحث في شئون التيارات الإسلامية، والمنشق عن جماعة الإخوان، إنه قضى 22 عامًا داخل جماعة الإخوان، لافتًا إلى أنه في أثناء فترة طفولته المسجد كان عبارة عن إخوان وسلفيين، لكن الإخوان كانوا ينجحون في استقطاب الأطفال. وأضاف أنه في بداية الأمر يكون عاديًا جدًا، تجد المهندس والطبيب من جماعة الإخوان يتكلموا ويلعبوا معك. وتابع أنه بعد فترة تجد نفسك مشدود ناحية الجماعة، لكنه ينبه عليك ألا تقول لوالدك أو والدتك ما يمليه عليك ثم يأخذك من المسجد إلى العمل في الجماعة.

وزعم أن تنظيم الإخوان يقوم على قسم الشعب والتنظيم السري. وأضاف أن أول مرحلة ينبغي أن تدخل المسجد كمحب، ثم بعد ذلك ينتقوا البعض ويتجاهلون الباقي. وتابع أن الجماعة تبدأ بعد ذلك بوضع المنضمين للإخوان في أسر بالبيوت، والأمر كله عبارة عن تنظيم خاص، ثم تبدأ أوامر الجماعة تنزل للجميع، وتنتقل إلى معسكرات جهادية على مستوى الاتفاق مع الرئيس الراحل أنور السادات.

وذكر أن الموضوع في الإخوان مقسم إلى 7 درجات، وهم محب، مؤيد، منتظم، منتسب واحد، منتسب ثاني، عامل، ونقيب، مؤكدًا أنه عندما قال هذا الكلام في عام 2011 الإخوان انزعجوا جدًا. وذكر أنه عندما يصل الإخواني إلى منصب نقيب فهذا تنظيم خاص داخل التنظيم الخاص، وكان هذا المستوى تابعًا لمحمود عزت، وهؤلاء يكتبون تقارير في الإخوان، ويحددون من يدخل مجلس الشعب ومن لا يدخل.

وادعى أن وجدي غنيم كان مُحبًا ولم يصل إلى مرتبة العامل، مشيرًا إلى أن الإخوان كانوا يعرفون تأثير وجدي غنيم لذلك استخدموه.وأضاف أن تنظيم الإخوان في سبعينيات القرن الماضي كان تنظيمًا سريًا خاصًا مكتمل الأركان. وتابع بأن هناك أمر كان يجري داخل التنظيم الخاص يسمى عملية التوثيق والتضعيف، بمعنى أنه ممكن يعلي من شخص درجة أو ينزله درجة، موضحًا أن درجة النقيب داخل الجماعة تكون للقيادات العليا وهو أعلى من العامل، وحينما أذاع أن هناك مستوى في الجماعة يسمى بالنقيب انزعج الإخوان وبدلوه من مسمى النقيب إلى عامل نشط، لأن كل من كان عاملًا في الإخوان كان يفكر أن هذا هو أعلى المستويات في المناصب.

وزعم أن التنظيم الخاص للإخوان به نوع من العبودية. وأضاف: «يقولون لك اعتبر في نفسك الخطأ وفي القيادة الصواب». وأشار إلى أن النقيب في الجماعة هو الشخص المسئول عن متابعة عناصر الجماعة وكتابة التقارير الخاصة بأفرادها.

وعن رأيه في حسن البنا، مؤسس الجماعة، قال: «قدمت برنامجًا بعنوان رسائل التكفير، والفكرة الأساسية كانت أن التكفير بدأ من حسن البنا وشرحت وقتها جميع تلك الرسائل». وادعى أن حسن البنا كانت له أدوار خطيرة منها اغتيال النقراشي باشا رئيس وزراء مصر الأسبق، واغتيال ملك اليمن واثنين من الحرس. وأضاف أن فكرة التكفير الذي تنتهجه جماعة الإخوان بدأ من مؤسسها حسن البنا. وتابع بأن حسن البنا كان يقول للإخوان كونوا 300 كتيبة وأغزوا بكم العالم وقال إن هذا قريبًا جدًا. ولفت إلى أن كثيرين يعتقدون أن حسن البنا قُتل بسبب النقراشي باشا، لكن هناك جريمة أكبر متعلقة بما حدث في اليمن في فبراير 1948.

وأشار إلى أن حسن البنا كان يريد استقطاب العرب وينشر الدعوة في العالم العربي، مدعيًا أن دور حسن البنا في اليمن كان أكثر خطورة من اغتيال النقراشي باشا، زاعمًا أن البنا أصدر الأوامر باغتيال الإمام يحيى ملك اليمن واثنين من الحرس الخاص به، حتى ينزل "البنا" إلى اليمن لحكمها مثل الإمام الخميني في محاكاة للهجرة النبوية، وذكر أن البنا أرسل صهره عبد الحكيم عابدين ومصطفى الشكعة ضمن دعاة الثورة، مشيرًا إلى أن ملك السعودية عبد العزيز آل سعود انزعج مما حدث من "البنا"، وانهالت الاتصالات من الملك السعودي على الملك فاروق لمنع سفر البنا إلى اليمن، ثم دعَّم آل سعود الإمام أحمد بن الإمام يحيى ملكًا لليمن.

وادعى أن حسن البنا كان من ضمن دعائم إنشاء وتأسيس دولة إسرائيل، لأن الإمام يحيى كان يحمي اليهود في اليمن لا سيما أن لهم نشاط اقتصادي قوي، مبينًا أن اليهود الأشكيناز في اليمن لم يريدوا الانتقال إلى أي أرض طالما أن اليمن آمن ومستقر. وزعم أن الإخوان حينما استباحوا صنعاء وأحدثوا ثورة هناك، رُفعت الحماية عن اليهود، وغادروا من اليمن إلى فلسطين. وأشار إلى أن حسن البنا قُتل ردًا على ما فعله في اليمن ومصر.

وزعم أن جماعة الإخوان كانت تتحكم في حياة أعضائها، حتى أنها تجبر أعضائها على الاستئذان قبل الزواج أو العمل، مشيرًا إلى أن البيعة كانت على السمع والطاعة. وأضاف أن الإسلام دين يمنح معتنقيه مساحة للحركة والفكر، إلا أن هذا كان بعيدًا عن سياسة الجماعة. وتابع بأنه رأى مسئولين بالجماعة كان يرتقوا في المناصب وهم ليسوا أهلًا للثقة ولا يملكون الكفاءة. وأشار إلى أن أول كتبه عن الجماعة بعد خروجه منها كانت عام 2000، يحمل اسم "الإخوان المسلمين الحاضر والمستقبل"، وانتقد فيه نظام السمع والطاعة والبيعة والعمل السري والتنظيمات لأنها المفروض دعوة.

وادعى أن جماعة الإخوان الإرهابية قامت بمنع أول كتاب له الذي انتقد فيه نظام البيعة على السمع والطاعة. وأضاف أنهم منعوا أصدقاءه من أعضاء الجماعة من مقابلته وأطلقوا على شقته "شقة ضرار"، التي كان يجتمع فيها مع عدد من أصدقائه، حتى لا يقترب أحد منها. وتابع بأن زوجته كانت في التنظيم، وقال لها إنه سيخرج من الجماعة وأنها حرة ولكنه لن يكمل فيها، مشيرًا إلى أنها بعدها أخبرته أن جلستها تغيرت فقال لها "الجماعة أنزلوك درجة"، وأخبرها أن جلستها قائمة في وقتها والناس موجودون في نفس المكان، ولكنها لم تصدقه وذهبت بالفعل ووجدت الجلسة قائمة فغضبت وتشاجرت معهم.

وأكد أنه يعرف نقباء خرجوا من جماعة الإخوان وهم الأعلى درجات وكانوا يرفضون الكلام أو انتقاد الجماعة، مشيرًا إلى أن قناعته تقول إن بيعتهم كانت على الموت أي لو تحدثوا يتم تصفيتهم، وذلك على خلاف بيعتهم على السمع والطاعة.

وذكر أنه خلال وجوده باليمن ذات مرة كان في جلسة مع بعض أعضاء جماعة الإخوان وكانوا يدردشون فقال "إن حسن البنا أخطأ". وأضاف أن أحد الأعضاء ناقل للكلام، من الأعضاء نقل الكلام للقيادة بالجماعة وجرى إحالته للتحقيق لأنه ليس من الأدب أن يقول إن حسن البنا أخطأ. وتابع بأنه قال خلال التحقيق إن سيدنا موسى في قصة الخضر لم يستطع رؤية قتل الغلام والشيخ الشعراوي قال عن الموقف: «هذا تمرد إيجابي»، ما دعا أحد الجالسين أن يقول: «سيدنا موسى أخطأ يا أخي»، مؤكدًا أن هذه الجلسة كانت مجهزة لفصله.

وأشار إلى أنه لم يحب فصله بهذه الطريقة فتقدم باستقالته واتهم مسؤول الجلسة بالفساد وكان هناك بعض الأفراد لا يجوز أن تناديهم بدون لقب فقلت لهم أن أبا بكر وعمر بن الخطاب يجوز أن نناديهما بدون ألقاب، فطلب من كاتب محضر الجلسة أن يضيف جملة مصطفى مشهور "الواسطة معتمدة داخل جماعة الإخوان"، ولكنه قال له: "أغلقت المحضر"، وكان من بلدته.

وادعى أن الإخوان كان لهم بيعة خاصة ولقاء بيعة العامل كانوا يستخدمون فيه الآية "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه". وأضاف أنه انتقدها وقال لهم إنها بيعة حرب فلماذا تتحدثون بها ونحن لسنا صاعقة وأخبرهم أن ما يقومون به جاهلية فقالوا إنها بيعة مهمة وشعر وقتها أنه لا يستطيع أن يكمل معهم.

وتابع، أنه انتقد الإخوان بعد خروجه منها وظهر مع الإعلامي إبراهيم عيسي، فكان له أقارب من بلدته تابعين للتنظيم فقالوا له: "بلاش وسنحاول أن نعيد هيئتك مجددًا في الجماعة"، فأخبرهم أن الرصاصة انطلقت من المسدس، وأكمل انتقاده، وبعد 30 يونيو وصلته رسالة تهديد من أحد أقاربه بعد انتقاده لمحمد مرسي، وهي أنه سيجري سجنه بتهمة إهانة مرسي، لأنه قال إنه من الممكن أن يكون طباخ القصر هو الأمين، وممكن يعطي أمر أن ينام الشخص في الحديقة ولا ينام على سريره من باب كسر النفس، أو "التعزير"، مشيرًا إلى أنه قال لهم إن التعزيز كان من حق الوالي أنه يصدر كعقوبة فيما ليس فيه حد.

وزعم أن الإخوان كانوا يصنفون العلماء الذين من خارج الجماعة، ويطلقون عليهم «السائبين» أي الذين يعيشون خارج الجماعة، ومنهم الشيخ الشعراوي وغيره. وادعى أن الإخوان كان يرون أن أصغر شخص فيها هو أفضل من الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي. وأضاف أن حلم حكم العالم لدى البنا جعله يظن أن آية «لتكونوا شهداء على الناس» أي لتكونوا أوصياء على كل الناس الذين لا يعرفون الطريق الصحيح من وجهة نظرهم. وأوضح أن البنا كان يقول إن كل من يقف في وجه جماعة الإخوان هم «الثائرون الظالمون»، وهؤلاء يجب شرح الفكرة لهم، ولو لم يقتنعوا يجب حملهم على الإيمان بها، وكان من مبادئ البنا أنه يجب إجبار الناس على اتباعهم ولو بالعنف.

وزعم أن تنظيم الإخوان يتخذ نهج الارتداد على القضاة. وأضاف أن الإخوان ينتهجون فكرة بناء الفرد المسلم والأسرة المسلمة، والدولة الإسلامية. وأوضح أن حسن البنا كان لديه حلم بحكم العالم، وكانت حجته أن المجتمع لا يعرف مصلحة نفسه، وكان يقول بأن الله سبحانه وتعالى أعطانا الوصايا على العالم الجاهل واستشهد في ذلك بالآيات القرآنية. وأشار إلى أن الإخوان كانوا ينتهجون تدريس منهج العنف والتكفير للمجتمع، وكان مبدأ حسن البنا أن من سيقف ضد الإخوان سيكون من الثائرين الظالمين.

واستعرض نص حسن البنا في إحدى رسائله، قائلًا: "وإن قيل لكم وأنتم دعاة ثورة، فقولوا نحن دعاة حق وسلام، نعتقده ونعتز به، فإن ثرتم علينا ووقفتم في طريق دعوتنا، فقد أذن الله أن ندفع عن أنفسنا وكنتم الثائرين الظالمين". وأضاف أن هذا هو المنطق الذي كان يجري العمل به في 30 يونيو، لافتًا إلى أنه عندما ثار الشعب المصري على الإخوان، اعتبرهم الثائرين الظالمين. واسترسل في قراءته إحدى رسائل حسن البنا: «الجزء النظري نوضح للناس فكرتنا، والجزء العملي نحملهم على إنفاذها، ونأخذهم بالعمل بها لأنها فكرة الإسلام، سنجاهد نشر هذه الدعوة بالحجة والبرهان، فإن أبوا إلا العزف والجور والتمرد؛ فبالسيف والسنان، الثورة أضمن طريق لإحقاق الحق، الإسلام نظام ودعوة، جيش وفكرة، وسيرتنا الترشح للتمثيل في الهيئات النيابية، أما ما سوى ذلك من الوسائل، فلن نلجأ إليه إلا مكرهين ولن نستخدمه إلا مضطرين، والقعود على المطالبة بالحكم جريمة إسلامية لا يكفرها إلا النهوض واستخلاص قوة التنفيذ من أيدي الذين لا يدينون بأحكام الإسلام الحنيف».

وادعى أن اعتصام رابعة كان به حالة من حالات التنويم المغناطيسي، لافتًا إلى أن الإخوان غرروا بالناس، وجاءوا بالمحبين والسلفيين والتيارات الإسلامية وتركوهم وهربوا من الاعتصام، معقبًا بأن ياسر برهامي قال معظم الناس التي ماتت من عندنا. وأضاف أنه تم عمل لجنة تقصى الحقائق برئاسة وزير العدل عمر مروان، وقلت لهم: «اذهبوا إلى لجنة تقصي الحقائق، قالوا لا من الممكن أن يقبضوا علينا». وأوضح أنه كان يوجد ممر آمن للخروج من اعتصام رابعة، لافتًا إلى أن الرصاص في البداية كان من داخل الاعتصام.

وزعم أن الإخواني أحمد المغير، قال إنه جاء إليهم أوامر قبل فض رابعة من الإرشاد بسحب السلاح، لافتًا إلى أنه بحسب تصريحات المغير كان يوجد مخزن لأسلحة الإخوان في «طيبة مول»، الذي كان يضم كمية من الأسلحة جاء أوامر بسحبها قبل فض اعتصام رابعة بساعات.

وأضاف أنه بحسب معلوماته إن إخوان الشرقية وإخوان الصعيد كان بحوزتهم أسلحة نارية قد أعلن عنها وزير الداخلية، وبسبب هذه الأسلحة حدث إطلاق النار. وتابع بأنه طلب منهم نشر أسماء الإخوان الذين ماتوا على المواقع الخاصة بهم، فرفضوا لأنها ستكون فضيحة لهم، لأن الناس كانت تعلم بأنه يوجد ألف إخواني مثلًا من البحيرة موجودين في اعتصام رابعة ولم يمت منهم فرد واحد، ومن ماتوا كلهم سلفيين ومحبين وناس عاديين.

وادعى أن كل الموجودين في اعتصام رابعة كانوا يعلمون بالفض قبلها بأربع ساعات، حيث لم يكن الفض سرًا أو مفاجأة، وكل الناس كانت تعلم بأن الفض سيكون الفجر. وأضاف أن ما حدث في رابعة، أن الميكروفون في رابعة كان يطالب الناس بأن تثبت وتقاوم، في حين أن كل الإخوان جاء إليهم أوامر بالانسحاب، للذهاب إلى محاصرة مباني المحافظات، حيث بدأ فض اعتصام رابعة منذ الساعة السادسة صباحًا، في الوقت الذي كانت فيه المحافظات وأقسام الشرطة والكنائس محاصرة ويضرب عليها النار ومولوتوف.

وتابع: «لو أحد قال بنت البلتاجي رحمها الله ماتت في اعتصام رابعة، ففي النهاية المرأة عند الإخوان ليس لها قيمة عند الإخوان، فالمرأة ليس لها رتبة عامل في الإخوان، وإنما رتبتين مثل رتبة المحبة والمنتسبة، وبناء على ذلك ليس للمرأة حق التصويت ولا الترشح داخل أروقة التنظيم، حتى قسم الأخوات يكون مسؤول عنه رجل عن طريق زوجته أو أخته».

وادعى أن الإخوان لعبوا بالجميع في اعتصام رابعة، لافتًا إلى أن الجماعة اعتنقوا فكرة المظلومية والكربلائية والتباكي على القهر. وزعم أن عنف الإخوان ظهر بشدة خلال اللجان النوعية بعد فض اعتصام رابعة، لافتًا إلى أن الإخوان شكلوا المكتب الإداري الخاص بالقيادي الإخواني محمد كمال وكان قد أخذ تصريحًا بالعنف، كما أنهم كانوا حاصلين على الضوء الأخضر من بعض الجهات الأجنبية. وأوضح أن الدولة بعد مرور عام على انتهاء عهد الإخوان أصبحت دولة قوية وفي غاية التماسك، كما أن الأجهزة الشرطية والجيش كانت صامدة وقوية، وكان الشعب المصري في ظهر المؤسسة العسكرية والشرطية بشكل كبير جدًا، وبالتالي استطاعوا أن يقضوا على حسم وعفاريت الأسفلت وكتائب حلوان. واتهم جماعة الإخوان بأنهم هم من سلموا القيادي محمد كمال للأمن المصري للقضاء عليه.