الشاهد: محافظ الفيوم الأسبق: الدولة تكبدت 120 مليون جنيه نتيجة تخريب الإخوان في أحداث رابعة
التاريخ : الأحد 13 أغسطس 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: الإخوان
قال الدكتور حازم عطية محافظ الفيوم الأسبق، إنه تسلم عمله محافظًا للفيوم في 14 أغسطس 2013 يوم فض الاعتصام. وأضاف أنه كان يتفقد المكاتب ودخل عليه لواء شرطة يتصبب عرقًا ويقول له إنه حكمدار الفيوم، وقال له إنهم محاطون من كل جهة، والذخيرة التي معه نفدت، وفيه أربع جنود شرطة مصابين، والقوات المسلحة ينبغي أن تتدخل. وأضاف أنه كان في ذهنه أحلام كثيرة لمدينة الفيوم لكنه اصطدم بهذا الواقع الصعب، متابعًا: «رجعت المكتب ولاحظنا وجود دخان كثيف في حوش المحافظة وكاوتش يحترق ومولوتوف يجري إلقاءه على مبنى المحافظة». وتابع بأن الفيوم معقل لجماعة الإخوان وجماعات أخرى، وكان ذلك رد فعل لما يحدث في فض اعتصام رابعة العدوية، مدعيًا أن الإخوان توجهوا إلى مبنى المحافظة واعتدوا عليه.
وأضاف أنه التقى المستشار العسكري في المحافظة الذي طلب منه مغادرة المبنى. وذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان وقتها وزيرًا للدفاع، وتحدث إليه هاتفيًا وقال له في عبارات مقتضبة: «سيادة المحافظ أمام مبنى المحافظة في مدرعة في انتظارك ستنقلك و4 جنود مصابين وتغادر المنطقة فورًا».
وتحدث عما أسماه اعتداءات عناصر جماعة الإخوان على مبنى المحافظة. وقال: «بعدما ركبت المدرعة وجدت شخص يقول سيارة المحافظ تحترق، فالسائق جرى على السيارة خلف مبنى المحافظة وبعدها أخذ طلقة في ذراعه». وأضاف: «ركبنا المدرعة وكنا حوالي عشرين فردًا، والمدرعة كانت تتسع لثمانية أفراد فقط، وأنظر من فتحات المدرعة لأجد أناس يجرون وراءنا ومعهم بندقيات آلي، وكنا نسمع الرصاص مثل المطر فوق المدرعة».
وذكر أنه وقت أحداث فض اعتصام رابعة جلس في مديرية أمن الفيوم لمدة 3 أشهر بسبب حرق مسكنه على يد عناصر جماعة الإخوان- بحسب زعمه. وأضاف أن سكنه في محافظة الفيوم تحول إلى هيكل خرساني بعد حرقه، ومديرية الأمن أصبحت سكنه ومكان عمله في الوقت نفسه. وتابع: «عدنا مبنى المحافظة والغرف كانت ساخنة جدًا من النار وكل شيء محروق ولا يوجد أجهزة، وشهود عيان أبلغونا بأن سيارات نقل سرقت أجهزة التكييف، والكمبيوتر والهواتف»، مؤكدًا أن ما حدث تدمير وحرق وسرقة.
ولفت إلى أن مبنى محافظة الفيوم أعيد تأهيله بعد أحداث شغب الإخوان في 14 أغسطس 2013، بقيمة 27 مليون جنيه، كما أعيد تأهيل فيلا المحافظ بقيمة 3.5 مليون جنيه، زاعمًا بأن الإخوان كانوا ينتقمون من الشعب. وأضاف أن الكنائس تأثرت جدًا بسبب أعمال العنف، وأنه ذهب وصور الكنائس التي احترقت وكانت هناك 12 كنيسة جرى حرقها، مشيرًا إلى أنه زار الكنيسة الرئيسية في الفيوم وكانت من أول الزيارات الرسمية في اليوم الثالث من توليه المنصب. وتابع أنه في أثناء وجوده بالكنيسة استمع لأصوات بالخارج وعندما سأل عرف أنها لبعض الناس المعترضة على وجوده بالكنيسة كأول زيارة رسمية له كمحافظ من باب إثارة الفتنة، مؤكدًا أنه سأل مدير مكتب عن رؤيته مسجدًا في طريقه للكنيسة فأخبره بأنه مقابل للكنيسة، وبعد انتهائه من الزيارة قرر الترجل وصلاة العصر بالمسجد وأم المصلين ووقتها نشرت جريدة الأهرام صورة وعلقت عليها: «محافظ الفيوم يزور الكنيسة ويؤم المصلين بالمسجد لقطع المزايدة».
وذكر أنه جرى رصد مبالغ مالية وعمل ميزانية خاصة لإعادة تأهيل وترميم الكنائس التي حرقها الإخوان في أحداث شغب 14 اغسطس 2013. وأضاف أن الترميم والتأهيل للكنائس جرى في فترة وجيزة وقبل الانتهاء من مبنى المحافظة وسكن المحافظ، مشيرًا إلى أنه ظل مقيمًا 3 أشهر مع مدير الأمن، وبعدها انتقل لأحد الفنادق بالفيوم لمدة 9 أشهر. وأكد أن بعض الكنائس دُمر تمامًا، والبعض الآخر جرى تدمير جزء منه، ووصلت تكلفة ترميم الكنائس وإعادة تأهيلها إلى 18 مليون جنيه تكبدتها الدولة، مؤكدًا أنه يوجد مبان أخرى متضررة تتبع المحافظة مثل التموين، مبينًا أن التكلفة الإجمالية لإعادة التأهيل وصلت إلى 120 مليون جنيهًا، مؤكدًا أن هذه الفاتورة التي دفعت في الفيوم فقط لمواجهة عنف الإخوان.
وتحدث عن كيفية مواجهته الفكر الإخواني بمحافظة الفيوم، بعد أحداث 14 أغسطس 2013، مؤكدًا أنه فكر في مدخل للشباب لأنهم كانوا في سن 20 و23 عامًا، وكانوا لا يعرفون شيئًا عن فلسفة الجماعة ولكن جرى استقطابهم. وأضاف أنه قرر مواجهة الفكر الإخواني بالثقافة والآثار وتنظيم المهرجانات، مشيرًا إلى أنه بحكم عمله في الآثار يعلم أن الفيوم من المحافظات الثرية جدًا والقريبة من القاهرة ولها دورها في تنشيط السياحة الداخلية والخارجية. وتابع أنه كان يعرف أن هناك قصر قارون وتتعامد عليه الشمس يوم 17 ديسمبر، ولم يكن هناك تسليط إعلامي على ذلك، فقرر إحياء الفكرة وتسليط الأضواء عليها ولهذا جرت إعادة تأهيل المنطقة والاحتفال بتعامد الشمس صباح يوم 17 ديسمبر، واتصل بسفراء الدول المصدرة للسياحة لمصر، ودعوتهم للاحتفالية، مشيرًا إلى أنه نظم مسرح أمام المعبد وتجهيز إنارة له وكان شكله رائعًا خاصة أنه مكان كان مهجورًا.
وأضاف أنه جرى دعوة 7 دول للمشاركة بالمهرجان، ولبوا الدعوة بمشاركة فرق تقدم موسيقى الشعوب الفولكلورية لكل دولة، مشيرًا إلى أن 6 سفراء للدول المعنية بالسياحة شاركوا في المهرجان وباتوا في الفيوم ليلتها، وفي اليوم التالي شاركوا في احتفالية تعامد الشمس على قصر قارون.
وأشار إلى أن الاحتفالية كانت في منطقة يوسف الصديق، وهي أحد معاقل الإخوان وقتها بالفيوم، مؤكدًا أن الطريق المؤدي لقصر قارون جرى عمل لافتات ترحيب بالضيوف عليه، وبعد الساعة الثانية فجرًا فوجئ بمدير الأمن يخبره أنه جرى تدمير اللافتات من قبل الإخوان وغطوا عليها بالإسبراي، مشيرًا إلى أنه قبل الفجر أعيدت كتابة اللافتات مرة أخرى.
وأشار إلى أن مهرجان موسيقى الشعوب بالفيوم جرى تنظيمه لمدة دورتين، مشيرًا إلى أنه فوجئ بأن أحد سفراء الدول المشاركة يخبره بكيفية استقبال أهالي الفيوم لهم بالعام الأول. وأضاف أن السفير قال له إنه في السنة الأولى كان الأهالي يلقون عليهم الحجارة وكانوا غير سعداء بوجودهم، موضحًا أنه في العام الثاني جرى رصف الطرق وإضاءتها وزراعة الأشجار حتى المعبد. وتابع بأنه بعد تعامد الشمس كان ينظم بزار مفتوح وفطار بلدي، مؤكدًا أن هذا السفير أخبره بأنه في العام الثاني وجدوا الأطفال يستقبلونهم بالتصفيق، مشيرًا إلى أنهم اكتشفوا أن السياح يحملون الخير لهم. وذكر أن مدير الأمن أخبره بأن عددًا من أهالي الفيوم يريدون حضور الحفلات وعرض سلعهم للسياح، فأخبره بموافقته على حضورهم ومشاركتهم.
وثمَّن اهتمام الدولة بالريف والسير في طريق أنها لا تقدم الخدمة فقط ولكن خدمة تؤدي إلى ارتياح نفسي عند أهالي هذه المناطق. وأضاف أن مشروع مثل "حياة كريمة" يجعل المواطن يستشعر بأن الدولة المصرية مهتمة به، وهو ما تقوم به الدولة في كل قرى ونجوع مصر. وأوضح أنه لم يكتفي باحتفالية موسيقى الشعوب لكن تم إرسالها لأربع أو خمس قرى لتقديم هذه الفنون في تلك القرى، واختيار عدد من القرى، لكنها لم تكن تحتوي على مسارح ولذلك جرى التوجه نحو مراكز الشباب في هذه القرى لتقديم العروض في مراكز الشباب.
وأشار إلى أنه نظم مشروعين في غاية الأهمية للشباب، وهما مشروع يسمى "شباب الفيوم الزراعي" ومشروع "شباب الفيوم الصناعي"، حيث يوجد في المنطقة الصناعية بالفيوم عدد من المصانع والشركات المنتجة، لا سيما أنه جرى الاستيلاء على 12 فدانًا من المنطقة الصناعية في وقت الفوضى، لكن تمكنا من استعادة تلك الأفدنة داخل المنطقة الصناعية، مبينًا أن مشروع الشباب الزراعي في محافظة الفيوم كان في منطقة تبلغ مساحتها 12 فدانا من الأراضي الزراعية، وكان بها محلب ومكان لتربية العجول، وقد توقف هذا المشروع لكنه عمل على إحيائه من جديد.
وأضاف أنه جرى إنشاء صوب زراعية للشباب البالغ عددهم 68 شابًا، لافتًا إلى اشتراط أن من يدخل هذا المشروع يكون من خريجي كلية الزراعة بجامعة الفيوم، أو المعهد المتوسط الزراعي في الفيوم. وأوضح أنه من خلال هذا المشروع استأجر الشباب هذه الأراضي ودفع إيجاراتها للمحافظة والعمل على الإنتاج من خلال الصوب المتواجدة بها، ومن ثم تؤول ملكية الأراضي إلى هؤلاء الشباب بعد تسديد ثمن هذه الأراضي من خلال الإيجارات، معقبًا: «كنت أتمنى تكرار هذه المشروعات في مراكز أخرى بمحافظة الفيوم».
ولفت إلى أنه جرى عمل مشروع ورش صغيرة تبلغ مساحة الورشة الواحدة 100 متر، لـ 144 شابًا يتمكنون من أخذ هذه الورش لإنتاج المواد الخام التي تحتاجها المصانع الموجودة في كوم أوشيم، حيث توجد مصانع ورق ومصانع زجاج، لافتًا إلى أنه بدلًا من أن تأتي المواد الخام لهذه المصانع من خارج الفيوم قام الشباب بإنتاجها بالإضافة إلى إنتاج منتجات أخرى.
وشدد على ضرورة وجود وقفة حاسمة للأفكار المتطرفة، وذلك من خلال رد الدولة على أعمال العنف لهذه الجماعات بالعنف، أي مواجهة العنف بالعنف. وأضاف أن المحطة الثانية لمواجهة هذه الجماعات المتطرفة تأتي من خلال التعامل مع أهل القرى والنجوع التي تستوطن بها الجماعات، من خلال الثقافة وتوفير فرص العمل، لافتا إلى أنه من خلال تجربته مع محافظة الفيوم فهي محافظة سياحية قريبة من القاهرة حيث تبعد عنها بمسافة 95 كيلو مترًا، وبالتالي فإن محافظة الفيوم من الممكن أن تكون من المحافظات الثرية جدًا من الناحية السياحية.
وأوضح أنه أعد دراسة كاملة متكاملة عن تحويل محمية بحيرة قارون، والمقصود بها البحيرة وما حولها إلى منتج سياحي عالمي، لافتا إلى أن طول بحيرة قارون 44 كيلو مترًا، ومتوسط عرض البحيرة ما بين 4 إلى 5 كيلو مترات، وبالتالي فهي بحيرة ضخمة يُمكن الاستفادة منها استفادة عظيمة، مؤكدًا أن تنمية هذه المناطق سوف يغير من محافظة الفيوم وغيرها من المحافظات الأخرى بحيث يمكن القضاء على التطرف بكل سهولة ويسر بأسلوب مقنع جدًا على أرض الواقع.