يحدث في مصر – شريف عامر – حلقة الثلاثاء 16-05-2023
التاريخ : الأربعاء 17 مايو 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: قضايا المنطقة العربية
قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن دوائر الاهتمام والقضايا التي لها تأثير مباشر في حاضر ومستقبل المواطن العربي متعددة، مشيرًا إلى عدم إمكانية ترتيب تلك القضايا وفقًا لأولويات. وأضاف أن كل القضايا ضاغطة للأسف وتأثيراتها في المجمل سلبية وتحتاج إلى معالجة فورية، بقدر الاستطاعة وبقدر الإرادة. وشدد على أن المنطقة بحاجة إلى التوافق حول مبدأ الحلول العربية للمشكلات العربية، مضيفًا أن المبدأ مقتبس من المصطلح الإفريقي، وحان الوقت لنزكي هذا الشعار ليس فقط كشعار بل كمنهج يؤدي إلى ما أسست من أجله الجامعة العربية. وأوضح أن الجامعة العربية أسست على أساس تعزيز العمل العربي المشترك، والتضامن فيما بين الدول؛ لتحقيق الاستفادة بين القدرات المتباينة والخبرات، والتأثير على القضايا التي تمس العالم العربي بشكل مباشر. وأكمل أن هناك قضايا في دوائر تفوق الإقليم العربي والإقليم المتاخم للدول العربية والقضايا الدولية لها تأثير مع العولمة، ما يحدث في أي بقعة في العالم له تأثير في النواحي الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك التطور في المجال التكنولوجي والمعرفة والذكاء الاصطناعي، والأمر يتطلب امتلاك قدرة وإرادة للتعامل مع تلك التحديات.
قال الدكتور مصطفى الفقي، الكاتب والمفكر السياسي، إن هناك مندوبين للدول في جامعة الدول العربية وأحيانًا يكون سفير الدولة نفسه في القاهرة هو المندوب الدائم في الجامعة العربية، مشيرًا إلى أن دوره العمل مع وزارة خارجية ومراجعة القرارات. وأضاف أن الأمانة العامة للمجلس الوزاري لجامعة الدول بها موظفين أكفاء وقدامى جدًا ولديهم تقاليد موروثة، وأحيانًا بعض المؤشرات تنقل من عام لعام ويظل مطروحًا على الأجندة دون البت فيه، وهي المشاكل المزمنة. وتابع، أن الجامعة العربية مؤسسة تتحمل جهدًا كبيرًا جدًا في ظروف صعبة للغاية.
مضامين الفقرة الثانية: سد النهضة
قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن بند ملف سد النهضة، موجود على جدول أعمال القمة العربية في الرياض، والتي تنطلق أعمالها في الـ 19 من مايو الجاري. وأضاف أن البند موجود على جدول الأعمال للانتهاء من القضية بشكل عاجل؛ يحقق المصلحة المصرية. ولفت إلى أن القمة من المقرر أن تشهد تأكيدًا من القادة العرب على عناصر الحفاظ على الأمن المائي لمصر والسودان، واعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي العربي بصفة عامة. وأكمل أن هذا تعبير قوي يجب أن يؤخذ في الاعتبار عندما تقيم إثيوبيا الأمور، ويؤشر إلى اهتمام الدول العربية بتلك القضية، حتى يأخذ الاهتمام حيزه ويتطور لمعالجة الأمر وفقًا للاحتياج والظروف. وذكر أن عديد من الدول الإفريقية تدرك بشكل واضح أهمية القضية بالنسبة لمصر، قائلًا إن بعض الدول تشارك مصر موقفها كدولة مصب وتدرك أهمية التعاون. ولفت إلى أن بعض الدول ترى أنها قادرة ومارست تعاونًا مع جيرانها وتمكنت من التوصل إلى حلول لتلك الأمور، وتراقب الأمر لأنه قد يكون له تأثير عليها لو استقرت فكرة التصرف خارج التفاهم والتوافق، وفقًا لمعايير القانون الدولي والتجارب الدولية. ونوه بأن بعض الدول الإفريقية لا تهتم بملف سد النهضة بنفس القدر؛ لاعتبارات البعد عن المشهد وعدم التركيز حوله.
وأضاف أن مصر تبتعد عن فكرة الضغط بملف سد النهضة، موضحًا أنها أقرب لفكرة التشجع والسعي لاستقطاب الطرف الآخر، حتى يحقق مصلحته ومصلحة الآخرين. وذكر أن مصر تنظر إلى القضية من منظور المصلحة، وعدم الاستئثار بوضع أنفسنا في مكان تفهم الاعتبارات لدى الآخرين. وقال: «نأمل أن الأشقاء في إثيوبيا يقدرون الموقف المصري والاحتياجات المصرية، وضرورة الحفاظ على الأمن المائي المصري، كما تحافظ القاهرة على الأمن». ونوه بأن الجميع سيتأثر لو لم يتحقق الاستقرار والأمن، مضيفًا: «نبعد عن فكرة أوراق الضغط وإنما الاستقطاب لتحقيق المصالح المشتركة».
مضامين الفقرة الثالثة: الأزمة السودانية
قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن مصر منذ اللحظة الأولى للاشتباكات في الخرطوم، كانت على تواصل مستمر ومكثف مع طرفي الصراع، والأطراف السياسية السودانية الأخرى، والشركاء الدوليين والدول العربية. وأضاف أنه أجرى جولة مؤخرًا إلى تشاد وجنوب السودان، وأجرى اتصالات عديدة مع نظرائه في الدول الأخرى؛ لإيجاد أرضية مشتركة، وإقناع الأطراف بما يجب تزكيته واستقطابها إليه من مواقف تأتي بالتهدئة وإنهاء الصراع. ونوه بأن مصر لم تصل إلى نقطة تحقيق الهدنة وإنهاء الصراع في السودان، كما لم يصل إليها أي أحد آخر، مؤكدًا أن مصر تهتم بالشعب السوداني كافة وبكل الأطياف، وليست منحازة لطرف على حساب آخر. ولفت إلى أن وجود الانحياز يؤدي إلى تعقيد الموقف وليس حلحلة الأمور، منوهًا بأن هناك بوادر لاستغلال الوضع في السودان، من أجل تحقيق مصالح على المستوى الإقليمي. وأكمل أن هذه أمور خطرة تؤدي إلى تفاقم الأمر عادة ومصالح متضاربة، الأمر الذي يدخل الصراع إلى دائرة مفرغة ويؤدي إلى محاولة الاستقطاب وبلوغ القدرة على القضاء على المصالح الأخرى، وأثمان باهظة على الدولة ومؤسساتها والمواطن العادي.
وذكر أن تداعيات الصراع في السودان لها تأثير مباشر في الأمن القومي المصري، مؤكدًا أن مصر تعمل باجتهاد لاحتواء الأثر السلبي الناتج عنها. وأضاف: «لا نفكر في أنفسنا فقط وإنما الأشقاء بحكم العلاقة الوثيقة والمصاهرة والامتزاج بخبرة الماضي والمصير والمستقبل المشترك، هذه ليست معادلة ذاتية أنانية». وأكد أن الأوضاع في السودان تتطلب وجود تحسب وتقدير لسيناريوهات واحتمالات، في محل تطوير وفقًا لأحداث لا يمكن التكهن بها وتوقعها، قائلًا إن السيناريوهات تأتي بحكم التفاهمات العديدة وتوجيه البوصلة والمسار للتعامل معها بشكل يحقق المصلحة المصرية والأشقاء. وذكر أن العلاقات المصرية العربية لها الأولوية لدى القاهرة، موضحًا أن الأمر يأتي من منطلق الشعور بالتاريخ والمصير المشترك. واستطرد أن هناك مكونات تربط الدول العربية على المستوى الإنساني والوجداني في منتهى القوة، ولا بد من الاستفادة من الأمر والسعي في إطار تعزيز العمل المشترك والتضامن بين الدول والتقدير والاعتزاز بأنفسنا لأننا شاركنا في تشكيل الحضارة الإنسانية.
مضامين الفقرة الرابعة: عودة سوريا إلى الجامعة العربية
قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن التحرك المصري بشأن عودة دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية بدأ مبكرًا في إطار من الانفتاح والتقدير، منوهًا أن السنوات الأخيرة شهدت ركودًا في التعامل مع الأزمة السورية. وأضاف أن الركود في التعامل مع الأزمة السورية له تأثير سلبي على الشعب السوري في المقام الأول. وأشار إلى أن زيارته للعاصمة دمشق بعد الزلزال المدمر الذي شهدته سوريا، ولقاءه بالرئيس بشار الأسد، ووزير الخارجية فيصل المقداد، وما تلاه من اتصالات واستقبال «المقداد» في القاهرة وتفاعل الدول العربية، ولدت قوة دفع لاستكمال فكرة الحلول العربية للمشكلات العربية.
وأكد أنه من غير الملائم استمرار الوضع المتسم بالركود، ويؤدي إلى أضرار على السوريين في الداخل والخارج، وانتهاك للسيادة السورية، مبينًا أن جمود الأمور يصب لمصلحة أطراف إقليمية ودولية، ويؤدي إلى ترسيخ المنظمات الإرهابية. وذكر أن تلك المخاطر فيما يتعلق بالشعب السوري والأمن القومي العربي والمحيط لإقليمي، يتطلب التحرك لمعالجتها بشكل فيه تدرج واحترام لمقررات الشرعية الدولية، والوفاء بالأمور التي توافق عليها المجتمع الدولي.
وشدد على أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، بداية مرحلة جديدة من التواصل والعمل المشترك»، مشيرًا إلى أهمية مراعاة ما يجب أن تضطلع به الحكومة السورية، وقدرة الدول العربية في معاونة سوريا على الخروج من أزمتها. وعقب أن المعاناة طالت سوريا 12 عامًا، والإحساس بالألم الذي يتولد لدى المواطن العربي والمصري يؤخذ في الاعتبار، ولابد من التفاعل لتحقيق الاستقرار وريادة سوريا والإقرار بمسئولية مؤسساتها الحكومية.
وعن موعد وجود البعثة المصرية بصورة كاملة في دمشق، أكد أن توقيت تحققه مرتبط بالتشاور والاتصالات فيما بين الجانبين، وكيفية التعامل مع القضايا الثنائية والقضايا الأعم المرتبطة بالأزمة.
مضامين الفقرة الخامسة: العلاقات المصرية الإيرانية
قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن الدول التي لها اتصال وتواصل ومعرفة ببعض المشكلات، بحكم الجيرة والعلاقات التاريخية، تكون أكثر قدرة على النفاذ لبواطن الأمور، والتعامل مع الدوائر المختلفة. وأضاف أن التعامل مع المشكلات يتطلب العمل الجماعي، ووجود رؤية مشتركة داعمة لما تتخذه دولة أو دولتان من إجراءات تنفيذية. وأشار إلى أن العمل الجماعي بني عليه التطور الإنساني والحضاري وتقدم الدول الغربية، معقبًا: «لا يمكن أن نهمل قيمة العمل الجماعي، ولو تركز العمل في دوائر أكثر تركيزًا فهو يؤدي إلى نتائج مستدامة».
وذكر أن التعامل مع المشكلات يتطلب تطابقًا في المبادئ، ثم الاتفاق حول مسار ورؤية ثم آليات التنفيذ، مضيفًا: «ليس بالضروري التطابق في كل جزئية عند التعامل مع موضوع ما، بعض الجزئيات تحتاج مرونة وتركيزًا يؤدي إلى تحقيق نتائج والسير بوتيرة والسرعة التي تقتضيها المشكلات للتعامل معها». ونوه بأن عدم الثبات في السياسة شيء طبيعي؛ لأن الهدف منها تحقيق المصلحة، منوهًا بأن المتغير يتطلب تقييمًا للعوائد المستفادة منها، وما هو المستقبل من تطوير تلك العلاقات.
واستشهد بما تشهده المملكة العربية والسعودية وإيران من مراحل أولى للتفاهم ومسارًا يأخذ حيزًا ومجالًا ويتطور، نافيًا ما تردد في الإعلام حول وجود مسار مصري إيراني. وأكمل: «تكهنات لا أساس لها من الصحة، علاقتنا مستمرة مع إيران على ما هي عليه، وعندما يكون هناك مصلحة في تغيير منهج ما فبالتأكيد نلجأ دائمًا لتحقيق المصلحة». وعن مسار العلاقات المصرية التركية بعد الانتخابات الرئاسية، عقب: «المسار يتأثر بالمتغيرات، وأي نتيجة ومن يضطلع بالمسئولية ستكون له سياسات ورؤى لا بد من تقييمها والتعامل معها».
مضامين الفقرة السادسة: العلاقات المصرية الأمريكية
قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن أحاديث المحللين والمتخصصين والدارسين تفيد بتراجع الاهتمام الأمريكي بالمنطقة، مشيرًا إلى أن مسئولي الإدارة الحالية يؤكدون وجود اهتمام وتفاعل. وأضاف أنه يقيس الأمر بالنظر إلى العلاقة الثنائية، مؤكدًا أنها لا زالت تتسم بأهميتها بالنسبة للطرفين في مختلف مجالات التعاون والتنسيق. ولفت إلى أن واشنطن انسحبت ماديًا من أفغانستان والانتشار الواسع في العراق، لكنها كدولة عظمى لها مصالح في كل بقعة بالعالم ولا تستطيع أن تهملها؛ لأنه يعود بأضرار عليها. وأوضح أن توجه الاهتمام الأمريكي إلى العلاقة مع الصين، والتركيز على الصراع في أوكرانيا، جعل الساحة الإعلامية والسياسية مليئة بالتركيز على تلك الدائرتين، والقول بوجود تراجع أمريكي. واستشهد بالانخراط الأمريكي الكثيف في مسار العقبة-شرم الشيخ للقضية الفلسطينية، إضافة إلى اهتمامها بما يحدث في السودان، والذي لمسه خلال اتصالاته مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، والتعاون مع السعودية للتوصل إلى المسار الإنساني.
وذكر أن الرؤى المصرية والأمريكية خلال الـ 40 عاما الماضية ليست متطابقة، معقبًا أن هناك موضوعات كثيرة شهدت تجاذبات واختلافات، فمثلا حرب العراق الثانية شهدت وجهتي نظر على النقيض، لكنه لم يؤدي إلى فقدان العلاقة لأهميتها وعوائدها لدى الطرفين، واشنطن لا تستطيع بحكم أنها دولة عظمى أن تهمل أي منطقة من مناطق العالم وإلا ستتأثر مصالحها.
مضامين الفقرة السابعة: أسعار الفائدة
توقع الدكتور مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي، تثبيت البنك المركزي المصري أسعار الفائدة في اجتماعه الخميس المقبل. وقال إن التضخم وصل إلى أعلى مستوياته في مصر، مشيرًا إلى وجود اتجاه انخفاض قليل. وأضاف أن هذا الاتجاه النزولي حتى وإن كان بنسبة قليلة، يبني عليه جزء من الاقتصاديين توقعهم بتثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع المركزي المصري. وأشار أن تثبيت أسعار الفائدة المتوقع من وجهة نظره يعتمد على أمرين؛ هما: الأول قرب انتهاء السنة المالية بعد 45 يومًا، إذ إن ارتفاع أسعار الفائدة يحمل عبئًا على الموازنة العامة للدولة في نهايتها.وبين أن الأمر الثاني هو تراجع سعر الصرف في السوق الموازية، إضافة إلى انخفاض أسعار الذهب.