الشاهد: وزير النقل الأسبق: لمست ودًا في حديثي مع مرشد الإخوان محمد بديع
التاريخ : السبت 19 أغسطس 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: الإخوان
تحدث الدكتور جلال السعيد، وزير النقل ومحافظ القاهرة الأسبق، عن كيفية انتشار الفكر الإخواني والسلفي المتشدد في شوارع القاهرة. وقال إنه عندما عاد من الخارج عام 1990 وجدت دولة أخرى غير تلك التي عاش فيها. وأضاف أنه عندما خرجت من مصر كان المجتمع المصري العادي يعتاد المواطنون على الحياة الجامعية المعروفة، وعندما سافر لدراسة الدكتوراه في كندا، فكان يأتي لهم المعيدون من الجامعات المصرية، فكان الظاهر أشخاصًا بلحية خفيفة، ويرتدون ملابس قصيرة، وكانت نتاج تقاليد في مصر في هذا الوقت. وتابع بأنه عندما رجع وجد البلد مختلفة عما تركتها، والفكر السلفي والإسلامي السياسي متغلغلًا في البلد بشكل واضح في اللبس وطريق الكلام في شوارع القاهرة، مبينًا أنه في الخارج كان يسمع عما حدث مع الرئيس السادات ومرشد الإخوان عمر التلمساني.
وادعى أنه في بداية التسعينيات كانت هناك حالة من التعايش بين النظام وجماعة الإخوان المسلمين. وذكر أن النظام كان يسمح للإخوان بالتحرك في بعض الأماكن، مثل النجاح في مجلس النواب، وكذلك في النشاط الطلابي. وتابع بأن كان معظم التنفيس عن أي ضغوط موجودة تظهر في الجامعات، والنظام كان يسمح للتنظيمات الإسلامية بممارسة الأنشطة الممنوعة عن الآخرين، وكانت هناك مكبرات الصوت ومسيرات داخل الجامعة ويختفوا في ثواني، وكان الدعم اللوجيستي لهذه التظاهرات من الإخوان، قائلًا: «كنت أعلم أن هناك بيوت مؤجرة بجانب الجامعة لتغذية المظاهرات بكل أوجه الدعم».
وذكر أن هناك عديد من المظاهرات التي خرجت في جميع أنحاء الجمهورية كانت من الإخوان، مبينًا أن جماعة الإخوان قدمت الدعم المادي واللوجيستي لضمان نجاح تلك المظاهرات، لافتًا إلى أن هذه الفترة كانت فترة تنفيس واستعراض قوة وتعايش في ظل أن النظام كان يترك الجماعة لأنه كان قادرًا على خنق الجماعة في أي وقت، بدليل عندما بدأت المظاهرات في يناير 2011 قال الإخوان إنهم لن يشاركوا، ولكن عندما ارتفعت موجة التظاهرات نزلوا في يوم 28 يناير بضراوة.
وذكر أن الشيخ عمر عبد الرحمن والشوقيين وأتباعهم وغيرهم من عناصر التنظيمات التكفيرية الخطرة استوطنوا الفيوم. وقال إن محافظة الفيوم كانت بيئة خصبة لانتشار الأفكار التكفيرية والمتطرفة. وأضاف أنه جرى تعيينه عميد لكلية الهندسة جامعة الفيوم، فكانت هذه الملاحظة تعلقت بفروق أكبر موجودة في المجتمعات المحافظة مثل الفيوم، ثم عينت محافظ للفيوم، قائلًا: «اعتقد أن جزء كبير منها له علاقة بقضايا الفقر، وكان عمر عبد الرحمن استوطن الفيوم، ووجد بيئة خصبة لنشر الفكر المتشدد».
وتابع بأنه كان لديه علاقة طيبة مع أهل الفيوم، وما رآه كان عن طريق الجامعات الاسلامية الموجودة في الجامعات من استقبالهم للطلاب وتعريفهم على المدرجات والسكن الجامعي، وإحضار أكل في أول أسبوع، مبينًا أن كل الطلاب كان يجري استقطابهم، وكان هناك أرضية خصبة بين المجتمع الطلابي وتأثير جماعة الإخوان المسلمين على الناشئين، وكان في هذه الفترة من التسعينيات كان هناك نوع من التعايش بين النظام والإخوان.
وقال إنه لم يلتق مرشد الإخوان محمد بديع رغم حضوره لإلقاء المحاضرات بكلية الهندسة جامعة الفيوم. وأضاف أن قصة التعارف بالنشاط الطلابي، بدأت عندما طلب أحد الطلاب إرسال دعوة لمحمد بديع لتقديم محاضرة في الجامعة، ولم يكن يعرفه ولم يقابله، ونفس الطلب تقدم في العام التالي، ولم يلتقي محمد بديع رغم حضوره لإلقاء المحاضرات بكلية الهندسة جامعة الفيوم، وفي هذا اليوم كان هناك حفل إفطار في رمضان، وقدَّم دعوة لتناول الإفطار مع أسرة الكلية، وتعرف عليه في هذا اليوم، ولكن لم يركز مع هذا الاسم، وهو ظهر بشكل رسمي في تقديم خطاب مرسي في جامعة القاهرة، ووقتها كان وزيرًا للنقل في حكومة الجنزوري. وتابع: «عندما أعلنوا اسم المرشد العام للإخوان، قلت في نفسي هذا الاسم والشكل أعرفه ورأيته قبل ذلك، ولم أكن أتذكر الواقعة، وفي احتفال حلف اليمين في الحكومة عام 2012، كنت أسمع مجموعة من الأشخاص، يتحدثون مع شخص مهم، وكان هو محمد بديع وذكرني بنفسه وقالي له إنه تناول معه عيش وملح، ودار حديث سريع بينهما».
وذكر أن لمس بعض الود في حديث مرشد الإخوان معه، لأنه كان أقوى شخص في مصر في هذا الوقت، ويرأس الرئيس محمد مرسي، وكنت من الوزراء الذين قابلوا مرسي مرات قليلة، وكان يخطط لمشروعات قوية بين مصر والصين، وطلب مقابلته لاصطحابه معه وتحضير ملف خاص للنقل لمناقشته مع الجانب الصيني، وحضر اللقاء الدكتور عصام الحداد، وزير الخارجية الفعلي في عهد الإخوان، مدعيًا أن معظم الإخوان كانوا يمارسون نشاطهم عبر كيانات تختلف في طبيعتها عن الإخوان.
وأشار إلى أنه كان من القلائل الذين قابلوا الدكتور محمد مرسي أكثر من مرة أثناء توليه رئاسة الجمهورية، وكان يخطط لأن تكون أولى رحلاته الخارجية للصين، لصنع ملف قوي لمشروعات مشتركة بين مصر والصين، حيث تخيل مرسي أن هذا المخطط سوف يكون من ضمنه مشروعات النقل. وأكد أن مرسي طلب مقابلته كي يقوم بتحضير ملف خاص لخدمة هذا المخطط الذي يعمل عليه، وبالفعل استمر اجتماعه مع الرئيس لأكثر من ساعتين، وكان من بين الحاضرين في هذا الاجتماع الدكتور عصام الحداد صاحب شركة تنظيم المؤتمرات.
وذكر أن الرئيس الدكتور محمد مرسي ألغى أكثر من لقاء من أجل انتهاء الاجتماع معه والذي استغرق أكثر من ساعتين. وتابع بأنه كان هناك في نفس اليوم اجتماع محدد مسبقًا للجنة العليا لمياه النيل والتي يرأسها رئيس الوزراء كمال الجنزوري وكان يحضرها أربع وزراء وهم النقل، الخارجية، الموارد المائية والكهرباء، وكان هذا الاجتماع مقام في هيئة الاستثمارات. واستطرد: «أبلغت مجلس الوزراء أنه جاءني استدعاء للرئاسة من أجل مقابلة مرسي، وبالفعل بعد انتهاء اجتماعي مع مرسي ذهبت سريعًا لهيئة الاستثمارات لحضور اجتماع مجلس الوزراء». وأشار إلى أنه عندما وصل مقر الاجتماع لاحظ أن هناك أحاديث جانبية وأدرك حينها أنه سوف يكون هناك تعديل وزاري قادم.
وذكر، أنه أثناء الاجتماع قام الدكتور كمال الجنزوري بمنح ورقة للدكتور حسن يونس وزير الكهرباء، وأمر كمال الجنزوري أن يقوم هو الآخر بقراءة نفس الورقة بعدما ينتهي حسن يونس، معبرًا: "الدكتور كمال قال باركوا هشام قنديل وكان وزير للري على توليه منصب رئيس مجلس الوزراء الجديد، وبكل عفوية قلت له بتعجب وسخرية هشام مين، تقصد هذا؟» وذكر أنه بعد معرفته بالتغير الوزاري الجديد استرجع اجتماع مع مرسي، عندما أخبره أنه سوف يعود له بعد إجراء مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء كمال الجنزوري، حيث كان هذا الاتصال يتضمن قرار التغيير الوزاري، ومنذ هذا اليوم عرفت أن مرسي والمرشد يأخذون قرارات من جهات عليا أخرى. وأوضح أنه بعد اجتماع كمال الجنزوري مع الوزراء لإبلاغهم بالتعديل الوزاري الجديد بدأت مشاورات تشكيل الحكومة في اليوم التالي مباشرة.
وقال إن الفترة التي حدثت بها ثورة 25 يناير مثلت صعوبة بالغة على جميع العناصر التي كانت تتولى المناصب الحكومية المختلفة، قائلًا إنه في الفترة من 25 إلى 28 يناير كانت الأوضاع سيئة للغاية وكان يشوبها التوتر والارتباك. وأكد أنه في يوم 25 يناير كان في جولة تفقدية شملت جميع أنحاء الفيوم، وكانت لا توجد أي مظاهر لأي ثورة، ولكن بعد عودته للسكن في المحافظة علم أن ميدان التحرير شهد مظاهرات اليوم، وكان يقظا حتى علم خروج الثوار من الميدان بعد الـ 12 مساءً في هذا التاريخ.
وتابع بأنه في صباح 26 يناير تلقى اتصالًا من رئاسة الجمهورية، وكان مخططًا أن يكون هناك حدث متعلق بجمعية محمد علاء مبارك الخيرية الذي كان عبارة عن التجهيز لزواج 100 عروس بالفيوم، وكان من المفترض أن يقام بمحافظة الفيوم يوم الخميس من هذا الأسبوع، وكان السؤال من الرئاسة يدور حول هل المحافظة مهيئة لهذا الحدث أم لا في ظل الأحداث المتوترة التي تشهدها مصر من يوم 25 يناير، وأخبرت الرئاسة بأن الفيوم هادئة ولا توجد بها أحداث شعب مقلقة، ولا يوجد مانع لتنفيذ هذا الحدث الخيري. واستطرد: «تلقيت توجيها من الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بتأجيل الاحتفال لعدة أيام لحين رؤية الأوضاع التي ستستقر عليها الدولة».
وقال الدكتور جلال السعيد، وزير النقل ومحافظة القاهرة الأسبق، إنه في يوم 27 قرر العودة للقاهرة بعد بقائه بالفيوم لأربعة أسابيع متتالية، وكانت الأجواء متوترة للغاية في القاهرة، ولهذا قام بالذهاب إلى قصرة الأميرة فوزية المتواجد على بحيرة قارون بالفيوم، حيث كان هذا القصر مكان استراحة مؤقتة للمحافظ، وكان تلفزيون هذا القصر لا تعمل عليه سوى قناة الجزيرة، معبرًا بأن هذه القناة كانت تعطي إيحاء أن شيئًا ما لابد أنه حادث في مصر.
وأكد أنه كان معه زوجته وابنته بهذا القصر حينها، قائلًا إنه في فجر 28 يناير أرسل زوجته وبنته للقاهرة، ورجع لمكتبه بالفيوم في مبنى المحافظة، مبينًا أنه كان الوحيد في المبنى وتلقى اتصال من الرئيس الراحل حسني مبارك في الثامنة صباحًا ليعرف آخر أخبار الفيوم، وقلت له أنه لا يوجد مظاهر شغب في الفيوم، وقال لي: «خلي بالك من أهل الفيوم يا دكتور جلال». وتابع بأنه في مساء اليوم التالي تلقى اتصال من الدكتور زكريا عزمي، وأخبره أن الرئيس محمد حسني مبارك كان يريد التواصل معه من أجل الاطمئنان على الوضع الأمني بالفيوم لكنه مشغول للغاية.
واستطرد: «أخبرت زكريا عزمي أنه بدأ يكون في المحافظة تأثير لصدى ما حدث في القاهرة على الفيوم، وأن الشرطة حدث لها خلل ما في المحافظة، وأخبرته أن الفيوم ليس بها أمن مركزي وطلبت منه أن يرسل قوات من الجيش، وبعد نصف ساعة تلقيت اتصالًا من اللواء حسن الرويني كان قائد المنطقة المركزية وأخبره أن قوات صاعقة في طريقها للفيوم، وبالفعل وصلت القوات فجر هذا اليوم، ووجودهم كان ضروري جدًا وقام بتحديد أماكن تواجدهم.
وذكر أن القنوات وخاصة قناة الجزيرة نقلت خبر يفيد استشهاد اللواء البطران مدير سجن الفيوم، وقال إنه نقل بأن رئيس سجن الفيوم ليس اللواء البطران. وأضاف أنه اتضح أن اللواء البطران كان بالفعل في الفيوم، وقد كان رئيس المباحث والتفتيش على سجون مصر كلها، وقد عاد من الفيوم الساعة الـ 2 صباحًا، وكان أولاده نائمين، فاستبدل ملابسه وخرج الساعة الـ 4 صباحًا حيث اتجه إلى سجن في القليوبية واستشهد هناك، وبالتالي فإن اللواء البطران لم يكن في الفيوم. وأوضح أن أولاد اللواء البطران لم يعرفوا بأنه دخل إلى المنزل وخرج مرة أخرى، وكانت آخر معلومة لديهم بأنه كان في الفيوم، وذلك عندما قُتل اللواء البطران قالوا بأنه قُتل في الفيوم، لافتًا إلى أن هذه الواقعة صحيحة، وقد كنت على تواصل مع أفراد عائلة اللواء البطران.
وذكر أنه كان له تعامل مباشر مع واقعة اقتحام سجن الفيوم. وأضاف أن سجن الفيوم ليس تابعًا لمحافظ الفيوم، لافتًا إلى أنه من السجون التابعة لقطاع السجون بوزارة الداخلية، لكنه يقع جغرافيًا في محافظة الفيوم، وبالتالي فإن محافظ الفيوم ليست له علاقة تنفيذية بالسجن. وأكد أن تأمين سجن الفيوم لا يدخل ضمن اختصاصات المحافظ.
وأشار إلى أن هناك شخص ما حدثه أكثر من مرة وسط مئات التليفونات التي كانت تأتي لمحافظ الفيوم في ذلك الوقت، وفي كل مرة كان هذا الشخص يطمئنه بأن سجن الفيوم بخير، معقبًا: «كان يقول لي لا تقلق سيادتك الأوضاع آمنة والحالة مستقرة، وكنت أنسى أن أساله من أنت، وقد سألته في النهاية وكان اسمه اللواء محمد نجيب مدير سجن الفيوم، لكن فجأة بعد ساعات انقطعت الاتصالات بيني وبينه، وكنت قد قرأت في تمام الساعة السابعة مساء على القنوات الفضائية خبر يشير إلى مقتل قائد سجن الفيوم، وبأنه قد حدث اقتحام للسجن وغيرها من الأخبار».
وتابع: «حدثت مسؤولين بأجهزة الفيوم حتى يأتون لي برقم تليفون قائد سجن الفيوم، وكلمته واكتشفت بأنه مصاب وقد كان في الطريق إلى 6 أكتوبر، حيث كان لابد من نقله إلى المستشفى، وبالتالي كان على قيد الحياة». وأردف: "خرجت وقلت تصريحا بأن قائد سجن الفيوم لم يقتل، وذلك لأنني كنت قد حدثته من دقائق، لكن هذا التصريح كان بمثابة العمل المنكر، حيث شنت عليه قناة الجزيرة وأخواتها هجومًا كاسحًا، نظرًا لأنهم كانوا قد أعلنوا مقتل قائد سجن الفيوم، وأنا نفيت هذا الخبر.
ولفت إلى أن المتظاهرين الإخوان كانت لهم طريقة تنم عن خبث، حيث في البداية كانوا يحيدون القوات المسلحة، وبالتالي يكون الهتاف هو "الجيش والشعب إيد واحدة". وأضاف أنه بعد ذلك يحدثني قائد الجيش القريب من المنطقة ويقول له إن هؤلاء جماعة مسالمين، ومن الممكن أن نجعلهم يقتربون من المحافظة لا مشكلة في ذلك، وبعد اقترابهم وبمجرد تمركزهم يهتفون يسقط حكم العسكر، حيث كانت هذه صيغة وتكنيك إخواني بحت.
وأشار إلى أنه على صعيد التعامل، كان يحاول ألا يجعل هناك حالة شقاق كبير بينه كمسؤول وبين النواب الذين يمثلون الكتل الإخوانية، حيث كان عددهم كبير، فقد كان نصف نواب الفيوم من الإخوان، وبالتالي كانت يحكمه في التعامل معهم علاقة مستقرة وجيدة، لكن مع الثورة تغيرت الأمور، فقد أصبح المحافظ لا يملك التواصل مع القيادة المركزية للدولة، وأصبح مطالبًا بأن يدير شؤون المحافظة من تلقاء نفسه.
وذكر أن الرئيس مبارك تنحي عن الحكم في 11 فبراير، وبالتالي فإن أي مسؤول في هذه الظروف، كان في وضع عجيب بعض الشيء، حيث قام رئيس الجمهورية بتعيينه خلال وقت معين، وحدثت مظاهرات، وتنحى رئيس الجمهورية، وبالتالي أصبحت شرعيته غير صالحة لأنه تابع للنظام القديم. وأضاف أنه كان عليه الجلوس في موقعه من أجل حياة الناس وتأمين مأكلهم ومشربهم، وكان التواصل في هذا الوقت مع حكومة الفريق أحمد شفيق، حيث كان التواصل معها بشكل يومي، لكن لم يحدث تواصل مع الفريق شفيق نفسه، لكن التواصل كان مع الوزير محسن النعماني وزير التنمية المحلية في هذا التوقيت ومن ثم رحل رئيس الوزراء أحمد شفيق، وجاء رئيس وزراء آخر هو الدكتور عصام شرف وقد كان مدعوم إخوانيًا وجاء من الميدان، قائلًا: «بالتالي فقد أصبحت أنا وغيري من المحافظين نتواصل مع بعضنا من أجل إدارة شؤوننا اليومية».
ولفت إلى أن الشخص الذي كان مخطط لخروجه من السجن، كان يتحدث من غزة، وكان يُدعى "سامي شهاب" وتساءل: «كيف يخرج هذا الشخص من سجن الفيوم، إلى القاهرة ومن ثم إلى الإسماعيلية ويعبر القناة ويعبر سيناء ويعبر الحدود ويصل إلى غزة في خلال 6 ساعات، ويخرج ليتحدث على القنوات بعد 6 ساعات فقط؟! إلا إذا كانت هذه عملية منظمة، أطرافها جزء منهم في مصر وجزء منهم في الخارج، وبالتالي هناك ترتيب تم لاقتحام السجون».
وذكر أن مدير سجن الفيوم أخبره عن اقتحام السجن بأن السجن كان محاطًا بالإرهابيين وكمية كبيرة من السيارات المدرعة لا حدود لها، وكانت بحوزتهم المدافع وRPG، لافتًا إلى أن مدير سجن الفيوم قال له وقتها أنه مؤمن جيدًا ولديه أبراج حراسة وعنده تعليمات بالضرب في المليان، لكن القوة المحيطة كانت أكبر. وأضاف أن الإخوان ادعت أن اقتحام السجون كان بناء على تعليمات وبأنه تم فتح السجون من الداخل، وهي ادعاءات كاذبة لا صحة لها، لافتًا إلى أن مدير سجن الفيوم أخبره أنه يوجد قوات عجيبة جدًا موجودة حول السجن وبأن مدير سجن الفيوم لا يعلم مصدرها، كما أخبره أن كل الإرهابيين كانوا على عربيات دفع رباعي ومعهم مدافع ويطلقون النيران حتى اقتحموا السجن بالفعل وخرج كل المساجين، وانطلقوا في طريقهم إلى الفيوم وهم يطلقون النيران في الهواء، وقد كانت المجموعة التي خرجت من السجون حوالي 2000، وهم قادمون إلى الفيوم وقد تحدث مجزرة، حيث أن سجن الفيوم كان على بعد 30 كيلو من شرق الفيوم.