الشاهد: وزير النقل الأسبق: لولا فض اعتصام رابعة العدوية كنا سنفاجأ بالتفاوض مع الإخوان
التاريخ : الأحد 20 أغسطس 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: الإخوان
قال الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة وزير النقل الأسبق، إنه دخل الحكومة وزيرًا للنقل باتصال من الدكتور كمال الجنزوري، ووافق على الفور. وأضاف أنه حلف اليمين أمام المشير طنطاوي وتولى المسئولية، مشيرًا إلى أنه كان هناك غضب بين الإخوان والدكتور كمال الجنزوري، والسبب أن الإخوان كانوا يريدون أن يكون رئيس الوزراء منهم. وأكد أن منصب الدكتور كمال الجنزوري كان مهمًا جدًا بالنسبة للإخوان، ومعظم النقاشات كانت تدور حول سحب الثقة من الحكومة، لكن الإعلان الدستوري المنظم كان لا يسمح بسحب الثقة من الحكومة، زاعمًا بأن جماعة الإخوان كانت تريد إزهاق كمال الجنزوري لكي يرحل عن منصبه.
وتحدث عن واقعة حدثت بين الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر الأسبق وسعد الكتاتني رئيس مجلس النواب الأسبق. وقال إن الواقعة أساسها نقاش عابر وكان الدكتور الجنزوري علم أن هناك حكم محكمة صدر بالفعل لحل البرلمان. وأضاف أنه كانت هناك نقطة خلاف دائمة موجودة، ووقتها الدكتور الجنزوري قال إن هناك حكمًا بحل البرلمان، والموضوع أُخذ بحساسية شديدة جدًا، والهدف كان إسقاط حكومة الجنزوري وسحب الثقة منها.
وادعى أن جماعة الإخوان مارست نوعًا من العنف والإرهاب السياسي ضد الدكتور كمال الجنزوري. وقال إنه يوجه التحية للدكتور الجنزوري على أعصابه الحديدية في التعامل مع العديد من القضايا، مؤكدًا أن الجنزوري تحمل أشياء كثيرة جدًا حتى نقل السلطة للرئيس المنتخب. وتابع بأنهم كانوا يفتتحون المرحلة الأولى للخط الثالث للمترو، وقُلت للدكتور الجنزوري إن هذا المشروع ضخم ويخدم الناس، ومن الممكن حضور رئيس المجلس العسكري، لكنه فضل أن يفتتحه رئيس الوزراء. واستكمل بأنه في الساعة العاشرة مساءً جرى إبلاغه بعدم حضور رئيس الوزراء لتعليمات أمنية، وكان هناك تهديد أمني للجنزوري. وأشار إلى أن هذا اليوم كان يوم الطالب العالمي، ومن الممكن أن يستغل طلاب الإخوان تلك المناسبة في إحداث فوضى وشغب. وتابع بأن الإخوان وقتها رفضوا بيان الحكومة، وأعضاء مجلس النواب هاجموا الدكتور كمال الجنزوري، وبعدها حدثت واقعة بورسعيد وكانت هناك تجاوزات من أعضاء البرلمان ضد الحكومة.
ولفت إلى أن الجهات الأمنية وصلتها معلومات بالتزامن مع افتتاح المرحلة الأولى للخط الثالث للمترو، بأن طلاب الإخوان يريدون حبسهم في نفق تحت الأرض. وأضاف أنهم كنا في فبراير 2012 وكان يوم الطالب العالمي، وتابع بأنه حاول منع الدكتور كمال الجنزوري، لكن المعلومة وصلته واتخذ القرار ولم يظهر أي انفعال.
وذكر أن يوم استلام عمله محافظًا للقاهرة كان يوم فض اعتصام رابعة. وأضاف: «نزلت في هذا اليوم في تمام الساعة السادسة صباحًا، وذهبت إلى محافظة القاهرة، وبعدها بدأت الأخبار بأنه يتم فض الاعتصام». وأشار إلى أن اعتصام رابعة العدوية خلف حوالي 5 آلاف طن من المخلفات في محيط ميدان رابعة. وتابع بأنه ذهب إلى ميدان رابعة في اليوم التالي وكان أشبه بأرض معركة؛ لأنه كانت هناك متاريس وحجارة وحديد، والدخان كان يتصاعد من كل الجوانب، مبينًا أن مسجد رابعة كان مولعًا بالنيران والسجاد محروقًا، قائلًا: «رأيت مجموعة مدارس في محيط الميدان تحولت إلى مطابخ وأماكن لذبح المواشي، والمنظر كان مرعبًا».
وقال إن محافظة الفيوم كانت مستهدفة من قبل التنظيمات التكفيرية التي فشلت في تحقيق أهدافها التخريبية. وأضاف أن الشهيد هشام بركات لم يكن يعرفه قبل توليه منصب النائب العام عندما كان يتولى محافظ للقاهرة، ولكن شاهده مرتين قبل هذه الواقعة في أثناء احتفال الرئيس بيوم القضاء في دار القضاء العالي حيث كان موجودًا بحكم الوظيفة. وتابع بأنه قابله للمرة الثانية في انفجار أسفل مبني دار القضاء العالي في مارس 2015، فذهب بحكم وظيفتي والتقاه في مكان الحادث، وكان كل انطباعه بأن النائب العام نصحه بمغادرة المبني، ولكن لم يكن هشام بركات قد غادر المبني رغم وقوع الانفجار وهو المستهدف منه، وتلقى اتصالًا هاتفيًا منه عقب مغادرته لمكان الحادث، وقال له: «يعني زورت مكان الانفجار ولم تطمئن عليَّ، فرددت عليه، أني تخيلت أنك قد غادرت المبني»، فأكد لي أنه لم يغادر، وطلب منه أن يزوره لتناول القهوة، وبالفعل ذهب في اليوم التالي، وكان شخصية عظمية علي المستوي الشخصي وكان ودودًا، وأصبحنا صديقين ونتناوب الاتصال.
وأشار إلى أن خبر وفاة المستشار هشام بركات كان صادمًا له ولكل من عرفوه. وقال إن المستشار هشام بركات كان مستهدفًا ويوم اغتياله كنت في جولة بحلوان، وعندما ذهب إلى لمكان الحادث كان مسرحًا لمعركة حربية من سيارات محترقة، وقالوا لي إن الحادث من ضخامته أن النائب العام طار من السيارة للرصيف، وتم نقله لمستشفى النزهة وبعدها بساعة توفي رحمه الله. وأضاف أن هذا نمط من السلوك يتكرر من جماعة الإخوان مثل مقتل النقراشي، والخازندار وحصل بالفعل مع الراحل هشام بركات، وخبر وفاة المستشار بركات كان صادمًا لي ولكل من عرفوه.
وتابع بأن تحويل اسم ميدان رابعة لميدان الشهيد هشام بركات كان قرارًا من رئيس مجلس الوزراء وتم تنفيذه على الفور، وكانت هناك لجنة في محافظة القاهرة لإطلاق الاسم على الميادين والشوارع العامة وهي ليست سلطة منفردة للمحافظ، ولكن كان لديه نهج أن من فقد حياته في سبيل الوطن لا يحتاج أن يثبت بأي طريقة أخرى أنه يحتاج إلى تكريم.
ورأى أن قرار فض اعتصام رابعة العدوية كان صائبًا جدًا. وأضاف أنه على مدار 45 يومًا من الاعتصام، وهو يقول إن هذا عصيان مدني واضح وصريح، ونوع من التصدي لسلطة الدولة في جزء من أراضي الدولة. وتابع بأنه كانت هناك نقاشات كثيرة جدًا عن فض رابعة ومتى وكيف وحرية الرأي، وأخذ وقتًا طويلًا في المناقشة إلى أن اتخذ القرار وكان صحيحًا، قائلًا: «وإلا كنا سنتفاجأ بالتفاوض مع الإخوان باعتبارهم دولة داخل الدولة».
وذكر أن
وذكر أن المستشفى الميداني في رابعة تم تجهيزه على أعلى مستوى بأدوية لا حصر لها، ومخزونات؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن الاعتصام سيطول، وهذا مؤشر على أنه كان هناك من يدعمهم بشكل كبير وصريح وضخم. وتابع أنه حتى تستطيع توفير سبل المعيشة لمائة ألف شخص من أكل وشرب وإضاءة ونوم فلديك حي كامل قائم على شئونه فهذه عملية منظمة جدًا، ولم يكن اعتصامًا له مطالب محددة ولكن كان لتعطيل الدولة، مؤكدًا أنهم كانوا يرددون أن مرسي سيعود يوم الجمعة العصر. وأكد أنه كان هناك تحريض على العنف، ومنه ما حدث عند
وأكد أن مسئولية وزارة الداخلية كانت التعامل مع أحداث عنف الإخوان بالشوارع، مؤكدًا أن دور محافظة القاهرة كان عمليات التأمين وأن يكون في المباني أشخاص مسئولون عنها 24 ساعة، وأن يكون هناك غرف عمل على مدار الساعة. وذكر أن محافظة القاهرة، ليست من المحافظات التي حدثت فيها أعمال عنف كبيرة مثل باقي المحافظات، فبعد فض الاعتصام، تم الاعتداء على المباني والكنائس ببعض المحافظات، وبعدها الداخلية أرسلت فرقة من القوات الخاصة لتسيطر على المبنى بالكامل، وكان معهم أسلحة قناصة لأنه كان يشعر أنها مستهدفة. وتابع، أنه بعد فض اعتصام رابعة، القاهرة كلها كانت في حالة صعبة وتم رفع 500 ألف طن من المخلفات من شوارعها.
وبيَّن أنه في أول ذكرى بعد ثورة 30 يونيو كان هناك توقعات بأن يحدث شيء من قبل الإخوان وهو ما تم من تفجير مديرية أمن القاهرة. وأضاف أن يوم الجمعة 24 يناير في السابعة صباحًا سمع صوت انفجار سمعته القاهرة كلها كما سمعه على بعد 10 كيلومترات من المكان وكان أول مسئول يصل لمقر الحادث، وكان المبنى مدمرًا بالكامل ويوجد 70 و80 مصابًا مؤكدًا أنه تمت إعادة ترميمه في عامين.
وأشار إلى أن الضرر الذي أصاب المتحف الإسلامي أقل بكثير لأن المستهدف كان مبنى مديرية الأمن، موضحًا أنه وقع انفجار آخر عند سور الاتحادية بقنابل موقوتة كانت موجودة بهذه المنطقة، وأثناء التعامل معها 2 من ضباط الشرطة استشهدا وكذلك المسئول عن المفرقعات اللواء علاء عبد الظاهر. وتابع أن عقيدًا شابًا أصيب في هذا الحادث وقطعت يديه، ومع ذلك وجد لديه حالة من الرضا عندما زاره بالمستشفى وكان يتمنى أن يظل بعمله حتى يخدم بلده، ورغم فقده يديه وهو بعمر الثلاثين كان يرى أن هذا الأمر صغيرًا أمام استشهاد زملائه، مؤكدًا أنه حضر جنازة معظم شهداء الداخلية وكان يرى أن الله ربط على قلوب أهاليهم، ويرى في عيون زملائهم رغبة في الانتقام من قاتلي الشهداء، مضيفًا أن ابنه ضابط شرطة، وكان عندما يحضر الجنازات قلبه يوجعه خاصة عندما يرى أن الشهيد وحيد أبويه.
وتحدث عن قصة الضابطين اللذين رحلا خلال أدائهما إحدى المهام. وقال إن الضابطين كانا من الأشغال العسكرية أحدهما عميد والثاني عقيد، وكانا يساعدان في إزالة العمارات المخالفة خلف المحكمة الدستورية. وأضاف أنهما مهندسان من الفنية العسكرية وخبيران في الديناميت وأصبحا صديقين بحكم رؤيتهما كل يوم، وفي أحد الأيام قالا إنهما لن يأتيا بالغد لأن لديهما مأمورية لعرب شركس، واستشهد الضابطان في عملية غدر.
وتابع أن المدهش أن زملاءهما الذين كانوا يعملون تحت إشرافهما ذهبوا للعمل في اليوم التالي كما لو كان الأمر عاديًا وكانوا غاضبين ولكن كانوا ينفذون عملهم، مؤكدًا أن ماجد إبراهيم عندما توفى لأنه محبوب في المنطقة كل الناس في عمارته ذهبوا للعزاء، فالعمارة نصفها سقط ولو لم يكن قد توفى لما خرج الأهالي منها ونجاهم الله وأكد أن هذا الشخص الذي وضع حياته في سبيل البلد حتى وهو ميت من الممكن أن ينقذ الناس والدولة كرمت زوجته وأعطتها سكنا آخر.
وأضاف أن شوارع القاهرة كلها كانت محتلة عن طريق الباعة الجائلين بترتيبات عرفها بعدها، مشيرًا إلى أنه كان مكتوبًا على جدران الحوائط بالخطوط السوداء عبارات مسيئة للجيش، كما أن جميع أعمدة الإنارة والأرصفة كانت محطمة وتم بذل مجهود ضخم لإعادة إحياء شكل القاهرة والبداية كانت من رابعة. وتابع بأنه بعد حادثة الشهيد محمد مبروك، ناشد أحمد رجب، في مقالة بالأخبار، أن يتم تغيير الميدان لاسم الشهيد محمد مبروك، مؤكدًا أنه تواصل معه وأخبره أن هذا الأمر تكون له إجراءات محددة وأنه كان يتفق معه 100% في هذا الأمر.
وقال إنه يلخص قصة الجماعات التكفيرية التي نشأت في عام 1965 في أثناء قضية سيد قطب، عندما كان يحاكم، وكانت الجماعة تصدر المظلومية للشباب في هذه السن، وكان الوتر الذي يعزف الجماعة عليه حتى يستعطف الشباب، ولكن عندما نضج هذا الجيل قال يا ليت جرى استئصال هذه الجذور في هذا الوقت حتي لا تنتج أعضاء أخرى، لأن من تبقى من قادة الجماعة هم من أوصلونا إلى ما نحن فيه من عنف وإرهاب، والتخلص من جذور التنظيمات الإرهابية التكفيرية أهم هدف علينا الوصول إليه، قائلًا: «أحيي الدولة علي تعاملها المنضبط والحاسم في مواجهة الجماعات التكفيرية».