الشاهد: طارق البشبيشي يدعي عدم ثقة الإخوان في مهدي عاكف وانعقاد مكتب الإرشاد بعيدًا عنه
التاريخ : الاثنين 21 أغسطس 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: الإخوان
تحدث طارق البشبيشي القيادي الإخواني السابق، عن كتابه "كنت إخوانيًا وأصبحت مصريًا"، مؤكدًا أن هناك فرقًا كبيرًا بين المصري والإخواني، قائلًا: «لا يجتمع في قلب إنسان حب الوطن والعداء له». وأضاف: «يا تكون إخواني أو مصري، لا يمكن الجمع بينهما»، مدعيًا أن الإخوان يضمرون في قلوبهم الكره لمصر ولا يؤمنون بالأوطان ولا يؤمنون بحدودها السياسية. وتابع بأن قصة الإخوان مع مصر صعبة، واستطاعوا إلحاق كثير من الضرر بمصر والمصريين. وأكد أن جماعة الإخوان كان لها لجنة سياسية في كل محافظة، تتولى تثقيف المرشحين السياسيين، والتواصل مع القوى السياسية، وإعداد محتوى سياسي داخل مناهج الإخوان، ومحتوى المؤتمرات للمرشحين السياسيين.
وتحدث عن بداياته وانضمامه لجماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدًا أن هناك مرحلة معينة من سن الإنسان يكون أكثر حماسًا وميلًا للأصحاب، مبينًا أن هذه المرحلة تكون المناخ المناسب للتجنيد داخل لجماعة الإخوان وهي مرحلة الطلاب. وأضاف أن البداية كانت في عام 1983، حيث كان طالبًا في كلية الزراعة، ووجدت بسبب مواظبتي على الصلاة في المسجد، إنسان أكبر مني بـ 6 سنوات تقرب إليَّ ودعاني إلى بيته، وقالي ننظم جلسة في البيت مرة في الأسبوع يوم الخميس، ولقيت جيران من الحي هناك.
وتابع بأنه في البداية كان حديثنا عن كل شيء ما عدا الإخوان، قائلًا: «لم يتحدث معي عن أي شيء عن الإخوان، وطلب مني أن أدعو زملائي إلى تلك الجلسة». وذكر أنه بعد انضمام زملائه وكان عددهم 10، تسلمنا إلى جمال بطيشة وعمل جلسة في مسجد "مجموعة زراعة"، ووقع اختيارهم على 7 منهم وعملوا منهم خلية وطُلب منهم عدم إخبار أحد حتى لا يحبط الله أعمالهم. وذكر أنهم بدأوا العمل في كلية الزراعة، ودخل دورة إخوانية، لكي يكون منتسب، وتكون الدورة عبارة عن بعض الأجزاء من القرآن والسيرة النبوية، لافتًا إلى أن هناك كتابين غيروا له تفكيره بشكل كبير وهما كتاب للكاتب فتحي يكن بعنوان ماذا يعني انتمائي للإسلام، وكتاب لعبد الله عزام بعنوان الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية، قائلًا: «عزلوني عن المجتمع شهرين، وشعرت بعدها إنني أنتمي لمجتمع مرتد وكافر».
ولفت إلى أن عبد الله عزام هو المسئول عن تجنيد الشباب العرب وإرسالهم إلى أفغانستان. وادعى أن كتاب عبد الله عزام بعنوان "الشريعة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية"، يكفر جميع الجماعات عدا الإخوان. وتابع بأن كتاب عبد الله عزام، كان يوضح أن المنكر الأكبر هو تنحية القرآن عن منصة الحكم، وهذا أمر في غاية الخطورة، وكل المنكرات من زنا وخمر وغيرهما منكرات فرعية. وأوضح أن الكتاب كان يحث على ضرورة أن يكون الحكم إسلاميًا، لأنه إذا لم يكن ذلك فهذا هو المنكر الأكبر، لافتًا إلى أن المعروف الأكبر كان حسبما أفاد الكتاب هو وجوده في منصة الحكم، قائلًا: «قيل لي في تلك الفترة أن المجتمع ميت والإخواني هو من يحمل نعشه، الأمر الذي يمنح للمنضم للجماعة أهمية خاصة».
وذكر أن جماعة الإخوان تعطي في دروسها بعض من رسائل البنا، في دورات الانتساب، وليس كلها. وأضاف أن مرحلة العامل هي الأخطر في مرحلة التجنيد والانضمام للإخوان، ويليها رسالة التعليم ورسالة المؤتمر الخامس، والإقرار باستخدام العنف. وتابع بأن رسائل التعليم هي الأخطر، وهي من علمت الإخوان العنف والخروج على المجتمع، وكان يتم تداولها شفويًا فترة، ولكنها موجودة في كتاب رسائل البنا، مؤكدًا أن رسالة التعليم هي بؤرة فكر الإخوان؛ لأن فيها البيعة، الإخلاص، الطاعة، التجرد والإخلاص وغيرها.وأشار إلى أن المسجد مهم بالنسبة للإخوان؛ لأنهم يصطادوا من المساجد.
وزعم أن جماعة الإخوان كانت تتحايل على إقامة جلساتهم في المساجد بالتقرب من الإمام والإثناء على كلامه، بل من الداخل كان هناك سخرية عليه. وأضاف أنه كان الإمام يسمح للإخوان في حالة الإثناء عليه، بعمل الجلسات يوم الجمعة، وحينما يُسأل الإمام عنهم من قبل الجهة الأمنية، يجدوا منه دعم. وتابع: «كنا نعطي إمام المسجد كتابًا يضم أفكار على أنها خطب للجمعة ولكنها مبطنة بأفكار الإخوان»، موضحًا أنه في حالة إن كان كفيفًا كان يتم إرسال من يساعده ذهابًا وإيابًا، محذرًا من استمرار تلك الألاعيب، قائلًا: «خبائث الإخوان لا تنتهي أبدًا».
وزعم أن الإخوان استغلت المواطنين خلال انتخابات 2005، بعد ضغط أمريكا على الرئيس الأسبق حسني مبارك لفتح المجال العام. وأضاف: "كن نستخدم المكبرات الصوتية وتذيع أناشيد الإخوان والناس كانت تهتز مشاعرها من هذه الأناشيد، وبالليل كنا نعمل مؤتمرات ونشغل الأناشيد مجددًا، والناس كانت تتجمع معنا، ومن الهتافات الحماسية عائد يا إسلام، ولبيك إسلام البطولة». وتابع أن الشعار الديني لا أحد يستطيع مقاومته والناس كانت تحفظ الأناشيد وترددها معنا، ومعظم الأناشيد كانت من أغاني مسروقة، لأن الإخوان ليسوا مبدعين. وأردف: «كنا نشبك أيدينا والناس حناجرها كانت عالية، وكنا سعداء بتوظيف دموع الناس ضمن مشروعنا، والإخوان كانوا يزرعوا أناس ضمن التكتلات السياسية والأحزاب».
وادعى أن جماعة الإخوان اخترقت جميع القوى السياسية والأحزاب، حتى وصل الأمر أن حزب الوفد كان يعرف خطورة الإخوان جيدًا ورغم ذلك تحالف مع الجماعة في عام 1984، عندما وقف سراج الدين وعمر التلمساني في مؤتمر سويًا بالإسكندرية. وأضاف أن الإخوان اخترقوا حزب العمل، وإبراهيم شكري تحول إلى إخوان، وأصبح ألعوبة في أيديهم وهو لا يدرك ذلك، لأن إبراهيم وقتها كان صف ثاني في المعارضة وعندما يجد أمامه الآلاف في مؤتمر جماهيري إخواني طبيعي أن يفرح بذلك.
ولفت إلى أن جماعة الإخوان سيطرت أيضًا على مجلة المختار الإسلامي، منوهًا بأن رفعت السعيد الوحيد الذي عصى عليه الإخوان، لأنه يعرف تاريخ وفكر جماعة الإخوان جيدًا، ولذلك أنصح بقراءة كتب رفعت السعيد عن الإخوان. وأكد أن الجماعة اخترقت أيضًا فكر عدد كبير من الكتاب، ومنهم عمرو الشوبكي وحسن نافعة وسليم العوا وفهمي هويدي وسيف عبد الفتاح، وغيرهم.
وأشار إلى أن الإخوان عرضوا برنامجهم السياسي في 2007، وكان لا يوجد فيه ميزة اقتصادية واحدة، مشيرًا إلى أن البرنامج لم يكن طائفي ولكنه كان برنامج يؤسس لدولة دينية، مبينًا أن الإخوان طبعوا منه 50 نسخة وجرى توزيع النسخ على القيادات السياسية في هذا الوقت. وأضاف أن نسخة البرنامج كان فيها 3 كوارث، أولا يحظر على القبطي دخول الانتخابات الرئاسية، وثانيًا المرأة لا يوجد ولاية لها في الرئاسة والقضاء، وثالثًا يكون هناك لجنة دينية في للنظر في القوانين التي يصدرها البرلمان.
وادعى أن برنامج الإخوان قسم المصريين على أساس نوعي وجنسي ووقتها تعرض لصدمة وقرر الانفصال الفكري عن الجماعة، ووقتها لن يستطع الخروج كليًا منها نظرًا لارتباطه بعائلته الموجودة بالإخوان. وأشار إلى أنه في 2012 وصل الإخوان للحكم، وكان ينتقد الجماعة وأفكارها، قائلًا: «من أصعب الأيام التي مرت في حياتي أن رئيس إخواني يحكم مصر، رغم أنني كنت تابعًا للإخوان». وادعى أن الإخوان ليست جماعة وطنية لأنها تستهدف الجيش وتسب الجيش وتحرض الناس ضد الجيش، وهذه أفكار صهيونية، ولو عرض على المصريين الاختيار بين الإخوان والجيش سيختارون الجيش. وأوضح أنه كان ينتقد سياسات الإخوان في الحكم، ووقتها تعرض للتحقيق داخل الجماعة، وطُلب أن يخفف من نقده.
ولفت إلى أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك للأسف فتح الباب على مصراعيه لتلميع الإخوان، وإبراز نجومية كوادرها، مثل: عصام العريان ومحمد حبيب، منوها أن كل قيادات الإخوان كانت تظهر في لقاءات تليفزيونية، لدرجة أن مرشد الإخوان مهدي عاكف ظهر على قناة المحور. وأضاف أن الإخوان لم يثقوا في مهدي عاكف رغم أنه كان المرشد، ولقاءات مكتب الإرشاد المهمة خلال توليه منصب المرشد كانت تعقد في مكان آخر غير مكتب الإرشاد. وأكد أن محمود عزت كان المرشد الفعلي للإخوان خلال فترة تولي مهدي عاكف منصب المرشد، منوهًا بأن الإخوان حرقوا عاكف وتخلصوا منه في لحظة.
ولفت إلى أنه قبل 25 يناير، أكد عاكف ذكر أن الجماعة لن تشارك، ولكنه لن يمنع من يريد المشاركة، أما محمود عزت فكتب قبل الثورة أن هذه الدعوى مشبوهة، ودعا إلى عدم الاشتراك فيها. ولفت إلى أن أغلب القيادات في الجماعة كانت تريد الاستفادة من أموالها، موضحًا أن جمعة أمين سرق أموال الاخوان في قضية مشهورة، حيث كان يشرف على مدارس المدينة المنورة بالإسكندرية، وعندما حصل تلاعب، وأرادوا تغييره وأخذ المدارس منه رفض وقتها وقال «هذه أموالي وأموال أولادي».
وقال إنه خُدع في عبد المنعم أبو الفتوح، ووصفه بأنه إخواني ولكنه يجيد التلون مثل الحرباء. وأضاف أن عبد المنعم أبو الفتوح، كان يعادي الدولة الوطنية والجيش، مشيرًا إلى أن حادثة الحرس الجمهوري أثناء اعتصام رابعة، طالب الحكومة بالاستقالة، وإحالة المشير للتحقيق، فكان يريد هدم الجيش والدولة. وأكد أن "أبو الفتوح"، كان يجيد اللعبة التي أصبحت لا تخفى على أحد، فهو يتبع فكر حسن البنا، وهو أخطر من سيد قطب، لأن سيد قطب أفكاره كانت في الواجهة لكن البنا يتلون كالحرباء.
وادعى أن رابعة كانت مستوطنة صهيونية محتلة لأنه كان يزورها كل كارهي مصر ويحرضونهم على الاستمرار، مؤكدًا أن أقل خطايا الإخوان استخدام العنف والعمالة. وأضاف أنهم سجدوا على المنصة لأن الأسطول الأمريكي سيقتحم مصر، موضحًا أن الشيخ محمد حسان، قال لهم "توجد ممرات آمنة ونريد فض الاعتصام"، فردوا عليه بأن لديهم 100 ألف شهيد، فكانوا مغيبين ويعتقدون أن الشعب المصري موجود هناك.
وأكد أن الخرافة كانت متمكنة من الإخوان، وقالها حسن البنا، إنه كان خريج معهد بسيط وادعى أنه كان بكلية دار العلوم، وقال إنه كان متفرغًا للدعوة فجاءه هاتفًا بالأسئلة وكتب الامتحان، مشيرًا إلى أن الخرافة الثانية أنه عندما يذهب لشعبة في الصعيد مجرد رؤيته للإخوان يحفظ أسماءهم ولو رآهم حتى لو بعد 10 سنوات يعرفهم. وتابع بأن على نويتو وكان من الشخصيات المشتركة في التنظيم الخاص في 54 و65 قال إنه كان يخبئ المفرقعات في عشة الفراخ وقتها، وكان عندما يجلس في محاضرة يسأل صاحب البيت "عندك لبن؟"، ويخرج جنزبيل من جيبه ويطلب منه جنزبيل باللبن وفجأة قال ممكن تتفسحوا لأن إخوان المسلمين من الجن سيحضرون الجلسة معهم.
وذكر أنه عند فض اعتصام رابعة، كان بالفعل خرج من الجماعة، مؤكدًا أن من يعرف الإخوان لن يندهش من هذا الاعتصام المسلح فهم جماعة مستخدمة من القوى الخارجية. وأضاف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهيلاري كلينتون، وكونداليزا رايس، أصابتهم ثورة 30 يونيو بحالة هلع. وادعى أن أحد القياديين بالإخوان كان معه في اللجنة السياسية، وكانت الناس تجتمع أمام قيادات الإخوان وتسبهم بعنف لأنهم فشلوا في كل شيء فكانوا متميزون في الخيانة والفشل، فقال له هذا القيادي "لا تخف بـ 30 آلي يخلوا البلد تنام من المغرب"، مؤكدًا أنهم كانوا يسعون لإنشاء حرس ثوري.
قال إن الإخوان جماعة سرية وليست حزب وهم يسرقون أبناء الشعب، ويرمون شباكهم عليهم ويتم الاختيار من بينهم حتى الذين لا يتماشون مع سياسة الجماعة يتعهدونهم حتى لا يكونوا ضدهم. وأضاف أن الإخوان يشبهون "السوستة"، وطالما كانت الأقدام فوقهم يظهرون ضعفاء، ولو رفعت الأقدام من عليهم يؤذونك مرة أخرى. ودعا أجهزة الدولة ألا تتهاون مع الإخوان لأن لهم تجارب كثيرة ووجوه كثيرة.
وتحدث عن أكثر المواقف التي ندم عليها خلال وجوده مع الإخوان. وقال إن انتخابات 2005 كانت مفتوحة، والمؤتمرات كانت تقام في الأحياء، مشيرًا إلى أنه جرى تكليفه من الإخوان بالاتصال بأحد شيوخ الأزهر وكان خطيب المسجد الكبير بدمنهور وطلب منه حضور المؤتمر. وأضاف أن هذا الإمام رجل حيي وطيب وأبدى القلق بعض الشيء ومع إلحاحه وافق وقال له ستكون بالزي الأزهري وبعدها تم التحقيق معه واستبعاده من عمله وهو كان لا يقوم بشيء سوى خطبة الجمعة ويحضر لها طوال الأسبوع. وأكد أن هذا الشيخ دخل في حالة اكتئاب شديدة وأغلق باب غرفته عليه وهاجمه مرض فيروس الكبد وتوفى، وعلم بوفاته من صهره، ولذا يشعر بأنه سببًا في وفاته.