حديث القاهرة – إبراهيم عيسى – حلقة الأربعاء 17-05-2023

التاريخ : الخميس 18 مايو 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: الانتخابات التركية

أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن المشهد التركي هو ما يتحدث عنه الجميع وكان مشهدًا محتدمًا وساخنًا بين المرشحين في انتخابات تركيا 2023، منوهًا بأن الفصيل الإخواني الموجود في المجتمعات العربية يرى أن تركيا هي الباب العالي والخلافة والدعم السياسي والسند الأخير لهم، ومن الطبيعي أن يهتم الإخوان بمجريات الأحداث التركية. وأضاف أن تركيا بلد مهم ومتداخلة في شدة مع أكثر من دولة عربية، مشددًا على أن تركيا تدير فصيل إخواني وهو الخصم لكافة الشعوب والحكومات العربية. وأوضح أن الانتخابات التركية كانت مشهدًا انتخابيًا وسياسيًا جيدًا، وقدم لتركيا كثير من المكاسب، مؤكدًا أن هذا المشهد الانتخابي الديمقراطي مهم لتركيا ودولتها واقتصادها، مشددًا على أن أردوغان التزام بالشكل الديمقراطي في الانتخابات التركية 2023.

وأضاف أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حاكم مستبد وهذا موضوع منتهي، لافتًا إلى أنه سجن قرابة 60 ألف من مواطني شعبه، كما أن تركيا تحتل المركز الثاني بعد الصين في العالم في سجن الصحفيين، وهناك 16753 مواطن محال للنيابة لإهانة الحكومة وهذا لا يعني ديمقراطية، منوهًا بأن مصر تحتل المرتبة الثالثة- للأسف، على حد قوله- في سجن الصحفيين. وأشار إلى أن أردوغان يتحكم في القضاء بنسبة 100% والشرطة والجيش والإعلام، والاعلام التركي غير مسموح له بوجود أي صوت معارض. ونوه بأن شعبية أردوغان تراجعت في المدن التركية الكبرى وظهرت في الانتخابات التركية 2023، وتراجع أعداد حزب الإخوان في البرلمان، والمعارضة وحرية الرأي من الحقوق المهدرة تحت حكم أردوغان.

وأشار إلى أن تركيا وإيران وإسرائيل من الدول المنتصرة في الإقليم في تحقيق أهدافها- حتى ولو كانت هذه الأهداف غير متوافقة مع المعتقد المصري- مؤكدًا أن هذه الدول الثلاثة يجمع بينهم أنهم لا يتحدثون اللغة العربية، وينظمون انتخابات رئاسية برلمانية تعددية ساخنة تحافظ على الكتلة الصلبة في كل دولة من هذه الدول. ولفت إلى أن المرشد الإيراني يحكم في طهران أكثر من ربع قرن، وكذلك أردوغان يحكم منذ 20 عامًا، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو أكثر المسؤولين توليًا للحكومة في إسرائيل؛ وبالتالي هؤلاء الحكام أكثر هيمنة على دولهم، رغم تنظيمهم انتخابات مستمرة، لكنهم يعتمدون على نظام التدوير السياسي -وليس التداول السياسي- عبر تقديم شخصيات تابعة لهؤلاء المسؤولين في السلطة.

وأوضح أن تركيا لديها أرض علمانية صلبة في ظل أن المجتمع التركي متعدد الأعراق ويضم الأتراك والعلويين والمسيحيين والأكراد؛ ولذلك تجد الانتخابات تنتج عنها نتائج مثل %50 للإسلاميين وليس %70 أو %90، مبينًا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلق مجتمعًا يعرف أحلامه ومشروعه وأفكاره، في ظل تقديم الإسلاميين له بأنه نبي أو نصف نبي، كما أنه قدَّم نفسه للمجتمع بأنه إسلامي منفتح، لافتًا إلى أنه متمرس على الدخول في أغوار الاستحقاقات الديمقراطية؛ لكنه لا يزال يفوز بالكاد فيها، مؤكدًا أن أوروبا هي المسئول الكبير عن المشهد التركي في الانتخابات الرئاسية، لا سيما أن تركيا مرتبطة بحبل سري بأوروبا.

وذكر أن هذا الارتباط بين أوروبا وتركيا، جعل أردوغان- رغم ديكتاتوريه وتسلطه على الشعب التركي- يلتزم بممارسة الديمقراطية والالتزام بتنظيم انتخابات نزيهة يتوقف فيها فوزه بالرئاسة على %1، حتى لا يصبح ناشزًا عن الارتباط بأوروبا، ما يجعله حتى الآن باقيًا تحت المظلة الأوروبية، مؤكدًا أن ما يفعله أردوغان تكشف قدراته في ممارسة السياسية، لكنها لا تخفي ديكتاتوريه.

وعزا عدم ممارسة الديمقراطية في الدول العربية؛ لتولي الحكام العرب السلطة نتيجة اندلاع الثورات فيها، مستدلًا بتولي جمال عبد الناصر الحكم نتيجة ثورة 1952، وكذلك معمر القذافي، وحافظ الأسد، وزين العابدين علي، منوهًا بأنه جرى استفتاء في 23 يونيو 1956، حول ترشح جمال عبد الناصر لمنصب رئيس الجمهورية، ظهرت النتائج فيه بالموافقة على تولي الحكم بنسبة 99.9%، لافتًا إلى أن %0.1 المعارضين لعبد الناصر كان عددهم 200 مواطنًا؛ حتى أن الصحفي مصطفى أمين كتب مقالًا يسب ويشتم في هؤلاء المعارضين، مؤكدًا أن الحكم بهذا الشكل يؤكد أننا مجتمعات مدنية علمانية صلبة حتى تمارس الديمقراطية، وإنما دول لديها جمهوريات تكون فيها السلطة مطلقة.

وأشار إلى أن الانتخابات التركية 2023 كانت مشهدًا ديمقراطيًا جرى تصديره بنجاح للعالم أجمع، منوهًا بأن هذا المشهد من الصعب تكراره في أي جمهورية من الجمهوريات العربية. وتوقع انتهاء جولة الإعادة في الانتخابات التركية بنجاح رجب طيب أردوغان، مشددًا على أنه لا يمكن لتيار إسلامي سلفي أو إخواني أن يترك الحكم عبر صناديق الانتخابات، ويمكن أن يترك الحكم من خلال ثورات شعبية وطنية.

مضامين الفقرة الثانية: ذكرى ميلاد عادل إمام

أكد الإعلامي إبراهيم عيسى أن النجم الكبير عادل إمام هو ضمير الوجدان المصري وقيمة إنسانية كبرى ونحتفل معه بقيمة الفن والإبداع في حياتنا، قائلا: «هو العادل وهو الإمام، والفن هو ما يرقى به الإنسان»، كما أن القرآن كان يوصل تعاليم الدين الإسلامي عبر القصص والتشخيص، مستشهدًا بمقولة أحد المفكرين: "لن يدخل الجنة إلا فنان".

وأشار إلى أن عادل إمام شخصية مثقفة ومهموم بالوعي والمعرفة دائمًا، مؤكدًا أنه ممثل ونموذج للمواطن المصري وليس للسلطة، مضيفًا: «عادل إمام هو مدرسة بلا تلاميذ، وفريد من نوعه وكان يمنح الجميع فرص ويحتضن الجميع وهو مدرسة ولكن ليس له تلاميذ وفريد من نوعه ولا يصل إلى فنه أحد». وأوضح أن الجمهور يحفظ عن عادل إمام الجمل والعبارات حتى أصبحت كالأمثال الشعبية، وأصبح عادل إمام صانع وصائغ أمثلة شعبية، إذ إنه من قدمها وأبقاها وخلدها، معقبًا: «احتفالنا بعادل إمام هو احتفال بالفلاح الفصيح، عادل إمام هو ضمير الوجدان المصري العربي منذ أول مشهد له وحتى الآن».

وأشار عيسى إلى أن التيار الإسلامي يكره عادل إمام ويحاربه ويطعن فيه؛ لأنه ليس فنانًا عاديًا وهو أمة وليس مجرد النجم الأعظم وهو صاحب الرؤية وهو أول من أعلن الحرب على التطرف، مؤكدًا أنه عنوان للبلد وسيرة وطن وحياة الأمة، ولم يكن من اليوم الأول منفصلًا عن واقعه.

وأكد أن الفنان عادل إمام قدم عددًا من الأفلام العظيمة مثل "الإرهاب والكباب"، و"الإرهابي"، و"حسن ومرقص"، مشددًا على أن معظم هذه الأفلام يشرّح السلطة ويدينها. وأشار إلى أن نجاحات عادل إمام دائمًا من انتمائه للجمهور ومن محبة المواطنين، مؤكدًا أنه لم يحصل على أوسمة من الدولة المصرية، وأنه يستحق قلادة النيل، لافتًا إلى أن الدولة تتناسى وتتجاهل هذا الهرم الفني العظيم. وأوضح أنه استخدم ثقله كهرم فني واحترام الأطراف كافة في عدد من الأعمال التي كانت تعمل على الإصلاح من الداخل، مضيفًا أنه استخدم واستغل هامش الحرية في كشف التواطؤ مع الإرهاب، و«طيور النظام» كشفت ذلك، إضافة إلى الفساد.