ذا ناشيونال: السيسي لم يعلن بعد الترشح لولاية ثالثة، لكن الحملة الانتخابية تسير على قدم وساق
التاريخ : الثلاثاء 22 أغسطس 2023 . القسم : ترجمات
يخلص تقرير نشره موقع ذا ناشيونال الإمارتي إلى أن الرئيس عبد الفاتح السيسي سيعلن عن ترشحه لولاية ثالثة في أوائل أكتوبر وسيطلق مساعدوه حملة انتخابية خاطفة تشمل حوارات ولقاءات تليفزيونية ومطبوعات ولوحات إعلانية، وستسعى حملته لحشد الناخبين حتى يكون هناك إقبالًا معتبرًا يمنحه تفويضًا لاستكمال خططه، وفق ما ينقل الموقع عن مطلعين على استراتيجة الحملة.
نشر موقع ذا ناشيونال الإماراتي تقريرًا أعدَّه حمزة هنداوي يتناول الانتخابات الرئاسية في مصر وإحتمالية فوزر الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية ثالثة.
يبدأ الكاتب تقريره بالإشارة إلى أن عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري منذ تسع سنوات، لم يعلن بعد ما إذا كان سيسعى لولاية ثالثة في منصبه، لكن يبدو أن حملة إعادة انتخاب الجنرال السابق بالجيش البالغ من العمر 68 عامًا تسير على قدم وساق.
في سلسلة من المظاهر التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة في الأيام الأخيرة، سعى السيسي إلى طمأنة المصريين بشأن قيادته، ودافع عن تعامله مع الاقتصاد وأشار إلى الوحدة الوطنية والإيمان القوي كطريق لمستقبل أفضل.
متى يعلن السيسي ترشحه؟
وينقل الموقع عن مسؤولين مطلعين على استراتيجية حملة السيسي قولهم إن السيسي سيعلن ترشيحه على الأرجح في أوائل أكتوبر.
وقد يأتي هذا الإعلان في الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، عندما عَبَرت القوات المصرية الخطوط الإسرائيلية المحصنة على الضفة الشرقية لقناة السويس - وهو هجوم وجد مكانه في كتب التاريخ المصرية باعتباره انتصارًا انتقم لهزيمة الأمة في 1967.
تحديات رئيسة
ويشير الكاتب إلى أن حالة الاقتصاد ولامبالاة الناخبين تعد من بين التحديات الرئيسة التي تواجه السيسي والذي يسعى لإقناع الناخبين بمنحه ست سنوات أخرى في قيادة الدولة العربية الأكثر اكتظاظًا بالسكان.
ووفقًا للكاتب، يكاد يكون فوز السيسي مؤكدًا، إذ لا يتمتع أي من منافسيه المحتملين بالكثير من الدعم الشعبي أو لديهم الموارد اللازمة لإدارة حملة فعالة. وفي المقابل، استفاد السيسي تقليديًا من موارد الدولة الكبيرة ووسائل الإعلام الموالية.
في عام 2019، أُجري تعديل على الدستور الذي مدد فترات الرئاسة لمدة عامين إلى ستة أعوام وتجاهل فترة الأربع سنوات التي قضاها بين عامي 2014 و 2018. وبقي البند الذي يحدد فترتين كحد أقصى دون تغيير.
يريد السيسي إقبالًا مُعتَبَرًا والذي يمنحه تفويضًا واضحًا لمحاولة إصلاح الاقتصاد والوفاء بوعود الازدهار التي قطعها في وقت مبكر من فترة وجوده في السلطة، وفقًا للمسؤولين.
حملة خاطفة
ونقل الموقع عن الباحث عمار علي حسن قوله إن «أكثر ما يقلق النظام هو حجم الإقبال. هناك حالة واسعة من اللامبالاة بين المصريين وكذلك السخط وفقدان الثقة في الحكومة بشأن الاقتصاد».
وأضاف أن «شرعية النظام ستكون موضع شك إذا كانت مراكز الاقتراع فارغة».
وهذا هو السبب في أنه من المتوقع أن يطلق الرئيس ومساعدوه في حملته حملة خاطفة قبل التصويت، المتوقع في أوائل عام 2024.
وقال المسؤولون إن الحملة ستشمل ظهورًا عامًا شبه يومي ومكالمات لبرامج حوارية ليلية شهيرة ومقاطع فيديو ترويجية تُعرض على شاشات عملاقة في الشوارع الرئيسة في القاهرة وفي النوادي الرياضية ومكاتب الأحزاب الموالية للحكومة في الريف المصري.
وستركز مقاطع الفيديو على إنجازات السيسي، ومعظمها بناء مدن جديدة - بما في ذلك عاصمة جديدة في الصحراء شرق القاهرة - وطرق جديدة ومحطات طاقة عالية التقنية ومحطات لتحلية المياه، بالإضافة إلى استصلاح الأراضي الصحراوية لإنتاج الغذاء.
وقال المسؤولون إن كتيبات عن إنجازات الرئيس سوف تُطبع وتُوزع على نطاق واسع من المتطوعين. وستقوم النساء من الأحزاب الموالية للحكومة بحملة طرق أبواب في جميع أنحاء البلاد، والاستفادة من الوصول الذي يتمتعن به في دولة ذات أغلبية مسلمة ومحافظة.
وبالفعل، تصور اللوحات الإعلانية العملاقة في جميع أنحاء القاهرة، التي يزيد عدد سكانها عن 20 مليون نسمة، رئيسًا متأملًا ينظر إلى أفق خيالي. وخلفه صورة لقطار القاهرة الكهربائي تحت الإنشاء بقيمة 4.5 مليار دولار.
وقام الرئيس بزيارة نادرة الأسبوع الماضي إلى منطقة شمالية غربية معزولة على البحر المتوسط، حيث شغل فيها منصب ضابط صغير في الجيش. وخلال الزيارة، التقى بكبار الشخصيات المحلية وطمأنهم على حصة عادلة من أموال التنمية.
وتوجه فجر السبت بالدراجة إلى الأكاديمية العسكرية في ضاحية مصر الجديدة بشرق القاهرة، حيث التقى بموظفين حكوميين جدد في التدريب قبل توليهم مناصبهم.
وقال الرئيس «نحن مصممون على إيجاد حلول دائمة للأزمة الاقتصادية من خلال خطة طموحة للغاية».
وقال إن الاقتصاد المصري سيستمر في المعاناة طالما ظلت فاتورة استيراد البلاد ثقيلة. فقط العمل الجاد والصادرات يمكن أن يُحققا اختراقًا.
المرشحون المحتملون
وقال عديد من المرشحين المحتملين بالفعل إنهم سيخوضون الانتخابات ضد السيسي. وألمح آخرون إلى أنهم سيفعلون ذلك لكنهم ينتظرون إعلان الحكومة عن ضمانات لانتخابات نزيهة.
ومن بين الذين أعلنوا ترشحهم أربعة سياسيين، ثلاثة منهم من أنصار الرئيس، وهو أمر يثير إمكانية تكرار جزئي لانتخابات 2018.
لم يكن المنافس الوحيد للسيسي - موسى مصطفى موسى - قلقًا بشأن إعلان دعمه غير المشروط وإعجابه بالرئيس خلال حملته الانتخابية في عام 2018. وشكره السيسي بعد ذلك على أدائه «الأنيق» بعد أن حقق فوزًا كاسحًا بنسبة 97.08 في المائة من الأصوات.
منذ أبريل من العام الماضي، سمح الرئيس بقدر من الحرية لم نشهده منذ ظهوره في عام 2013 بعد أن أطاح الجيش، الذي قاده في ذلك الوقت، بمحمد مرسي، الرئيس الإسلامي المنتخب. كما أمر بالإفراج عن أكثر من 1000 من منتقدي الحكومة من السجن، بمن فيهم نشطاء بارزون، ووافق على «حوار وطني» لرسم مستقبل البلاد.
سُمح للنقاد في المنفى بالعودة إلى ديارهم دون خوف من الاعتقال وأعادت السلطات الوصول إلى بعض عشرات المواقع الإخبارية المستقلة على الإنترنت التي حُظرت في السابق.
لكن المعارضة، بينما رحبت بالإفراج عن بعض السجناء، اشتكت من استمرار الاعتقالات وقالت إن إطلاق سراح النقاد المسجونين والسماح بقدر من الحرية لا يرقى إلى إصلاح سياسي حقيقي.
لا يزال واثقًا
ولفت الكاتب إلى أن انقطاع التيار الكهربائي اليومي - الذي أصبح ضروريًا بسبب نقص الوقود لمحطات الطاقة - أحدث تأثيرًا كبيرً على حديث الرئيس عن قفزة نوعية في الخدمات ونوعية الحياة تحت قيادته.
وتزامن انقطاع التيار الكهربائي، الذي يمتد لساعتين في اليوم، مع أحد أكثر فصول الصيف حرارة على الإطلاق، حيث تحوم درجات الحرارة يوميًا حول 40 درجة مئوية في يوليو.
لكن الرئيس لا يزال واثقا وغير منزعج.
وقال لكبار الشخصيات في محافظة مطروح الساحلية «اسمحوا لي أن أخبركم بشيء: على مدى السنوات الثماني الماضية عملنا في كل ركن من أركان مصر. لا يوجد مكان واحد في مصر لم تمتد إليه يد التنمية».
واضاف «نحن في خضم ازمة. لكنها واحدة من التحديات العديدة التي واجهناها».