الشاهد: أستاذ تاريخ: حسن البنا عاقب أحد أعضاء الجماعة نفسيًا وحوّله إلى مجنون

التاريخ : الأحد 27 أغسطس 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: الإخوان

ادعى الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، أن كتابات جماعة الإخوان مليئة بعديد من الأكاذيب الرهيبة. وأضاف أن أكاذيب جماعة الإخوان بها صنعة وحرفية بحيث ينطلي الأمر عليك إذا كنت باحثًا غير مدقق. وتابع: «إذا كان الباحث لا يرجع إلى تلال من الأوراق والمصادر ممكن أن يقع في هذا الفخ ويتقبل الأكاذيب على أنها حقائق». وأكد شقرة أن تلك الأكاذيب مسألة مزعجة جدًا للباحثين في تاريخ مصر المعاصر عندما يتصدى لتاريخ جماعة الإخوان وعلاقتها بالدولة، سواء قبل 23 يوليو أو بعدها.

وذكر أن عبد الرحمن الساعاتي والد مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا له مقال مشهور في مجلة "النذير" يصف فيه حال المجتمع. وأضاف أن والد حسن البنا وجه في مقاله شباب الإخوان لمعاقبة الذين خرجوا عن الدين وفقًا لتعبيره. وتابع: «عندما تحلل النص تجد أن والد البنا يقول للشباب انزلوا للشارع وانظروا من يحتاج إلى العلاج وجرعوه العلاج، ومن ليس فيه فائدة تخلصوا منه»، مؤكدًا أن هذا المصطلح في حد ذاته يعكس العنف. وزعم بأن هذا المقال يعد دعوة مبكرة جدًا لممارسة العنف عند الإخوان، مشيرًا إلى أن الإخوان ادعوا أنهم جماعة دعوية وتغلغلوا داخل نسيج المجتمع المصري، خصوصًا مع الطبقة المتوسطة على أنهم جماعة دينية دعوية.

وقال إن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان كانت لديه كاريزما وقدرة على تيسير نقل المفاهيم المتعلقة بالعبادات. وأضاف أن الناس كانت تتقبل كلامه وتستمع إليه، خصوصًا أن المجتمع وقتها كان يعاني مع الاحتلال. وتابع: «لكن سرعان ما انكشفت هذه الحقيقة عندما دخل الإخوان العمل السياسي، وأنها ليست جماعة دعوية، فاصطدموا بكل الأحزاب السياسية».

ولفت إلى أن كل مذكرات رجال الأحزاب والقوى السياسية الأخرى، تؤكد أن أفراد جماعة الإخوان الإرهابية عاملوا الأحزاب بعنف شديد. وأضاف: «حققت في مذكرات شخصية لعبد الوهاب حسني محامي الوفد واكتشفت بها حقائق مفزعة». وتابع: «وجدت أسرارًا كثيرة جدًا منشورة، وكيف كانت الجماعة تنزل تضرب كل من على المقاهي، كانوا يضربوا أي حد من شباب الأحزاب». واستكمل: «الإخوان مسكوا عبد الوهاب حسني وزميله وكانوا سيضربونهم فواحد قال لهم لا شكلهم مش بتوع سياسة».

وادعى أن أول تصادم غير داخل الجماعة تم من ممارسة عنف نفسي على أحد الإخوان كان على شخص اسمه أحمد رفعت. وأضاف أن أحمد رفعت كان يعاتب حسن البنا، وقال له أنت قلت لنا تدربوا وحصلنا على السلاح وتدربنا في المقطم وقلت لنا سنحارب الإنجليز واليهود، ولم نفعل شيئًا فلم السلاح والتدريب؟ وتابع بأنه عوقب أحمد رفعت عقابًا شديدًا من حسن البنا، ليس بالضرب لكن تمت مقاطعته إلى أن تحول إلى مجنون، وذهب إلى القدس ومات هناك.

ورأى أن بيان حل الإخوان بعد 30 يونيو متطابق مع بيان حلها في الأربعينيات بسبب تطابق أفعالهم. وأضاف: «قارنت بين البيانات الثلاثة بحل جماعة الإخوان، وكان أكثرها شرحًا وتفصيلًا البيان الأول بحل الجماعة على يد فهمي النقراشي، وتم اغتياله بعد البيان مباشرة على يد جماعة الإخوان، والبيان كانت به تفاصيل كثيرة، وكان نفس أسلوب التعامل بعد ثورة يونيو، فكان ما فعلته الجماعة في الأربعينيات وجرى حل الجماعة بسببه، متطابقًا مع ما فعلوه بعد 25 يناير، وكتبت أنه على الدولة أن تترك الإخوان، وأنه على الإخوان ألا تكرر حديث الماضي، ولكنه لم يتعلموا وكرروا ما فعلوه».

وتابع بأنه منذ بداية الأربعينيات اصطدمت علاقة الإخوان مع الثورة من تغلغلهم مع الجيش، فكان جمال عبد الناصر يأخذ الضباط الذين كان يلمس فيهم وطنية ليترك تنظيم الإخوان ومنظمات اليسار الماركسي، فكان هناك تنظيم عسكري وطني ومهارة عبد الناصر أنه جمع التنظيمات الصغيرة التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية. وذكر أن جماعة الإخوان لديهم أسلحة تحت الأرض ولا يتحركون بها إلا في الوقت المناسب.

وتابع: «في مذكرات عبد العزيز علي، باسم الثائر الصامت من أعضاء اليد السوداء لثورة الـ 1919، والذي قال إنه لا يوجد أحد سيحل القضية الوطنية إلا الضباط الوطنيين، فبدأ يدخل في تجنيد الضباط، وعمل عصبة سميت بعد ذلك بتنظيم الطيران، وكان كل التنظيمات تبالغ في وصف نفسها بعد ثورة يوليو». وأشار إلى أن الجماعة الإرهابية كان لديها تنظيم سري قوي ولديها قدرة على الحشد، وعندهم مبدأ السمع والطاعة، وعندما تحاول مسح للقوى السياسية القادرة على تواجه شرطة الملك وجيشه، بدون الضباط الوطنيين، ودبابات المستعمر في قناة السويس، لن تجد أن أحد يملك أسلحة سوى الضباط الوطنيين وجماعة الإخوان الإرهابية، مبينًا أن اللواء محمد نجيب ندم على الاستسلام لجماعة الإخوان.

وأكد أن جمال عبد الناصر نجح في تحييد الإخوان عن المشهد. وأضاف: «سأل عبد الناصر الإخوان ماذا يريدون بوصولهم للسلطة، فكانت الإجابات عامة لا تقنعه»، مبينًا أن عبد الناصر كأستاذ تكتيك عسكري مؤسس تنظيم سري كان عنده خطة وقوة سياسية معادية للثورة، فكان لا بد أن يتعامل مع هذه القوى بمنهج سياسي، وكان يبدو أن عبد الناصر كتم تخطيط كثير لم يعلنه للضباط حتي لا يدخل في جدل لا نهاية له، ولكن هو في قرار نفسه كان لديه أفكار بحل الأحزاب السياسية نتيجة لقراءات عديدة قبل 1952، وكان لديه تصور لإعلان الجمهورية، وكان لديه تصور حول مصير الملك، وأصر أن يتركه للتاريخ وأن يتركه يرحل.

وأضاف أن مهارة عبد الناصر جعلته ينجح في تحييد الإخوان نسبيًا وفي مجموعة من القرارات والجلاء مع الإنجليز، مشددًا على أن عبد الناصر منذ اللحظة الأولي لديه فكرة بتعامل تكتيكي مع الإخوان، وفي هذه الفترة بدأ الإخوان يكشرون عن أنيابهم وتدخلوا في تحديد الملكية، وتشكيل الوزارة، وأن يكونوا وراء الستار، ولكن كل هذا كان عبد الناصر يفهمه ولم يؤد إلى قطيعة مع الإخوان.

وذكر أن عبد الناصر وصل لقناعة بعد التعامل مع الإخوان. وأضاف أن عبد الناصر كان يريد دولة مدنية بينما الإخوان يسعون إلى الخلافة. وتابع بأنه بعد عام الـ 1952 أخفى الحرس القديم على الشباب مسألة أن عبد الناصر انفصل، وكانوا يقولون أن هذه ثورتهم وخرجوا في الشوارع يقولون «لا شرقية ولا غربية، إسلامية، إسلامية»، وهنا تم استفزاز عبد الناصر لأنه ليست ثورة إخوان، وطلب من الصحفيين الكبار في هذا الوقت أن يكتبوا عما حدث وأن هذه ثورة ضباط وطنين وليس لها أي علاقة بالإخوان، قائلًا: «فعلًا كانت المقالات تفصح عن ذلك، وعبد الناصر وصل لقناعة بعدم التعامل مع الإخوان، وحسب تشبيه في كثير من خطاباته، أنهم لن يلتقوا أبدًا لأنه يريد دولة مدنية، وهم يريدون دولة الخلافة».

وقال إن الرئيس الراحل محمد نجيب، أخبره أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ضحك على الإخوان وحيدهم وذهب إلى زيارة قبر حسن البنا، وقال إنه سيفتح التحقيق في وفاته، وأكد "نجيب"، أن الإخوان جماعة انتهازية ولم تقف إلى جانبه. وأضاف أن صلاح شادي ومرشد الإخوان عمر التلمساني قالا له، أنهما اكتشفا أن عبد الناصر كان بيده كل الخيوط، ولم يرغبوا في أن يلدغوا من جحر الرجل الكبير مرتين فلذا ابتعدوا عنه. وتابع بأن خطة "عبد الناصر"، أن الجيش سيعود إلى ثكناته، مؤكدًا أن الضباط أنفسهم غضبوا على عبد الناصر بسبب هذا القرار.

وادعى أن عمر التلمساني، قال إن جمال عبد الناصر ضيع عليهم الفرصة في فبراير 1954، مؤكدًا أنه كان من الممكن أن يقضي على مجلس قيادة الثورة كلها بعد استقالة الرئيس الأسبق محمد نجيب، وقبول "عبد الناصر" للاستقالة. وأضاف أن المظاهرات التي خرجت في ذلك الوقت كانت تهتف "إلى السجن يا جمال"، "إلى السجن يا صلاح"، "إلى السجن يا سارقي الثورة من الرجل الكبير".

وأكد أن القرارات التي صدرت في مارس 1954 لم تكن ديمقراطية، لأن عبد الناصر كان أمامه جماعة الإخوان التي حركت الدولة كلها ضدهم، فخرج وأعلن أن الجيش يجب أن يعود لثكناته، مشيرًا إلى أن أمين شاكر، مدير مكتب عبد الناصر، روى الأيام الحاسمة في أزمة مارس، وعبد الناصر وقتها قال لهم "فوضوني شهر وأخلصكم من نجيب والإخوان".

وذكر أن الإخوان اقتربوا من محمد نجيب بعد صدامهم مع الرئيس جمال عبد الناصر. وأضاف أن عبد الناصر كان يفهم الإخوان، وكان لا بد أن يتحرك بذكاء مع القوى السياسية المختلفة، وكانت النتيجة أنه في عام الـ 1954 كان الإخوان وعبد الناصر في الساحة أمام بعضهم. وتابع بأن قبل هذا التاريخ ظن الإخوان أنهم يقدرون على ضرب مجلس قيادة الثورة بأكمله، لأن عبد الناصر رفض أن يمثل الإخوان حكومة ظل، وبدأ يكشر عن أنيابه تجاههم، وبدأ هنا اقتراب الإخوان من اللواء محمد نجيب، وعلاقة الإخوان كانت جيدة بمحمد نجيب، وهو كان جنرال كبير بعيد عن المشهد ولم يكن من ضمن الضباط الأحرار.

ولفت إلى أن سيد قطب، في كتابه "معالم في الطريق"، كانت حميدة قطب تأخذه وزينب الغزالي توزعه، مؤكدًا أنه كان مثل المنشور الراديكالي في فكر الإخوان. وأضاف أن زينب الغزالي تسرعت وفقًا لأفكار سيد قطب؛ لأنه لم يكن يريد ما حدث في 1965، والمرشد يقول «وجدت ضالتي في سيد قطب»، وأخذت "الغزالي" المنشور وبدأت تعمل حلقات نقاش فحولت الإطار الفكري لحركي ولكنها تعجلت. وتابع، أن سيد قطب كان يريد عمل الطليعة من الشباب وتنزل الشارع تحوله لمتدين وعندما يكون معهم الطليعة وجزء من الناس منتمين لهم يبدأوا يفكرون في هذه الحركة، ولكن "الغزالي" تعجلت ولم تكن تعرف أن المخابرات تخترق اجتماعاتهم، مؤكدًا أن الإخوان أصبحت خاملة بعد 1965.

وأشار إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات أخرج الإخوان من السجون لمواجهة الشيوعيين، ولكنهم عندما قتلوه دخلوا تحت الأرض، وظلوا تحتها حتى 2011، مبينًا أن التنظيمات التي خرجت عنهم بدأت تلعب جزء أسلمة الشارع.

وأشار إلى أن حادث المنشية قالوا إنه كان مناورة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مشيرًا إلى أن مذكرات حسن العشماوي، حكى فيها أن عبد الناصر كان يؤمن الثورة ويبني السجون وهم يقررون اغتياله. وأضاف أنه عندما تقرأ روايات الإخوان عن حادثة المنشية تجد أنها يقولون عنها إنها تمثيلية ويجعلوك تسمع خطاب عبد الناصر، وأن لديه الجرأة أن يتعرض للرصاص، وأن الأمريكان قالوا له إن الشعب سيحبه جدًا بعد ذلك.

وتابع، أن الاعترافات المبكرة كانت في كتاب لحسن الهضيبي، قال إن 1965 عبد الناصر قبض على الجميع وعندما وقفوا في الطابور في تنظيم 1954 و1965 قال أحدهم لهم "كان لازم تحاولوا والدولة قوية"، فقالوا لهم "أنتم فعلتموها في 54 والرصاصات طاشت"، مدعيًا أن الإخوان في 2011 افتخروا بمحاولة اغتيال عبد الناصر بالمنشية.