الشاهد: خالد عكاشة يدعي إعادة جماعة الإخوان إرهابيين محترفين إلى مصر من أفغانستان

التاريخ : الاثنين 28 أغسطس 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: الإخوان

أكد العميد خالد عكاشة رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن ما حدث في مصر لم يكن بمعزل عن المنطقة العربية. وقال إن جماعة الإخوان نشأت في مصر وخرجت للمنطقة العربية. وأضاف أنه في سيناء محطة جغرافية لأنها مرت بأكثر من مرحلة، وجذبه حديث الرئيس السيسي وهو يتحدث عن البنية التحتية والأساسية للإرهاب، لأنه كان يعود ويغوص بنظرة بحثية وأمنية حول ما جرى مكافحته في سيناء بعد عام 2013، بالأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، والإصرار المصري على أن تكون كل هذه الأدوات هي وطنية خالصة، في وقت كان يتشكل في المنطقة والعالم كله في حرب الإرهاب.

وأكد أن الحركة الإرهابية في مصر تطورت وتوسعت تأثرًا بأفغانستان. وقال إن ما حدث بعد 2013 هو خط فاصل حول أن تقوم الدولة الوطنية ومهارتها المكتسبة على مدار السنوات الماضية بالحرب على الإرهاب ومكافحته وصولاً إلى هدف استراتيجي. وأضاف أنه كانت حرب استراتيجية وليست تكتيكية، بأمر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولذلك يتم تسميتها على المستوى البحثي أنها حرب حقيقية، وبعد 2016 بدأت مراحل الانتصار تتشكل وبدأ العالم والمراقبين الدوليين يرون ما يجري على الأراضي المصرية، وبدأ العالم يتحدث عن التجربة المصرية في الحرب على الإرهاب، ولا يختلف على المشهد الكلي، والأمر كان مصري خالص، وهناك في الأوراق والأدبيات الدولية الحرب المصرية الشاملة على الإرهاب.

وتحدث عن إدارة الدولة المصرية للجماعات الإسلامية في السجون وقال إنه كان هناك مشكلة في البداية بسبب التدخل العددي، بسبب تداعيات اغتيال رئيس الدولة الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وأضاف أن مصر شهدت عنفًا احترافيًا واستحلالًا للدماء والميل للتكفير، وكان هناك عنف احترافي لأن الفكرة أكثر تطور في التوحش واستحلال الدماء والأموال، المستدعاة من فكر سيد قطب، وكان هناك مشكلة بوصول كل هذه الأعداد للسجون، ولكن كان هناك معالجة مصرية وتجربة تمت الإشادة بها من مراكز الأبحاث، لأن الدولة المصرية بذلت جهدًا كبيرًا في أكبر تجربة مراجعات فكرية في السجون.

وكشف عن بداية خيط الإرهاب في مصر. وقال: «بدءً من الجماعة الاسلامية الموجودة في السجون المصرية، بموجة إرهاب الثمانينيات والتسعينيات بعد عمليات للقبض والتحري، بعد اغتيال الرئيس السادات، بدأت الدولة تكافح بواسطة جهاز الأمن الشرطي هذه الجماعات من خلال جهاز أمن الدولة، والذي يجمع معلومات عن الخلايا العديدة والمنتشرة، وفي هذه المرحلة تطور الأداء وتوسع تأثر بأفغانستان، والجماعة استدعت شبابها من كل الدول العربية القادرين على ممارسة العنف والقتل في أفغانستان».

وأضاف أن التاريخ يوثق أن الذي رشح أيمن الظواهري للسفر لباكستان ومنها لأفغانستان ليشارك في عمليات الإغاثة كان قيادي من جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة كانت تشرف هناك علي عمليات دعم لوجستي ضد العدو السوفيتي، وكانوا هما المشرفين على هذا النشاط، وكان لمصر نصيب في استدعاء شبابها، هذه التدفقات التي خرجت من مصر للانخراط في أفغانستان، والجماعة أعادت إلى مصر إرهابيين محترفين على القتل والاغتيالات، والقتل العشوائي وقتل المدنيين الأبرياء، وتوسعت الجماعة وتضخم عددها وتوسعت عملية التجنيد بشكا احترافي وتعاظمت الأعداد المنتمية للجماعة الإسلامية.

وبيَّن أنه كان يُنظر لمصر على أنها المركز، كما نشأت جماعة الإخوان الإرهابية في مصر وانتشرت فروعها في معظم الدول العربية ومن ثم مناطق كثيرة في العالم، أيضًا النهج العنيف والمباشر الذي سمي في بعض التسميات بالتكفيرية. وأضاف وفي البعض الآخر بالجهادية، وهي كلاهما تنظيمات إرهابية تؤمن بمفهوم الإرهاب بمفهومه اللفظي والمادي في المجتمع، فكما كانت مصر هي الشرارة الأولى لتنظيم الإخوان، كانت مستهدفة طوال الوقت بإنشاء هذا المكون الذي له العديد من المنتجات والنسخ الموجودة في منطقتنا، وكان شديد التأثر والتأثير بما يجري في أفغانستان.

ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية بدأت تعمل على المراجعات الفكرية في السجون، حيث جرت أكبر مراجعة في السجون المصرية خلال هذه الفترة. وأضاف أن هذه المراجعة شارك فيها رجال دين وأطباء ومعالجين نفسيين، ورجال إعلام، وتم توثيقها إعلاميًا وبذلت الدولة المصرية جهدًا كبيرًا كان ناجحًا ومتطورًا وأخذت الدول الكثير من هذه الملامح وبدأت تعمل عليها. وأكد أن دائرة السجون، هي مفرخة لهذه التنظيمات، مبينًا أن تنظيم داعش ولد من رحم السجون العراقية الأمريكية المشتركة، دخل كتنظيم للقاعدة وخرج بشكل داعش الأكثر تطورًا وعددًا والأكثر قتلًا.

وأشار إلى أن حركة حماس طالبت العناصر المنتمية إلى تنظيم الجهاد والتوحيد بعد تصفيته بتقديم تصور له بحيث تكون حماس المسئولة عن هذه العناصر الموالية للتنظيم المنتهي. وأكد أنه عام 2006 وصلت حماس للسلطة في قطاع غزة، ومنذ عام 2008 حتى 2011 تعاونت حماس مع بقايا تنظيم الجهاد والتوحيد في حفر الأنفاق التي تربط شمال سيناء وفلسطين. وأضاف أنه كانت هذه الأنفاق في البداية يتم استخدامها في تهريب المواد الغذائية والأدوية والمحاصرين في قطاع غزة إلى الأرضي المصرية، ولكن بعد عام 2011 تحولت تلك الأنفاق إلى كونها أكبر منطقة يتم بها عمليات الاتجار بالبشر، وكان يحدث في سيناء نشاط لتهريب الأفارقة من مصر إلى الأراضي الإسرائيلية مباشرة عبر تلك الأنفاق. وتابع بأن التنظيمات الإرهابية في سيناء وفلسطين كانت تقوم بتأسيس بنيتها الأساسية من أسلحة ومخازن وعناصر موالية في الفترة من 2008 حتى 2011 عبر تلك الأنفاق الحدودية التي تربط بين البلدين.

واستكمل بأن العصر الثاني للتنظيمات الإرهابية في مصر بدأت من خلال جمعة الغضب التي كانت يوم 28 يناير 2011، وبدأت الشرارة مع خطاب الرئيس محمد حسني مبارك في مساء هذا اليوم، وكان يبدو أن هذه الكلمة كانت إشارة البدء لتحرك هذه التنظيمات في سيناء مرة أخرى بمدينة العريش في فجر 29 يناير.

وبيَّن أن تنظيم التوحيد والجهاد أعلن عبر وكالات الإعلام العالمية، عن أنه المسئول عن تنفيذ عملية تفجيرات طابا، وأن هذه العملية بمثابة ثأر لمقتل الشيخ أحمد ياسين، زعيم حركة المقاومة الذي تم اغتياله في نفس العام 2004. وأكد أنه كانت هناك سرية تامة للمعلومات عن هذا التنظيم، ولهذا عمليات الأمن كانت تسير على قدم وساق لحل هذه الشفرة الإرهابية، مبينًا أن التنظيم كان قادرًا على إخفاء معلوماته بالكامل نظرًا لوجود نصف الحزب وأنصاره في شمال سيناء، وظل هذا التنظيم يمارس عمله السري حتى عام 2005، حيث قرر التنظيم أن يقوم بعملية إرهابية كل عام. وأضاف أن التنظيم قام بعملية إرهابية في مدينة شرم الشيخ عام 2005، وكان هذا التفجير ثلاثيًا من خلال 3 سيارات مفخخة، وكانت إمكانيات التنظيم تشير إلى تمويلات كبيرة من التنظيم الموجود في فلسطين.

وذكر أن الدولة بدأت عمليات الإفراج عن المتهمين بعد نجاح التجربة الأمنية في المراجعات الفكرية، التي بدأت تؤتي ثمارها، بعد اقتناعهم بنبذ العنف. وأضاف أن خالد مساعد هو طبيب أسنان من قبيلة السواركة بشمال سيناء وكان يدرس في جامعة الزقازيق، وتعرف على خميس الملاحي، من البحيرة، وكان الثنائي غير مقتنعين بالمراجعة الفكرية التي تمت بالسجون. وتابع بأن خالد مساع أخذ خميس ملاح معه لشمال سيناء والطابع الديني فيها هو الميل للمشايخ الصوفية والإسلام الهادئ الذي له علاقة بالذكر والمناسبات الدينية وحلقات قراءة القرآن هذا هو الطابع الموجود بشمال سيناء. وأشار إلى أن خالد مساعد بعلاقاته الداخلية جند سالم الشنوب، من شمال سيناء وهم من وضعوا أول بذرة للإرهاب في سيناء في نهاية التسعينيات وبداية الألفينيات، موضحًا أن 3 أفراد فقط دخلوا لمنطقة شمال سيناء ووسطها، وفي 2004 كانوا على موعد مع العمليات الإرهابية بالمنشآت السياحية في طابا ودهب وشرم الشيخ.

ولفت إلى أن تنظيم التوحيد والجهاد كان جزءً كبيرًا منه من الفلسطينيين وبدأت غزة تمده بالمتفجرات وتقدم له عمليات التدريب والتأهيل، وهذا ما سرع من قدرات التنظيم وهو ما كان مخفيًا عن الأجهزة الأمنية المصرية. وأضاف أن التنظيم كان يستهدف المكونات السياحية والإسرائيليين وكان أكثر خدمة للعناصر الفلسطينية الموجودة داخله، مؤكدًا أنه من الطبيعي أن يختار طابا التي يدخلها الإسرائيليين ليقضوا إجازاتهم بها ويوجد بها فندق شهير يقضي فيه الإسرائيليون أوقاتهم. وتابع بأنه جرى الدفع بعناصر فلسطينية كثيرة للانضمام للتنظيم وخلق بنية فكرية للتنظيم ومرجعية من خلال مشايخ في غزة.

وأشار إلى أنه في عام 2004 كان لقطاع غزة الحدودي دور فى شمال سيناء، وتأثر الإرهاب بما يجري في قطاع غزة، والأمر تجاوز التأثر بالكم الكبير من المساعدات التي تلقاها منهم خالد مساعد، بعد أن أسس تنظيم التوحيد والجهاد. وأضاف أن هذا التنظيم كان أول تنظيم إرهابي في سيناء بقيادة خالد مساعد، وانضم له بعض العناصر، وكان له خلية موجودة في الإسماعيلية لتجنيد بعض الشباب ويستخدمونهم للدخول لقناة السويس. وأشار إلى انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية ونجاحها وسيطرتها على قطاع غزة وتدويل القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه قبلها جرى تدريب وإفساح المجال للكثير من التنظيمات الإرهابية بأن تتنامى وتكبر وظهر "شهداء الأقصى، و"أكناف بيت المقدس" وغيرها من التنظيمات، وبدأت باستخدام العنف والفكر التكفيري داخل قطاع غزة، وبدأ يحدث دعم كبير من هذه التنظيمات الصغيرة التي كان يفترض أن تتجه للعدو المحتل، ولكنها اتجهت لدعم وجود تنظيمات إرهابية داخل الأراضي المصرية.

ولفت إلى أنه كان هناك تشابه كبير بين العمليات الإرهابية التي كان يقوم بها تنظيم الجهاد والتوحيد في مصر، والعمليات الإرهابية التي كانت تحدث في فلسطين، من حيث الأدوات المستخدمة، والتوقيت، وطريقة تنفيذ العملية، ولهذا يمكن القول إن عملية تفجير شرم الشيخ كانت نسخة مكررة من تفجير طابا. وأكد أن مدينة شرم الشيخ أصيبت بحالة من الفزع الكبير بعد التفجير الذي حدث بها، واستطاع التنظيم الرحيل سريعًا من موقع الحادث عقب التنفيذ مباشرة إلى منطقة التجمع الخاصة بهم في جبل الحلال.

وأضاف أنه عام 2006 قام التنظيم بتفجير مدينة دهب، وذلك لأنها منطقة سياحية مصرية هامة، وكان يوجد بها الكثير من المنشآت الهامة. وتابع بأنه بدأ يتشكل لدى الأجهزة الأمنية المصرية معلومات عن هذا الكيان الشبحي بعد تفجير شرم الشيخ ودهب. واستطرد بأن جميع خطابات التنظيم كانت تدور حول أنهم منظومة الجهاد العالمية، وأنهم في مواجهة مع الاحتلال الأمريكي في العراق والاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وذلك للبحث عن الشهرة والأضواء وجمع المزيد من المؤيدين.

وأشار إلى أنه في 2004 اتخذ تنظيم التوحيد والجهاد قرارًا بالقيام بتفجيرات في طابا واستخدم فيها 3 سيارات مفخخة. وأضاف أنهم استهدفوا الفندق الشهير الموجود في طابا ومعسكرين سياحيين وكانوا يستقبلون السياح بسيارات مفخخة ويقودها أشخاص انتحاريين ودخلوا بشكل عشوائي لإيقاع عددًا كبيرًا من الضحايا. وكشف عن أن عدد الوفيات في المعسكرين وصل إلى 35 وفاة و150 إصابة بجراحة متوسطة، أما الفندق فكان ما بين 140 قتيلًا وإصابة، وكان الحادث بمثابة مفاجأة صادمة للأجهزة الأمنية وأهالي سيناء لأنه لا يوجد لديهم أي معلومات عن هذا التنظيم.

وأشار إلى أنهم بعد أن نفذوا العمليات خرجوا بسهولة ولم يمت منهم سوى منفذو العملية وعادوا إلى جبل الحلال وأصبح مأوى لهم لطبيعته الجغرافية المعقدة، والتي تضم مساحة تتجاوز 60 كيلومترا وعمقًا من 25 إلى 30 كيلومترا كلها كهوف. وأوضح أنه بعدها بساعات بدأوا يتصلوا بوكالات الأنباء العالمية لإعلان مسئوليتهم عن التفجيرات، وكان الغريب أن أحد هذه الاتصالات كان مع وكالة الأنباء الفرنسية فرانس بريس، وأكدوا أن العملية هي ثأرًا للشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل في مارس من نفس العام.