حديث القاهرة – إبراهيم عيسى – حلقة الجمعة 26-05-2023

التاريخ : السبت 27 مايو 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: الأوضاع البريطانية

قال الكاتب الصحفي هشام بدوي المتخصص في الشأن البريطاني، إن أغلب الصحف في بريطانيا انتقلت من الورقية إلى الإلكترونية، بسبب الظروف الاقتصادية، والتحديات غير المألوفة. وذكر أن هناك بعض الصحف الورقية التي تعتمد على الإعلانات ما زالت موجودة. وأشار إلى أن التغطية البريطانية عن مصر في حالة تذبذب صعودًا وهبوطًا لا سيما أن المواطن البريطاني يهتم بحالة بلاده أكثر من أي بلد أخر.

وأضاف أن الصحف البريطانية تهتم حاليًا بملف الهجرة، مبينًا أن بريطانيا وجدت نفسها أمام هجرة صافية؛ إذ أنها واجهت في العام الماضي 600 ألف مهاجر-وذلك بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي- واستقبلت من أوكرانيا 114 ألف مهاجر. وأضاف أن من أهم الملفات التي تعاملت معها بريطانيا هي منع الهجرة، مشيرًا إلى أن قضية الهجرة أصبحت معضلة حقيقية، لا سيما أن وزراء بريطانيا السابقين من المهاجرين، مشيرًا إلى وصول بعض الوزراء من أصول إفريقية، منوهًا بأن المهاجرين أغلبهم عمال، ما أدى إلى خفض أجور العمالة.

وأشار إلى أن خط الهجرة لبريطانيا يبدأ باليونان مرورًا بإيطاليا وتخطى أوروبا وحدود فرنسا وعبور المانش بطرق غير شرعية، مشددًا على أن بريطانيا تعاني من نقص العمالة في كافة القطاعات الحيوية. وأضاف أن هناك بعض التفكير في زيادة الراتب السنوي للشخص المهاجر لبريطانيا ليكون 33 ألف جنيه إسترليني بدلًا من 27 جنيه إسترليني مما يقلل تأشيرات الهجرة لن يتسبب في أزمات اقتصادية للشركات، مؤكدا أن مرتب المهاجر في بريطانيا يقارب مليون جنيه سنويًا.

ولفت إلى أن الصحافة البريطانية اهتمت بالأزمة السودانية، لكنها تنقل ما تنشره وكالات الأنباء الأخرى لأنها لا تمتلك مراسلين بريطانيين على الأراضي السودانية.

وذكر أن بريطاني تواجه أزمة اقتصادية حادة، مبينًا أن التضخم وصل في بريطانيا إلى 10.1%، ورغم أنه انخفض في إبريل الماضي إلى 8.7%، إلا أن الأسعار ما زالت تواصل ارتفاعها هناك. وشدد على أنه بسبب ارتفاع معدل التضخم سيكون هناك آلام يعيشها المواطنون خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن التضخم ينخفض كمعدل، لكن زيادة الأسعار مستمرة. وأضاف أن الحكومة البريطانية تواجه مأزقًا غير عادي، متابعًا: «السكر ارتفع 47% والبيض والجبنة ارتفعا 30% والدقيق ارتفع 30% والمكرونة ارتفع 28%»، ورأى أن هذه مؤشرات حول وضع اقتصادي صعب على المواطن البريطاني، كما نوه بأن الحكومة في مأزق بسبب قضية المهاجرين وبين قضية التضخم وارتفاع الأسعار، لافتًا إلى أن الانتخابات المقبلة واحدة من أهم الانتخابات في طريق بريطانيا، وهي الأكثر سخونة بسبب زيادة الأسعار.

وأشار إلى أن الصحف البريطانية اهتمت بتغريدة اللاعب المصري محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي الذي اعتذر فيها لجماهير الفريق بعد أن فقد النادي اللعب في دوري أبطال أوروبا، لافتًا إلى أن حب الشعب البريطاني بسبب نبل صلاح وحسن أخلاقه، وتحدث عن لقاء ولي العهد البريطاني مع اللاعب وحالة الفرحة والبهجة التي كانت تنتاب ولي العهد بسبب هذا اللقاء، مبينًا أن صلاح لا يتعامل مع صناعة الكرة من أجل الأموال فقط.

مضامين الفقرة الثانية: الانتخابات التركية

قال بشير عبد الفتاح، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الانتخابات التركية تشهد ظاهرتين مهمتين، وهما: "سياسات الهوية" و"النعرة القومية"، موضحًا أن قضية القومية التركية أصبحت أكثر حساسية تجاه الأقليات الاكراد. وأضاف أنه كان هناك مطالبات لمرشحي الرئاسة بالتخلي عن الأكراد، وهناك حساسية أخرى تجاه اللاجئين، بعدما وصل عددهم إلى نحو 10 مليون لاجئ، من بينهم 4 مليون سوري، موضحًا أن المطالبات تأتي لأسباب ثقافية واقتصادية، كما أشار إلى أنه على المستوى الرسمي، انخرطت الحكومة التركية في اتفاقيات، وتتقاضى 6 مليارات يورو سنويًا لاستضافة هؤلاء اللاجئين، كما أن القانون الدولي يضع قيودًا على تركيا بترحيل اللاجئين إلى بلادهم، وبالتالي ترحيل اللاجئين يعد أمرًا غير واقعي. وتابع أن ملف اللاجئين طرح نفسه بقوة في الانتخابات التركية، ولم ينظر إلى الجانب الإقليمي والدولي.

ورأى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستطيع أن يحتفظ بكتلته التصويتية كاملة في جولة الإعادة بانتخابات تركيا، بينما يبقى الأمر مختلف بالنسبة للمرشح الرئاسي كليتشدار أوغلو لأنه جمع أصوات من مناحي شتى. وأشار إلى أن نتائج الانتخابات البرلمانية حرمت أوغلو من الاحتفاظ بالأصوات التي صوتت له في الجولة الأولى في الانتخابات، وبالتالي لم يعد لديه قدرة على تعديل النظام في تركيا من النظام الرئاسي إلى البرلماني. وذكر أن جولة الإعادة دائمًا ما تكون أقل من حيث الإقبال، مشددًا على أن أوغلو سيتعين عليه الاستقالة من حزب الشعب الجمهوري حال خسارته أمام أردوغان في جولة الإعادة بالانتخابات التركية. وقال إن المعارضة التركية تريد حشد أصوات انتخابية دون النظر إلى التوجه، مبينًا أن التحالف المعارض يبحث عن الأصوات بأي ثمن، معتبرًا أن أحزاب المعارضة عاجزة عن التصدي لأردوغان، وهو الأقرب إلى الفوز في الجولة الثانية، إلا أن السلوك التصويتي يجعل التوقعات أمرًا صعبًا.

ولفت إلى أن كليشدار أوغلو وعد رئيس حزب الظفر أوميت أوزداغ- المعروف بقوميته التركية المتشددة المعادية للعرقيات الأخرى والمناهض لوجود اللاجئين في تركيا- بالحصول على منصب وزير الداخلية مقابل دعمه في الانتخابات الرئاسية، بينما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لن يقدم أية تنازلات أو يعقد مساومات مع آخرين من أجل الفوز بالانتخابات الرئاسية، منوهًا بأن أحمد داود أوغلو رئيس حزب المستقبل-الحليف السابق لأردوغان والمعارض له حاليًا والموجود ضمن الطاولة السداسية الداعمة للمرشح الرئاسي كليجدار أوغلو- رفض تولي أوميت أوزداغ وزارة الداخلية في حال فوز المرشح الرئاسي كمال كليجدار أوغلو في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

ورأى الإعلامي إبراهيم عيسى أن وجود حلفاء سابقين أمثال علي باباجان وأحمد داود أوغلو الذين تولوا منصب رئاسة الوزراء في عهد أردوغان في صفوف المعارضة محاولة من النظام لشق الكتلة التصويتية التي يتسم بها الإخوان في الانتخابات.

مضامين الفقرة الثالثة: الذكاء الاصطناعي

قال محمد الجندي خبير تكنولوجيا المعلومات، إن الذكاء الاصطناعي ليس شيء جديد، إذ إنه بدأ في الخمسينيات، ووصل إلى مرحلة ثبات بعدها لعدم وجود قدرة للأجهزة التكنولوجيا للتعامل مع الأحداث. وذكر أن 99% من الاختراعات في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي هي عسكرية، لأن الداعم لهذا التطور الكبير هي المؤسسات العسكرية. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي موجود في الأسلحة بشكل مرعب، والمؤسسات العسكرية داعمة له، مضيفًا أن صناعة السينما من الصناعات التي يغيرها الذكاء الاصطناعي حاليًا. وأوضح أن هناك تحديثات على برامج تعديل الصور والفيديوهات من خلال الذكاء الاصطناعي وهو التعديل الفوري للصور، لافتًا إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي بها مشكلات وسلبيات وبها بعض الانحياز، ولا بد أن يتم التعامل معه على أنه ليس كافة النتائج دقيقة.

وأكد أن هناك بعض المواطنين غير قادرين على التعامل مع الذكاء الاصطناعي، مشددًا على أن هناك نوع من الثقافة لا بد أن تكون موجودة للتكيف مع التطبيقات والتكنولوجيا الجديدة، ولا بد أن نفهم مشاكله ومخاطرة. وأضاف أن الإبداع الحقيقي عند البشر وليس الذكاء الاصطناعي، مشددًا على أنه يمكن وصف الذكاء الاصطناعي بأنه مساعد باحث، ولا يجب الاعتماد عليه في كتابة الأبحاث ولا بد أن يكون هناك إبداع كبير للبشر. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي سيعمل على تزييف الواقع، وتطبيقاته هي اختراع كاذب من اللحظة الأولى، موضحًا أن تزييف الواقع هو من أهم سلبيات الذكاء الاصطناعي ويجعل هناك فقاعات كاذبة، مؤكدًا أنه يتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تزييف الأصوات، وهناك دعوى بخطورة الذكاء الاصطناعي على الانتخابات الأمريكية المقبلة.

مضامين الفقرة الرابعة: الحوار الوطني

قال أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن المجتمع المصري يواجه أزمات متعددة، مثل الأزمة الاقتصادية التي تمثلت في ديون بلغت 160 مليار دولار، فضلًا عن الأزمات التي تواجه الأمن القومي المصري مثل الأزمة السودانية والليبية، ورأى أن الحوار الوطني يُعد بداية مخرج للأزمات الحالية، لافتًا إلى أن البعض يرى أن الحوار الوطني محاولة لتفويت الفرصة على المعارضة، وامتصاص للغضب الشعبي المكبوت، مبينًا أنه معهم بعض الحق في ذلك.

وأضاف أن الحوار الوطني حقق أحد أهم أهدافه وهو اجتماع كلمة المعارضة الوطنية به، مشيرًا إلى أن الحوار الوطني الذي يجري حاليًا هو حوار نوايا ولا ينتج شيء حقيقي وطالبنا بأنه لا بد يكون هناك جلسات أكثر تركيزًا وما يحدث هو عرض أفكار مختصر فقط. وتابع أن الحوار الوطني الحالي هو البداية ولا بد أن يكون هناك حوار حقيقي، مؤكدًا أن أي دور يُمكن أن يساعد مصر على الخروج من أزماتها واجب وطني لا يجب التأخير عنه، منوهًا بأن المعارضة الوطنية لا تحتاج إلى شهادة الوطنية ولها حق دستوري يحفظ لهم حق إبداء الرأي. وذكر أن المعارضة المصرية واجهت السجون والمعتقلات ولم تتكسب من ذلك بل كانت تناضل من أجل حقوقها.

وأشار إلى أننا أعددنا برنامج حلول مقترحة لأزمات مصر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتم إعدادها من قبل خبراء ومتخصصين وهو تحت مناقشة الحوار الوطني الآن، موضحًا أنهم تقدموا للحوار الوطني بمقترحات وحلول للمشكلات التي تواجهها البلاد. ونوه بأن إعلام الصوت الواحد لم يعد مقبولًا في عصر السماء المفتوحة، قائلًا: «لا نطالب إلا بحقوقنا الدستورية، ونطالب من الأجهزة أن تفتح مجالات التخاطب بين الأحزاب السياسية والمواطن العادي». وأكد أن من أهم المطالب هي حيادية الإعلام لافتًا إلى احتياج المعارضة إلى مواقع إلكترونية غير محظورة مثل درب الذي كان محظورًا سابقًا، وكذلك تحتاج إلى أن يكون لها إعلام غير مقيد.

وأكد أن الأزمة الاقتصادية موجودة في مصر منذ عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مبينًا أن المجتمع المصري أمام لحظة تاريخية لتوصيف الأزمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مع تغيير السياسات الحكومية- في ظل هذه الأزمة- وليس تغيير وجوه حكومية.

ودعا في نهاية حديثه إلى أن تنأى نقابة المهندسين عن الأحزاب السياسية.