المشهد يناقش مخاطر التغيرات المناخية وتأثيرها على كوكب الأرض

التاريخ : الخميس 21 سبتمبر 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: الانتخابات الرئاسية

قال الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي، وأمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، إن الجريمة البيئية بدأت منذ 500 عام، حيث بدأ استخدام الفحم بكثرة، مشيرًا إلى أن حجم المحروقات التي حدث على مدار هذه السنوات لم يحدث في تاريخ الكرة الأرضية، سواء حرق المحروقات المعروفة مثل البنزين والغاز أو الفحم.

وتابع بأن درجة حرارة كوكب الأرض تخطت المعقول، حيث ارتفعت درجة الحرارة في آخر 100 عام بنسبة 0.9 درجة، مبينًا أن هذه النسبة كبيرة للغاية، معقبًا: «وصلنا إلى درجة من غليان الكرة الأرضية».

وأضاف أن ارتفاع سطح الكرة الأرضية قد يصل إلى 1.5 درجة، وهذا إن حدث فلن يستطيع العالم مواجهة التغيرات المناخية، معقبًا: «لا تُوجد أي فرصة لمواجهة التغيرات إلا التحول إلى الطاقة الجديدة والمتجددة سواء الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، حتى لا نتخطى 1.5 درجة سخونة للكرة الأرضية، وبالتالي تخرج الكرة الأرضية عن السيطرة». ذكر أن ارتفاع درجة الحرارة من شأنه أن يؤثر في التوازن البيئي، من خلال اختفاء بعض أنواع الحيوانات، مشيرًا إلى ظهور الفيروسات الجديدة ناتج من اختفاء بعض أنواع الميكروبات التي كانت تقضي على هذه الفيروسات قبل ذلك.

وقال الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية، إن التغيرات المناخية أصبحت حقيقة علمية مؤكدة وواقع لم نشاهده من قبل، وهذا واضح في ارتفاع درجة الحرارة والتصحر، وارتفاع منسوب مياه البحر. وتابع بأن قضية التغيرات المناخية من القضايا المحدودة على مستوى العالم التي تعتبر قضية كونية، مشيرًا إلى أن هناك تراجع في قضايا العولمة بشكل عام، ولكن قضية التغيرات المناخية من القضايا التي لا تزال عالمية، وهناك حديث دولي على ضرورة حل هذه القضية.

وأضاف أن مستقبل هذا الكوكب والبشر مرتبط إلى حد كبير بهذه القضية الوجودية، مشيرًا إلى أن هناك تعاون صيني أمريكي في قضايا المناخ، رغم التنافس على المستوى الاقتصادي والعسكري والتجاري. وأشار إلى أن الجميع يدفع ثمن التغيرات المناخية، خاصة الدول الفقيرة التي تعتبر من أكثر الدول تضررًا بالتغيرات المناخية، مشددًا على ضرورة أن تتحمل الدول المتقدمة والغرب عمومًا المسؤولية في مواجهة هذه التغيرات، والعمل على بلورة صوت لدول الجنوب فيما يتعلق بهذه القضية. ولفت إلى أن هناك كثير من الأبعاد للتغيرات المناخية، خاصة الأبعاد الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الهند قامت بوقف تصدير الأرز بسبب قلة الإنتاجية الناتجة من التغيرات المناخية، خلاف التصحر وخلافه.

وقال محمدي عيد، الخبير الدولي في مجال البيئة، ورئيس جهاز البيئة الأسبق، إن النباتات عبارة عن مصانع لإنتاج الأوكسجين وفي نفس الوقت مصانع لامتصاص أكسيد الكربون، مشيرًا إلى أن الله خلق الكرة الأرضية في حالة اتزان دقيق للغاية. وتابع أنه منذ خلق الكرة الأرضية حتى العصر الصناعي في القرن السادس عشر الميلادي، كانت الطبيعة قادرة على تحقيق التوازن بصورة طبيعية، ولكن مع انتشار أكسيد الكربون مع الصناعات المختلفة، حدث الاحتباس الحراري.

وأضاف أن غاز الأوزون الموجودة في الطبقة الثانية من الغلاف الجوي يعمل على تنقية الهواء من الأشعة البنفسجية، ومن إرسال الأشعة إلى الإنسان والحيوان والنبات دون أي ضرر. ولفت إلى أن ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة في عام 2050، حال عدم مواجهة التغيرات المناخية، يؤدي إلى كوارث كبيرة جدّا مثل ذوبان الجيد في القضب الجنوب وارتفاع منسوب البحر. وأضاف أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يؤدي إلى زيادة معدل التبخر، وبالتالي هطول مزيد من الأمطار، وهذا يؤثر في الإنسان والحيوان والنبات، حيث تقل خصوبة التربة والقوى الإنتاجية، ويتعرض الإنسان لكثير من المشكلات مثل سرطانات الجلد وخلافه.

وقال الدكتور شاكر أبو المعاطي، أستاذ المناخ بمركز البحوث الزراعية، إن التغيرات المناخية تؤثر سلبًا في الإنتاج الزراعي، حيث تؤدي إلى تغير الخريطة الزراعية، خلاف قلة إنتاج المحاصيل الزراعية، مشيرًا إلى أن التغيرات المناخية ليست وليدة اللحظة، ولكنها بدأت منذ عدة سنوات. وتابع بأن الجميع بدأ يشعر بالتغيرات المناخية مثل ارتفاع درجة الحرارة بصورة كبيرة وتداخل الفصول المناخية؛ ولذلك يعمل مركز البحوث الزراعية إلى إيجاد أصناف قادرة على تحمل هذه الإجهادات.

وأضاف أن البطاطس كانت تزرع في أغسطس، ولكن حدث تأخر في زراعة البطاطس إلى شهر سبتمبر بسبب ارتفاع درجة الحرارة، الذي يؤثر بالسلب على المحصول، مشيرًا إلى أن درجة الحرارة كانت أعلى من المعدل العام الماضي، وهذا أدى لوجود الحشرة التي تصيب الزراعات طوال السنة تقريبًا. وأوضح أن التجار تعرضوا لخسارة كبيرة نتيجة تطرف المناخ سواء ارتفاع درجة الحرارة بشكل مبالغ فيه أو انخفاض درجة الحرارة.

وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، إن مخاطر التغيرات المناخية متجددة منذ 125 مليار سنة منذ نشأة الأرض، مبينًا أن التغير هو أساس الكون، لافتًا إلى أن الإنسان حينما تغير يغير معه الطبيعة، منوهًا بأن هناك نظرية مشهورة تشير إلى أن حينما يزداد البشر عن المألوف تحدث تغيرات كبرى مثل انتشار الأوبئة والأمراض أو اندلاع الحروب. وأضاف أنه في هذا الحال الذي يعتمد على تغير المناخ يؤكد أهمية تكيف الإنسان مع الواقع المناخي. ولفت إلى أن الدولة فطنت هذا التوجه للتعامل مع طبيعة المناخ، مستدلًا بأن الدولة عملت الصوب الزراعية، والهيدروجين الأخضر، والنهر الصناعي الجديد. وذكر أن الظهور المتزايد لأسماك القرش في مصر يرجع للتغيرات المناخية لا سيما أن المحيط الهندي يعد أكثر برودة لذلك يبحث القرش عن مكان آخر، ورأى أهمية أن تعمل الدولة على رؤية استراتيجية للتعامل مع التغيرات المناخية