صالة التحرير يناقش قناة السويس الجديدة وتأثير الممر الهندي التجاري عليها

التاريخ : الاثنين 25 سبتمبر 2023 . القسم : اقتصاد

مضامين الفقرة الأولى: قناة السويس

قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، إن القناة تظل الممر الأكثر أمانًا والأقصر مسافة والأفضل من حيث الخدمات المقدمة. وأضاف أن الهيئة تقدم حاليا الكثير من الخدمات تخص «القيمة المضافة»، بعدما اقتصر الأمر في السابق على العبور فقط. وأشار إلى أنّ هذه الخدمات تسهم في زيادة عوائد قناة السويس بشكل كبير، موضحًا أنه يتم حاليًا تقديم سبع خدمات مثل تموين السفن، وهي خدمة شديدة الأهمية ولم تكن موجودة في الممر الملاحي من قبل. ولفت إلى أنّه من بين الخدمات المقدمة أيضًا نقل المخلفات الصلبة والسائلة من السفن المارة سواء في غاطس السويس أو غاطس بورسعيد، مؤكدًا أن هذا الأمر يأتي في إطار العمل على جعْل قناة السويس «خضراء» بحلول 2030، حيث يتم العمل على تحويل قناة السويس إلى طريق أخضر تماشيًا مع البيئة العالمية وضمن جهود تخفيض انبعاثات الكربون.

وأكد أن قرار بناء قناة السويس الجديدة صعب، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي لم يتوان في اتخاذ هذا القرار وبناء القناة الجديدة. وأضاف أن الجدول الزمني لبناء القناة الجديدة كان 3 سنوات، إلا أن الرئيس السيسي أمر بالانتهاء منه خلال سنة واحد، مبينًا أن تكلفة بناء القناة الجديدة عادت بعد 6 أشهر فقط. وشدد على أن صعوبة المشروع كانت تكمن في الأرض الجبلية عمليات الحفر، موضحًا أن القرار كان صعبًا وتم إنجاز المشروع بأياد مصرية.

وأفاد بتقديم خدمة صيانة وإصلاح السفن، اعتمادًا على ثلاث ترسانات (واحدة في بورسعيد واثنتان في السويس)، حيث تتضمن أحواض جافة ترسو عليها السفن، ومن ثم يمكن إجراء عملية الصيانة المطلوبة. ونوه باستيراد حوض عائم جديد من كوريا الجنوبية قبل نحو شهر، وموجود حاليًا في ترسانة بورسعيد، وتصل حمولته إلى 35 ألف طن، مخصص لإصلاح وصيانة السفن، بجانب حوض آخر تصل حمولته إلى 55 ألف طن في السويس.

وأكَّد أن الهيئة لديها كوادر مدربة قادرة على إجراء الصيانة اللازمة، بجانب تقديم خدمة الإسعاف، هي خدمة لم تكن موجودة من قبل، مؤكدا أهمية هذه الخدمة في تقديم الخدمة العلاجية لأي حالة مرضية طارئة.

وذكر أن الرئيس السيسي وجه بتطوير سياحة اليخوت في مصر، موضحًا أن الهيئة لديها 3 مراسي لليخوت متمثلة في مارينا بورسعيد والإسماعيلية والسويس، ولكنه رأي انها غير كافية ووجه بتطويرهم. وأكد أنه تم العمل على تطوير مارينا السويس والإسماعيلية وبورسعيد، على أعلى مستوى وليس لها مثيل في العالم، وسيتم افتتاحها قريبا، منوها أنه أصبحت تستوعب 105 يخوت بعد أن كانت 12 يختًا.

ولفت إلى أنه سيتم توفير خدمات تمويل بالوقود والمياه والأطعمة، وأماكن على البر يتوفر بها قطع غيار اليخوت وإصلاحها، وإمكانية تخزينها، بالإضافة إلى محال تجارية، مشددا على أن تخزين اليخوت لم يكن موجودا في مصر وكانت تتجه أغلبها إلى إسرائيل وتركيا ولكن بعد توفيرها في مصر وفي ظل مناخها المعتدل ستنجح في استقطابها بدلا من هذه الدول.

وأشار إلى أنه سيتم إنشاء مدينة جديدة في الإسماعيلية، وسيتم بناء فندق بها يتضمن حوالي 60 غرفة، وتستوعب حوالي 85 يختا، إلى جانب توفير الخدمات كافة المتعلقة باليخوت، موضحا أنه يتم تطوير مارينا السويس وتم الانتهاء من الرسومات الخاصة بها، وكذلك مارينا بورسعيد وستستوعب 75 يختا وتضم ممشى سياحيا وشاليهات وغرفا فندقية. وأفاد بأن افتتاح مارينا الإسماعيلية سيتزامن مع احتفالات انتصار أكتوبر المقبلة، هذا إلى جانب المتحف الخاص بالقناة، وحوالي 12 وحدة جديدة سيتم إدخالها للهيئة.

وأضاف أنه سيتم استكمال مسيرة التطوير بالقناة الجديدة، وذلك من خلال مشروع لتطوير القطاع الجنوبي؛ بهدف زيادة معدل عبور السفن وتقديم خدمات التموين دون تغيير خط السير. وأوضح أن هذا المشروع سيساهم في تقليل وقت الانتظار في الممر المائي التجاري الأكبر والأهم على مستوى العالم، مشددا على أن مصر تسعى إلى تحويل قناة السويس إلى ممر تجاري أخضر، إلى جانب إضافة خدمات إصلاح السفن تحت خط الماء. ولفت إلى أنه تمت إضافة خدمة تغيير الأطقم بما يسهل من عملية عبور السفن، منوها بأن حجز جميع خدمات القناة متاح عبر موقع الهيئة من أي مكان في العالم توفيرًا للوقت. وأفاد بأن قناة السويس حققت عوائد كبيرة خلال الفترة الماضية، نتيجة للجهد المتواصل من العاملين في الهيئة، وذلك باستخدام الأساليب العلمية الحديثة، التي تضمن سلامة السفن، كما توجه بالشكر لجميع العاملين في قناة السويس، على كل ما يبذلونه من جهد وتقديم كل ما لديهم للارتقاء بمستوى الخدمات.

ورد رئيس هيئة قناة السويس على أنباء الممر الاقتصادي الدولي الجديد، مؤكدًا أنه من الصعب أن يكون هناك بدائل لقناة السويس وهو ما تم في حادث السفينة إيفر جيفن ووجود سفن عالقة لم تتحرك.

وكشف الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، عن كواليس أزمة جنوح السفينة إيفرجيفن، في عام 2021، وعن أول رد جاء من الرئيس السيسي له فور الواقعة. وأوضح أن حادثة إيفر جيفن، خلقت هاجسًا لدى كل العاملين في هيئة قناة السويس، وذلك بدافع حرصهم الشديد على سمعة القناة، منوهًا بأن هذا الأمر استوجب توفير كل ما يلزم من أجل تطوير القناة لتفادي مثل هذه المشكلات في المستقبل.

وتابع: «عند وقوع حادق جنوح إيفر جيفن، الرئيس السيسي قالي سمعة القناة في رقبتك أنت ورجالتك، ولابد من العمل لحل هذه المشكلة بما يحافظ على سمعة مصر»، لافتًا إلى أن العاملين واصلوا الليل بالنهار لحل هذه الأزمة، وبالفعل نجحت مصر في تعويم السفينة العملاقة، مع توفير أحدث المعدات التقنيات العلمية لضامن عبور السفن بأمان.

ولفت إلى أنه كان يوجد حالة من التشفي في مصر، بعد وقوع هذه الحادثة، وفي الوقت ذاته تلقوا طلبات مساعدة وتعاون من قبل الأشقاء والأصدقاء مثل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، مشددًا على أن القناة تحكى تاريخ مصر عبر السنين الماضية، ويمكن الاطلاع عليه في متحف قناة السويس العالمي، والاستمتاع بمشاهدة المقتنيات النادرة التي توثق فترة الحفر والأحداث المختلفة.

وذكر أن القناة حققت أرقام قياسية في العام المالي المنتهي في 30 يونيو الماضي. وأوضح أنه جرى عبور 26 ألف سفينة بزيادة 20%عن العام الماضي، إلى جانب مليار ونص طن بضائع بزيادة حوالي 17% عن العام الماضي، منوهًا بأنه تم تحقيق عائد دولاري وصل إلى 9 مليارات دولار بزيادة 30% عن العام السابق.

ولفت إلى أن كل هذه الأرقام المتقدمة التي يتم تحقيقها لم تأت من فراغ، ولكن نتيجة جهود العاملين بالقناة وإلى الأساليب الحديثة التي تم إدخالها، ومن أبرزها نظام المحاكي في الإسماعيلية وهو الأكبر في الشرق الأوسط، موضحا أنه عبارة عن محاكاة للمركب على البر، هذا بالإضافة إلى وجود محاكِ للكراكات والقاطرات ومكافحة التلوث، والخرائط الإلكترونية والتي من شأنهم توفير الوقت والجهد.

وأشار إلى أن هناك شركات أجنبية تطلب تدريب كوادرها على نظام المحاكاة الموجود بهيئة قناة السويس، بمقابل مادي، الأمر الذي أعطى سمعة طيبة عالمية للقناة في كل شيء العبور والخدمات والمرشدين والعبور وتطوير وحدات الهيئة. ولفت إلى أن الرئيس السيسي وجه بتحديث وإدخال 28 قاطرة للأسطول البحري لهيئة قناة السويس، مضيفا أنه سبق وطلب من الرئيس عدد أربعة قاطرة 90 طنا لمصاحبة السفن، ولكن الرئيس زاد من عددها لتصل إلى 10 قاطرات، بالتعاون مع القطاع الخاص.