التاسعة يناقش الذكرى الخمسين لانتصارات حرب أكتوبر
التاريخ : الخميس 05 أكتوبر 2023 . القسم : أمني وعسكري
مضامين الفقرة الأولى: انتصارات أكتوبر
عرض البرنامج تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الندوة التثقيفية 38 للقوات المسلحة، احتفالًا بالذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر، بحضور الرئيس السيسي. وأضاف أنه كان يتذكر كل ما جرى من رأس العش، والمدمرة إيلات، وحريق الزيتية، وبالوظة، ورمانة، أي بيان قيل في هذا الوقت كان يوثقه، بالإضافة لما كان يسمعه، والكتب التي خرجت تتكلم عن هذه الوقائع كلها. وأكد أن الجيش المصري تمكن بالفكر والعزيمة والروح المعنوية العالية من تحقيق انتصار أكتوبر. وأضاف أن وقت النكسة كان عمره 13عامًا ويتذكر كل ما حدث ويحتفظ بالوثائق والجرائد ولديه مقالة للكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل مهمة كانت عن خطة الخداع الاستراتيجي. وتابع: «ما حدث في أكتوبر لم يكن ممكنًا أحد آخر يعمله غير الجيش المصري».
وبيَّن أن الهزيمة تصبح هزيمة عندما تقبلها. وأضاف أن المصريين خرجوا في الشوارع بعد إعلان الرئيس جمال عبد الناصر التنحي ليؤكدوا أنهم لن يقبلوا الهزيمة، معلقًا: «لا أحد يشوه هذه الفكرة؛ لأن هناك أناس كثيرون يقولوا إن هذه كانت مترتبة».
وقال الروائي يوسف القعيد إن تذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي لمقال الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل الذي نشر في الأهرام ضمن خطة الخداع الاستراتيجي قبيل حرب أكتوبر شيء غير عادي، مؤكدًا أن المقال كان ضمن خطة الخداع الاستراتيجي الكبرى لمصر. وأضاف أن مصر نفذت خطة خداع استراتيجي وانتصرت من خلالها بطريقة غير مسبوقة وغير عادية، قائلًا: «هذا تاريخ يجب تذكره ونعيشه وتحية خاصة للأجيال التي لم تكن موجودة وتسمع عن انتصار». وتابع القعيد بأن العروض الفنية واللوحات التشكيلية والفنية عن حرب أكتوبر غير كافية، واحتفال اليوم بالقوات المسلحة شهد أجيالا شابة جديدة وممكن يجذب أجيالًا جديدة قد تضيف لتوثيق حرب أكتوبر، والحرب ما زالت ميدانا مفتوحا لكل موهبة وطنية مرتبطة بتراب الوطن.
وأكد أن انتصارات أكتوبر تاريخ يجب تذكره ونعيشه وتحية خاصة للأجيال التي لم تكن موجودة في هذا الوقت وتسمع عن انتصار، ولابد أن يعلموا أن كل أركان الدولة عملت وكافحت والكل اعتبر نفسه مجند من أجل ان تنجح مصر في هذه الحرب العظيمة. وأوضح أن هذه المقالة لعبت دور مهم في خداع العدو الإسرائيلي الذي كان يفعل المستحيل عشان يعلم هل مصر ستحارب أم لا، وهذا الأمر شهادة نجاح للعسكرية والعقلية المصرية في هذا الوقت، أنه أخفى ما يقوم به عن هذا العدو والذي لم يكن يفصلنا عنه سوى قناة السويس.
وكشف محمد نجيب السيد أحمد، مساعد أول سلاح الإشارة، وأحد المكرمين من الرئيس السيسي بالندوة التثقيفية، في حرب اكتوبر عن ذكريات النصر وأحداثه التي لا تفارق ذهنه. وقال: «أقسم بالله العربية التي كنت أستلمها يوم 6 أكتوبر كانت عربية لاسلكي مجهزة بالإشارة، وكنت يوميًا أحتاج وقت لتسخين العربية وتدويرها، لكنها دارت وحدها يوم 6 أكتوبر، فقلت الله أكبر الله أكبر». وأضاف: «دورت العربية وطلعت بها للتموين، وشدينا الهوائي الخاص باللاسلكي وقعدنا نستقبل إشارات من القيادة»، مؤكدًا أن سلاح الإشارة هو عصب المعركة. وأشار إلى أنه يحكي لأولاده عن هذه المعارك التي خاضها في أكتوبر، ويستقبلون هذه القصص عن البطولات بسعادة، خصوصًا أنها انتهت بالنصر.
وأكد اللواء رؤوف السيد رئيس حزب الحركة الوطنية، أن معركة أكتوبر من أهم المعارك في التاريخ الحديث وأديرت بمنتهى القوى والذكاء، لافتًا إلى أنه كان أحد المشاركين فيها ولم يعرف أحد ميعادها إلا قبلها بـ 30 دقيقة وخرجت من رجل يحمي وطنه. وأوضح أن التخطيط لحرب أكتوبر أخذ دراسة ووقت مهول لتحقيق هذا الإنجاز العسكري العظيم، قائلًا: «الاحتفال بالنصر أمر مفروغ منه ومن الحاجات التي تعطينا قوة كعرب أمام العالم كله». وتابع بأن العملية العسكرية في حرب أكتوبر كانت في منتهى الاتزان وسرعة التصرف، والقوات الجوية قامت بمجهود كبير ثم باقي القوات لتحقيق نصر أكتوبر، وهذه الحرب يحسب فيها للرئيس السادات اتخاذ القرار أعظم من المعركة نفسها.
وكشف اللواء طيار الدكتور هشام الحلبي عن ذكرياته في حرب أكتوبر، قائلًا: «أنا تخرجت بعد الحرب، وكان سبب دخولي الكلية الجوية والكليات العسكرية أنا وزملائي أننا عشنا من بعد نكسة 1967 المحنة التي حدثت في مصر، كما أننا عشنا أجواء انتصار أكتوبر، وهذا سبب التحاقي بالكلية الجوية».
وأضاف أن جيل أكتوبر هو جيل عظيم، فقد صنع ثلاث بطولات رئيسية؛ البطولة الأولى هي إعداد القوت المسلحة، لافتا إلى أن من قام بالحرب هي القوات المسلحة لكن كان هناك إعداد كامل للدولة المصرية وتحويل المحنة الكبيرة إلى نصر عظيم، وقد اشترك فيه كل الدولة والمدنيين والعسكريين. وأوضح أن البطولة الثانية كانت أكتوبر 1973 والنصر العظيم الذي يدرس في كل الأكاديميات العسكرية الأجنبية، ورفع رأس العرب جميعًا حتى الآن ومستقبلًا، البطولة الثالثة تتمثل في أن جيل أكتوبر نقل خبرته بكل الحب والاحترام والاحتراف العسكري للأجيال التالية له.
وروت ليلى الرفاعي ابنة الشهيد إبراهيم الرفاعي، تفاصيل تنبأ والدها بالاستشهاد في حرب أكتوبر، قائلة: «هو لم يتنبأ باستشهاده في حرب أكتوبر وهو حينما تقدم لزواج والدتي قال لها إنها ستعيش عشر سنين معه فقط وسألها هل ستوافق على ذلك فوافقت وعاش مع والدتي فعلًا عشر سنوات ونصف». وأضافت أن والدتها كانت تعرفه طبيعة عمل والدها من خلال مشاركته في حروب اليمن و67 وكان موهوب في القتال خلف خطوط العدو لكنها لم تكن تتخيل أنه سيستشهد بعد عشر سنوات، موضحة أن والدتها كان لها خمس أشقاء ضباط وعايشت الحياة العسكرية. وتابعت: «متذكرة لحظة استشهاده ووالدتي كانت متماسكة جدًا أمامنا وجيراننا كانوا يحيونا دائما وظلوا يخفوا عنا خبر استشهاد والذي عدة أيام وسألت جدي وأمي عدة مرات وبعد إلحاح قالت لنا، ووالدي كان يكلمني ويعاملني كأني كبيرة وكان يأخذني إلى التدريبات ويعلمني الرماية».
وكشفت: «حينما استشهد تم نقله ووالدتي قالت لي وهو يدفن بعد يومين من استشهاده أن الدم ما زال ينزل من الصندوق الذي يُحمل فيه، ودفنوه في مقابر الأسرة وبعد وفاته دفن كثيرون من الأسرة، والأقارب كانوا يقولوا لي والدك كما هو، وفي شجرة صغيرة موجودة بجانب القبر».
وأكد الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث المعاصر بجامعة عين شمس، أن ما كُتبَ عن حرب أكتوبر حتى الآن غير كافٍ، مشيرًا إلى أن هناك كتابات كثيرة لكن عمليات التوثيق الكاملة ليوميات حرب أكتوبر لم تتم، رغم وجود شهادات مهمة ولكن توثيق كامل غائب حتى اللحظة. وأضاف أن حرب أكتوبر شهدت تناغمًا بين كل أفرع القوات المسلحة خلال الحرب.
وذكر أننا لدينا شهادات القادة ومذكراتهم ولكن هذا غير كافٍ ويمثل رؤية أحادية وكل قائد يروي من خلال وجهة نظره ولكن نحتاج من وزارة الدفاع أن تفرج عن كل الوثائق المتعلقة بحرب 1973، بدلًا من اللجوء للوثائق الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية. رغم أن هذه الدول أفرجت عما يخص حرب أكتوبر. وأوضح أنه من الممكن تشكيل فريق علمي يشتغل على الوثائق واليوميات الخاصة بحرب أكتوبر المجيدة ويخرج لنا كل التفاصيل بما لا يضر الأمن القومي، مؤكدًا أن المعركة لم تكن معركة الجيش فقط لكنها معركة اشترك فيها جيش وشعب.