نظرة يناقش انتصارات حرب أكتوبر ونشر الموساد وثائق تثبت تجسس أشرف مروان لصالح إسرائيل
التاريخ : السبت 07 أكتوبر 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: انتصارات أكتوبر
أكد اللواء محمد الغباري مستشار أكاديمية ناصر العسكرية أن القوة العربية كانت أحد أهم الأسلحة في انتصار حرب أكتوبر 1973، مشيرًا إلى أن التكاتف والقوة والتضامن كان طريق النصر العظيم. وأضاف أن القوة هي محور الحركة في الحرب، لافتًا إلى أن المشكلة العربية هي استمرار التماسك والقوة. وأشار إلى أن بعد 30 يونيو بدأ تحديث القوات المسلحة على نمط حرب أكتوبر، مبينًا أن أسلوب التدريب والإعداد تغير في حرب أكتوبر وتم تسميتها معركة الأسلحة المشتركة الحديثة. ونوه بأن الجميع توقع حدوث خسائر كبيرة بالقوات المسلحة حال عبور قناة السويس، لافتًا إلى أن العبور أحدث فجأة للجميع لصعوبة العبور والحرب على طول المواجهة.وتابع أن الحرب الوسيلة الوحيدة لوقف نمو أي دولة، مشددًا على أهمية الاستعداد والتأهب لمواجهة أي أزمات تفرض على الدولة في ظل التحديات والأزمات التي يشهدها العالم منها الحرب الروسية – الأوكرانية كذلك ما تم فعله في مواجهة الإرهاب.
ورأى أن الفضل في انتصار أكتوبر يعود للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، نتيجة التخطيط والاستعداد بفكر مختلف للحرب وإنشاء أكاديمية ناصر العسكرية خاصة بعد الأخطاء في حرب اليمن، منوهًا بأنه أنشأ مجلس الدفاع الوطني عام 1968 وهو المجلس المسئول عن تخطيط السياسة العسكرية المصرية كل 10 سنوات مع المتغيرات الحديثة.
وتحدث الغباري، عن سر صيحة الله أكبر، قائلًا: «كل الضابط والجنود في لحظة واحدة نطقوا الله أكبر فور رؤية الطيران الحربي المصري يحلق في السماء»، مؤكدًا أنه كان وقت حرب أكتوبر برتبة نقيب في الفرقة الثانية، وأنه شعر بقيام الحرب قبل وصول التكليف والموعد الرسمي لها بأيام، كما أن الشعب المصري هو بطل حرب أكتوبر بعد المعاناة الشديدة التي عانى منها طيلة هذه السنوات حتى تحقق النصر.
وأضاف أن تنظيم جنازة عسكرية لأشرف مروان سكرتير الرئيس السادات السابق لشؤون المعلومات يعني تقديرًا كبيرًا من الدولة لما قدمه الرجل من خدمات حتى انتصار أكتوبر عام 1973. وقال إن الدولة حين تحب تكريم أحد أبنائها تقوم بعمل جنازة عسكرية له عند وفاته، ويصدر بها قرار وزاري ويكون أمر استثنائي. وأضاف أن إقامة جنازة عسكرية للراحل أشرف مروان يعني أنه قدم خدمات جليلة للوطن وهو تقدير من الدولة بمكانته واعترافًا بأنه قدم عمل لم يأت الوقت بعد للإفصاح عنه، مبينًا أن الأيام القادمة ستوضح هذه الأمور.
وتابع بأن وثائق أشرف مروان تتبع رئاسة الجمهورية لأن الرئيس السادات هو من كان يقوم بتشغيله لأنه كان يقود الفكر السياسي للدولة ويجهز المسرح السياسي لحرب أكتوبر، وكان يقوم بتوصيل بعض الأمور التي كانت تحدث في الجلسات الثنائية عبر أشرف مروان إلى إسرائيل. وأوضح أنه حتى أقوم بالخداع الاستراتيجي يجب أن أقول بأعمال تجهيز للحرب ويراها الجانب الآخر أعمال عادية، مبينًا أنه كان لدينا مشروع استراتيجي للدولة والدولة الأخرى المواجهة لمصر تقوم بعمل تعبئة وهو أمر مكلف، مشيرًا إلى أن الدولة قامت بعمل المشروع منذ 1969 أكثر من مرة وفي سنوات تم إقامة المشروع مرتين في العام.
وطالب اللواء محمد الغباري، الموساد الإسرائيلي، بإعلان معلومة واحدة صحيحة، أمدهم بها أشرف مروان. وكشف أن أشرف مروان كان يمد الإسرائيليين بمعلومات خاطئة بناءً على توجيهات المخابرات المصرية، لافتًا إلى أن الجيش المصري استطاع خداع الموساد الإسرائيلي بحكمة وقوة. وأضاف أن أشرف مروان أبلغ الموساد بأن حرب أكتوبر ستكون في شهر مايو أو شهر 12 وفقًا لمعلومات لديه كانت تمده بها المخابرات المصرية بقصد خداع الإسرائيليين، موضحًا أن أشرف مروان تسبب في حدوث خلل في القيادة الإسرائيلية.
وأوضح أن رئيس القوات الإسرائيلية رفع قضية ضد الموساد بشأن المعلومات الخاطئة التي قدمها الموساد للجيش الإسرائيلي والتي أمدهم بها أشرف مروان، مشيرًا أن أشرف مروان أمد الإسرائيليين بمعلومات خاطئة عن موعد التعبئة الجزئية والكاملة للجيش المصري.
وقال الأديب يوسف القعيد، إن التراث الفني والأدبي حول نصر أكتوبر ما زال متناثرًا، مناشدًا الرئيس السيسي بإنشاء مؤسسة لتوثيق تراث أكتوبر سواء كان كتب أو مجلات أو صحف أو الشعارات التي كتبت على الحوائط في القرى والمدن، إضافة إلى التراث الفني، والأدبي. واقترح إطلاق اسم ذاكرة أكتوبر على المؤسسة التي ستعتني بجمع تراث أكتوبر، مشيرًا إلى وجود تراث سوري عن نصر أكتوبر يعتبر شديد الأهمية، إضافة إلى تراث مختلف الدول العربية التي كانت تعتبر انتصار أكتوبر انتصار للأمة العربية بأكملها.
وكشف الأديب يوسف القعيد محاولات تشويه إسرائيل لانتصار القوات المسلحة في حرب أكتوبر 1973. ونوه بأن هناك روايتين كتبتا عن حرب أكتوبر ونشرتا لابنة يائيل ديان. ولفت إلى أن الروايتين تمت ترجمتهما إلى الإنجليزية ونشرتا في لندن وأحدثت دويًا كبيرًا في أوروبا وأمريكا؛ للتقليل من نصر الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973. وذكر أن آثار حرب أكتوبر ما زالت تؤثر في الإسرائيليين حتى الآن، والتشكيك في الحرب سيكون بالروايات الخيالية حال تذكرهم لها. ووصف حرب أكتوبر 1973 قائلًا إن الشخصية المصرية والمنجز العظيم الذي لن يتكرر، التحم فيه الجيش مع المواطنين في كل ربوع الجمهورية، وفي كل شبر من أرض مصر، بداية من البحر الأبيض المتوسط وحتى حدود ليبيا والسودان والبحر الأحمر. وبيَّن أن سيناء استعادت نفسها بفضل يقظة الدولة المصرية، لأنها مرت بعبورين هما العبور الأول العسكري والآخر التنموي.
ورأى أن الشعب الإسرائيلي سيتجاهلون احتفالات أكتوبر وحرب أكتوبر، أو سيطعنون في هذا الانتصار الكبير بالأكاذيب التي يطلقونها دون أي دليل. وتابع أن الشخصية المصرية والعربية استفاد تماسكها وبقائها واستمرارها من حرب أكتوبر. واستكمل، أن أرض سيناء يجب تذكرها والتوقف أمامها طويلًا، وكيف استعادت نفسها بفضل يقظة الدولة المصرية والاهتمام الكبير بها.
وكشف أهداف إسرائيل من تشويه صورة العميل المصري أشرف مروان في هذا التوقيت، وخلال الاحتفال بانتصارات حرب أكتوبر المجيدة. وقال إن أشرف مروان هو صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والهجوم عليه جزء من الهجوم على عبد الناصر نفسه. وأكد أن الهدف الدائم لجهاز الأمن في إسرائيل هو النيل من جمال عبد الناصر أيضًا من خلال التشكيك في أشرف مروان.
وقال محمد عفيفي، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة القاهرة، إن حرب أكتوبر بمثابة عودة الروح لمصر والعالم العربي بأكمله. وتابع أن القرن العشرين لم يشهد أي انتصارات للعالم العربي سوى حرب أكتوبر، فأصبح هذا العمل بطولة للجيش المصري والسوري، إضافة إلى تكاتف الدول العربية وقرار حظر البترول، مشيرًا إلى أن حجم اهتمام اليابان بالدول العربية اختلف بعد نصر أكتوبر، فقررت تخصيص أقسام بالجامعات، لدراسة كل ما عربي، وفتح الباب أمام البعثات العربية.
ووصف حرب أكتوبر بأنها وضعت العرب على الخريطة الدولية، مضيفً أن موشي ديان تهكم على قدرة المصريين على عبور القناة، وقال إن الجيش المصري يحتاج إلى سلاح المهندسين السوفيتي والأمريكي كي يستطيع عبور الحاجز المائي والترابي، لكن جاء الجيش المصري وحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يمتلك سلاح طيران من عام 1948. وتابع بأن عملية تطوير الجيش التي حصلت منذ عام 1967 التي بدأت بدخول عدد كبير من الحاصلين على المؤهلات العالية بعد 67 وحتى 73 خلقت حالة من الكفاءات العالية لتصبح القوات المسلحة المصرية أسطورة.
وكشف أن نشر إسرائيل وثائق حول تجسس أشرف مروان لصالح إسرائيل هدفه إطفاء فرحة المصريين بنصر أكتوبر العظيم، إذ إن إسرائيل تحاول بكل الطرق العمل على هذا الانتصار وتشويهه. وأضاف أن الجيش المصري أفعال وليس أقوال، ولكن يجب التوقف والنظر عن سبب نشر الموساد الإسرائيلي مجموعة من الوثائق ومجلدات وثائقية عن أشرف مروان في هذا التوقيت بالتزامن مع مرور 50 عامًا على انتصارات حرب أكتوبر وتابع أن نشر الموساد وثائق عن أشرف مروان في الوقت الحالي، رغبة منه في إفساد فرحة المصريين، موضحًا أنهم نشروا كتاب عنه في لندن، حيث يوجد صراع داخلي بين الموساد والاستخبارات العسكرية بسبب هذا الملف، ويوجد معركة حول هذا الملف. وأردف، أن الموساد يزعم أنه جنَّد أشرف مروان وأنه كان جاسوس لهم على مصر، فيما ترى الاستخبارات الإسرائيلية أن أشرف مروان أعطى معلومات خاطئة لإسرائيل أو معلومات عادية لم تفد في أي شيء.