حديث القاهرة يناقش إرهاب حماس باحتجاز الرهائن الإسرائيلية في «طوفان الأقصى» وتوطين الفلسطينيين بسيناء

التاريخ : الثلاثاء 10 أكتوبر 2023 . القسم : إقليمي ودولي

مضامين الفقرة الأولى: عملية طوفان الأقصى

قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إن هناك حالة انتشاء كبير بالقدرة والكفاءة والبراعة الهائلة التي جرت بها عملية المقاومة الفلسطينية في صبيحة يوم 7 أكتوبر، وتساؤلات حول كيفية دخول حركة حماس لكل هذه المناطق المحتلة وانتشارها في غفلة تامة من الجيش الإسرائيلي. وأضاف أن ما حدث مع القوات الإسرائيلية يكشف فشل وهشاشة القوة الإسرائيلية وسقوط فكرة إسرائيل المسيطرة، والتفاخر الإسرائيلي، مؤكدًا أن ما حدث هو إحساس مصري وعربي أن اسرائيل التي تحتل الأرض منذ 70 عامًا تسقط أمام جماعة مسلحة أسقطت القوة الاسرائيلية وخلعت عن نتنياهو ملابسه. 

وتابع: «هناك قدر من التشوش والخلط والاختلاط يحسن أن يكون هناك نقاط تفسيرية حتى نعي في أي نقطة نحن الآن». وأشار إلى أن ما قامت به المقاومة الفلسطينية هو عمل عظيم، والمقاومة بدأت من صناعة محلية لطائرات وأدوات ساعدتهم في الهجوم على الاحتلال الإسرائيلي. واستدرك: «لكن المشهد نفسه يحمل التباسات في نفس الوقت وهي أن فلسطين أرض محتلة وإسرائيل قوة محتلة وأي مواجهة لقوات الاحتلال هي عمل مقاوم وشرعي بنسبة %100 وتكفله المواثيق الدولية والإنسانية جمعاء، لكن إرهاب المدنيين الإسرائيليين والتعدي عليهم واختطافهم وتوريعهم أو جلب مدنيين إسرائيليين إلى غزة عمل إرهابي».

وأضاف أن ما فعلته حماس من عملية طوفان الأقصى نصفه مقاومة وعمل شرعي، والباقي من ترويع المدنيين الإسرائيليين وجلبهم إلى غزة عمل إرهابي. وذكر أن القضية الفلسطينية هي حق واضح وأعدل قضية في التاريخ، وعلى وجه الأرض، مضيفًا أن القضية الفلسطينية وشرعيتها هو أمر واضح للجميع منذ عقود طويلة. وأوضح أن أغلب شعوب العرب والدول العربية في حالة من حالات الاعتزاز بالمشاهد التي قامت به المقاومة الفلسطينية صباح السبت الماضي.  وتساءل: «هل لأن إسرائيل تقوم بأعمال إرهابية نقابلها نحن بأعمال إرهابية أخرى؟»، ولذلك لا بد من التفريق في المشهد حتى لا تأخذنا غلبة المشاعر عن عدل الضمير والعقل. 

وشدد على أنه رغم أن العملية العسكرية الفلسطينية تنم عن طاقة هائلة من التخطيط والتنظيم، والالتزام المذهل بالسرية والكتمان حتى أن عملاء إسرائيل المدسوسين في الأرض الفلسطينية والأقمار الصناعية والتجسس الدائم والمستمر على غزة وقادة حماس لم يستطيعوا كشف مخططات حماس عن عملية طوفان الأقصى، وقال إنه كان يتمنى أن تعتذر حركة المقاومة الفلسطينية عن مشاهد ترويع الإسرائيليين، حتى تظل القضية الفلسطينية لها نبلها وشرفها وشرعيتها، إلا أنه أكد أن مشكلة هذه العملية العسكرية أن القائم على تنفيذها حركة حماس لا سيما أن الحركة مرتبطة بفكرة الخلافة، وليس استرداد الأرض للفلسطينيين، مبينًا أن هذا هو الجزء الأسود من العملية العسكرية لأن حماس هي القائم بهذه المقاومة والعملية النبيلة الشريفة عبر متطرفين ومتعصبين تسوقهم مشاعر الغضب والعدوان ويساوون بين المدني والعسكري ويعملون على احتجاز الرهائن وترويعهم.

وأكد أن المقاومة الفلسطينية التي شنت عملية "طوفان الأقصى" فاجأت إسرائيل وحطمت كبريائها، وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيرحل بعد تخطي هذه الأحداث، متابعًا: "نتنياهو سيُحاكم وسيرحل، لأن إسرائيل لا تسكت على أخطاء حكامها مثلما يسكت العرب والمصريون على أخطاء حكامهم، لكن نتنياهو سيزيد الحرب ويجعلها مدمرة؛ من أجل الحكم».

وأوضح أن حركة حماس التي تقود المقاومة الفلسطينية في الهجوم على المستوطنات الإسرائيلية من الممكن أن تفاجئنا بأشياء وخطط، مؤكدًا أنه لا بد أن يكون الأمر الآن محسوبا من ناحية التداعيات على الشعب الفلسطيني. وبيَّن أن ما قامت به المقاومة الفلسطينية هو فداء ولكن لا يجب مقارنتها بحرب ونصر أكتوبر لأنه لا يوجد أي حدث مهما بلغت قوته يمكن أن يقارن بنصر أكتوبر، موضحًا أن ما حدث من عملية مقاومة، وجرح إسرائيل التي تنتمي لحرب العصابات وليس لها علاقة بالحرب النظامية، لا سيما أن الجيش المصري لم يقتل مدنيين إسرائيليين.

وذكر أنه من الدروس المستفادة من هذه العملية العسكرية أن العناد وعدم الاستماع من القيادة السياسية مثلما فعل نتنياهو إلى الآراء الناصحة من أجل الوطن أودى إلى الفشل، مبينًا أن من ضمن الدروس الأخرى أنه رغم ما يتعرض له نتنياهو استدعى زعيم المعارضة من أجل أن يشرح له حقيقة الموقف وتداعياته حتى يُشركه في المشهد العسكري، متسائلًا: «هل هناك أزمة حدثت في مصر أشركنا فيها المعارضة؟».

وأكدت نهاد أبو القمصان، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن مشهد أسر السيدة المسنة الإسرائيلية أضر بصورة المقاومة الفلسطينية عالميًا، وما قامت به المقاومة من عمل عظيم من الممكن أن يدعم في تحرر الفلسطينيين، ولكن هذه العملية كانت لا بد أن تحدث مع تأمين عدم زهق أرواح. وأشارت إلى أن أسر سيدة مسنة هو مخالف للاتفاقية الدولية في معاهدات جينيف وتعتبر جرائم حرب، مؤكدة أن هذا المشهد صدر صورة للعالم أننا نحصل على أسرى من المدنيين والمسنين. وأوضحت أن مشاهد الأسرى المدنيين الإسرائيليين صدر للعالم صورة سلبية عن المقاومة، مشددة على أنه لا بد أن نعي أن نتفهم أن احتجاز الأطفال والنساء ليس في مصلحة من يحارب، منوهة بأن المرأة الحامل لابد أن يتم التعامل معها كمصابي الحرب.

وأكد بشير عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الحرب بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال في غزة ستطول، كاشفًا عن أن حصيلة قتلى إسرائيل في هذه العملية تجاوزت حرب الاستنزاف وتقترب من حصيلة قتلى إسرائيل في حرب 1973. وأوضح أن إسرائيل الآن في حالة حرب وخسائر حرب، مشددًا على أن أي حرب لها أبعاد سياسية، لا سيما أن بنيامين نتنياهو يواجه بتهم فساد، ويسعى إلى إطالة الحرب من أجل إثبات أنه يواجه حالة مضطربة من أجل جمع الدعم الداخلي له حتى لا يُبعد عن قيادة الحكومة، منوهًا بأن الحرب هي سياسة ولكن بأدوات أخرى ومعدات عسكرية.

ونوه بأن قدرة الأطراف على تجديد القدرات العسكرية لطرفي الحرب هو الذي يحكم المدى الزمني، قائلًا إن الحرب هي ميعاد مفتوح، وصمت حركة حماس على ضربات تعرضت لها المقاومة في فترة سابقة، ولكن "طوفان الأقصى" هو إحياء شرعية الكفاح المسلح، فضلًا عن إرسال رسالة من إيران التي تدعم هذه العملية العسكرية، وتسعى لرد ضربة بعدما استهدفت إسرائيل رموزها في طهران ودول أخرى. وذكر أن جُل من ينفذ عمليات حماس ليسوا من كتائب عز الدين القسام، وإنما من الشباب المحبط الذين عانوا من ضرب إسرائيل لمنازلهم وأماكن عملهم.

مضامين الفقرة الثانية: مقتل إسرائيليين بالإسكندرية

علق الإعلامي إبراهيم عيسى على حادث الإسكندرية ومقتل سائحين إسرائيليين خلال زيارة مصر، مؤكدًا أن الاعتداء على المدني الإسرائيلي في أي مكان هو عمل إرهابي، وما حدث في مصر هو عمل إرهابي. وأضاف أن مقتل السائحين الإسرائيليين هو عمل إرهابي، معقبًا: «هذا إرهاب وليس فيها أي رائحة من الشرف أو البطولة، والاعتداء على أي مدني إسرائيلي أو غير إسرائيلي هو عمل إرهابي ولا نحتاج فتاوى لاعتبار أن المدنيين من المستأمنين». واستكمل أن هذا العمل ضد مصلحة مصر وهو عمل إرهابي، وأي عمل إرهابي بدون أي أسباب أو مماحكات إرهاب، وهناك هطل سياسي يُسمع من البعض ويمجد هذا الفعل الإرهابي الذي حدث في الإسكندرية، مؤكدًا أن المشهد به اكثير من الخفة وهو جنون، والفكر المصري باتجاه القضية الفلسطينية يحتاج إلى ترميم في ظل دخول مجند مصري إلى الحدود مع إسرائيل ويقتل عددًا من العسكريين، وفلسطين في قلب كل مصري وهو أمر محسوم.

ولفت إلى أن الضباط الأحرار وهم مرؤوسون خلال عام 1948 أضاعوا فلسطين، وكذلك وهم رؤساء في عام 1967، فأضاعوها وهم مرؤوسون وأضاعوها وهم رؤساء.

مضامين الفقرة الثانية: توطين الفلسطينيين بسيناء

قال الإعلامي إبراهيم عيسى إن مصادر مصرية رفيعة المستوى حذرت في تصريحات للقاهرة الإخبارية من دفع الفلسطينيين العزل تجاه الحدود المصرية، وتغذية بعض الأطراف لدعوات بالنزوح الجماعي، لا سيما أن الجيش الإسرائيلي دعا الفلسطينيين الفارين من ضرباته الجوية على قطاع غزة بالتوجه إلى مصر.

وعلق بشير عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قائلًا إن الحكومة الإسرائيلية اليمنية المتطرفة الحالية اختزلت حقوق المواطنين الفلسطينيين في المأكل والمشرب والملبس، وبعض الاحتياجات الأخرى مثل الكهرباء والغاز وتوصيل المياه، لكن إسرائيل تغافلت عن الحقوق التاريخية وحقوق الأرض للفلسطينيين وحق عودة اللاجئين، ولذلك يُسوِّق التصور الإسرائيلي عبر تصدير المشكلة بأنه إذا كان العرب يتعاطفون مع الفلسطينيين فما المانع من ذهابهم إلى سيناء وتمتعهم بكل الخدمات الإنسانية.

أبرز تصريحات إبراهيم عيسى:

أي مواجهة لقوات الاحتلال هي عمل مقاوم وشرعي بنسبة %100 وتكفله المواثيق الدولية والإنسانية جمعاء لكن إرهاب المدنيين الإسرائيليين والتعدي عليهم واختطافهم وترويعهم أو جلب مدنيين إسرائيليين إلى غزة عمل إرهابي.

ما فعلته حماس من عملية طوفان الأقصى نصفه مقاومة وعمل شرعي، والباقي من ترويع المدنيين الإسرائيليين وجلبهم إلى غزة عمل إرهابي.

الجزء الأسود من العملية العسكرية أن حماس هي القائم بهذه المقاومة والعملية النبيلة الشريفة عبر متطرفين ومتعصبين تسوقهم مشاعر الغضب والعدوان ويساوون بين المدني والعسكري ويعملون على احتجاز الرهائن وترويعهم.

الفكر المصري باتجاه القضية الفلسطينية يحتاج إلى ترميم في ظل دخول مجند مصري إلى الحدود مع إسرائيل ويقتل عددًا من العسكريين.