يحدث في مصر يناقش محاولات تفريع قطاع غزة وتوطين الفلسطينيين بسيناء وعملية طوفان الأقصى
التاريخ : الأربعاء 11 أكتوبر 2023 . القسم : إقليمي ودولي
مضامين الفقرة الأولى: عملية طوفان الأقصى
قال الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، موجود في مدينة رام الله ولم يغادر إلى موسكو، مبينًا أن أمريكا تقود حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني بأيدي إسرائيلية، مضيفًا أن هناك حرب إبادة حقيقية في قطاع غزة ضد شعب فلسطين، والقصف بشكل عشوائي ووصل حتى لسيارات الإسعاف. وأضاف أنه هناك قيادات فلسطينية أخرى موجودة بالخارج لمحاولة وقف حمام الدم.
وأكد أن الاحتلال عدوان ومحاولة قلب الصورة وكأن ما يحدث بسبب المقاومة الفلسطينية، وهذا غير صحيح وغير عادل، مؤكدًا أننا نعمل بقدر المستطاع بالتنسيق مع مصر والسعودية والأردن على منع تفاقم الموقف. وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تجرنا إلى مربع محاسبة رد الفعل والتغافل عن الفعل نفسه، لافتًا إلى أن جذور الأزمة أساسها هو وجود الاحتلال. وأشار إلى أن إسرائيل قطعت الكهرباء والمياه وأغلقت كل المعابر ما عدا معبر رفح، وشدد على ضرورة توافر المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة في ظل القصف المتواصل للكيان الصهيوني حتى لا تتفاقم الأمور.
وذكر أن إسرائيل تخوض حرب إبادة ضد شعب فلسطين خلال الوقت الحالي بشكل واضح، مؤكدًا أنهم يترقبون الأسوأ بكل مرارة، بعد سماع تصريحات الإدارة الأمريكية، وخروج الرئيس الأمريكي مرتين للحديث في نفس المسألة. وشدد على أن من يقود حرب الإبادة ضد شعب فلسطين هي الإدارة الأمريكية، وإسرائيل مجرد ذراع، والهدف منها تركيع المنطقة العربية ثم العالم الإسلامي كله.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، إن الأوضاع الميدانية في قطاع غزة مؤلمة وكارثية على الأصعدة كافة سواء الناحية الإنسانية أو البنية التحتية أو الصحية. وأضافت أن قطاع غزة يعاني من أزمة حادة بشأن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، نتيجة عدم وجود معبر لإرسال المساعدات. وأشارت إلى مواجهة المستشفيات أزمة حادة بشأن نقص الغازات الطبية مثل الأكسجين، فضلًا عن الحاجة إلى الوقود؛ لتشغيل مولدات الكهرباء داخل المستشفيات لا سيما بعد قطع جيش الاحتلال إمدادات الكهرباء عن القطاع، لافتة إلى نفاد مخزون الوقود بحلول الخميس المقبل.
وأضافت أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يستهدف إبادة الشعب الفلسطيني، مبينة أن هناك عائلات أبيدت بالكامل، موضحة أن القصف لم يقتصر فقط على مناطق محددة وحسب بل طال المنازل والمنشآت العامة والمستشفيات، لافتة إلى خروج 3 مستشفيات عن الخدمة؛ نتيجة الاستهداف المباشر بالطيران على غرار بيت حانون، والشفاء.
وناشدت المجتمع الدولي والأشقاء العرب بالتدخل الفوري لوقف المجزرة والإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، معقبة بأن هذه الإبادة ستكون أكبر خزي وعار في القرن الواحد العشرين. وواصلت المناشدة بضرورة بتوفير ممرات آمنة لتقديم المساعدات الإنسانية، موجهة الشكر إلى الرئيس السيسي والحكومة المصري على الاستجابة إلى قائمة الاحتياجات الفلسطينية لعبورها إلى قطاع غزة، مشددة على ضرورة توفير المساعدات الإنسانية في ظل الأوضاع الراهنة للشعب الفلسطيني.
وقال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، إن سياسة العقاب الجماعي أكثر ما تمارسه إسرائيل تاريخيًا، لافتًا إلى أنها تؤمن بأن العقوبات الجماعية تؤدي لعمليات تأديبية تجاه العناصر التي تحارب من أجل أهداف معينة. وأضاف أن الغريب أن العالم يرى الجانب الواحد فقط بشأن ما جرى للإسرائيليين، لكنه يغض الطرف عما حدث للمدنيين الفلسطينيين.
ونوه بأن الاحتلال صمّ آذانه لعدة سنوات ولم يستمع إلى المطالب الفلسطينية، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية لم تعد قضية تأييد سياسي، بل تحولت إلى تعاطف إنساني.
واعتبر عملية «طوفان الأقصى» نهاية سياسية لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، منوهًا بأنها المرة الأولى التي يتحاوز فيها عدد القتلى الإسرائيليين لعدد شهداء فلسطين. وبيَّن أن أسطورة نتنياهو الشاب الذي عاش في الولايات المتحدة ويتشدد، ثم فوجئنا به في النصف الثاني من التسعينيات، لن تقوم لها قائمة، الأمر لن يحدث غدا أو بعد غد، ولكنه سيستغرق فترة حتى يتحقق. وذكر أن الإسرائيليين سيكتشفون أنهم سيدفعون الثمن، معربًا عن إعجابه ببسالة الشعب الفلسطيني، والقدرة على الصمود والمواجهة وتمسكهم بقضيتهم العادلة؛ رغم تغير الدنيا من حولهم، على مدى العقود الأخيرة.
وقال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، إن عملية طوفان الأقصى ضربت مشروعات تطبيع إسرائيل مع الدول العربية المختلفة، مشيرًا إلى أن تلك المشروعات ستمضي بإيقاع مختلف. وأضاف أن العملية أيقظت أسس القضية الفلسطينية من جديد، وستزرع في الذاكرة الإسرائيلية أمورًا لن تنسى. وذكر أن العملية سترسخ في اللاوعي الإسرائيلي أن المسألة ليست بتلك السهولة، مشددًا في الوقت نفسه على أهمية مراجعة المعسكر الفلسطيني لذاته ووحدة الصف بين أطرافه.
وأكد أن مصر ملتزمة بالثوابت التاريخية في التعامل مع القضية الفلسطينية، قائلًا إن الرئيس الراحل محمد أنور السادات لم يمس الحقوق الفلسطينية عندما وقع اتفاقية السلام مع إسرائيل.
مضامين الفقرة الثانية: توطين الفلسطينيين بسيناء
قال الإعلامي شريف عامر إن مصر بلد كبيرة ولها اتصالاتها السياسية والدبلوماسية، مستنكرًا انتشار أحاديث على منصات التواصل الاجتماعي عن وجود اتفاقات بين حماس والكيان الصهيوني بشأن شن ضربة عسكرية من أجل نقل الغزاويين إلى سيناء، وتفريغ قطاع غزة. وشدد على أن الفلسطيني لن يتخلى عن مسرى النبي ومعراجه ولن يوقع على صفقة أو اتفاقية لتصفية القضية الفلسطينية. ولفت إلى أن الأحاديث المنتشرة على التواصل الاجتماعي انتقلت إلى مرحلة التصريحات الرسمية من الجيش الإسرائيلي، ما استدعى الرد من الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن مصر لن تتخلى عن القضية الفلسطينية وأن الأمن القومي المصري مسؤوليته الأولى، ما تسبب في تراجع التصريحات الإسرائيلية الرسمية.
وقال الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني، إن الهدف من القصف الإسرائيلي هو ترهيب شعب فلسطين، مشيرًا إلى أن هناك مطالبات لمواطني غزة بالخروج، لكن إلى أين سيخرجون فالأمر واضح وهو الخروج إلى مصر وفي هذه الحالة تحقق إسرائيل مخططاتها، قائلًا: «هيهات أن نخرج من أرضنا»، موضحًا أن إسرائيل تريد خنق 2 مليون مواطن فلسطيني داخل قطاع غزة. وشدد على أن شعب فلسطين لن يخرج من أرضه، ومن عليه أن يخرج هو الاحتلال الإسرائيلي فهذه أرض فلسطينية.
وقال العميد خالد عكاشة رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية الحالية كان يسوق قديمًا لمخطط نقل الفلسطينيين إلى سيناء، في مقابل عدم وجود دولة أردنية، ما استدعى إصدار احتجاجًا رسميًا من دولة الأردن تجاه هذ المخطط، مبينًا أن المخطط كان يجري تسويقه في البداية بمغادرة الفلسطينيين من قطاع غزة من دون تحديد الوجهة، ثم لاحقًا جرى الحديث عن أن الوجهة هي سيناء. ولفت إلى أن هذا الأمر استلزم تدخل رسمي من الجهات المصرية في ظل الأعمال الوحشية في قطاع غزة بالتحذير من تفكير الجانب الإسرائيلي أن تكون سيناء طرفًا في هذ الصراع جملة وتفصيلًا، ما تسبب في أن يُصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا رسميًا يتراجع فيه عن التصريحات السابقة.
وأكد أن القيادة المصرية أرسلت تحذيرًا واضحًا وشديد اللهجة بأن سيناء خط أحمر، ولا يمكن أن يكون حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على حسابها، وأشار إلى أن الرئيس أكد أن الأمن القومي المصري مسؤوليته الأولى وهذه رسالة واضحة وصريحة للجميع، مبينًا أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جريمة حرب مكتملة الأركان داخل قطاع غزة.
وأكد السفير محمد كامل عمرو وزير الخارجية الأسبق، أن الاتصال السياسي أو التصرف العقلاني سيكون صعبًا جدًا في الوقت الحالي، مبينًا أن إسرائيل تمارس سياسة ما يُسمى بالعقاب الجماعي ضد الفلسطينيين بقطع المياه والكهرباء والغاز عن قطاع غزة وهذا ممنوع في القانون الدولي إلى جانب أن إسرائيل تمتلك أكثر حكومة متطرفة في التاريخ باعتراف الإسرائيليين. وتابع بأن هناك استنكار من الطريقة الإعلامية الأمريكية التي بها انحياز للجانب الإسرائيلي، متابعًا بأنه في أكثر من هجوم إسرائيلي قتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، ولم نسمع هذه اللهجة الشديدة من العالم وقتها. وأضاف أن جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل استقالت بعد هزيمة 1973والآن نتنياهو يدافع عن بقائه. وشدد على أن المنفذ الوحيد لقطاع غزة هو معبر رفح ولن نشارك في المخطط الإسرائيلي لتفريغ القطاع، ونزوح الفلسطينيين إلى سيناء، ولن تفلح محاولات ضرب معبر رفح من الناحية الفلسطينية.
وقال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، إن معظم الدول تبحث عن أكثر الخيارات نفعًا، منوهًا بأن ظروف الدولة المصرية تدفعها للبحث عن أقل الخيارات ضررًا. وحذر من الدعوات الخاصة بدفع الفلسطينيين نحو الأراضي المصرية؛ وخاصة أن مصر الجائزة الكبرى ويستغلها البعض لتصفية القضية. وأضاف أن فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين، في ظل الحرب الدائرة بقطاع غزة، سيؤدي إلى كارثة حقيقية، وطوفان من البشر، وإثارة لحلم إسرائيلي بنقل الغزاويين إلى سيناء. وذكر أن أحداث عام 2008 أدت إلى دخول 300 ألف فلسطيني عبر المعبر إلى الأراضي المصرية، مشيرًا إلى أن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، صرح بأن بعضهم وصل إلى بني سويف وانتشر في أنحاء الجمهورية.
وبسؤاله عما إذا كان توطين الغزاويين في سيناء يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية، عقب: «يريح إسرائيل، لكن مصر ستدفع أخطر ثمن ممكن تدفعه في تاريخها وهي خريطتها، القاهرة لا تتحمل هذا أبدا، ولن نحل قضية الفلسطينيين على حساب مصر». وأشار إلى أن جامعة الدول العربية منعت في السابق حصول الفلسطينيين عن جنسية أخرى؛ منعا لتصفية القضية.
وشدد على أهمية وضع خطوط حمراء في التعامل مع القضية الفلسطينية، يأتي على رأسها الإيمان بحل الدولتين، واسترداد الشعب الفلسطيني لحقوقه. وذكر أن هناك اتفاقية سلام وحدود معروفة تاريخيًا، قائلًا: «من جانبي أساعد الأخوة بدعم وقوافل غذاء وإعانة، وأتعاطف معهم لأنهم أصحاب قضية ودفاعهم عن أرض محتلة».
أبرز تصريحات شريف عامر:
أحاديث منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي عن وجود اتفاقات بين حماس والكيان الصهيوني بشأن شن ضربة عسكرية من أجل نقل الغزاويين إلى سيناء، وتفريغ قطاع غزة.
الفلسطيني لن يتخلى عن مسرى النبي ومعراجه ولن يوقع على صفقة أو اتفاقية لتصفية القضية الفلسطينية.