صالة التحرير يناقش الذكرى الخمسين لانتصارات حرب أكتوبر
التاريخ : الخميس 12 أكتوبر 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: ذكرى حرب أكتوبر
قال حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، إن الجبهة الداخلية القوية المتماسكة ساعدت في مساندة الجيش المصري في حربها في أكتوبر، وهذا أمر هام في الوقت الحالي، إذ إن الإنتاج الزراعي في مصر تضاعف خلال فترة أكتوبر، لافتًا إلى أن الشعب المصري كان متماسك وقت الحرب وهو ما ساعد الدولة كثيرًا. وأضاف أن خطة حرب أكتوبر جرى وضعها من قبل الفريق أحمد إسماعيل علي، والفريق سعد الدين الشاذلي، والرئيس الراحل محمد أنور السادات، وبدء التنفيذ في السادس من حرب أكتوبر، لافتًا إلى أن الدفعة كانت هائلة يوم السادس من أكتوبر.
وتابع بأن انتصار أكتوبر هو أكبر وأول انتصار قوي وحاسم تحققه القوات المسلحة المصرية منذ حروب إبراهيم باشا، أي أنه منذ زمن محمد علي، قائلًا: «من محمد علي إلى نصر أكتوبر 1973 كانت الانتصارات صغيرة أو انتكاسات في الحرب، ولكن حرب أكتوبر مصر قدمت عمل عسكري عظيم بكافة المقاييس». واستكمل أن مصر دخلت حرب أكتوبر بأسلحة قديمة تعمل منذ الخمسينيات، في ضوء رفض الاتحاد السوفيتي إعطاء مصر أسلحة هجومية في هذه الفترة، فضلًا عن استخدام أسلحة دفاعية، وهي العبقرية المصرية التي حولت تلك الأسلحة لأسلحة هجومية قادرة على هزيمة الجيش الذي يزعم أنه لا يُقهر.
وكشف عن أن الرئيس السادات كان في موقف غاية الصعوبة في ضوء الضغوطات الكبيرة من الشعب المصري حول رغبتهم في تغيير حالة اللاسلم واللا حرب التي تعيشها مصر في تلك الفترة، لافتا إلى أنه كان هناك اقتراحات من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة حول إنهاء الحرب وحصول إسرائيل على سيناء.
وأضاف أن إسرائيل كانت ترفض السلام بعد حرب 1967، وموشيه ديان كان يوافق على حصول مصر على سيناء بدون شرم الشيخ، وأكد أن سلام بدون شرم الشيخ مرفوض، وكانت إسرائيل مهتمة بشكل كبير في الحصول على شرم الشيخ. وتابع بأن الرئيس السادات كان في موقف عصيب أمام المثقفين في مصر، إذ إنه غير قادر على الحرب، فضلًا عن أن إسرائيل ترفض السلام في تلك الفترة، إلا أن مصر نجحت في عمل السلام بعدما انتصرت في الحرب فقط لا غير.
وأشار إلى أن قرار حرب أكتوبر 1973 يحسب للرئيس أنور السادات، بعد معارك سياسية ضخمة واجهته داخليًا وخارجيًا، لافتًا إلى أن ثورة التصحيح كانت أبرز تحدٍ للرئيس محمد أنور السادات داخليًا آنذاك مع علي صبري مساعده في ذلك الوقت.
واستكمل أن طرد الخبراء الروس من مصر في 1972 كانت خطوة مميزة من الرئيس محمد أنور السادات لم يتحدث عنها أحد بشكل كبير، حيث كان يوجد 18 ألف خبير عسكري روسي متواجدين في الجبهة، وفي حالة الفوز في حرب أكتوبر بتواجد الخبراء الروسيين كان الانتصار سيُنسب للاتحاد السوفيتي، كما أن تواجد الخبراء الروسيين يجعل الولايات المتحدة الأمريكية لها الحق في التدخل في الحرب بشكل مباشر.
وكشف عن أنه كان هناك قنوات سرية للتواصل بين السادات والولايات المتحدة الأمريكية وذلك من خلال محمد حافظ إسماعيل، وكان يحمل عروض لأمريكا من أجل السلام، ويحاول استغلال هذا الأمر الآن ضد الرئيس السادات. وأضاف أن الرئيس السادات كان لديه دهاء كبير، إذ إنه أرسل للقوى العظمى في العالم أنه يرغب في السلام، وبالتالي ما يتم قوله إن مصر ترغب في إبادة إسرائيل بالكامل غير صحيح، لا سيما أن مصر كانت ترغب في الحصول على سيناء والجولان لسوريا ويتم تحرير سيناء بالكامل.
وتابع بأن حرب أكتوبر كانت مفاجأة صادمة لدول عديدة، ومنها إسرائيل، إذ إن إسرائيل نفسها مُررت إليها معلومة أن سوريا ومصر ستهاجمان يوم الخامس من أكتوبر من خلال أشرف مروان، ومن ثم ينفي موشيه ديان هذا الأمر، وكل الأقمار الصناعية تكشف أن هناك حشود على الجبهة من الجيش المصري ألا إنهم لم يصدقوا. وذكر أن الرئيس السادات استخدام المناورات في مايو 1973 من أجل ألا تعلم إسرائيل موعد الحرب الرسمية، ولذلك توقيت حرب أكتوبر كانوا يعتقدون أنها مناورة عادية. وأردف أن الدول الغربية صُدمت من قرار حرب أكتوبر، إذ أنهم كانوا يعتقدون أن العرب غير قادرين على هذا الأمر، لافتًا إلى أن إسرائيل ما زالت مصدومة بحرب أكتوبر حتى الآن.
وتحدث عن كيفية شراء مضخات المياه الألمانية من أجل استخدامها في تدمير خط بارليف، في ضوء الاهتمام الكبير من الرئيس السادات بتفاصيل حرب أكتوبر دون أن يعلم أحد. وأضاف أن الاتحاد السوفيتي كان يرفض إعطاء أسلحة هجومية لأي دولة، وإنما تعطي أسلحة دفاعية للدول لتدافع عن حريتها واستقلالها، ومصر دخلت حرب أكتوبر بأسلحة دفاعية. وتابع أن مصر دخلت حرب أكتوبر بطائرات ميج 17 الموجودة في الخدمة منذ عام 1952 أمام أسلحة متطورة للغاية من قبل الجانب الإسرائيلي، إذ إن العبقرية كانت تحويل الأسلحة المصرية الدفاعية لأسلحة هجومية وهزيمة الجيش الذي لا يقهر.
وبيَّن أن تدمير الساتر الترابي جاءت فكرته من خلال خرطوم المياه، وذلك من خلال إنشاء ساتر ترابي في دهشور، فنجحت مصر من خلال خبرة العميد باقي زكي يوسف باستخدام مضحات المياه، وتم شرائهم من ألمانيا، إذ كان هناك مراسل عسكري شهد الماكينة من المطافئ هناك، وجلبها إلى مصر في حقيبة دبلوماسية وتم شرائها من ألمانيا من قبل شركة مساهمة البحيرة على أنه سيتم استخدامها في استصلاح الأراضي.
ولفت إلى أن مصر نجحت في تحقيق أهدافها كاملة في حرب أكتوبر، إذ إن مصر حصلت على سيناء كاملة، وهو ما كانت ترفضه رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير، وموشيه ديان، ولكن مصر نجحت في تحقيق هذا. وأضاف أن المزايدات في حرب أكتوبر في الوقت الحالي، حول أن إسرائيل هي من انتصرت في حرب أكتوبر وليست مصر أمر غير طبيعي وغير صحيح، والدليل على ذلك، حصول مصر على سيناء، وتدمير خط بارليف، وعبور قناة السويس، وكل تلك الأهداف تم تحقيقها بالكامل.
وتابع بأن مصر نجحت من خلال حرب أكتوبر في قطع ذراع إمكانية عبور قناة السويس، وتحطيم خط بارليف بالكامل، والحصول على سيناء كاملة، لافتا إلى أن إسرائيل ما زالت لا تصدق أنها انهزمت في حرب أكتوبر، ولكن سيناء هي أكبر دليل على الهزيمة. واستكمل بأن الرئيس السادات في السادس عشر من أكتوبر أكد في بيانه أن مصر قادرة على الرد على إسرائيل في حال استهداف أي منشآت مدنية، خاصة بعد محاولات إسرائيل من خلال معركة المنصورة، إلا أن الجيش المصري نجح في تدميرهم.
وقال إن تكليفات القائد العام للقائد الأعلى للقوات المسلحة تمثلت في النقاط التالية: كسر جمود إطلاق النار على طول الجبهة، وتكبيد العدو خسائر فادحة، وتحرير الأرض المحتلة على مراحل وفق إمكانات القوات المسلحة، وتعاون الجيش المصري مع الجيش السوري أو منفردًا، وكسر نظرية أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر.
وتابع بأنه في خطاب 16 أكتوبر للرئيس السادات بمجلس الشعب قال إن العين بالعين والسن بالسن، بمعنى أن مصر قادرة على تنفيذ أي عمليات حال قيام إسرائيل بعمل غارات، مشيرًا إلى أن الفريق الشاذلي والجمسي ومحمد علي فهمي والمقاتلون المصريين كانوا هم أساس الحرب والانتصار على العدو.
وشدد على ضرورة تواجد جبهة داخلية قوية بجانب وجود جيش مسلح قوي، والشعب قبل الحرب تحمل ظروفا صعبة في التموين والغذاء وغيره، وكان طلب الشعب وقتها هو الحرب وتحرير الجبهة.
واستكمل: «الشعب المصري في جنازة عبد الناصر كان يردد عبارات «الثأر يا ريس.. نحارب يا ريس»، وحدث حالة مزج شعبي مع القوات المسلحة، مبينًا أن إسرائيل لا تعترف بانتصار مصر في 1973 لكنهم يعتمدون هزيمة مصر في 1956، وهذه حرب إضعاف الروح المعنوية لدى المصريين.
وذكر أن الدور العربي والإفريقي في حرب أكتوبر كان كبيرًا ولا يمكن أن نغفله، وهذا بدأ من مؤتمر القمة العربية في الخرطوم، وكانت البداية في المؤتمر بمصافحة الرئيس عبد الناصر بالملك فيصل.