فاينانشيال تايمز: مصر تزعم أنها حذرت إسرائيل من أن غزة قد «تنفجر» قبل هجوم حماس

التاريخ : الخميس 12 أكتوبر 2023 . القسم : إقليمي ودولي

اهتمت صحيفة فاينانشيال تايمز في تقرير أعده مراسلها سامر الأطرش في دبي بتصريحات مسؤولين لم تسمهم حول تحذير مصر لإسرائيل بأن الأوضاع ستنفجر في غزة. 

قالت المخابرات المصرية مرارًا لإسرائيل إن الوضع في قطاع غزة يمكن أن «ينفجر»، وهي تحذيرات ذهبت أدراج الرياح قبل هجوم حماس المميت على الدولة اليهودية، وفقًا لتصريحات مسؤولين مطلعين على الأمر للصحيفة.

تحذير عام وغير محدد

وقالت تلك المصادر إن التحذيرات لم تكن معلومات استخبارية محددة بشأن هجوم معين. ولكن كما قال أحد الأشخاص إن مصر نقلت بدلًا من ذلك مخاوف من أن «الأمور قد تنفجر بسبب الوضع السياسي والإنساني في غزة». ووصفه المصدر الآخر بأنه «تحذير عام».

ونفت إسرائيل تلقيها تحذيرًا محددًا من هجوم السبت الذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي على الأقل وأثار حربًا مع مقاتلي حماس الذين نفذوا الهجوم متعدد الجوانب. وتقول السلطات الفلسطينية إن أكثر من ألف   شخصًا قتلوا في غزة منذ يوم السبت.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقارير التي تفيد بأنه تلقى تحذيرًا مصريًا محددًا قبل الهجوم بأنه «خاطئ تمامًا» و «أخبار كاذبة تمامًا».

ولفتت الصحيفة إلى أن مصر تشترك في حدود مع غزة في منطقة شمال سيناء، حيث خاضت على مدى العقد الماضي حربًا ضد مقاتلي داعش. ويتمثل خوف المسؤولين المصريين في أن تداعيات الصراع ستمتد عبر الحدود، لا سيما من خلال دفع اللاجئين الفلسطينيين إلى سيناء.

وتمر مصر بأزمة اقتصادية غير مسبوقة في وقت تستعد فيه لانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية أخرى في ديسمبر.

ونقلت الصحيفة عن أحد المطلعين على الأمر قوله «إنها 11 سبتمبر الإقليمية»، وشبهها بهجوم القاعدة على الولايات المتحدة في عام 2001، مضيفًا أن التداعيات على المنطقة الأوسع «يمكن أن تطيح بالحكومات».

لعبت مصر في الحروب الماضية دور الوسيط بين حماس وإسرائيل في محادثات وقف إطلاق النار وقامت بإجلاء ومعالجة الفلسطينيين الجرحى. وكانت أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، في عام 1979، ولها صلات لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الدولة اليهودية.

كما تسمح مصر لحماس بأن يكون لها مكتب سياسي خاضع لمراقبة مشددة في القاهرة، على الرغم من أن الحكومة المصرية لا تزال متشككة بشدة في المسلحين الإسلاميين المرتبطين بتنظيم الإخوان المسلمين.

تمويه حماس

وأشار أحد الأشخاص المطلعين على التحذيرات الموجهة إلى إسرائيل إلى أن قيادتها ربما أصبحت مقتنعة بتقييمها بأن حماس، التي سيطرت على غزة من منافستها فتح في عام 2007 بعد انسحاب إسرائيل، مهتمة بالأساس بتأمين قبضتها على القطاع الساحلي.

في حروبها السابقة مع إسرائيل، كان تقييم إسرائيل هو أن حماس حرضت على القتال للحصول على تنازلات، سواء بشأن إطلاق سراح السجناء أو تخفيف الحصار المعوق الذي فرضته إسرائيل ومصر.

وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية الشهر الماضي أن غزة مستقرة نسبيًا وأن قادة حماس لا يسعون لخوض حرب ويعطون الأولوية لقضايا الحكم والتنمية الاقتصادية.

في الأسابيع التي سبقت هجوم حماس، كانت قطر تتوسط في محادثات لزيادة المساعدات لغزة والسماح لمزيد من سكان غزة بالعمل في إسرائيل.

ومع ذلك، كانت حماس تخطط في الوقت نفسه لهجوم هدد بإحداث اضطرابات في منطقة وقعت فيها عديد من الدول العربية اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل في السنوات الأخيرة.

وفي حين أن دوافع حماس لا تزال غير واضحة، يبدو أن الهجوم محسوب لجر إسرائيل إلى حرب طويلة، وإثارة انتفاضة أخرى في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وربما جذب الفصائل المسلحة المتحالفة في لبنان المجاور وخارجه.

في محادثات بين مسؤولين مصريين وأوروبيين كبار، قالت القاهرة إنها «قلقة للغاية» من انجرار حزب الله إلى القتال، وفقًا لأشخاص مطلعين على تلك المحادثات. وكان التقييم هو أن حزب الله لديه ما يقرب من 100 ألف قذيفة في ترسانته.

وقال علي بركة، قيادي بحركة حماس: «حماس رسمت لنفسها صورة انها عقلانية وغير مهتمة بالحرب على مدى عامين. جعلناهم يعتقدون أن حماس مشغولة بحكم غزة، وأنها تخلت عن المقاومة تمامًا».

وقال في مقابلة مع محطة تلفزيونية عربية «طوال الوقت كانت حماس تستعد سرًا لهذه العملية».

قبل 3 أيام من الهجوم

وفي سياق متصل، اهتمت صحيفة يديعوت أحرونوت بتصريحات رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي بشأن تحذير مصر لإسرائيل قبل هجوم حماس بثلاثة أيام. 

وقالت الصحيفة العبرية إن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، مايكل ماكول، كشف أن مصر حذرت إسرائيل من «مثل هذا الحدث» قبل ثلاثة أيام من بدء الحرب. 

وقال ماكول «نعلم أن مصر حذرت الإسرائيليين قبل ثلاثة أيام من حدوث مثل هذا الهجوم». 

وأضاف: «لا أريد أن أخوض أكثر في تفاصيل سرية، ولكن تم توجيه تحذير. وأعتقد أن السؤال كان على أي مستوى».