فورين بوليسي: معركة إسرائيل وحماس تختبر اتفاقات أبراهام
التاريخ : الخميس 12 أكتوبر 2023 . القسم : إقليمي ودولي
نشرت مجلة فورين بوليسي تقريرًا للكاتب نوسموت غباداموسي يتناول ما إذا كانت الحرب بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل تحمل تداعيات على اتفاقات التطبيع مع إسرائيل.
يشير الكاتب في مستهل تقريره إلى الاجتماع المتوقع اليوم الاربعاء لوزراء خارجية مجلس جامعة الدول العربية في القاهرة لبحث سبل «وقف العدوان الإسرائيلي» على قطاع غزة.
وتقرر عقد الدورة الاستثنائية استجابة لطلب فلسطيني. وندد رئيس جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بـ «العنف من جميع الجهات». وسافر أبو الغيط إلى موسكو يوم الأحد لمناقشة الوضع في غزة مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. واتفقا على الشراكة «لوقف إراقة الدماء».
وقالت القاهرة، التي لعبت تاريخيًا دور الوسيط بين إسرائيل وحماس، إنها حذرت إسرائيل من تصعيد محتمل لحماس في غزة في وقت كانت إسرائيل تركز على العنف في الضفة الغربية. وقال مسؤول مصري لوكالة أسوشيتيد برس: «لقد حذرناهم من ان انفجار الوضع قادم وقريب جدًا وسيكون كبيرًا. لكنهم قللوا من شأن هذه التحذيرات». ونفت الحكومة الإسرائيلية التحذيرات، مدعية أنها «كذبة كاملة».
ووفقًا للكاتب، فإن الدول الأفريقية الوحيدة حتى الآن التي نددت بشدة بهجوم حماس يوم السبت هي كينيا والمغرب، والأخيرة هي الرئيس الحالي لجامعة الدول العربية. وقال موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، إن «إنكار الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وخاصة حقوق الدولة المستقلة وذات السيادة، هو السبب الرئيس للتوتر الإسرائيلي الفلسطيني الدائم».
تأثير محدود
وأشارت المجلة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جعل تعزيز اتفاقات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة أولوية قصوى، وحاول الضغط على الدول الأفريقية لإنشاء سفارات – على نحو مثير للجدل - في القدس.
ولكن في حين أن الاتفاقيات ساعدت في تقليل العداء الرسمي لإسرائيل من الدول الموقعة، إلا أن الاتفاق كان له تأثير محدود على الرأي العام المؤيد للفلسطينيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وأثار القرار الأحادي الجانب الذي اتخذه فقي من الاتحاد الأفريقي بمنح إسرائيل وضع المراقب، ضجة كبيرة وأدى إلى إبعاد مندوب إسرائيلي رفيع المستوى في قمة الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا في شهر فبراير الماضي.
وأدت الحرب المدمرة في السودان إلى تعقيد علاقاتها مع إسرائيل. ووافق السودان يوم الاثنين على تبادل الوفود وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران المتحالفة مع حركة حماس. وقطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع إيران عام 2016 بعد اقتحام السفارة السعودية في طهران.
غضب الشعب المغربي
ولفتت المجلة إلى أن نتنياهو تعهد بأن إسرائيل «سترد بقصف قوي لم يعرفه العدو. سيدفع العدو ثمنًا غير مسبوق». وقد دفعت مثل هذه الكلمات المغاربة إلى التظاهر في العاصمة الرباط لدعم فلسطين ومقاومة التطبيع مع حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة. واتخذت عديد من الجماعات الإسلامية واليسار موقفًا متباينًا تجاه الحكومة المغربية. وأشاد حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي، الذي حظي بأغلبية برلمانية حتى انتخابات 2021، بهجوم حماس ووصفه بأنه «رد فعل طبيعي ومشروع على الانتهاكات اليومية».
كافحت الرباط لحشد الدعم القوي لإسرائيل ضد المعارضة الداخلية. وقام البلدان بتطبيع العلاقات مقابل الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها، حيث تسعى جبهة البوليساريو للاستقلال. ومنذ الاتفاق، كثف المغرب مشترياته من الطائرات المسيرة والمعدات العسكرية الأخرى من إسرائيل، في سباق تسلح مع منافستها الجزائر، التي تدعم فلسطين والبوليساريو.
خلط الأوراق
ونقلت المجلة عن ريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، قوله إن النظام الملكي المغربي بذل جهودًا منسقة للخلط بين الصراع بين إسرائيل وإيران وحماس وصراعها في الصحراء الغربية، موضحًا أن هناك فكرة مفادها أن المغاربة يروجون لأن جبهة البوليساريو لها علاقات مع إيران. وقال لمجلة فورين بوليسي إن الجزائر لها علاقات مع إيران، وبالتالي فإن قتال المغرب في الصحراء الغربية يشبه قتال إسرائيل ضد إيران، ومن الواضح أن هذا خيالي تمامًا.
وقال فابياني: «لا يوجد دليل يذكر على وجود أي صلة بين جبهة البوليساريو والجزائر من ناحية، وإيران ووكلائها من ناحية أخرى، لكنها رواية اكتسبت قدرًا كبيرًا من الزخم في إسرائيل».
جعلت الصلة بين التطبيع والصحراء الغربية من الصعب على عديد من المغاربة معارضة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية علانية. وقال فابياني: «لا تزال هناك هذه الأصوات المعارضة، لكن أصبح من الصعب عليهم على نحو متزايد التعبير عن أنفسهم». وفي المقابل، ساعد موقف المغرب على تعزيز دعم الجزائر للقضية الفلسطينية.
في الأشهر الأخيرة، كانت هناك محادثات مفادها أن اتفاقات إبراهام والتطبيع المحتمل للعلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية يمكن أن يدفع مصر والمغرب إلى التوسط في وقف التصعيد في الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين. لكن مع انتشار القتال واحتمال إعادة احتلال إسرائيل لغزة، فإنه تذكير صارخ بأن اتفاقات إبراهام لن تجلب السلام.